أكد خبراء اقتصاديون أن قرارات البنك المركزى، أمس، والمتضمنة رفع سعر الفائدة، تُسهم فى ضبط السوق والسيطرة على التضخم، خصوصاً أن تزامنها مع قرار الحكومة ببدء الإفراج الجمركى عن المنتجات قد يُخفض الأسعار تدريجياً فى مدة لا تتجاوز الشهر ونصف الشهر.

وقالت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتمانى إن تعديل سعر الصرف من شأنه أن يدعم التعديل الناجح فى المسار، من خلال زيادة تدفقات التحويلات والاستثمارات النقدية، وأن غياب سعر صرف موازٍ ستكون له تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصرى.

وقال الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادى، إن قرارات «المركزى» لها اعتباران، أولهما القضاء على السوق السوداء، والثانى، يخص الحد من التضخم، مشيراً إلى أن رفع سعر الفائدة يحد من إنفاق المواطنين للأموال، إضافة إلى أن تحريك سعر الصرف والإفراج عن البضائع يزيد من المعروض من البضاعة الموجودة فى السوق، ما يؤدى لخفض الأسعار.

وأضاف «بدرة» لـ«الوطن» أن الإفراج الجمركى عن مستلزمات الإنتاج والسلع الموجودة فى الموانئ يعمل على زيادة المواد الخام وبدء المصانع فى العمل وزيادة المعروض، الأمر الذى يؤدى لخفض أسعار المنتجات والسلع تدريجياً، متوقعاً أن يتم هذا الانخفاض فى مدة لا تتجاوز شهراً أو شهراً ونصف الشهر.

وشدد على أن توفير الدولة للدولار بعد تحرير سعر الصرف يعمل على ضبط سعر السوق كما ينشط من حركة البيع والشراء، الأمر الذى يدفع بالتجار الذين لديهم بضائع ولم يعرضوها، إلى عرضها للبيع، نظراً لبدء ضخ بضاعة جديدة فى السوق، وهو ما يضع التاجر أمام تحدٍّ صعب، إما عرض السلع أو خسارة قيمتها.

وقال الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للإحصاء والخبير الاقتصادى، إن البنك المركزى يقوم بالإجراء الأهم وهو تحرير سعر الصرف، بعد سلسلة من الإجراءات التمهيدية للدولة، إذ بدأت تلك الإجراءات منذ اتخاذ الحكومة قراراً بخفض الإنفاق الاستثمارى بنسبة 15% فى خطة العام المالى الجارى وعدم البدء فى مشروعات جديدة.

وأضاف «جاب الله» أن القيادة السياسية وجهت بزيادة الرواتب والمعاشات وزيادة الحدين الأدنى للأجور والإعفاء الضريبى، وهو ما تم اعتباراً من مارس الجارى كإجراءات استباقية لمساندة المواطنين، قبل قرار تحرير سعر الصرف بينما البنك المركزى رفع أسعار الفائدة لنسبة تاريخية تصل إلى 27 وربع فى المائة، ما مكَّن البنوك لإصدار شهادة بنسبة ربح 30%.

وكل هذه القرارات اتخذت لإنجاح قرار تحرير سعر الصرف، وستكون له آثار إيجابية، أبرزها أن المستثمرين الأجانب سيحولون أرباحهم بالسعر الرسمى، كما أن المستلزمات أو المواد الخام سيتم استيرادها من الخارج بالسعر الرسمى، وذلك بعد قرار الحكومة فتح الموانئ ورجوع حركة الاستيراد والتصدير، بالتزامن مع توافر الدولارات فى البنوك، ما يساعد المنشآت على العمل والإنتاج السريع، وبالتالى انخفاض الأسعار، مشيراً إلى أنه ستكون هناك تحديدات ولكن سيجرى امتصاصها بالتزامن مع اتخاذ هذه الإجراءات.

وتوقع محمد شادى، الخبير الاقتصادى، أن تشهد الأسعار انخفاضاً تدريجياً، فالأسعار الموجودة فى الأسواق حالياً مرتفعة ومُحددة وفق أسعار الدولار فى السوق الموازية خلال الفترة الماضية، متابعاً: «الأسعار من المرجح أن تنخفض نتيجة قرارات البنك المركزى».

