في هذا الشهر الكريم، علينا أن نستغل كل دقيقة فيه للحصول على الثواب المضاعف والاستفادة من كل لحظة تمر في شهر رمضان الكريم من تلاوة للقرآن الكريم والصيام والقيام فهو شهر العتق من النيران، فهو شهر ترفع فيه الدرجات فهو شهر الصدقات والإحسان الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، ولهذا هناك العديد من النصائح التي نقدمها للمسلم حتى يستغل هذا الشهر العظيم أحسن استغلال.

النشرة الدينية.. للرجال احذر هذا الفعل في نهار رمضان يوجب قضاء اليوم.. دار الإفتاء تعلن خطتها في شهر رمضان.. وتوجه رسالة لمن يصوم دون صلاة أفضل طريقة لبر الوالدين في شهر رمضان.. عالم بالأوقاف يكشف عنها


وشهر رمضان فرصة للمسلم أن يكتسب فيه صحته وحيويته وفرصة للاستفادة من كل فعل خير ، في شهر العتق من النيران، ففي هذا الشهر العظيم تتضاعف فيه الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنان، وتغفر فيه السيئات، فهو شهر الكرم الذي يجود الله علينا بأنواع الكرامات المختلفة.


وفي شهر رمضان الصوم واجب شرعا على كل مسلم بالغ عاقل لكن الحالات التي لم تستطع الصيام أداء عليها قضاء، وفي هذا الإطار قدمت دار الإفتاء المصرية نصائح دينية للاستفادة من شهر رمضان الكريم منها  المحافظة على الصلوات والفروض الخمسة، واداء صلاة التراويح طوال ليالي رمضان، وصلاة قيام الليل، وصلاة الضحى، وقراءة ولو جزء واحد فقط يوميًا، والاستغفار والاكثار من الصلاة على النبي، وأداء الزكاة، والإكثار من الصدقة، بر الوالدين، أن يجدد المسلم بكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، فبهما تتلألأ صحيفة المسلم يوم القيامة ، الإكثار من قول الحمدلله والشكر لله على نعمة ، وأن نعود ألسنتنا على الإكثار من ذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.


وعندما يشعر المسلم بالجوع عليه أن يشغل باله بأمور قراءة القرآن الكريم والاستغفار ، وأن يشعر بجوع الفقير ويسعى للصدقة، وقل: "قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ".


قال تعالى رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحَاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ .. رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعُمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحَاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحُ لِي في ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ المُسْلِمِين.. اعمل ما استطعت بأمر الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسُجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".


نصائح قبل رمضان


نصائح قبل رمضان ، أنه يجب العزم وعقد النية على صيام شهر رمضان، والابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل، وأن نضع في هذا الشهر نقطة حساب للبدء في صفحة جديدة مع الله عز وجل لحياة خالية من الذنوب أو فعل المحرمات، ومن النصائح الذهبية التي نقدمها لكلم مسلم هو استغلال جبال الحسنات في هذ الشهر الكريم .


في شهر رمضان ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر ، ومن أفضل الليالي التي علينا استغلالها جيد والاكثار من الصلاة والصيام والقيام والاستغفار وفعل مل ما هو طيب، والعمل على الإكثار  على الإنفاق في سبيل الله،  فهي من الأشياء التي يحبها الله تعالى كما أن المحافظة على صلاة التراويح تعادل قيام ليلة، وألا نسرف في الطعام والشراب فليس رمضان شهر طعام وشراب فقط فهو شهر الروحانيات.


ويجب على كل مسلم أن يعقد العزم على الاستمرار بعد شهر رمضان على ما اعتاد عليه في شهر رمضان ، وأن ننتهز ونستغل فرصة هذا الشهر الطيب في الإقلاع عن التدخين والامتناع عن تعاطي مالا ينفعك ، كما يجب أن نحرص على أن نفطر مسلم من فطر صائما له نفس أجره دون أن ينقص من أحر الصائم شيء.


