صحيفة البلاد:
2024-07-01@16:46:11 GMT

أين العالم من تكريم الإسلام للمرأة؟

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

أين العالم من تكريم الإسلام للمرأة؟

جاء اعتماد الثامن من مارس كل عام ، يوماً عالمياً للمرأة ،على إثر إضرابات نسائية اختلفت أهدافها ما بين سياسية وإنسانية ،تطالب بحقوق للنساء، وأياً كانت تلك المطالب وأهداف تلك التظاهرات في العالم الغربي ، إلا أنها استوقفت الباحثين والمفكرين لديهم، فوجدوا أنه من المهم أن يكون للمرأة يوماً يناصرونها ،ويطمئنونها بأنهم معها ،يشدُّون على يدها ،ويقفون بجانبها ،ويدللون بذلك على احترامها، وتقدير جهودها وإنجازاتها ،في مختلف المجالات، وفي بعض الدول ،يعتبر هذا اليوم ،إجازة رسمية للنساء العاملات ، وأصبح هذا التاريخ هاماً لدى مؤسسات عالمية ،ففي عام 1975 ،بدأت الأمم المتحدة،الإحتفال بهذا اليوم،بتاريخ الثامن من مارس كل عام ،وبعد ذلك بعامين وتحديداً عام1977، تبنّت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة ، قراراً بإعلان هذ اليوم ، يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة، ثم أصبح الإحتفال بهذا اليوم عالمياً على مستوى الدول.

لاشك أن المرأة هي نصف المجتمع ، وتلد النصف الآخر، فهي كل المجتمع. ولاشك أن كرامتها حق لها لا ينتزعه منها إلا ظالم ، وأنها تستحق أن تكون تاجاً على رؤوس الرجال ،فهي الأم التي كرَّمها الإسلام ، وهي الزوجة التي حفظت الرجل، وهي الإبنة التي أدخلت والدها الجنة، وهي الأم التي وضُعت الجنة تحت قدميها .

المرأة كيان عظيم ، وعمود تتوازن به البيوت ،وتزداد به أمناً وعزّاً ، ولم يغفل الإسلام عن تكريمها، ورفع شأنها، قبل كل المبادرات الغربية. كان لها أياماً وليس يوماً.

الإسلام أعطى المرأة حياةً نابضة بالعزّ والتقدير ومنتهى الاحترام لذاتها ولمالها ولأمومتها وكل حقوقها ، كلما قرأت الآيات الأخيرة في سورة التحريم انبهرت كيف أن الله عزّ وجلّ ضرب مثلين هامين للمؤمنين والكفار نساءً ورجالاً، مهما عظموا ومهما كانوا ، ضربه لهم بنساء ، إذ قال عزّ من قائل : (ضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ(10) وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ(12)، لم يجد القرآن في ضرب المثل بالنساء ،غضاضةً ،أو عيباً ،فالمرأة
في أحوال كثيرة ومنها الدين والأخلاق ،قد تتميَّز وتتفوّق على الرجال، أو تكون نداً لهم ،ويكفيها فخراً وشرفاً ، أنها مربية الأجيال ،وقد قيل عنها أنها حين تهز المهد بيمينها ،فهي تهز العالم بيسارها ، وهي مدرسة يستقي منها المجتمع القيّم والمبادئ والفضيلة . ألم يقل فيها الشاعر: ( ولم أر للخلائق من محل يهذبها كحضن الأمهات ، فحضن الأم مدرسة تسامت بتربية البنين أو البنات ) ،وأنا كامرأة مرت بمراحل عدة ، كنت فيها جميعاً شامخة عزيزة ، لم أر ديناً أو وطناً أعزَّ المرأة كما هي عزيزة في الإسلام وتحديداً هنا في السعودية (الحمد لله لم أضطهد يوماً ولم أحرم من شيء فيه خير لي ولم أقهر أو أجبر على شيء أكرهه) ، وهذا ليس حالي فقط ، بل حال السواد الأعظم من السعوديات من جيلي والأجيال من بعدي ، هناك حالات شاذة ، لكنها ليست قاعدة ، ولا ميزان توزن به مكانة المرأة في السعودية، أقولها وبملء الفم وبأعلى صوت المرأة في بلادي: كل الأيام لها، ولها من المكانة مساحة كبيرة لم تكن لغيرها، من خلال مشاهداتي لبعض المسلسلات أو الأفلام ،وكلنا نعرف أن الإعلام هو مرآة الأمم ، والله أشاهد بعض الصور لحياة النساء عند بعض الجماعات في بعض البلدان ، يأتيني سؤال يفرض نفسه: أين حقوق الإنسان في العالم عن مثل هذه الانتهاكات والظلم ؟! كم حذّر الإسلام من إِحزان المرأة ،وكم أمرَ بالرفق بها ،وكم أشار إلى حفظ حقوقها.

خلاصة القول أيها الأعزاء : جميل أن تُخصص أيام لتكريم بعض الشخصيات مثل الأم والأب والمعلم والمعلمة والمرأة وكبار السن والخدم، لكن الأجمل وما يدعو للفخر، أن الإسلام اهتم بكل هؤلاء وغيرهم ،ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وأولاها اهتماماً ، يكرمها ويعزها به منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وتعاليمه وقوانينه تبقى صامدة لاريب فيها ولا ضعف، وكم أتمنى من واضعي القوانين ، أن يخصصوا يوماً للخدم الذين يلقون كل التكريم في السعودية إلا ما ندر، ويفتقرون لذلك في غيرها، ودمتم.
(اللهم زد بلادنا عزّاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً)

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

وقفة.. الحرب العالمية الثالثة

وقفتنا هذا الأسبوع حضراتكم سوف نتحدث فيها عما وصل إليه العالم جميعه الآن لمنحدر في غاية الأهمية والخطورة، للدرجة التي يمكن معها القول إننا بدأنا فعلا الحرب العالمية الثالثة.