وقال الدكتور صابر شاكر، أستاذ التجارة بجامعة حلوان، إنَّ القرارات تهدف إلى امتصاص السيولة الموجودة فى السوق، موضحاً أنَّ السوق المصرفية بها عملات أجنبية خارج النظام المصرفى وهنا تظهر أهمية قرار «المركزى» لامتصاص هذه العملات الأجنبية الموجودة خارج النظام المصرفى، إلى النظام المصرفى، مؤكداً أن الأسواق مُهيأة بالفعل لتحرير سعر الصرف، ومن الضرورى أن تقوم البنوك بأنشطة استثمارية تجذب الاستثمارات المحلية على وجه التحديد.

وحذر «شاكر» من انتشار العملات الأجنبية المزيفة فى الوقت الحالى كالدولار واليورو، فى السوق غير الرسمية، إذ إن هذه النوعية من العملات شبيهة بالعملة الأصلية من حيث الملامح، ويزداد الطلب عليها فى حالات التضخم المرتفع متابعاً: «الناس بتكون معاها سيولة كتيرة وفيه بيع وشراء كتير».

وأشار إلى أن هذه الأوقات يزيد فيها الطلب على شراء الأصول، سواء العملة الأجنبية أو الذهب، وهو ما يُسمى «التحوط والمضاربة»، أى أن المواطنين يقبلون على العملة الأجنبية والذهب، بدلاً من اقتناء العملة المحلية فقط، وهو ما يُسمى «التحوط»، وكل هذه الأمور تُنعش سوق التزوير، ومن الطبيعى أن يكون التزوير فى العملة المحلية لكن نتيجة الطلب المتزايد على العملة الأجنبية ظهر تزويرها.

وأشار إلى أن التحول الرقمى الذى انتهجته الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة يُحجم من عمليات التزوير بشكل كبير، خاصة أن ماكينات عد المبالغ المالية ليست فقط للعد، وإنما لاكتشاف صحة هذه النقود: «وهنا لا أنصح بعد الفلوس يدوياً، كما أنه دائماً يحدث التزوير فى الفئات المالية الكبيرة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سعر الصرف اقتصاد مصر الدولار السوق الموازي تحریر سعر الصرف البنک المرکزى فى السوق وهو ما إلى أن

إقرأ أيضاً:

التغيرات المناخية وراء ارتفاع الأسعار عالميًا.. 80 ألف طن استهلاك المصريين من البن سنويًا

البن.. من أكثر السلع الزراعية تداولًا في العالم، ويُشكل جزءًا أساسيًا من الاقتصاد في العديد من الدول النامية. يعتمد الملايين حول العالم على زراعته وتجارته واستهلاكه. ومع التغيرات المناخية العالمية، بدأت تظهر تحديات كبيرة تؤثر على جودة وإنتاجية هذا المحصول، مما تسبب في تقلبات حادة في الأسعار على المستويين العالمي والمحلي.

وقال محمد نظمي نائب رئيس شعبة البن، إن هناك العديد من الدول المنتجة للبن حول العالم، ففي قارة أمريكا الجنوبية: البرازيل - كولومبيا - كوستاريكا - بيرو - الإكوادور - فنزويلا - بوليفيا، والتي تعد من أهم المناطق المنتجة للبن عالميًا.

وتضم قارة إفريقيا عدة دول رئيسية في إنتاج البن، منها: إثيوبيا - كينيا - ساحل العاج - الكاميرون - رواندا - أوغندا - تنزانيا، كما تضم قارة آسيا عددًا من الدول المنتجة للبن، منها: اليمن - الهند - إندونيسيا - فيتنام، وهناك دول جديدة بدأت في الإنتاج مثل أنجولا، ولكن لم يُطرح إنتاجها في السوق المصري بعد بسبب ارتفاع الأسعار.

وأشار نظمي، إلى أن زراعة البن تعتمد بشكل كبير على المناخ، خاصة في الدول الواقعة بالقرب من خط الاستواء.

فالأمطار في بعض المناطق مفيدة، لكنها قد تُسبب أضرارًا إذا زادت عن الحد، مثل ما يحدث عندما تبقى ثمرة البن لفترة طويلة على الشجرة، فتتلف بسبب الأمطار، مشيرا إلى أنه بسبب الحرب التجارية والتغيرات المناخية، سينخفض إنتاج البرازيل هذا العام.

