بدأت الطائرات العسكرية الأمريكية إسقاط المواد الغذائية والإمدادات جوا على غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ووفقا للقيادة المركزية الأمريكية، أسقطت القوات الأمريكية والأردنية حوالي 38 ألف وجبة بالمظلات على طول ساحل غزة يوم السبت، وإذا ما تم مقارنة ذلك بالحاجة، فإن الأمر يبدوا أنه عديم الفائدة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة، وبحسب الأمم المتحدة، فإن ربعهم يواجهون مجاعة وشيكة.

وهنا أصبح التساؤل الأكثر إلحاحا، هو التناقض الواضح لواشنطن في التعاطي مع القضية الفلسطينية، فهي الدولة الأكثر دعما لتل أبيب، وتقريبا معظم الصواريخ والأسلحة التي يضرب بها سكان غزة، هى من الصناعة الأمريكية، ثم في ذات الوقت تقوم بإلقاء المساعدات جوا، وهنا، وبحسب تقرير نشرته صحيفة NPR الأمريكية، يجيب جيريمي كونينديك هو رئيس المنظمة الدولية للاجئين، وكان مديرًا لمكتب المساعدة الأمريكية في حالات الكوارث الخارجية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عهد الرئيس باراك أوباما، عن تلك التسائلاتمن خلال حوار صحفي أجراه معه آري شابيرو، مضيف برنامج All Things Concerned.

 

وخلال الحوار يكشف المسؤول الأمريكي، السبب الذي يجعل إسقاط المساعدات جوًا هو الملاذ الأخير ولماذا يعتبرها "مفارقة قاتمة" أن تقوم الولايات المتحدة بذلك الآن، وهذا أبرز ما جاء في المقابلة

آري شابيرو: لقد ساعدت في تنسيق عمليات الإنزال الجوي خلال الصراعات السابقة، لذا أخبرنا عن الأوقات التي تكون فيها تلك الوسيلة أكثر فعالية؟ وكيف يمكن أن تكون مفيدة؟

 

جيريمي كونينديك: حسنًا، أول شيء يجب أن نفهمه بشأن عمليات الإنزال الجوي هو أنها ربما تكون الطريقة الأقل كفاءة لتوصيل المساعدات، لذلك يتم استخدامها بشكل مقتصد للغاية وفقط عندما لا تكون هناك طريقة أخرى للحصول على المساعدة، لذا فإننا نستخدمها إذا كان من الصعب الوصول فعليًا إلى السكان، أو إذا كانوا معزولين بسبب زلزال أو إعصار، أو إذا كان هناك قتال أو إذا كانوا محاصرين.

فعلى سبيل المثال، عندما كان الأيزيديون العراقيون يفرون من ميليشيات الإبادة الجماعية، ميليشيا داعش [الدولة الإسلامية] التي طردتهم من مدينتهم، فروا إلى جبل سنجار. وفي عام 2014، عندما كنت في المعونة الأمريكية، قمنا بتنظيم عمليات إنزال جوي للجيش الأمريكي على جبل سنجار لدعمهم، وخارج هذا النوع من المواقف، يكون الأمر نادرًا جدًا، فلا أستطيع التفكير في مكان استخدمناهم فيه في مكان كان يتم خدمته في نفس الوقت عن طريق الوصول البري.

شابيرو: هل يمكنك أن تشرح لماذا هو غير فعال إلى هذا الحد، ولماذا هو الملاذ الأخير؟

 

كونينديك: الأول هو التكلفة. إن الأمر يتعلق - ومن الواضح أن كل موقف يختلف قليلاً - ولكن تكلفة التسليم عن طريق الجو هي 8 إلى 10 أضعاف تكلفة التوصيل عن طريق النقل البري، وفي ذات الوقت فإن الأحجام أصغر بكثير، ولوضع هذا الأمر في نصابه الصحيح، كانت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، وأدلت بتصريحات في الضفة الغربية حيث كانت تتحسر على حقيقة أن حوالي 96 شاحنة فقط، في المتوسط، يتم نقلها يوميًا، من أجل الدخول إلى غزة.

