أطلقت مؤسسة دبي للمستقبل أمس “تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية لعام 2024″، الذي تستعرض فيه أهم الفرص العالمية الواعدة لتصميم مستقبل الحكومات والاقتصادات والقطاعات الحيوية، وأبرز التحولات والابتكارات والتوجهات الكبرى في أهم المجالات التي تهم مستقبل الإنسان.

ويهدف التقرير إلى مشاركة الأفكار والرؤى المستقبلية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية كافة، وبما يسهم في توحيد الجهود وتعزيز النمو والازدهار وتحسين جودة الحياة لمجتمعات العالم.

وتم تصنيف الفرص الخمسين الواردة في التقرير ضمن 5 محاور رئيسية تشمل: الصحة، والطبيعة والاستدامة، وتمكين المجتمعات، وتحسين الأنظمة، والابتكارات المستقبلية. كما تم استخلاص الفرص بناء على 4 فرضيات تشمل: حياة أطول وأكثر صحة لأفراد المجتمعات، واستمرار ظاهرة التغير المناخي، واتساع فجوة عدم المساواة بين المجتمعات والدول، واستمرار تسارع التقدم التكنولوجي.

وأكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن التحديات والتغيرات المتسارعة تفرض على حكومات ومجتمعات العالم التصرف بشكل سريع وفعال للتجاوب معها، وأن النظرة الإيجابية نحو الفرص الجديدة والاستعداد للاستفادة منها وتوظيفها هي حجر الأساس للنجاح في الاستعداد للمستقبل واستباق تحولاته.

وقال: “من الطبيعي أن تصبح هذه التحولات السريعة والجذرية فرصاً للبعض، لكنها قد تتحول أيضاً إلى تحديات كبيرة للبعض الآخر، والمهم هنا أن يتم تحديد هذه الفجوات والعمل على سدها بأفضل وأسرع طريقة ممكنة. وبما أن الفرص تولد من التحديات فلا بديل عن مواصلة التقدم والعمل والشعور بالتفاؤل والأمل بغدٍ أفضل. وهذا ما يدفعنا إلى تطوير أفكار جديدة حول كيفية العيش مع بعضنا، والاهتمام بكوكبنا، وتنمية اقتصادنا، وتحسين جودة حياتنا”.

ويأتي إطلاق هذا التقرير ضمن سلسلة التقارير المعرفية التي تصدرها مؤسسة دبي للمستقبل، والتي كان آخرها تقرير “10 توجهات كبرى تصمم مستقبل العالم في 2024” الذي تم إطلاقه ضمن أعمال “القمة العالمية للحكومات 2024” الذي استضافته دبي فبراير الماضي.

 

فرص واعدة في مجال الصحة

وتناول “تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية” العديد من الفرص الواعدة في محور الصحة، من أهمها إنشاء بنك عالمي للبيانات البكتيرية لتوفير علاجات للأمراض المزمنة، وأن تصبح الملابس مسؤولة عن توفير المغذيات التي نحتاجها في المستقبل، وقدرة الروبوتات النانوية على تجديد العضلات والوقاية من شيخوختها، وتطوير تقنيات طباعة الأعضاء البشرية، وتصميم خدمات طب الأشعة وفق البيانات الصحية لكل مريض، والاستفادة من التجارب الفضائية لتطوير أساليب جديدة في التعامل مع الشعور بالوحدة على الأرض، والاستفادة من موارد المحيطات في تطوير قطاعي الدواء والغذاء، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة لتعويض حاسة اللمس.

 

الطبيعة والاستدامة

واستعرض التقرير أيضاً فرصاً مستقبلية متنوعة في محور الطبيعة والاستدامة، منها تخفيف تلوث الهواء داخل وخارج المباني في المدن، والقدرة على توفير مياه شرب نقية ومستدامة إلى الأبد، وتسريع نمو الأشجار والنباتات، وإعادة تصميم السياسات البيئية، واستخدام حركة المد والجزر كمصدر لتوليد الطاقة.

