OpenAI: إيلون ماسك أراد دمجنا مع Tesla لإنشاء كيان ربحي
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
يُزعم أن إيلون موسك، الذي رفع دعوى قضائية ضد OpenAI لانتهاكها مهمتها غير الربحية ومطاردة الأرباح، أراد أن تندمج المنظمة مع Tesla عندما بدأت في التخطيط لانتقالها إلى كيان ربحي من أجل تحقيق أهدافها. حسنًا، إما ذلك أو السيطرة الكاملة على الشركة، حسبما قال OpenAI في منشور بالمدونة. ردت المنظمة على دعوى ماسك بنشر رسائل بريد إلكتروني قديمة من عام 2015 إلى عام 2018 عندما كان لا يزال مشاركًا في عملياتها.
عندما قدمت OpenAI نفسها للعالم في عام 2015، أعلنت أن لديها تمويلًا بقيمة مليار دولار. ومن الواضح أن ماسك هو من اقترح هذا الرقم، على الرغم من أن OpenAI جمعت منه أقل من 45 مليون دولار وحوالي 90 مليون دولار من مانحين آخرين. "نحن بحاجة إلى المضي قدمًا بمبلغ أكبر بكثير من 100 مليون دولار لتجنب أن نبدو ميؤوسًا منه... أعتقد أنه يجب علينا أن نقول إننا بدأنا بالتزام تمويل بقيمة مليار دولار... وسأغطي أي شيء لا يقدمه أي شخص آخر". وكتب بحسب الشركة.
في عام 2017، أدرك قادة OpenAI أنهم بحاجة حقًا إلى المزيد من الأموال - مليارات الدولارات - لأن الذكاء الاصطناعي يتطلب كميات هائلة من القوة الحاسوبية. وذلك عندما بدأوا في مناقشة انتقاله إلى هيكل ربحي. قالت OpenAI إن Musk شارك في التخطيط وكان يريد في الأصل أغلبية الأسهم، والسيطرة على مجلس الإدارة الأولي ومنصب الرئيس التنفيذي. ومع ذلك، شعرت المنظمة أنه يتعارض مع مهمتها في منح شخص واحد السيطرة المطلقة عليها. لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق، وبحسب ما ورد حجب " ماسك " التمويل أثناء استمرار المحادثات.
أرسل ماسك بعد ذلك بريدًا إلكترونيًا إلى OpenAI في عام 2018، يقترح فيه ربط المنظمة بشركة Tesla حتى تتمكن شركة صناعة السيارات من توفير تمويلها. وأوضح في رسالته أنه يعتقد أن هذا هو "الطريق الوحيد الذي يمكن أن يأمل حتى في حمل شمعة لجوجل". لم تذكر شركة OpenAI كيف تطورت مناقشاتهم بعد ذلك، ولكن من الواضح أن فكرة " ماسك " لم تنجح، وسرعان ما ترك الشركة. في آخر رسالة بريد إلكتروني أرسلتها المنظمة من ماسك، قال إن "تقييم احتمالية كون OpenAI ذات صلة بـ DeepMind/Google دون تغيير جذري في التنفيذ والموارد هو 0%".
في الدعوى القضائية التي رفعها، اتهم ماسك شركة OpenAI بأنها "شركة فرعية مغلقة المصدر بحكم الأمر الواقع" لشركة Microsoft، التي تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لمنتجات مثل Bing بعد استثمار 13 مليار دولار في الشركة. وجاء في الدعوى القضائية أن "مايكروسوفت ستجني ثروة من بيع GPT-4 للجمهور، وهو ما لن يكون ممكنًا إذا جعلت OpenAI - كما هو مطلوب منها - التكنولوجيا متاحة مجانًا للجمهور". وقالت شركة OpenAI إن ماسك كان على علم بأن مهمتها لا تعني فتح مصادر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وأصدرت رسالة بريد إلكتروني قال فيها إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك وكبير العلماء، لـ Musk: "بينما نقترب من بناء الذكاء الاصطناعي، سيكون من المنطقي أن نبدأ في أن نكون أقل انفتاحًا. ويعني الانفتاح في OpenAI أنه يجب على الجميع الاستفادة من ثمار الذكاء الاصطناعي بعد بنائه، لكن من المقبول تمامًا عدم مشاركة العلم." ثم رد المسك بـ "نعم".
