«الضمان الاجتماعى الموحد» خطوة على طريق التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
ليس لدينا خيارات فيما يخص مواجهة الفقر، فهذا هو العمل الأسمى للساسة والمشرعين ونواب البرلمان والمسئولين اليوم، خاصة أن أى متابع لخريطة الفقر فى بلادنا يُدرك إلى أى مدى اتسعت خلال السنوات الأخيرة لأسباب إقليمية ودولية، فصارت موجعة لكل ذى حس.
وباعتبارى رجلًا عاش عُمره بين التشريعات، تدريسًا، وتطويرًا، وصياغة، وتفسيرًا، فإننى أرى أن القوانين يُمكن أن تلعب دورًا عظيمًا فى تحسين أحوال المصريين.
لقد أكدت المادة السابعة عشرة من الدستور على كفالة الدولة لتوفير خدمات التأمين الاجتماعى لكافة المواطنين، حتى أولئك الذين لا يتمتعون بنظام للتأمين الاجتماعى، بما يضمن لهم حياة كريمة.
ولما كانت هناك فئات فى مصر أكثر احتياجًا، وأكثر فقرًا، ولم يكن يلتفت إليها أحد من قبل، فقد لجأت الدولة المصرية قبل سنوات إلى اطلاق برنامج «تكافل وكرامة» لتأمين دعم نقدى دائم لهذه الفئات ومساندتها للعيش بكرامة.
وكان لا بد من وضع إطار تشريعى لتحقيق الاستدامة لصندوق تكافل وكرامة، وسعيًا لتوحيد برامج الدعم النقدى التى تمنحها الدولة وتعظيم الاستفادة منه، وصولًا للتمكين الاقتصادى للفئات المستهدفة، وهذا ما تضمنه القانون الجديد للضمان الاجتماعى الموحد.
وليس سرا أننا ظللنا لسنوات طويلة نعانى من خلل فى مبدأ تكافؤ الفرص فيما يخص كثيرًا من الخدمات، وكانت خدمات الضمان الاجتماعى واحدة منها، لذا فإن القانون الجديد يستهدف تحقيق التكافؤ بما يشمل النوع الاجتماعى، والفئات العمرية، والنطاق الجغرافى، وبما يشمل كافة القطاعات، وربما كان هذا سببًا مباشرًا فى حماس الزملاء الأعضاء بمجلس الشيوخ فى الموافقة على إقرار القانون الجديد دون تحفظات أو اختلافات بشأنه.
لقد طالبنا مرارا بضرورة تحديث وتفصيل تعريفات مهمة إجتماعيا مثل «خط الفقر القومي»، «الحد الأدنى للدخل»، و«الدعم النقدي»، و«الفئات الأولى بالرعاية» وغيرها من التعريفات المهمة، ونادينا كثيرًا بإعلان خريطة واضحة للفقر تتضمن توزيعًا مكانيًا للسكان، ليسهل التعامل معهم.
وفى تصورى، فإننا بهذا القانون، وبتشريعات أخرى فى الطريق، قطعنا شوطًا مهمًا فى استهداف فئات تحتاج تحركًا وتفاعلًا سريعًا من كافة أجهزة الدولة لتشملها شبكة الأان الاجتماعى تأكيدا للدور المنوط بها فى تحسين أحوال مواطنيها. ودائمًا ما تُعلمنا التجارب أن البدايات هى الأصعب لأنها تحتاج لتفعيل مؤسسي، وتأهيل للعناصر البشرية المسئولة عن بناء قواعد البيانات، وتحليلها، ومتابعتها بصورة منتظمة لتحقيق الأهداف المرجوة.
ومشروع القانون هذا، يمثل نقلة نوعية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وتفعيل الدعم النقدى، ووصول الدعم لمستحقيه، واستدامة صناديق التكافل الاجتماعى.
إن الفقر هو العدو الأول للمصريين، ونحن مطالبون كل فى موقعه بالمشاركة فى مكافحته وصولًا لتنمية مستدامة حقيقية يشعر بها المصريون وتساهم فى تحسين أحوالهم المعيشية، وهذا ما يجب الاصطفاف حوله، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وغير المسبوقة.
