رأس الحكمة فاتحة خير.. خبير اقتصادي: قرارات البنك المركزي تنهي أزمة الدولار
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
قال محمد عبدالهادي، الخبير الاقتصادي ومحلل أسواق المال، إن صفقة مشروع رأس الحكمة البالغة قيمتها 35 مليار دولار "فاتحة خير مشجعة" للاقتصاد المصري، وقرار البنك المركزي اليوم حل أزمة نقص الدولار.
وأكد "عبد الهادي" أن سعر صرف الجنيه أمام الدولار بدأ في الانخفاض التدريجي، وما يحدث الآن هو تذبذب بسبب عملية العرض والطلب وتوقعات الوصول إلى سعر معقول.
وأكد أن الفترة القادمة سنشهد استقرارًا ولكن سيكون هناك موجات من ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن المضاربة على الدولار في السوق الموازية أثرت على السلع والأسعار، ولكن الفترة القادمة ستشهد بعض الاستقرار.
ونوه إلى أن قرار البنك المركزي بتحديد سعر الصرف بما يتماشى مع آليات السوق ورفع أسعار الفائدة بنسبة 6%، ويسهم في زيادة تحويلات المصريين بالخارج، والتي قد تتجاوز 32 مليار دولار مستقبلًا، حسب تأكيده.
وقال "عبدالهادي" في تصريحات تليفزيونية لبرنامج "أرقام وأسواق" المذاع على قناة "أزهري"، إن هذه القرارات تسهم في القضاء على الأسواق الموازية، مضيفًا أن عملية التحرير الكامل لسعر الصرف ستساعد في تحقيق التوازن بين الأسعار والأسواق من قبل الدولة المصرية، وأن السوق الرسمية أعلى من السوق الموازية، ويبلغ سعر الدولار الواحد في السوق الرسمي 50 جنيهًا في السوق الموازية وسينخفض بشكل متزايد.
وأوضح أن قرار البنك المركزي بتحديد سعر الصرف وفقًا لآلية السوق ورفع أسعار الفائدة بنسبة 6% "كان متوقعًا، لكن التوقيت لم يكن معروفًا"، مضيفا أن ما حدث لم يكن تعويمًا لسعر الصرف، بل كان تخفيضًا لقيمة الجنيه وتحريرًا لسعر الصرف لضبط قيمة الجنيه في الجهاز المصرفي، مؤكدًا أن القرار كان إيجابيًا ويسهم في انخفاض الأسعار.
وأشار إلى أنه بعد بدء تحرير سعر الصرف في عام 2016 وارتفاعه إلى ما يقرب من 20 جنيهًا للدولار في البنوك، بدأ سعر الدولار في الانخفاض تدريجيًا، ووفقًا لقرار مجلس الوزراء سيتم تحرير سعر الصرف بشكل كامل وتركه يتماشى مع آلية العرض والطلب.
وأوضح أن القرار يحتوي على العديد من العناصر الإيجابية من الناحية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن تحويلات المصريين بالخارج وصلت إلى 32 مليار دولار، ولكن بسبب مشكلة سعر الصرف انخفضت هذه التحويلات إلى 12 مليار دولار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البنك المركزي قرار البنك المركزي البنك المركزي المصري قرار اجتماع البنك المركزي اليوم قرارات البنك المركزي اجتماع البنك المركزي البنك المركزي سعر الفائدة اجتماع البنك المركزى اليوم اجتماع البنك المركزي المصري فائدة البنك المركزي قرار البنك المركزي اليوم قرار البنك المركزي المصري ملیار دولار سعر الصرف إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي يقترح ضريبة موحدة لتخفيف أعباء المستثمرين وتحفيز بيئة الأعمال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
طرح الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، رؤية متكاملة تهدف إلى تهيئة مناخ أكثر جذبًا للاستثمار في مصر، من خلال تبسيط الإجراءات المالية على المستثمرين.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن من أبرز المقترحات المطروحة استبدال الرسوم التي تفرضها الجهات والهيئات الحكومية المختلفة بضريبة إضافية موحدة تُحسب من صافي الربح، بما يسهم في تخفيف الأعباء الإجرائية عن المستثمرين، وتعزيز القدرة على التخطيط المالي طويل الأجل داخل الشركات.
وقال "السيد" إن هذا التوجه يعكس سعي الدولة المستمر لتحسين بيئة الأعمال وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، عبر إجراءات من بينها تسهيل التراخيص، وتقديم الحوافز، وتطوير المنظومة الضريبية بما يجعلها أكثر وضوحًا واستقرارًا.