"نشعر بالحزن لأن الأمر وصل إلى هذا مع شخص كنا معجبين به بشدة - شخص ألهمنا لهدف أعلى، ثم أخبرنا أننا سنفشل، وبدأ منافسًا، ثم رفع دعوى قضائية ضدنا عندما بدأنا في إحراز تقدم ملموس نحو OpenAI مهمة بدونه"، كتبت الشركة في منشورها. وبعد أن رفع " ماسك " دعواه القضائية، أرسلت الشركة مذكرات داخلية إلى موظفيها تنفي فيها مزاعمه. قال كبير مسؤولي الإستراتيجية جيسون كوون في إحدى المذكرات إن ادعاءات ماسك "قد تنبع من ندمه على عدم مشاركته في الشركة اليوم". وقال سام ألتمان في مذكرة أخرى إنه يفتقد الشخص الذي يعرفه والذي تنافس مع الآخرين من خلال بناء تكنولوجيا أفضل. كما رد أيضًا على تغريدة عمرها خمس سنوات من Musk يشكره فيها على دفاعه عن Tesla.
تتهم الدعوى القضائية التي رفعها Musk شركة OpenAI بخرق العقد وخرق الواجب الائتماني والمنافسة غير العادلة. ويسعى حاليًا إلى إجراء محاكمة أمام هيئة محلفين ويريد من المحكمة أن تأمر OpenAI باتباع "ممارستها الطويلة الأمد المتمثلة في إتاحة أبحاث وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي" للجمهور، بالإضافة إلى منعها من استخدام تقنيتها لتحقيق المنفعة المالية لشركة Microsoft وأي شركة أخرى. منظمة أو فرد معين آخر. لم يرد Musk بعد على مشاركة OpenAI.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی شرکة OpenAI
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟
مؤيد الزعبي
من الأسئلة التي أجد بأنها جوهرية في وقتنا الحالي، هل الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟ وأنا اسأل هذا التساؤل عزيزي القارئ بعد تجربتنا الإنسانية مع التكنولوجيا المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أتعس للأسف رغم أنها وفرت لنا حاجة إنسانية مهمة متمثلة بالتواصل، إلّا أنها جعلت البشر أكثر تعاسة.
أطرح هذا التساؤل في وقت بتنا ندرك أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو المرض الأول من حيث أعداد المصابين عالميًا، واليوم مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي فهل هذه التكنولوجيا هي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟، قبل أن تشرع في قراءة هذا الطرح أطلب منك عزيزي القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا وتجيب بنفسك على تساؤلي ها هنا، هل أجبت نفسك إذن حان الوقت لنشرع معًا في إكمال هذا الطرح.
ومنذ قدم البشرية ونحن نبحث كبشر عن السعادة ومصادرها وتعريفاتها، ورغم ما وصلنا له من تقدم في فهم الإنسان البشري، إلا أنه ما زال محيرًا أن نفهم السعادة وما هي دروبها، فهناك شخص يجدها في صحته الجسدية وشخص آخر يجدها في صحته النفسية، وشخص يجدها في إنجازاته ومخزونه العلمي والعقلي وآخر يجدها في مخزون جيبته وأرصدة حساباته البنكية، وشخص يجدها بالرضا وقبول القدر وآخر يجدها في تحدي الواقع وتغييره، إشكالية عميقة لا يمكن فهمها أو تحديدها بشكل دقيق. ولهذا أجد في محاولتنا لاستنجاد الذكاء الاصطناعي ليبحث لنا عن معنى السعادة في كل ما كُتب في تاريخنا الإنساني ليجد لنا تعريفًا محددًا، وهذه طريقة أجدها مناسبة جدًا لنجد تعريفًا محددًا للسعادة نقارنه بتعريف أرسطو الذي كان يجد السعادة بأنها الهدف الأسمى للحياة.
