بين شد وجذب، لا تجد المفاوضات المستمرة لوقف إطلاق النار بقطاع غزة طريقا للنهاية..

ففيما تؤكد حماس أنها أبدت المرونة المطلوبة للتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف شامل للحرب على القطاع، تشدد الحركة في الوقت نفسه أن تل إسرائيل تتهرب من استحقاقات هذا الاتفاق خاصة فيما يتعلق بتحقيق الوقف الدائم لإطلاق النار وعودة النازحين والانسحاب من القطاع وتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني.

على الطرف المقابل تفيد صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط للبقاء في قطاع غزة لحوالي عشر سنوات، إذ تشير الصحيفة إلى أن المرحلة الأولى من الحرب والتي تشمل القضاء على حماس سوف تستغرق سنة أو سنتين بالإضافة لثماني سنوات أخرى حتى تستقر حكومة بديلة. فما مصير محادثات وقف إطلاق النار في ظل حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن أن التوصل لاتفاق بات في أيدي حركة حماس؟ وما السيناريوهات المحتملة في حال انهيار المفاوضات؟

Your browser does not support audio tag.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

قتلت المئات منهم.. لماذا تستهدف إسرائيل عمال الإغاثة في غزة؟

غزة- على مدار عام كامل، دأبت إسرائيل على استهداف عمّال الإغاثة في قطاع غزة، في سعي منها إلى تصفيتهم وإرهابهم، لدفعهم إلى ترك عملهم.

وبحسب الأمم المتحدة، قتلت إسرائيل نحو 300 من عمّال الإغاثة عبر غارات شنتها، كان آخرها قتْل 4 أشخاص كانوا يعملون لصالح منظمة الإغاثة الأميركية للاجئين بالشرق الأدنى "أنيرا" وسط قطاع غزة في 29 أغسطس/آب الماضي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هكذا تطورت المقاومة بالضفة الغربية شعبيا وعسكريا بعد 7 أكتوبرlist 2 of 2عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟end of list

وكان من أبرز الاستهدافات الإسرائيلية، في هذا السياق، قتْل 7 من موظفي المطبخ المركزي العالمي، 6 منهم أجانب، وبينهم سائق فلسطيني أول أبريل/نيسان الماضي.

مقر المطبخ المركزي العالمي الذي أغلق إثر الاستهداف الإسرائيلي لفريقه بقطاع غزة في أبريل/نيسان الماضي (الجزيرة) احتكار السيطرة

وبحسب خبراء تحدثوا للجزيرة نت، فإن استهداف عمال الإغاثة جزء من مخطط "الإبادة الجماعية" الذي تشنه إسرائيل ضد سكان القطاع منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تسعى من خلال قتلهم إلى تقليل كميات المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الغزيين والتحكم فيها.

ويقول عزام أبو العدس المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي، إن إسرائيل تعمل من خلال استهداف موظفي المؤسسات الدولية الإغاثية، ضمن مخطط مدروس يهدف إلى تحقيق أمرين، الأول: احتكار فرض سيطرتها على الشعب الفلسطيني، ومنع عمال الإغاثة من أداء أي دور مَهما كان محدودا في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في غزة.

أما الهدف الثاني فهو دفع سكان القطاع إلى الهجرة ومغادرته، تحت ضغط عدم توفر الحد الأدنى من احتياجات البشر.

وأضاف أبو العدس أن "الإنسان في الحرب يحتاج إلى الحد الأدنى من الماء والطعام والعلاج، وحينما تحرمه إسرائيل منها فهي تقول له: ارحل من هنا".

وتابع "الحركة الصهيونية منذ ما قبل تأسيس دولة إسرائيل هندست كل قدراتها من أجل اقتلاع الفلسطينيين، وكل شيء تقوم به سياسيا أو اقتصاديا أو أمنيا أو عسكريا يأتي في هذا السياق، ولذلك فهي تستهدف عمال الإغاثة".

من يملك الطعام يملك القرار

وحول علاقة استهداف عمال الإغاثة بالخطة التي أعلنها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاصة بتوزيع جيش الاحتلال للمساعدات بالقطاع بدلا من منظمات الإغاثة، والتي لم تتحقق حتى الآن، قال أبو العدس "بالتأكيد هناك علاقة، إسرائيل تعتقد أن من يملك الطعام يمتلك القرار، وهي فشلت في حكم قطاع غزة بالسلاح والنار، وإخضاع سكانه بالقوة العسكرية، وهي الآن تريد إخضاعهم بكيس الطحين والمعلبات الغذائية".

وأوضح أن "إسرائيل تريد من هذه الخطة السيطرة على أهل غزة وابتزازهم وإذلالهم حتى يكونوا عجينة بيدها تُشكلهم كيفما شاءت".