 

تمكين المجتمعات

وتطرق التقرير كذلك إلى عدد من الفرص المهمة في محور تمكين المجتمعات بما في ذلك توظيف التحول الرقمي لإحياء الثقافة والفنون، وتوظيف تقنيات الواقع المعزز لتحسين جودة حياة المجتمعات، وتبني منهجية جديدة لتعزيز الصحة النفسية، وإتاحة حلول الذكاء الاصطناعي للجميع لتعزيز الابتكارات المسؤولة اجتماعياً، والاستفادة من قصص النجاح المتميزة في مجالات التنمية في مختلف المجتمعات.

 

تحسين الأنظمة

واستعرض “تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية” ضمن هذا المحور مجموعة من الفرص المستقبلية منها توظيف المصارف المركزية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لمراقبة التحولات الاقتصادية بشكل فوري وتبني سياسات نقدية متطورة، ومواكبة التقنيات الجديدة في مجال جمع البيانات وتخزينها، ودور الذكاء الاصطناعي التوليدي في أتمتة المهام القانونية والقضائية، وإشراك المجتمع في تصميم الإجراءات والقوانين، وتسريع عملية تطوير الأدوية واللقاحات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحويل الحمض النووي وسائط تخزين للمعلومات في المستقبل، وتبني أساليب جديدة لتمويل البحث العلمي، وقدرة الأجهزة على تحقيق اكتفاءها الذاتي من الطاقة، والاستفادة من الدراسات المستقبلية في رسم السياسات الخارجية للدول، وإمكانية الاتفاق على آليات إصدار رخصة تجارية عالمية ليتمكن جميع البشر من تأسيس أعمالهم الخاصة في كل دول العالم بخطوة واحدة فقط.

 

الابتكارات المستقبلية

وشملت فرص المحور الأخير ابتكار نماذج عالمية للتعليم مختلفة عن الأنظمة التقليدية، وتطوير تكنولوجيا متقدمة لتعويض الحواس البشرية، والاستفادة من تسارع تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإعادة ابتكار البطاريات لتوفير الطاقة في كل الأوقات في المناطق النائية، والاستفادة من الطاقة الشمسية بدلاً من الكهرباء ووقود السيارات، وتحويل أوقات النوم إلى فترة للتعلم واكتساب المعرفة، وتطوير أجهزة ذاتية الصيانة، وتوظيف النماذج اللغوية الكبيرة والعلوم مفتوحة المصدر، وتحويل مخلفات الطعام إلى مواد بلاستيكية عضوية، وتطوير قدرة حواسيب المستقبل لتصبح أسرع بملايين الأضعاف، والاستفادة من تطور تقنيات الاتصال وتوفيرها في أي مكان حول العالم.

 

10 توجهات كبرى

كما استعرض “تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية” أبرز 10 توجهات كبرى سترسم ملامح مستقبل هذه الفرص وتحولها إلى واقع حقيقي، وتشمل هذه التوجهات: ثورة المواد، وإتاحة البيانات للجميع بلا حدود، وتزايد الثغرات التكنولوجية الأمنية، وتطوّر تقنيات الطاقة، وإدارة الأنظمة البيئية، ونمو اقتصادات الأعمال المستقلة، وتسارع الانتقال إلى الواقع الرقمي الجديد، والأتمتة والتعايش مع الروبوتات، وإعادة تحديد الأهداف الإنسانية، وتزايد الاهتمام بالصحة المتقدمة والتغذية.

 

قطاعات حيوية

ويتناول التقرير تأثير الفرص المستقبلية في أكثر من 40 قطاعاً حيوياً بما في ذلك الصحة والفضاء والطاقة والنقل والبيانات والاقتصاد. وتم إعداد التقرير بالتعاون مع 25 خبيراً عالمياً وعدد من شركاء مؤسسة دبي للمستقبل من المؤسسات الحكومية والخاصة والأكاديمية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

شرطة دبي تُخرج الدفعة الأولى من دبلوم “استشراف الجاهزية المستقبلية”

 