هناك اتجاه آخر قد يخدمنا لنفهم السعادة وندركها أنه الآن ومع انتشار الساعات الذكية التي باتت تقيس لك نبضات قلبك ونسبة الاوكسجين في الدم ونسبة نشاطك وتقيس تحركاتك وخطواتك ولحظات سكونك وحتى نومك أجد بأننا يمكن استخدامها لتقيس لنا درجة سعادتنا أو تعاستنا بناء على معلومات دقيقة حول أجسامنا والتي هي انعكاس لأحاسيسنا أو حتى لحالتنا النفسية، وقد قام خبراء من شركة هيتاشي بتطوير تجربة مماثلة تقوم بقياس حركة الإنسان ومدى نشاطه وسرعة تحركاته ولحظات توقفه وبناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي تقوم بقياس مدى سعادتك أو تعاستك في هذه اللحظة، صحيح أن الشركات المصنعة للساعات باتت تختبر مثل هذه المميزات في أن تقيس لك درجة توترك بناء على قراءاتك الحيوية إلا أن التجربة تحتاج سنوات من التطوير لنصل لطريقة مثلى تكشف لنا حقيقة فيما إذا كنا سعداء أم تعساء.
الأمر الأهم الذي يوعز له الكثيرون بأنه سيعالج الكثير من مشاكلنا النفسية يتمثل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي ستكون حلًا لكل فاقدي التواصل وستساعدهم في التحدث والتخاطر، ولكن ما قولنا أن سابق تجربتنا كبشر مع وسائل وجدت لنتواصل وأقصد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أصبحت سببًا لتعاستنا فكيف سيكون حالنا ونحن نخاطب نماذ ذكاء اصطناعي توليدي وليس بشر حقيقيون، وكيف سيكون حالنا لو انعزلنا عن محيطنا وانخرطنا لنتحدث مع روبوتات الدردشة أو الروبوتات التي ستتمثل على هيئة بشر في قادم الأيام، كيف سيكون حالنا عندما نصبح نُعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا لنماذج إلكترونية نجدها أقرب لنا من بشر مثلنا مثلهم، هل سنصل للسعادة؟، هذا هو جوهر التساؤل الحقيقي عزيزي القارئ والذي حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجيبك عليه لأن تجربتنا مازالت ناقصة فلا نحن طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بديلة عن البشر في التواصل ولا نحن اختبرناها واختبرنا طريقة تعاطيها مع الأمور.
تخيل أن يدفعنا الذكاء الاصطناعي من خلال برمجته لأن ننتحر مثلًا، ربما ليس مقصودًا أن يُبرمج ليجعلك تنتحر ولكن لكي يختصر عليك الألم، فيكون حله أن تُقدم على هذا الأمر الشنيع، وفي المقابل ربما تكون هذه الأنظمة هي الكاشفة والمكتشفة للكثير من مشاكلنا النفسية والمتنبئة بها قبل أن تصبح مشكلة أكبر وتحاول مساعدتنا لتخطيها أو تجاوزها أو حتى علاجها؛ إذن الصورة ليست كاملة حتى الآن والأمر لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لوحده بل يعتمد على تعامنا معه نحن البشر.
الخلاصة- عزيزي القارئ- أننا لو انخرطنا بالذكاء الاصطناعي وتجهلنا تعريف أهم من السعادة وهو تعريف الإنسان نفسه لنفسه فحينها سنخلق لنا مشكلة أكبر بأن نفقد بوصلتنا مرة أخرى فبدلًا من أن نصنع نظامًا يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وأسهل وأسرع فسنحوله لأداة تجلب لنا السعادة، ولكن إذا أدركنا أن كل ما نصنعه ونطوره يجب أن يخضع لمقياس واحد هو أن يجعل حياتنا "كبشر" أكثر سعادة وصحة ويسر وأنا اقولها كبشر لا كحومات ولا كشركات ولا كأنظمة إذا صنعناه للشر فحينها سيكون الذكاء الاصطناعي دربنا لحياة سعيدة فهو سيقدم لنا الحلول والتحليلات ولكن بشرط أن نُحسن استخدامه، إما إذا اسئنا استخدامه فسنعيد التجربة مرة أخرى ونجعل ما صنعناه ليطورنا يصبح أداة تهدمنا.
رابط مختصر