‌نشر موقع "انترسبت" الأمريكي، مقالا، للصحفي جيمس رايزن، قال فيه إنه "لفهم حالة السياسة الأمريكية اليوم عندما يتعلق الأمر بغزة و"إسرائيل" وفلسطين، ما عليك سوى إلقاء نظرة على الطرق المختلفة جدا التي تعامل بها مجلس النواب مع قضيتي النائبة رشيدة طليب، وهي ديمقراطية من ولاية ميشيغان، والنائب بريان ماست، جمهوري من فلوريدا".



وعوقبت طليب، بسبب آرائها بشأن الاحتلال والحرب في غزة، بينما لم يعاقب ماست، حيث ليس من الصعب معرفة السبب، يقول الموقع.

وتعرضت طليب، وهي الأمريكية الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس، لانتقادات من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون في تشرين الثاني/ نوفمبر بعد أن نشرت مقطع فيديو لمتظاهرين في ميشيغان وهم يهتفون "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".


ويزعم أنصار دولة الاحتلال أن الهتاف هو رمز للرغبة في محو الدولة اليهودية من على الخريطة، لكن طليب ردّت بأنها مجرد "دعوة طموحة للحرية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي، وليس الموت أو الدمار أو الكراهية".

وأضافت: "لا أستطيع أن أصدق أنني يجب أن أقول هذا، لكن الشعب الفلسطيني ليس قابلا للتخلص منه". فيما كان انتقاد طليب عملا رمزيا ليس له أي تأثير جوهري على قدرتها على العمل في الكونغرس، لكن لم يكن هذا هو الهدف. أراد الجمهوريون في مجلس النواب فقط إحراجها وتهميش أي دعم من الكونغرس للشعب الفلسطيني سياسيا.

وسعى الديمقراطيون في مجلس النواب لفترة وجيزة إلى انتقاد ماست لمقارنته الفلسطينيين بمئات الآلاف من المدنيين الألمان الذين قصفهم الحلفاء في ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.  وكان مضمونه أن الفلسطينيين يستحقون أن يُمحوا بسبب ما وصفوها بـ"جرائم حماس"، تماما كما تم إبادة المدنيين الألمان بسبب جرائم هتلر والرايخ الثالث، وفق ما جاء بالموقع.


وقال: "أود أن أشجع الجانب الآخر على عدم الاستخفاف بفكرة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء. لا أعتقد أننا كنا سنردد باستخفاف مصطلح 'المدنيين النازيين الأبرياء' خلال الحرب العالمية الثانية".  مشيرا إلى أنه "تم تقديم اقتراح توجيه اللوم إلى ماست في مجلس النواب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في نفس الوقت الذي كان فيه الجمهوريون يلاحقون طليب".

لكن بينما نجح اقتراح اللوم ضد طليب، تم سحب الاقتراح ضد ماست بـ"هدوء". ومنذ ذلك الحين، ضاعف ماست من خطابه المناهض للفلسطينيين دون أن يواجه أي عواقب، يشير الموقع الذي ذكر أنه حتى ارتدى الزي العسكري الإسرائيلي في اجتماع مؤتمر الحزب الجمهوري في الكابيتول هيل.

وعندما سأله الصحافيون عن ذلك، قال إنه بما أن طليب تعرض العلم الفلسطيني خارج مكتبها، فهو يعتقد أنه يجب عليه ارتداء زي جيش الدفاع الإسرائيلي القديم.


ماست، أحد قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي الذي فقد ساقيه في أفغانستان في عام 2010، تطوع لفترة وجيزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في كانون الثاني/ يناير 2015، وقام بمهام الدعم مثل تعبئة المعدات الطبية.

ويضيف الموقع بأن كل جمهوري آخر في الكونغرس "يشترك تقريبا في آراء ماست وسيرتدي بكل سرور زي جيش الاحتلال الإسرائيلي إذا كان لديه واحد".

وفي وقت سابق من هذا العام، توسع ماست في تصريحاته بشأن المدنيين الفلسطينيين، قائلا إنه حتى الأطفال الفلسطينيين ليسوا أبرياء، وبالتالي فهم أهداف مشروعة. فيما قال متظاهري كود بينك: "سيكون من الأفضل لو قتلت كل الإرهابيين وقتلت كل من يؤيدهم". وعندما استُفسر عن صور الأطفال الفلسطينيين الذين يُقتلون في الهجمات الإسرائيلية، قال: "هؤلاء ليسوا مدنيين فلسطينيين أبرياء".