وانعكست التغيرات المناخية بشكل مباشر على محصول البن في مختلف أنحاء العالم، حيث أدت موجات الجفاف والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة إلى تقليص الإنتاج في العديد من الدول، وهذا التراجع دفع بأسعار البن عالميًا إلى الارتفاع، وهو ما انعكس بدوره على السوق المحلي في مصر، حيث شهدت أسعار البن زيادات متتالية نتيجة لتأثر سلاسل التوريد العالمية وتراجع حجم المعروض.

وأكد نظمي، أن أسعار البن الأخضر شهدت ارتفاعًا عالميًا منذ بداية عام 2025، فبعد أن كان سعره 240 دولارا ارتفع إلى 345 دولارا وهذا الارتفاع شمل كل الدول المنتجة، سواء في أمريكا الجنوبية أو آسيا.

كما أن فيتنام وإندونيسيا تعانيان من نقص في المحصول، مما أدى إلى سحب كميات كبيرة منه فور نزوله للأسواق، والتي بدورها أدت إلى ارتفاع أسعار البن في السوق المحلي، خاصة البن المستورد.

وبالرغم من أن مناخ مصر لا يُعد مثاليًا لزراعة البن، إلا أن بعض المبادرات الزراعية بدأت في تجربة زراعته على نطاق محدود.

وأوضح نظمي أن هناك عددا من الباحثين والمزارعين، قاموا بزراعة شتلات البن في مناطق خاصة توفر ظروفًا مناخية مناسبة نسبيًا، مثل بعض البيوت المحمية أو الأراضي المرتفعة الرطبة، وبالرغم من نجاح التجربة، إلا أنها تظل تجربة ولم يتم طرحها حتى الآن في السوق.

ويأمل القائمون على هذه التجارب أن تنجح في توفير إنتاج محلي يقلل الاعتماد على الاستيراد، حيث تشير التقديرات إلى أن المصريين يستهلكون نحو 70 ألف طن من البن سنويًا، مع توقعات بزيادة الاستهلاك، وتعود هذه الزيادة إلى الإقبال الكبير على مشروبات القهوة بأنواعها المختلفة، خاصة بين فئة الشباب، ما يجعل السوق المصرية من أكبر الأسواق الاستهلاكية للبن في المنطقة.

وأوضح محمد نظمي، أنه يتم إنتاج عبوات مختلفة تناسب شرائح متعددة من المستهلكين، وتعتمد مصر بنسبة كبيرة على استيراد البن من الخارج، خاصة من أمريكا الجنوبية.

كما أن السوق المصري يعاني من وجود كميات مغشوشة من البن، والكثير منها يعتمد على خلطات غير أصلية.

وأكد أن البن الأفضل عادةً ما يكون مستوردًا من أمريكا الجنوبية، بينما يُعتبر البن الإفريقي في السوق المصري من الدرجة الثانية.

اقرأ أيضاًبلغ 600 جنيه للكيلو.. ما أسباب ارتفاع أسعار القهوة في مصر؟

استشاري طبي للصائمين: القهوة تفتت حصوات الكلى

فوائد وشروط الإفطار على القهوة «فيديو»

مقالات مشابهة

  • المغرب تلاحق أثريائها بسبب مشتريات السلع الفاخرة
  • "الفيدرالي الأمريكي": الرسوم الجمركية تشكل تحديا أمامنا للسيطرة على التضخم
  • عاجل | بعد توقفها أكثر من عام.. وزير التموين: البورصة السلعية خطوة استراتيجية لضبط الأسعار
  • رئيس نقابة الخبازين لـ«عين ليبيا»: لا زيادة بسعر الخبز وستُنفذ إجراءات رادعة بحقّ المخالفين
  • غيث: المصرف يلاحق السوق السوداء بدلًا من قيادتها والتعويم بات خيارًا
  • التغيرات المناخية وراء ارتفاع الأسعار عالميًا.. 80 ألف طن استهلاك المصريين من البن سنويًا
  • كيف تحولت القهوة في الأردن من ملاذ يومي إلى رمز لغلاء المعيشة؟
  • نائب وزير المالية يكشف المدة الجديدة لزمن الافراج الجمركي .. فيديو
  • أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم الإثنين
  • قضايا قيمتها 7 ملايين جنيه.. ضربات مستمرة ضد تجار العملات الأجنبية