صحيفة البلاد:
2025-04-26@10:31:58 GMT

أين العالم من تكريم الإسلام للمرأة؟

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

أين العالم من تكريم الإسلام للمرأة؟

جاء اعتماد الثامن من مارس كل عام ، يوماً عالمياً للمرأة ،على إثر إضرابات نسائية اختلفت أهدافها ما بين سياسية وإنسانية ،تطالب بحقوق للنساء، وأياً كانت تلك المطالب وأهداف تلك التظاهرات في العالم الغربي ، إلا أنها استوقفت الباحثين والمفكرين لديهم، فوجدوا أنه من المهم أن يكون للمرأة يوماً يناصرونها ،ويطمئنونها بأنهم معها ،يشدُّون على يدها ،ويقفون بجانبها ،ويدللون بذلك على احترامها، وتقدير جهودها وإنجازاتها ،في مختلف المجالات، وفي بعض الدول ،يعتبر هذا اليوم ،إجازة رسمية للنساء العاملات ، وأصبح هذا التاريخ هاماً لدى مؤسسات عالمية ،ففي عام 1975 ،بدأت الأمم المتحدة،الإحتفال بهذا اليوم،بتاريخ الثامن من مارس كل عام ،وبعد ذلك بعامين وتحديداً عام1977، تبنّت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة ، قراراً بإعلان هذ اليوم ، يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة، ثم أصبح الإحتفال بهذا اليوم عالمياً على مستوى الدول.

لاشك أن المرأة هي نصف المجتمع ، وتلد النصف الآخر، فهي كل المجتمع. ولاشك أن كرامتها حق لها لا ينتزعه منها إلا ظالم ، وأنها تستحق أن تكون تاجاً على رؤوس الرجال ،فهي الأم التي كرَّمها الإسلام ، وهي الزوجة التي حفظت الرجل، وهي الإبنة التي أدخلت والدها الجنة، وهي الأم التي وضُعت الجنة تحت قدميها .

المرأة كيان عظيم ، وعمود تتوازن به البيوت ،وتزداد به أمناً وعزّاً ، ولم يغفل الإسلام عن تكريمها، ورفع شأنها، قبل كل المبادرات الغربية. كان لها أياماً وليس يوماً.

الإسلام أعطى المرأة حياةً نابضة بالعزّ والتقدير ومنتهى الاحترام لذاتها ولمالها ولأمومتها وكل حقوقها ، كلما قرأت الآيات الأخيرة في سورة التحريم انبهرت كيف أن الله عزّ وجلّ ضرب مثلين هامين للمؤمنين والكفار نساءً ورجالاً، مهما عظموا ومهما كانوا ، ضربه لهم بنساء ، إذ قال عزّ من قائل : (ضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ(10) وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ(12)، لم يجد القرآن في ضرب المثل بالنساء ،غضاضةً ،أو عيباً ،فالمرأة
في أحوال كثيرة ومنها الدين والأخلاق ،قد تتميَّز وتتفوّق على الرجال، أو تكون نداً لهم ،ويكفيها فخراً وشرفاً ، أنها مربية الأجيال ،وقد قيل عنها أنها حين تهز المهد بيمينها ،فهي تهز العالم بيسارها ، وهي مدرسة يستقي منها المجتمع القيّم والمبادئ والفضيلة . ألم يقل فيها الشاعر: ( ولم أر للخلائق من محل يهذبها كحضن الأمهات ، فحضن الأم مدرسة تسامت بتربية البنين أو البنات ) ،وأنا كامرأة مرت بمراحل عدة ، كنت فيها جميعاً شامخة عزيزة ، لم أر ديناً أو وطناً أعزَّ المرأة كما هي عزيزة في الإسلام وتحديداً هنا في السعودية (الحمد لله لم أضطهد يوماً ولم أحرم من شيء فيه خير لي ولم أقهر أو أجبر على شيء أكرهه) ، وهذا ليس حالي فقط ، بل حال السواد الأعظم من السعوديات من جيلي والأجيال من بعدي ، هناك حالات شاذة ، لكنها ليست قاعدة ، ولا ميزان توزن به مكانة المرأة في السعودية، أقولها وبملء الفم وبأعلى صوت المرأة في بلادي: كل الأيام لها، ولها من المكانة مساحة كبيرة لم تكن لغيرها، من خلال مشاهداتي لبعض المسلسلات أو الأفلام ،وكلنا نعرف أن الإعلام هو مرآة الأمم ، والله أشاهد بعض الصور لحياة النساء عند بعض الجماعات في بعض البلدان ، يأتيني سؤال يفرض نفسه: أين حقوق الإنسان في العالم عن مثل هذه الانتهاكات والظلم ؟! كم حذّر الإسلام من إِحزان المرأة ،وكم أمرَ بالرفق بها ،وكم أشار إلى حفظ حقوقها.