وجاء في مضمون المقال أن النتائج المتناقضة لقضيتي طليب وماست تسلط الضوء على حقيقة لا يمكن إنكارها: أن المؤسسة السياسية الأمريكية لا تزال تفضّل الاحتلال بقوة على الفلسطينيين. ولكن إذا عاد دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي، فسوف يكون هو والجمهوريون الذين يرددون شعار MAGA مثل بريان ماست أسوأ، بحسب الموقع.


وذكر الموقع أن ترامب من أشد المعجبين بجرائم الحرب، خاصّة ضد المسلمين. خلال فترة ولايته الأولى، تدخل نيابة عن رئيس العمليات الخاصة إدي غالاغر، وهو قائد مفرزة تابعة للبحرية أدين بالتقاط صورة مع جثة عراقي ميت.

وفي هذا السياق، قال عضو آخر في فريق البحرية للمحققين إن غالاغر كان "شريرا للغاية"، لكن ترامب قال في تجمع سياسي إنه أحد "مقاتلينا العظماء".

كما أصدر ترامب عفوا عن متعاقدي شركة بلاك ووتر المدانين بقتل مدنيين عراقيين في عملية إطلاق نار عشوائية في ساحة النسور ببغداد. وليس هناك أي احتمال أن يحاول منع دولة الاحتلال من قتل الفلسطينيين بشكل عشوائي. وبعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، انتقد ترامب نتنياهو لفترة وجيزة وصرح بأن حزب الله "ذكي للغاية".

ويقول التقرير نفسه، "يقاتل حزب الله، دولة الاحتلال على حدودها الشمالية مع لبنان. وقد تعرض ترامب لهجوم فوري وصارم من قبل جمهوريين آخرين بسبب تعليقاته، وسرعان ما جدد تعهده طويل الأمد بالتحالف الكامل بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".


ويرى المقال أنه "إذا أعيد انتخابه، فسوف يمنح الاحتلال الدعم المطلق لحرب شاملة، وسوف يفعل ذلك بدعم كامل من الحزب الجمهوري". موضّحا أن "دعم الجمهوريين لدولة الاحتلال يقابله أو يفوقه كراهيتهم للفلسطينيين".

اقترح النائب ريان زينكي، وهو جمهوري من ولاية مونتانا وكان وزيرا للداخلية في إدارة ترامب، تشريعا من شأنه أن يمنع الفلسطينيين من دخول الولايات المتحدة ويؤدي إلى الترحيل الجماعي لأولئك الموجودين بالفعل في أمريكا.

فهو سيمنع حاملي جوازات السفر الصادرة عن السلطة الفلسطينية من الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة، في حين يفرض إزالة حاملي جوازات السفر الفلسطينية الذين يعيشون بالفعل في الولايات المتحدة.

ويتابع الموقع: "يعبّر العديد من الجمهوريين عن دعمهم الثابت لدولة الاحتلال بعبارات توراتية ونهاية العالم. وقد ظهر النائب مايك جونسون، وهو إنجيلي مسيحي، لأول مرة علنا بعد انتخابه رئيسا لمجلس النواب في أكتوبر الماضي في مؤتمر للائتلاف اليهودي الجمهوري، حيث قال إن الله لم ينته من إسرائيل".

وأضاف الموقع: "من الخطير أن نتدخل بين الإنجيليين ولاهوتهم. ويدرك ترامب أهميتهم لنجاحه السياسي، ويعتبر دعمه لإسرائيل وسيلة لإرضاء قاعدته المسيحية الإنجيلية". بينما زعم ترامب في عام 2022: "لم يفعل أي رئيس من أجل إسرائيل أكثر مما فعلت. إن الإنجيليين الرائعين لدينا يقدرون هذا أكثر بكثير من أتباع الديانة اليهودية، وخاصة أولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة".


في المؤتمر الجمهوري لعام 2016، دفع ترامب بندا في برنامج الحزب ينهي دعم الحزب الجمهوري لحل الدولتين والدولة الفلسطينية. والآن، يتفق ترامب والجمهوريون مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يقول إن دولة الاحتلال لم تعد قادرة على الموافقة على حل الدولتين.