نعم أظن أننا نحن الآن في بدايتها، فما يحدث من مواجهات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من مواجهة مباشرة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة مباشرة مخففة بعض الشيء بين حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي وجماعة أنصار الله (الحوثيين) باليمن، من ناحية ومن خلفهم إيران وروسيا ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي من ناحية أخرى.

ووقوف أمريكا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا، وبعض دول حلف الناتو خلف قوات الاحتلال الصهيوني وما يحدث بسببها من مواجهات في البحر الأحمر والبحر المتوسط ليست بالسهلة والمواجهة الحربية القاسية أيضا بين روسيا تدعمها دول أهمها الصين وكوريا الشمالية من ناحية وأوكرانيا من ناحية أخرى تدعمها أمريكا ودول حلف الناتو، واهتمام أغلب شعوب العالم بما يدور من رحى في فلسطين وأوكرانيا بل انقسامه في تأييد ذلك أو ذاك.

وإن كانت أغلب شعوب العالم الآن تقف بجانب أشقائنا الفلسطينيين واضح جدا من المظاهرات اليومية التي تحدث في كثير من دول العالم، وخاصة اعتصامات ومظاهرات طلبة الجامعات في جميع انحاء العالم، وكم القتل والتدمير الناتج عن الطائرات الحربية والمسيرة خاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة وأوكرانيا، ووقوف وصمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة القتل الصهيونية.

رغم كمية الصواريخ والقنابل التي تطلق يوميا من طائرات المعتدى الصهيوني، بشكل أبهر العالم أجمع تأكيدا للآية القرآنية الكريمة، بسم الله الرحمن الرحيم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" صدق الله العظيم آية رقم 60 من سورة الأنفال، لهو تأكيد على عظمة القرآن الكريم وما تحقق من صمود المقاومة الفلسطينية لمدة تسعة أشهر تقريبا برغم بدائية السلاح المستخدم.

أمام أقوى الأسلحة الأمريكية والأوروبية، مع خطط تحرك ومواجهة رائعة للغاية جعلت المعتدي الصهيوني يغرق في مستنقع غزة، وبشكل يؤكد انتصار المقاومة الفلسطينية الباسلة حتى ولو لم تتوقف الحرب الآن ولكنها في جميع الحالات أصبحت محققة لانتصار رائع بصمودها الأسطوري، شعر به الكثير من الإسرائيليين الآن الذين شعروا بحجم الخسارة اليومية في البشر والآلات الحربية، وأدركوا ما فعله نتنياهو بهم الذى أغرق الإسرائيليين ماديا وعسكريا واقتصاديا وبشريا، بالشكل الذى أصبح معه يمثل عبئا على الإسرائيليين وحلفائه من الأمريكان ودول حلف الناتو التي أصبحت شريكة له في الهزيمة بكل تأكيد.

ويستمر نتنياهو في الغرق وإغراقهم معه للدرجة التي أصبح بالفعل لا يعلم إلى أين يسيرون ومتى تنتهى هذه الحرب؟ لكن المؤكد أنهم جميعا خاسرون ويخسرون هم ومن يواليهم، والمشكلة هنا أن العالم كله الآن يتأثر بتلك الحروب الفاشلة، التي لم تفد أحدا بل يغرق معها قادتها كل يوم أكثر وأكثر، ونحن ننتظر متى ستنتهى تلك المهازل التي نتائجها أصبحت بالفعل نتائج حرب عالمية ثالثة بالفعل.

إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ندعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

اقرأ أيضاًروسيا تحذر فرنسا من الحرب العالمية الثالثة إذا تدخلت في أوكرانيا

عرض فيلم الحرب العالمية الثالثة بالمركز الثقافي الروسي.. السبت المقبل

مقالات مشابهة

  • القومي للمرأة ينظم حفل تخرج للمشاركين والمشاركات فى البرنامج التدريبى "الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال"
  • مصر.. محاولة اختطاف طفل من أمه والمتهمة تدلي بأقوالها (فيديو)
  • وقفة.. الحرب العالمية الثالثة
  • «العمل» تناقش "أثر المساواة بين الجنسين على التنمية" في أحد مصانع المنيا
  • 30 يونيو نقطة تحول في حياة "عظيمات مصر" .. مكاسب للمرأة في عهد تمكينها
  • وزارة العمل تنظم ندوة بعنوان "أثر المساواة بين الجنسين على تنمية المجتمع" بالمنيا
  •  شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام
  • ارتفاع حاد في عدد الأيام شديدة الحرارة في أكبر عواصم العالم
  • أمريكا تعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار لمن يصل ل ”المرأة الأخطر في العالم”..والكشف عن الجريمة المتورطة فيها
  • العصر الذهبى للمرأة.. 50 تكليفاً رئاسياً و٢٦ قانوناً وتعديلاً تشريعياً لتمكين المرأة