لكنه أعرب عن اعتقاده بأن هذه الخطة محكومة بالفشل، لأنها تحتاج إلى تعاون جهات فلسطينية محلية معها نظرا لتخوّف إسرائيل من استهداف جنودها، مضيفا "من المستحيل أن تنجح إسرائيل في تنفيذ هذه الخطة لعدم وجود أي جهة تقبل مساعدتها في ذلك".

ولا يستغرب أبو العدس من رد فعل المجتمع الدولي حيال الجرائم الإسرائيلية بشكل عام، واستهداف عمّال الإغاثة خاصة، ويقول "المجتمع الدولي هو العالم الغربي الاستعماري الذي قام على استعباد الشعوب وإذلالها والسيطرة على الآخرين، وإسرائيل ليست فقط جزءا من هذا العالم، بل هي مخلبه ودرعه الأول".

كما استبعد أن تجد أي قرارات محتملة، من المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، طريقها للتطبيق، نظرا لغياب الإرادة الدولية، وعدم وجود ظهير دولي يدعم تنفيذها.

عدو محتمل

من جانبه، يرى المحلل السياسي أشرف بدر أن استهداف إسرائيل لعمّال الإغاثة يأتي ضمن محاولة ضرب المجتمع الفلسطيني، لأنها تعتبره بيئة حاضنة للمقاومة، حتى لو لم تكن له أي علاقة بها.

ويضيف بدر للجزيرة نت أن إسرائيل تسعى لاستخدام كل الأدوات لضرب المجتمع الفلسطيني لأنها تعتبره عدوا محتملا، ولأنها تعتقد أنه بيئة حاضنة للمقاومة، وتريد استمرار معاقبته والتنكيل به، وبالتالي فهي تستهدف كل من يُقدم له المساعدة، على حد تعبيره.

ويرى المحلل السياسي أن استهداف عمّال الإغاثة، وما ينجم عنه من تداعيات صعبة على المجتمع الفلسطيني، هي رسائل من إسرائيل لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بهدف دفعها للاستسلام.

ويعتقد بدر أن إسرائيل تستهدف بشكل خاص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتسعى إلى إنهاء وجودها.

وحول خطة نتنياهو لتوزيع قوات الاحتلال للمساعدات، ذكر بدر أنها موضع خلاف إسرائيلي نظرا لمعارضة الجيش لها لأنها "تغرقه في وحل غزة، وتجعله يحتل القطاع بشكل مباشر، وهو ما لا يحبذه، حيث يرغب بوجود جهة وسيطة بينه وبين السكان، كما أنها تُشكل خطرا أمنيا على جنوده".

لكن تطبيق الخطة في حال أصر نتنياهو على ذلك -يقول المتحدث- سيكون هدفه "تحييد دور وكالة أونروا لأن إسرائيل تعتبرها جزءا من المشكلة وتجرأت على وصفها بالإرهابية كونها تقدم الدعم للسكان وبالتالي تعزز صمودهم".

وبرأي بدر فإن "إسرائيل تنظر إلى جميع سكان غزة على أنهم أعداء محتملون، وكان هناك مخطط نفذته عقب احتلالها القطاع عام 1967 لتهجيرهم، واحتوى على إغراءات مالية واتفاقات مع حكومات بعض الدول لاستقبالهم، لكنه فشل فشلا ذريعا رغم الميزانية الكبيرة التي تم تخصيصها لذلك".

مقالات مشابهة

  • قتلت المئات منهم.. لماذا تستهدف إسرائيل عمال الإغاثة في غزة؟
  • فجر جديد في تعز: اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي معاناة الأهالي في الوازعية
  • اتفاق ينهي إضراب عمال موانئ الساحل الشرقي لأميركا
  • «حماس» تدرس الخروج إلى السودان مقابل انسحاب إسرائيل واستعادة أموال .. الخرطوم تتعهد بتحرير أرصدة الحركة وإعادة عقاراتها ومحطتها التلفزيونية
  • «اتفاق لم يكتمل».. كيف أخلف نتنياهو بوعده مع حسن نصر الله قبل اغتياله؟
  • واشنطن: حماس ترفض التفاوض على وقف حرب غزة
  • مجلس التعاون الخليجي: يجب وقف إطلاق النار في غزة وتطبيق اتفاق الطائف في لبنان
  • خلال عرس.. القبض على 3 متهمين بإطلاق نار في الشيخ عثمان
  • «القاهرة الإخبارية»: حماس تتبنى عملية إطلاق النار في يافا.. 7 قتلى و10 مصابين
  • أسفر عن 7 قتلى.. «حماس» تتبنى حادث إطلاق النار على تل أبيب