وقال نتنياهو في كانون الثاني/ يناير: "في أي ترتيب مستقبلي … تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. وهذا يتعارض مع فكرة السيادة. ما الذي تستطيع القيام به؟ هذه الحقيقة أقولها لأصدقائنا الأمريكيين، وأوقف محاولة إجبارنا على واقع من شأنه أن يعرض دولة إسرائيل للخطر".

وهذا أمر جيد مع ترامب والجمهوريين مثل بريان ماست، وفقا للموقع. وعلى الرغم من أن إدارة بايدن فعلت كل ما يمكنها لدعم الاحتلال، فقد قال الرئيس مرارا وتكرارا في الأسابيع الأخيرة إن "إقامة دولة فلسطينية مستقلة لا يزال ممكنا". 

علاوة على ذلك، بدأت الاضطرابات السياسية داخل الحزب الديمقراطي تؤثر على بايدن، مما أدى إلى تغييرات في نهج البيت الأبيض تجاه دولة الاحتلال.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، دعت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إلى وقف فوري لإطلاق النار؛ ويبدو أن مثل هذا الضغط الجديد من إدارة بايدن ناجح، حيث تبدو دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس الآن أقرب إلى الاتفاق.


ولفت الموقع إلى أن "ترامب لن يواجه أبدا مثل هذا الضغط المؤيد للفلسطينيين من داخل الحزب الجمهوري". مردفا بأن "ترامب وطائفته من القوميين المسيحيين لن يجبروا إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار – أو دولة فلسطينية".

إلى ذلك، هاجم ماست بشدة بايدن لاستمراره في دعم حل الدولتين، ورفض الفكرة بالقول إن "الدولة الفلسطينية سيديرها الإرهابيون". فيما خلص المقال إلى أن "هناك حدودا لدعم بايدن لنتنياهو، بينما ترامب والحزب الجمهوري ليس لديهما أيّا من ذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة ترامب نتنياهو بايدن غزة نتنياهو الاحتلال بايدن ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة الحزب الجمهوری دولة الاحتلال مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

مخاوف من اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد.. كيف ستؤثر على الاقتصاد العالمي؟

الاقتصاد نيوز - متابعة

أكد تقرير نشره موقع "دايلي إيكونومي" على أنّ اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد، قد يسبب كارثة على الاقتصاد العالمي، مخلفا عواقب وخيمة تؤثر سلبًا على جميع الأطراف.

 

وقال التقرير، إنّ الرئيس دونالد ترامب نفّذ وعوده الانتخابية أخيرًا بفرض تعريفات جمركية شاملة، ما يعكس تحولا جذريا نحو سياسات الحماية الاقتصادية، موضحا أنه أعلن عن فرض تعريفات بنسبة 25 بالمئة على الواردات من كندا والمكسيك، و10 بالمئة على الصين.   وشدد على أن فرص التوصل إلى اتفاق قد انتهت. ولم يتوقف ترامب عند هذا الحد، بل وسّع نطاق التعريفات لتشمل نسبة 25 بالمئة على منتجات الصلب والألمنيوم الأوروبية ودول أخرى، مهددًا حلفاء آخرين بإجراءات مماثلة.

وبيّن التقرير، أن "رد الفعل ظهر بشكل فوري؛ حيث ردت كندا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على المنتجات الأمريكية، واتخذت خطوات تصعيدية، مثل سحب الخمور الأمريكية من الأسواق، وتهديدها بقطع الكهرباء عن الولايات المتحدة. وهذا التصعيد دفع الرئيس ترامب إلى التفكير في مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم الكنديين".

في الوقت ذاته، ردت الصين والاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على منتجات أمريكية مثل الملابس والويسكي. وردًا على ذلك، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة تصل إلى 200 بالمئة على النبيذ والشمبانيا الأوروبيين، ما ينذر بتصعيد أكبر للتوترات التجارية.

ووفق الموقع، فإن الاقتصاديين وقادة الأعمال يرون أن هذه السياسات قد تسفر عن ارتفاع ملحوظ في الأسعار، واضطرابات في سلاسل التوريد، وردود فعل انتقامية من الأطراف المتضررة. ومثل هذه التفاعلات قد تُفضي إلى اندلاع حرب تجارية شاملة، مع ما يترتب على ذلك من اضطرابات اقتصادية واسعة النطاق على المستوى العالمي.