-وعلى جميع أفراد الأسرة أن تحرص على قراء القرآن الكريم خاصة الأطفال، وألا نهمل الكتب الدنيوية قصص وشعر وكتب سيرة وحياة الصحابة والتابعين، والحرص على تأدية الصلاة في موعدها والمحافظة على السنن مثل الضحى والشفع والوتر والسنن القبلية والبعدية لكل صلاة ، والتهجد والوضوء ، والدعاء والضرع إلى الله في كل وقت والدعاء على الإفطار فهذا الوقت مستجاب.


وعلى المسلم أن ألا يضيع الأوراد من الذكر، ويكون له نظام يومي من التسبيح والذكر سواء مع نفسه أو مع العائلات وعقد دروس  ثقافية لمدة ساعة على الأقل يوميا في مختلف العلوم خاصة الدينية في هذا الشهر الكريم.


وفي هذا الشهر الكريم لا ننسى الفقراء والصدقات بما وسع الله علينا من نعم وصلة الأرحام وأن نتفقد أحوال الأسرة والأقارب والجيران وتلبية احتياجات المحتاجين ، وقضاء ليلة القدر  والحرص عليها في العشر الأواخر من شهر رمضان بالعبادة قدر المستطاع.

أدعية للمسلم طوال شهر رمضان
- ويستحب للمسلم في شهر رمضان الإكثار من الدعاء واستغلال قيام الليل ووقت السحر ووقت الإفطار في الصيام ، والتي منها اخترنا له اللهم أعنا على الصيام والصلاة والقيام وقراءة القرآن.
- اللهم اجعل صيامي في رمضان صيام الصائمين، وقيامي فيه قيام القائمين، ونبهني فيه على نومة الغافلين، وهب لي فيه اليسر والعافية إنك على كل شيء قدير، وقربني فيه إلى مرضاتك وجنبني فيه من سخطك ونقماتك، ووفقني فيه لقراءة آياتك برحمتك يا أرحم الراحمين


- اللهم اجعل قُلُوبنا كقُلُوب خيارنا، واهدنا سواء السّبيل، وأخرجنا من الظُّلُمات إلى النُّور، واصرف عنّا الفواحش، ما ظهر منها وما بطن


اللهم اجعلنا من عبادك في رمضان، ولا تجعلنا من عباد رمضان، اللهم وأعنا على طاعتك فيه وفي غيره من الشهور يا الله اللهم ارزق جوارحنا الصيام عن المعاصي والذنوب والآثام يا الله .
أسألك باسمك الكبير ، ونور وجهك المنير ، وبملكك القديم ، يا حيّ يا قيوم !.. يا حيّ يا قيوم !.. يا حيّ يا قيوم !.. أسألك باسمك الذي أشرق به كلّ شيءٍ ، وباسمك الذي أشرقت به السموات والأرض ، وباسمك الذي صلح به الأولون ، وبه يصلح الآخرون .


- اغفر لنا يا منان يا رحيم وتقبل دعائنا يا ذا الجلال والاكرام اللّهُمّ اجمع على الهُدى أمرنا، وأصلح ذات بيننا، وألّف بين قُلُوبنا


- اللهم اجعل قُلُوبنا كقُلُوب خيارنا، واهدنا سواء السّبيل، وأخرجنا من الظُّلُمات إلى النُّور
- اللهم اهدِني فيه وسدِّدْني، اللهم إني أسألك فيه مِن الخير كلِّه، عاجلِه وآجِلِه، ما علمتُ منه وما لم أعلم.


- اللهم إني أسألك بحق هذا الشهر الكريم، وبحق من تعبد لك فيه من ابتدائه إلى وقت فنائه، أن تصلي على محمد وآله، وأهلنا فيه لما وعدت أولياءك من كرامتك، وأوجب لنا فيه ما أوجبت لأهل المبالغة في طاعتك، واجعلنا في نظم من استحق الرفيع الأعلى برحمتك.


- اللهم إني أسألك بحق هذا الشهر ، و بحق من تعبد لك فيه من ابتدائه إلى وقت فنائه ، أن تصلي على محمد و آله ، و أهلنا فيه لما وعدت أولياءك من كرامتك ، و أوجب لنا فيه ما أوجبت لأهل المبالغة في طاعتك ، و اجعلنا في نظم من استحق الرفيع الأعلى برحمتك .