نظام موحد لتحصيل الضرائب: مقترح لتقليل التشتت وتحقيق الشفافيةوأوضح الدكتور عبدالمنعم السيد أن الخطة المقترحة تقوم على عدة محاور، أهمها توحيد جهة التحصيل وتدشين "منصة الكيانات الاقتصادية" التي تهدف إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمستثمرين، وتيسير الإجراءات المتعلقة بالفحص والتحصيل والرقابة.
وأضاف أن النظام الجديد يتضمن تحديد نسبة ضريبية واحدة تُضاف إلى ضريبة الدخل على الشركات، بحيث يدفع المستثمر رقمًا محددًا وثابتًا يمثل كافة الالتزامات المالية دون الحاجة للتعامل مع تعدد الرسوم والجهات. ولفت إلى أن الشركات في مصر تدفع حاليًا ضريبة دخل نسبتها 22.5% وفقًا لقانون الضرائب رقم 91 لسنة 2005 وتعديلاته، إلى جانب رسوم سنوية ثابتة مثل المساهمة التكافلية (2.5 في الألف من إجمالي الإيرادات)، فضلًا عن رسوم التراخيص والتصاريح والدمغة وتكاليف الفاتورة الإلكترونية وغيرها، وهو ما يمثل عبئًا متكررًا ومعقدًا على الشركات.
البنية الرقمية متوفرة والفرص مواتية للتطبيقورغم أن تطبيق نظام موحد يتطلب بنية تحتية رقمية متقدمة لتحصيل البيانات وتحليلها، أكد السيد أن مصر تمتلك بالفعل بنية رقمية قادرة على دعم هذا التحول، خاصة بعد ما شهدته من توسع في ميكنة الخدمات الحكومية وربط الجهات المعنية.
وأشار إلى أن دولًا مثل كوريا الجنوبية، وفيتنام، وروسيا سبقت إلى تطبيق نظم ضريبية موحدة كأحد السبل لتبسيط إجراءات الاستثمار، معتبرًا أن مصر بحاجة فقط إلى تشريع قانوني يتيح دمج الرسوم في ضريبة واحدة، وهو ما يتطلب تحركًا من مجلس النواب لإصدار القوانين اللازمة ووضع الضوابط التنظيمية.
تحديات تواجه التنفيذ وتحتاج لحلول تشريعية وتقنية
رغم أهمية المقترح، يرى الدكتور عبدالمنعم السيد أن تطبيقه لن يخلو من التحديات، أبرزها ضرورة تحديد حد أدنى للضريبة في حالة الشركات التي تحقق خسائر، لضمان عدالة التطبيق وعدم التهرب من الالتزامات.
كما حذر من تفاوت التأثير على الشركات، فبينما قد تستفيد بعض الكيانات من النظام الموحد، فإن شركات أخرى كانت تتمتع بإعفاءات أو رسوم منخفضة قد تتضرر من فرض ضريبة موحدة، وهو ما قد يثير جدلاً حول العدالة الضريبية.
ولفت إلى أن من أبرز المخاوف أيضًا ما قد ينتج عن تحميل الشركات الصغيرة والمتوسطة أعباء إضافية لا تستطيع تحملها، ما يستوجب وجود آلية تدرجية أو استثناءات مؤقتة لحمايتها من الأثر السلبي.
تحديات فنية وتشريعية تفرض استعدادًا مؤسسيًا دقيقًاوأشار السيد إلى أن تنفيذ نظام موحد للضرائب والرسوم سيحتاج إلى تعديلات جوهرية في القوانين واللوائح الحالية، وتطوير الأنظمة المحاسبية، وتدريب الموظفين المعنيين في الجهات الحكومية، بما يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين لضمان نجاح التطبيق.
كما أبدى تخوفه من احتمالية استغلال بعض الفاعلين الاقتصاديين لثغرات في النظام الجديد للتهرب من الضرائب، وهو ما يستدعي تعزيز أدوات الرقابة والفحص الإلكتروني والتفتيش الضريبي.
وحذر من أن سوء تصميم النظام قد يؤدي إلى انخفاض في الإيرادات العامة للدولة، بما قد يضر بقدرتها على تمويل المشروعات التنموية والخدمات العامة.
تأثيرات محتملة على الحوافز والتنافسيةومن بين التحديات الأخرى التي أشار إليها، التأثير المحتمل على تنافسية بعض القطاعات، إذ أن توحيد الرسوم قد يؤدي إلى إلغاء بعض الامتيازات أو الحوافز التي كانت تمنح لمناطق أو صناعات محددة بهدف جذب الاستثمار إليها.
وشدد السيد في ختام تصريحاته على أن نجاح هذا النظام يتطلب توازنًا دقيقًا بين أهداف التبسيط والعدالة، وأن تكون هناك دراسة تفصيلية شاملة تأخذ في الاعتبار اختلاف حجم الشركات، وطبيعة أنشطتها، وتأثير النظام الجديد على بيئة الأعمال ككل.