وأشار الموقع إلى أنه يرغم ادعاء ترامب أن الرسوم الجمركية تُحمّل الدول الأجنبية التكاليف، إلا أن الواقع يكشف أنها تُثقل كاهل الأسر الأمريكية؛ حيث تُشير الدراسات إلى أن هذه الحواجز التجارية قد تؤدي إلى زيادة نفقات الأسر بمعدل يتراوح بين 2600 و3900 دولار سنويًا، مع ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة تصل إلى 2.8 بالمئة. ومن اللافت أن الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط تتحمل العبء الأكبر، ما يجعل هذه السياسة ذات تأثير رجعي وضار على الفئات الأكثر ضعفًا.

ومن بين أكثر الادعاءات إثارة للدهشة التي قدمها ترامب هو أن الرسوم الجمركية قد تسهم في خفض أسعار البقالة، لكن الواقع يعكس صورة مغايرة تمامًا، فالولايات المتحدة تعتمد بصورة كبيرة على الواردات لتلبية احتياجاتها من 55 بالمئة من الفواكه الطازجة، و32 بالمئة من الخضراوات الطازجة، و94 بالمئة من المأكولات البحرية.

تنوع الخيارات الغذائية

وأفاد الموقع بأن هذه الواردات تضمن تنوع الخيارات الغذائية واستقرار الأسعار على مدار العام. ومع فرض رسوم جمركية جديدة، سيصبح الوصول إلى هذه المنتجات أكثر صعوبة، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتقليل الخيارات المتاحة. والرسوم الجمركية الحالية على لحوم البقر والمأكولات البحرية والسكر تزيد بالفعل من التكاليف، ومع إضافة مزيد من التكاليف سيتفاقم الوضع تفاقمًا أكبر.

ويزعم ترامب أن الرسوم الجمركية تحمي الشركات والمزارعين الأمريكيين، لكن الوقائع التاريخية تشير إلى عكس ذلك. فخلال ولايته الأولى، تسببت الرسوم الجمركية على السلع الصينية في أضرار كبيرة للمستهلكين والمزارعين الأمريكيين. وأدت الإجراءات الانتقامية من الشركاء التجاريين إلى انخفاض مبيعات المزارع إلى الصين بأكثر من 50 بالمئة، وزيادة حالات إفلاس المزارع بنسبة 20 بالمئة، وهذا الانهيار دفع الحكومة إلى تقديم عمليات إنقاذ بمليارات الدولارات.

وذكر الموقع أنه بالإضافة إلى ذلك؛ تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية إلى رفع تكاليف الإنتاج على الشركات المصنعة. ففرض رسوم بنسبة 25 بالمئة على الواردات من المكسيك وكندا سيزيد من تكاليف الإنتاج بصورة كبيرة، وقد يرفع أسعار السيارات بما يصل إلى 3000 دولار، ويخفض أرباح الأسهم بنسبة تصل إلى 50 بالمئة لشركات مثل جنرال موتورز وستيلانتس، و25 بالمئة لشركة فورد. وهذه السياسات قد تعطل سلاسل التوريد، وتحد من الابتكار، وتؤدي إلى فقدان الوظائف.

وتشير دراسة حديثة إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الوسيطة -وهي مكونات أساسية تُستخدم في التصنيع المحلي- تُضعف القدرة التنافسية للشركات الأمريكية من خلال زيادة تكاليف الإنتاج. وحتى مع إعفاء المنتجات النهائية لحماية الفئات ذات الدخل المنخفض، فإن ارتفاع تكاليف المدخلات يُثقل كاهل الشركات، التي غالبًا ما تنقل هذه التكاليف إلى المستهلكين.

وشدد الموقع على أن الأدلة واضحة؛ فالرسوم الجمركية لا تدعم الصناعات الأمريكية، بل تُضعفها. فهي تؤدي إلى تضخم الأسعار، وتحد من المنافسة، وتُضعف العلاقات التجارية الدولية. ووفقًا لتقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية في عام 2021، فإن إلغاء الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية قد يُحسن رفاهية المستهلك الأمريكي بمقدار 3.5 مليارات دولار سنويًا. كما خلصت دراسة أجراها معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إلى أن الرسوم الجمركية المقترحة قد ترفع الأسعار بنسبة 2 بالمئة وتُخفض النمو الاقتصادي الأمريكي بأكثر من 1 بالمئة بحلول عام 2026.