اللهم اهدِني فيمن هدَيتَ، وعافني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقِني شر ما قضيت؛ فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يَذِلُّ مَن واليتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليت.

- اللهم صل على محمد و آلة ، و إذا كان لك في كل ليلة من ليالي شهرنا هذا رقاب يعتقها عفوك ، أو يهبها صفحك فاجعل رقابنا من تلك الرقاب ، و اجعلنا لشهرنا من خير أهل و أصحاب .


يارب الفلق افتح لي ماانغلق، وتولّني فيمن تولّيت، ولاية أغثني بها وأكتفي، لا يضرني ضارٌ ولا يمسّني نصب ولا وصب ..أنت وليّي في الدنيا والآخرة، بك قوتي وكفايتي وغناي يارب العالمين..    

اللهُمَ أرنا عجائب صنعك في دعائنا وأرنا لطفك ورحمتك في قضاء حوائجنا وأرنا كرمك وقدرتك في ما تعلقت به قلوبنا إنك على كل شيء قدير.


اللّهمَ رِضاك، اللّهمَ لا شتاتَ ولا خيبةَ ظَن، اللّهمَ طمأنينةً لا سقوطَ ولا اختلالَ ولا تعثُّر، اللّهمَ توفيقَك في جميعِ أمورِ حياتِنا، اللهمَّ إنّا نسألك عونًا و نرجو لطفًا و غفرانًا و رحمة  "فيسّر لنا كل عسير"، اللهم اشفِ مرضانا وارحم موتانا وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا.. آمين آمين آمين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رمضان الكريم الصيام نصائح قبل رمضان هذا الشهر الکریم فی هذا الشهر فی شهر رمضان الإکثار من لنا فیه الل هم على کل

إقرأ أيضاً:

التوبة في القرآن الكريم.. فرصة للتغيير وتحقيق السمو الروحي

إنه من رحمة الله تعالى على عباده أن يسّر لهم أبواب التوبة وطلب المغفرة، حتى يعود العاصي إلى ربه ويتوب من ذنوبه مهما كانت عظيمة، فينبغي على الإنسان العاقل أن ينظر إلى ذنوبه وأخطائه التي حددتها الشريعة الإسلامية، وأن يحاسب نفسه دائماً على جميع أقواله وأفعاله وأحواله، وألّا يستهين بالمعاصي والذنوب التي تقع منه.

وقد ذكر الله تعالى التوبة وحضّ عليها في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فقال سبحانه: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ [الزمر: 54]، ووعدهم بقبولها منهم مهما عظُمت الذنوب: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]. وربط المواظبة على التوبة إلى الله بالفلاح في الدارين، فقال سبحانه: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].

ولذلك جعل الله تعالى باب التوبة مفتوحاً للتوابين حتى قيام الساعة، فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يَبسُط يده بالليل ليتوب مُسيء النهار، ويسبط يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)). بل إن الله تعالى يقبل توبة العبد العبد مهما تكرر ذنبه ومهما عظم، وذلك بشرط إخلاصه في التوبة وصدقه في عدم الرجوع إلى المعصية، قال صلى الله عليه وسلم: (إن عبدًا أصاب ذنبًا فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت فاغفر لي، فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا – أو أذنب ذنبًا – فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له ربًّا يغفرُ الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا وربما، قال: أصاب ذنبًا قال: رب أصبت، أو قال: أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: أعلِم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرتُ لعبدي ثلاثًا، فليعمل ما شاء).

وإن الله تعالى حرّم اليأس من رحمته ومغفرته، وبشّر عباده بقبوله للتوبة مهما عظمت الذنوب وحتى إن ارتكب عبده الكبائر، فالله تعالى يقبل التوبة عن عباده وهو التواب الرحيم، قال سبحانه: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

وللتوبة فضل عظيم ومحاسن كثيرة، فهي فوق كونها مطهّرةً للذنوب والسيئات، فإنها تبدّل السيئات إلى حسنات وترفع درجة المؤمن عند ربه، قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70]، وهي الطريق لنيل مرضاة الله تعالى ومحبته، قال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222].