والحقيقة أن  حمولة الطائرات الثلاث التي أسقطتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي تعادل حمولة أربع إلى ست شاحنات، لذا فإن هذا لا يمثل في الحقيقة حجما إضافيًا كبيرًا من المساعدات مقارنةً بالمبلغ غير الكافي بالفعل الذي يتم تلقيه.

 

 

شابيرو: هذا مذهل، فهو ليس فقط أكثر تكلفة بثمانية إلى عشرة أضعاف، ولكنه يعادل حمولة أربع إلى ست شاحنات، والعدد الذي وصفه الرئيس بايدن نفسه بأنه غير كاف على الإطلاق هو حوالي 96 شاحنة يوميًا.

 

كونينديك: صحيح.

 

شابيرو: إذن، أي نوع من المداولات كان يجب أن يؤدي إلى القرار، حتى في ظل عدم كفاءته، وبالنظر إلى تكلفته، وبالنظر إلى أن المساعدات يمكن أن تأتي عن طريق البر، فهل هذه الإنزالات الجوية من السماء، لا تزال في هذه المرحلة فكرة جيدة وضرورية ؟

 

كونينديك: حسنًا، أعتقد أن هذا يعكس مجرد مستوى من الإحباط داخل الإدارة بسبب العرقلة المستمرة لآليات المساعدة الأكثر طبيعية من قبل الحكومة الإسرائيلية، وقد جاء ذلك في أعقاب محاولة الحكومة الإسرائيلية تنظيم توزيع المساعدات الخاصة بها في شمال غزة، بعد أن أمضت معظم الشهرين الماضيين في منع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى من القيام بالمزيد من عمليات التسليم هناك، ويمكنك أن ترى في خطاب الرئيس، ويمكنك أن ترى في ما قاله نائب الرئيس خلال عطلة نهاية الأسبوع وما قالته السلطة الإدارية في الأيام الأخيرة: من الواضح أن هناك مستوى متزايد من الإحباط بسبب العرقلة المستمرة للمساعدات من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وأعتقد أن الأمر اللافت للنظر في ذلك هو أنه بموجب أمر محكمة العدل الدولية، تواجه إسرائيل مطلبًا لبذل كل ما في وسعها لتسهيل المساعدات الإنسانية، ولكن بموجب القانون الأمريكي أيضًا، هناك حظر على تقديم المساعدة الأمنية إلى دولة تمنع تقديم المساعدة الإنسانية الأمريكية. إن اللغة الواضحة التي قالها الرئيس ونائب الرئيس ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الأيام الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تفعل ذلك.

 

شابيرو: انتقد بعض الناس الولايات المتحدة باعتبارها تتخذ خطوات أداء في حين أن إدارة بايدن تدعم في الوقت نفسه الحرب العسكرية الإسرائيلية في غزة. ما رأيك في هذا التقييم؟

 

كونينديك: أعتقد أن هناك مفارقة قاتمة حقًا في حقيقة أن الولايات المتحدة تقوم بتزويد القنابل التي تسقط على غزة والآن الطرود الغذائية التي تسقط على غزة، وأعتقد أن الوقت قد فات - وأعتقد أن معظم العاملين في المجتمع الإنساني يقولون الآن أن الوقت قد حان - لممارسة بعض الضغط الحقيقي والتأثير على إسرائيل بشأن هذه العوائق، ومرة أخرى، من وجهة نظرنا، فإن هذا هو المطلوب بموجب القانون الأمريكي، وهو أنه لا ينبغي لنا توفير القنابل لحكومة تمنع المساعدات من الوصول إلى السكان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة عن طریق إذا کان

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأميركية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟

كشفت وزارة حرب الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عن وصول شحنة قنابل "MK-84" من الولايات المتحدة؛ وهي التي قرّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إرسالها، عقب تعليقها خلال العام الماضي من طرف إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن.

وتابعت الوزارة، عبر بيان، أن: "الشحنة وصلت الليلة الماضية، خلال عملية نقل مشتركة قادتها بعثة المشتريات التابعة للوزارة في الولايات المتحدة، بالتعاون مع شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي ووحدة الشحن الدولي".