ونوه الموقع إلى لن تقتصر تداعيات أجندة ترامب الحمائية على الأسر الأمريكية فحسب، بل ستمتد لتُرهق التحالفات الدولية وتُعيق النمو الاقتصادي العالمي، فقد وصفه الاتحاد الأوروبي بـ"صين مصغرة" وتهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة على السلع الأوروبية قد يُفاقم من الأزمة الاقتصادية في ألمانيا، خاصة في قطاع السيارات الذي يُعد العمود الفقري لاقتصادها. ومع وجود 780 ألف وظيفة مهددة بسبب تراجع الأرباح والمنافسة المتزايدة من السيارات الكهربائية الصينية، تواجه الصناعة الألمانية تحديات هائلة.

تخفيض نمو التجارة العالمية

إن استمرار الحرب التجارية لمدة طويلة قد يُلحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد العالمي. ويُحذر المحللون من أن هذه الحرب قد تُخفض نمو التجارة العالمية بمقدار 2.4 نقطة مئوية، وتُهدد صادرات بقيمة 510 مليارات دولار، وتُقلص نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يصل إلى 2.3 نقطة مئوية. ستكون العواقب وخيمة وتؤثر سلبًا على جميع الأطراف.

وبحسب الموقع؛ فالتاريخ يُؤكد أن ازدهار الأمم يعتمد على الانفتاح، لا العزلة. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية وازدياد الدعوات إلى "تفكيك العولمة"، تُخاطر الولايات المتحدة بالوقوع في فخ أخطاء الماضي؛ حيث إن التوجه نحو السياسة الحمائية سيُضعف الاقتصاد الأمريكي ويُعرقل النمو الاقتصادي على مستوى العالم.

ومن إحدى القضايا النادرة التي يُجمع عليها خبراء الاقتصاد أن التجارة الحرة تُعد محركاً للابتكار ومصدراً رئيسياً لتحقيق فوائد ملموسة للمستهلكين. فمن خلال توسيع الخيارات المتاحة، وتعزيز التنافسية، وتسريع وتيرة التطور التكنولوجي، لعبت التجارة الحرة دورًا كبيرًا في تحفيز النمو الاقتصادي. في المقابل، تُظهر التجارب أن السياسات الحمائية - كفرض الرسوم الجمركية والحواجز التجارية - تؤدي حتمًا إلى زيادة الأسعار، وتراجع الكفاءة، وتقليص فرص العمل.

على الرغم من وعود التجديد الاقتصادي، فإن السياسات الجمركية التي يتبناها ترامب قد تُلحق أضرارًا تفوق فوائدها، ما يؤدي إلى الركود بدلًا من الانتعاش، بينما العودة إلى التجارة الحرة، بدءًا من الإلغاء الأحادي للرسوم الجمركية، يمكن أن تُعيد القدرة التنافسية، وتُخفّض تكاليف المستهلك، وتُصلح العلاقات التجارية الدولية المتوترة.

واختتم الموقع بالقول إنه لتحقيق استقرار اقتصادي طويل الأمد، ينبغي للولايات المتحدة مقاومة إغراء السياسة الحمائية، فالطريق إلى النمو المستدام والازدهار الدائم يكمن في الانفتاح الاقتصادي، لا في العزلة، ولقد أثبتت التجارة الحرة عبر التاريخ أنها ركيزة أساسية لاقتصاد عالمي أكثر ديناميكية وترابطًا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الهباش يلتقي الطلبة الفلسطينيين بحضور نائب وزير خارجية اندونيسيا 
  • مخاوف من اندلاع حرب تجارية طويلة الأمد.. كيف ستؤثر على الاقتصاد العالمي؟
  • تحذيرات من كارثة على الاقتصاد العالمي بحال اندلاع حرب تجارية
  • خبير عسكري: استهداف صنعاء رسالة للحوثيين وإيران بأن ترامب ليس بايدن
  • شاهد بالصورة والفيديو.. “عندما يكون المعلم الأخ والصديق والسند”.. طلاب بإحدى المدارس الثانوية بالسودان يجهزون لأستاذهم مفاجأة كبيرة وغير متوقعة
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • «ترامب»: بايدن هو من سمح باندلاع الحرب في أوكرانيا لكننا سنتوصل إلى اتفاق.. فيديو
  • نائب ترامب : زوجة بايدن كانت تدبر البلاد وهو نائم
  • نائب ترامب يهاجم بايدن: نام طوال ولايته وزوجته كانت تدير البلاد