ونحن نُقدر كل خطوة فى طريق الإصلاح الاجتماعى والاقتصادى، ونعمل على تفعيل كافة الأدوات والوسائل الممكنة للمشاركة فى هذه الإصلاحات، مؤمنين بأن الاستقرار المنشود يتطلب أمانًا اجتماعيًا لكافة فئات المجتمع.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين مواجهة الفقر القوانين
إقرأ أيضاً:
وزيرة التنمية المحلية تبحث تحسين مناخ الاستثمار ومجالات التعاون المشترك
استقبلت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، اليوم بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة وفداً من مؤسسة رجال الأعمال المصريين بالإسكندرية برئاسة الأستاذ محمد هنو رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية والمهندس هاني ابو سعد رئيس لجنة الإسكان بالجمعية، والعقيد محمد السحلي نائب رئيس شركة محرم وشركاه ،وبحضور عدد من قيادات الوزارة.
وفي بداية اللقاء، رحبت الدكتورة منال عوض بوفد رجال الأعمال، لافتة إلى أن هناك توجيهات واضحة من القيادة السياسية للحكومة علي تذليل أية عقبات أو مشكلات تواجه المستثمرين ورجال الاعمال وحل مشكلاتهم لزيادة ضخ استثمارتهم خاصة فى ظل الإجراءات التى قامت بها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية من تحسين بيئة الاستثمارات وتسهيل وتبسيط الإجراءات الخاصة لجذب الاستثمارات ودعم قطاع الصناعة المحلية.
وشهد اللقاء دعم قنوات التواصل والتعاون بين الوزارة والمحافظات من جهة وجمعية رجال الأعمال بالإسكندرية من جهة أخرى؛ تدعيمًا لدور القطاع الخاص في عملية التنمية في المحافظات المصرية، وتأكيدًا على توجه الدولة نحو فتح آفاق جديدة للاستثمار بكل محافظة مصرية بناءً على مزاياها التنافسية والبيئية سواء كانت ميزات بشرية أو طبيعية أو جغرافية.
وخلال اللقاء قدم وفد جمعية رجال الأعمال التهنئة للدكتورة منال عوض بمناسبة اختيارها لتولي وزارة التنمية المحلية، كما تم استعراض بعض أنشطة ومجالات عمل جمعية رجال أعمال الاسكندرية والتعاون المشترك الذي يمكن أن تقوم به مع وزارة التنمية المحلية والمحافظات خاصة في مجالات التدريب والاستثمار وتمويل المشروعات الصغيرة.
وناقش اللقاء الأدوار التي تقوم بها الوزارة والمحافظات في تدعيم اللامركزية وتحسين عملية تقديم الخدمات للمستثمرين، وتوحيد وتبسيط إجراءتها وميكنتها، كما ناقش الربط ما بين الخطط الاستثمارية لمحافظة الاسكندرية والفرص المتاحة لمشاركة القطاع الخاص وكيفية دعم إجراءات الاستثمار في المحافظات المصرية.
واستعرض وفد جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية خلال اللقاء بعض المشكلات التي تواجه المستثمرين ، منها الإنجاز في ملفات التصالح في مخالفات البناء، وتنفيذ قانون البناء والاشتراطات البنائية وبعض الملفات الأخري التي تعرقل العمل ،وقاموا بتقديم التفاصيل الكاملة حولها، وعلى الفور وجهت الدكتورة منال عوض بالتنسيق مع محافظ الإسكندرية بدراسة كافة المشكلات وسرعة حلها وستقوم بمتابعة الحل بنفسها.
كما أكدت وزيرة التنمية المحلية خلال اللقاء أنه سيتم والتنسيق مع الوزارات المعنية الأخري ببعض المشكلات التي تم طرحها والعمل علي حلها خلال الفترة المقبلة، وأضافت وزيرة التنمية المحلية أن ذلك سيكون له آثر كبير في تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال علي ضخ استثماراتهم في العديد من المشروعات التي تخدم قطاع كبير من المواطنين.
وفى نهاية اللقاء وجه وفد رجال الأعمال الشكر إلى وزيرة التنمية المحلية على سرعة استجابتها وتفاعلها مع الوفد لحل تلك المشكلات بما يعود بالنفع على مناخ الاستثمار في مصر.