شهد سعادة اللواء أحمد محمد رفيع، مساعد القائد العام لشؤون الإدارة في شرطة دبي، تخريج الدفعة الأولى من الدبلوم المهني لاستشراف الجاهزية المستقبلية، الذي نظمته شرطة دبي مُمثلة في مركز استشراف المستقبل، بالتعاون مع جامعة الشارقة والإدارة العامة للتدريب.
وسلم سعادة اللواء أحمد محمد رفيع، الشهادات إلى الخريجين البالغ عددهم 29 خريج من مختلف الإدارات العامة ومراكز الشرطة، بحضور العميد الشيخ محمد عبدالله المعلا، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة بالوكالة، والعميد الدكتور صالح الحمراني، مدير الإدارة العامة للتميز والريادة بالنيابة، والعقيد الدكتور حمدان أحمد حمدان الغسيه، مدير مركز استشراف المستقبل بالوكالة، ونائبه بالوكالة المقدم عمر خليفه بالعبيدة السويدي، ومديري الإدارات الفرعية ورؤساء الأقسام بالمركز، وعدد من الضباط والمدنيين.
وأكد اللواء أحمد رفيع أن استشراف المستقبل في العمل الشرطي أصبح يلعب دوراً مهماً في عملية صنع القرار والتنبؤ الأمني، واستباقية الحد من الجريمة، ومعرفة تطور المؤشرات، وكيفية وضع السيناريوهات التي تُمثل أحد أدوات استشراف المستقبل.
وقال اللواء أحمد رفيع إن مثل هذه البرامج المهنية التخصصية تمثل الأرضية الصلبة لصنع القرار، والتنبؤ بالمتغيرات، مما يعزز القدرات الأمنية على فهم المشاكل وطرح الحلول والتدخل المُبكر لاحتواء التداعيات والتصدي للأزمات.
ومن جانبه، قال العقيد الدكتور حمدان الغسيه، إن شرطة دبي تسعى دائماً إلى تأهيل منتسبيها في مجال استشراف المستقبل لتوفير الكوادر التخصصية، مما يساعد على إحداث نقلة نوعية في العديد من المجالات المهمة خاصة في عملية صنع القرار، والتخطيط، والتنبؤ، والإنذار المبكر، وغيرها من المجالات المهمة اللازمة لمواجهة التحديات، والسيطرة على المتغيرات.
وأوضح العقيد حمدان الغسيه أن الدبلوم المهني لاستشراف الجاهزية المستقبلية يهدف إلى اكساب المُنتسبين المعارف الأساسية، والأساليب الاستشرافية، والحسابات الكمية والكيفية، التي تمكنهم من تحليل المتغيرات الأمنية، وتفهم أبعاد الظَّواهر المجتمعية لتعزيز القدرات التخطيطية، بالإضافة الى تعريفهم بأهمية النظريات المستقبلية التي يمكن أن تستخدم في مختلف الأعمال الشرطية.


مقالات مشابهة

  • شراكة عالمية بمجال الذكاء الاصطناعي بين “إم جي إكس” و”بلاك روك” و”جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز” و”مايكروسوفت”للاستثمار في مراكز البيانات
  • شراكة عالمية جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي بين “إم جي إكس” و”بلاك روك” و”جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز” و”مايكروسوفت” للاستثمار في مراكز البيانات
  • “العالمي للتنقل الذكي” يستعرض الإنجازات الأخيرة في القطاع
  • “دبي للمستقبل” تطلق تقرير استشراف التوجهات العالمية لمؤشرات قياس الناتج المحلي الإجمالي
  • “الطاقة والبنية التحتية” تستعرض مبادراتها الاستراتيجية في المؤتمر العالمي للمرافق
  • الطاقة النووية في جنوب أفريقيا “فرصة” لحل أزمتي الكهرباء والبطالة
  • 50 فرصة عالمية لتصميم مستقبل الشباب
  • طرح 10 فرص واعدة في الصناعات التحويلية باستثمارات تتجاوز 166 مليون ريال
  • شرطة دبي تُخرج الدفعة الأولى من دبلوم “استشراف الجاهزية المستقبلية”
  • التجارة الإلكترونية.. الفرص والتحديات والرؤى المستقبلية