وأوضحت بأن: السفينة التي تحمل تلك القنابل قد وصلت إلى ميناء أشدود، وتم تفريغ حمولتها على عشرات الشاحنات التابعة لوحدات النقل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما تم نقلها إلى قواعد سلاح الجو.

وفي السياق نفسه، وصف وزير الحرب، يسرائيل كاتس، ذلك بـ"الإضافة الاستراتيجية المهمة لسلاح الجو والجيش الإسرائيلي"، فيما شكر ترامب وإدارته على ما وصفه بـ"وقوفهم الحازم في صف إسرائيل" وفق تعبيره.

وعبر بيان آخر لوزارة الحرب، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسلّمت حتى الآن "أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية، نُقلت عبر 678 رحلة جوية و129 عملية شحن بحري"، وهو ما وصفه البيان بأنه: "أكبر جسر جوي وبحري عسكري في تاريخ إسرائيل".

وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرّقة، فإن: "هذه الكميّة تُعادل ما يناهز خمس قنابل نووية، مثل التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين".


ما الذي نعرفه عن هذه القنابل؟
تُعتبر قنابل MK-84، المعروفة كذلك باسم بـBLU-117، من أبرز القنابل غير الموجّهة في الترسانة العسكرية الأميركية. حيث تزن القنبلة الواحدة منها حوالي 907 كيلوغرامات، وتُعد كذلك: الأكبر ضمن سلسلة قنابل Mark 80.

وكان الجيش الأميركي، قد بدأ في استعمال هذه القنابل خلال حرب فيتنام، لتصبح منذ ذلك الحين واحدا من العناصر الأساس في العمليات الجوية الأميركية.



أيضا، تتميز MK-84 بهيكل يوصف بـ"الانسيابي" وهو مصنوع من الفولاذ، ومُعبأة بحوالي 429 كيلوغراما من المتفجرات عالية القوة.

وعند إسقاطها، يمكن للقنبلة إحداث حفرة بقطر يصل إلى 15 مترا، وعمق يصل إلى 11 مترا. كما تستطيع اختراق ما يصل إلى ما يُناهز 38 سنتيمترا من المعدن أو حوالي 3.35 أمتار من الخرسانة المسلحة، وهو ما يجعلها كذلك فعّالة ضد كافة الأهداف المحصنة.


وتجدر الإشارة إلى أنه مع تطور التقنيات العسكرية، قد تم تزويد العديد من قنابل MK-84 بأنظمة توجيه دقيقة، ما جعلها تتحوّل إلى ذخائر موجّهة مثل GBU-10 Paveway II وGBU-31 JDAM. 

وكانت الولايات المتحدة قد علقت في أيار/  مايو الماضي شحنة قنابل زنة 2000 رطل و500 رطل، إثر ما قالت آنذاك، إنه القلق من التأثير الذي يمكن أن تحدثه في غزة، خلال الحرب التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة؛ قبل أن تستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل نحو الاحتلال الإسرائيلي في تموز/ يوليو الماضي.

مقالات مشابهة

  • إدخال 270 شاحنة مساعدات إنسانية لقطاع غزة
  • صحيفة إسرائيليّة.. هل تُقدم تل أبيب على منع جنازة نصرالله؟
  • وثيقة البيت الأبيض تكشف.. لا سلطة لماسك في القرارات الحكومية
  • محافظ البحر الأحمر: نبذل كل جهدنا لتجهيز قافلة مساعدات إنسانية لدعم غزة
  • 290 شاحنة مساعدات إنسانية تدخل إلى قطاع غزة اليوم
  • إدخال 290 شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى قطاع غزة
  • محافظ البحر الأحمر يترأس اجتماعًا تنسيقيًا لتجهيز قافلة مساعدات إنسانية لغزة
  • ما هي القنابل (إم كي 84) التي أرسلها ترامب للكيان
  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأمريكية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟
  • ماذا نعرف عن قنابل إم.كي 84 الأميركية التي تسلّمها الاحتلال الإسرائيلي؟