خلاصة القول أيها الأعزاء : جميل أن تُخصص أيام لتكريم بعض الشخصيات مثل الأم والأب والمعلم والمعلمة والمرأة وكبار السن والخدم، لكن الأجمل وما يدعو للفخر، أن الإسلام اهتم بكل هؤلاء وغيرهم ،ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وأولاها اهتماماً ، يكرمها ويعزها به منذ بدء الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وتعاليمه وقوانينه تبقى صامدة لاريب فيها ولا ضعف، وكم أتمنى من واضعي القوانين ، أن يخصصوا يوماً للخدم الذين يلقون كل التكريم في السعودية إلا ما ندر، ويفتقرون لذلك في غيرها، ودمتم.
(اللهم زد بلادنا عزّاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً)

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

أبوظبي تستضيف مؤتمراً لتسريع التمكين الاقتصادي للمرأة

تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، نظمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام ووزارة الخارجية، مؤتمر «تمكينها» في العاصمة أبوظبي، للاحتفال بإطلاق برنامج «تسريع التمكين الاقتصادي للمرأة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية» الذي عقد في إطار الشراكة الاستراتيجية الرائدة بين دولة الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
عقد المؤتمر في الاتحاد النسائي العام، أمس، بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، وعلياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، وأحمد جاسم الزعابي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، والشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية.
ويعد هذا المؤتمر باكورة المؤتمرات السنوية التي ستُنظم تباعاً، ضمن التعاون العالمي الذي تقوده دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم المرأة في المجال الاقتصادي.
وركز المؤتمر على تعزيز فرص العمل، وتوسيع فرص ريادة الأعمال، ودفع عجلة النمو الاقتصادي الشامل والمستدام للمرأة، لا سيما في الأسواق الناشئة.
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن أهداف هذا المؤتمر تعكس رؤية دولة الإمارات، والتي تقوم على تعزيز الترابط، وفتح آفاق واسعة من الفرص، وبناء جسور التواصل والتعاون بين الشعوب، بما يخلق مناخاً متجدداً من النمو والازدهار المشترك.
وقال: «في ظل الرؤية المستقبلية والطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، تواصل دولة الإمارات نهجها الراسخ في تعزيز تمكين المرأة، باعتباره محركاً أساسياً لمستقبل أكثر استدامة وازدهاراً، وانطلاقاً من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، يجدد سموه التزامه بدعم وتوسيع نطاق المبادرات والبرامج التي تفتح آفاقاً أوسع لمشاركة المرأة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، إيماناً منه بأن التعاون المستمر ومد جسور الشراكة الدولية هما السبيل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو التنمية والرخاء».
وأضاف: «أود أن أعبر عن جزيل الشكر والتقدير والامتنان لصاحبة الفضل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، التي كرّست جهودها المخلصة وعطاءها المتواصل لتمكين المرأة والطفل في دولة الإمارات وخارجها، وكانت شريكةً حقيقيةً في مسيرة البناء والتنمية إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات «طيب الله ثراه»، الذي رسّخ مبكراً مبدأ تمكين المرأة كركيزة أساسية في نهضة المجتمع».
من جهتها قالت نورة بنت محمد الكعبي، في كلمتها إن هذا الحدث يجسد اللقاء الدولي الرفيع، روح التعاون والشراكة الـعالمـية مـن أجـل تـمكين المـرأة وتـعزيـز أدوارهـا فـي مـجتمعاتـها واقـتصاداتـها، وإنـه لمـن دواعـي الفخـر أن نـحتفي الـيوم بـإطـلاق بـرنـامـج «تسريع التمكين الاقتصادي للمرأة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية».
إن انعقاد هذا المؤتمر برعاية الإمارات واستضافة الاتحاد النسائــي العام، يبعث برسالة واضحة للعالم مفادها أن التمكين الحقيقي للمرأة هو مفتاح للتنمية المستدامة والسلام المجتمعي والازدهار الاقتصادي ويحتاج منا جميعاً التعاون والشراكات.
من ناحيته، قال أحمد جاسم الزعابي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي إن تمكين المرأة ليس مجرد هدف اقتصادي، بل ضرورة استراتيجية لتحفيز النمو وتعزيز تنافسية أبوظبي على الساحة العالمية، وفي دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، نعمل على دمج مبادئ الشمول في الهيكل الأساسي لنموذجنا الاقتصادي، بهدف تسريع التنويع، واستحداث محركات جديدة للنمو، وتعزيز التنافسية المستدامة.
وأضاف أن الدائرة تعمل على دعم مشاركة المرأة في القطاعات الاقتصادية الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، لتكون جزءاً فاعلاً في مسيرة الابتكار وتعزيز الإنتاجية.
بدورها قالت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام في كلمتها إن هذا المؤتمر يعكس إلتزام دولة الإمارات الراسخ بدعم قضايا المرأة وتمكينها على مستوى العالم، وذلك في ظل القيادة الرشيدة، والرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وتُجسد هذه المبادرة رؤية الدولة في تعزيز المشاركة العادلة والفاعلة للمرأة، خصوصاً في المجال الاقتصادي، باعتبارها دعامة أساسية لتحقيق التوازن بين الجنسين وتسريع وتيرة التنمية المستدامة حول العالم.

مقالات مشابهة

  • الرجل والمرأة في الإسلام.. بين تساؤلات الماضي والحاضر
  • منال بنت محمد: الإمارات ملتزمة ببناء مستقبل رقمي مُمَكّن للمرأة
  • منال بنت محمد: الإمارات ملتزمة ببناء مستقبل رقمي عادل للمرأة
  • إحسان غالي: المرأة السيناوية شريك أصيل في التنمية والقيادة
  • أبوظبي تستضيف مؤتمراً لتسريع التمكين الاقتصادي للمرأة
  • عدالة توزيع الميراث والمتاجرة بالمرأة
  • وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
  • وكيل الأزهر يستقبل رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجيبوتي لبحث سبل التعاون المشترك
  • نائب محافظ الإسماعيلية يشارك في احتفالية تكريم الأمهات المثاليات 2025
  • نائب محافظ الإسماعيلية يشهد الاحتفال السنوي لتكريم الأمهات المثاليات لعام ٢٠٢٥