بل إن الله تعالى يفرح بتوبة عباده التائبين، وقد ورد ذلك في حديثٍ يروي الأفئدة ويزرع في قلوب المؤمنين التفاؤل والأمل الكبير برحمة الله، ويدفعهم للإسراع إلى التوبة وطلب المغفرة في كل حين، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ). وقال الإمام ابن القيم رحمه الله معلّقاً على هذا الحديث في كتابه مدارج السالكين: (وَلَمْ يَجِئْ هَذَا الْفَرَحُ فِي شَيْءٍ مِنَ الطَّاعَاتِ سِوَى التَّوْبَةِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ لِهَذَا الْفَرَحِ تَأْثِيرًا عَظِيمًا فِي حَالِ التَّائِبِ وَقَلْبِهِ، وَهُوَ مِنْ أَسْرَارِ تَقْدِيرِ الذُّنُوبِ عَلَى الْعِبَادِ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ يَنَالُ بِالتَّوْبَةِ دَرَجَةَ الْمَحْبُوبِيَّةِ، فَيَصِيرُ حَبِيبًا لِلَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، وَيُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ .. فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْعَبْدِ خَيْرًا؛ أَلْقَاهُ فِي ذَنْبٍ يَكْسِرُهُ بِهِ، وَيُعَرِّفُهُ قَدْرَهُ، وَيَكْفِي بِهِ عِبَادَهُ شَرَّهُ، وَيُنَكِّسُ بِهِ رَأْسَهُ، وَيَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنْهُ دَاءَ الْعُجْبِ، وَالْكِبْرِ، وَالْمِنَّةِ عَلَيْهِ، وَعَلَى عِبَادِهِ، فَيَكُونُ هَذَا الذَّنْبُ أَنْفَعَ لَهُ مِنْ طَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ شُرْبِ الدَّوَاءِ؛ لِيَسْتَخْرِجَ بِهِ الدَّاءَ الْعُضَالَ).

إن من يسمع هذه البشائر والفضائل التي تخصّ التوبة النصوح والخالصة لله تعالى حريٌّ به أن يسارع لطلبها، فيقلع عن ذنوبه ومعاصيه ويجاهد نفسه على الإقلاع عنها، كما ينبغي عليه الإكثار من الطاعات والعبادات بأداء الفروض ومختلف النوافل، لأن مجرد التوبة دون العمل المترتب عليها لا يكفي لتحقيق شروط التوبة المنشودة والتي تستجلب رضا الله تعالى ومغفرته. فقد اقترنت التوبة بأداء العمل الصالح في الكثير من الآيات القرآنية، كما في قوله تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 146]. وقوله سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70]. فالحمدلله الذي شرفنا بالعبودية ومنَّ علينا بالهداية ونعمة الإسلام، وأكرمنا بأداء العبادات والطاعات، ورحمنا بأن فتح لنا باب التوبة لكي نتوب إليه سبحانه من ذنوبنا وسيئاتنا التي لا تحصى، إنه هو التواب الرحيم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • دعاء الليل مستجاب لقضاء الحاجة والرزق..اغتنمه بـ 20 كلمة حتى الفجر
  • كيف تعرف أنك محسود؟.. 4 علامات لا تتجاهلها
  • أيام قلبت مشهد لبنان.. إكتشفوا ما حصل خلال شهرين فقط!
  • لطلاب الأزهر.. 3 نصائح لصحبة القرآن الكريم
  • ١٥ نصيحة تجعلك طالبًا متفوقًا
  • فلكيا.. موعد أول أيام شهر رمضان 2025
  • التوبة في القرآن الكريم.. فرصة للتغيير وتحقيق السمو الروحي
  • دعاء الذنب المتكرر.. «اللهم عاملنا بما أنت أهله»
  • لبنان.. الغارات الإسرائيلية تتواصل ومقتل 100 طفل خلال أيام
  • إعلام إسرائيلي: حزب الله أطلق 800 صاروخ على إسرائيل خلال أربعة أيام