قطاع غزة رام الله (الأراضي الفلسطينية) «أ.ف.ب»: دخلت المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة يومها الرابع في القاهرة وسط ضغوط لا سيما أمريكية، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان.

في الأثناء، تتواصل المعارك والقصف في قطاع غزة حيث الوضع الإنساني يتفاقم يوماً بعد يوم وباتت المجاعة «وشيكة» بحسب الأمم المتحدة.

وأغرقت الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، قطاع غزة في أزمة إنسانية حادة ولا سيما شماله الذي يصعب الوصول إليه وحيث بلغ الجوع «مستويات كارثية» بحسب برنامج الأغذية العالمي.

وأفادت وزارة الصحة في غزة اليوم بسقوط «83 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال وبينهم رضع ونساء وكبار السن، جراء ارتكاب الاحتلال لمجازر الإبادة الجماعية بحق المدنيين، ولايزال عشرات المفقودين تحت الأنقاض».

وقال برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء إن إحدى قوافله للمساعدات الإنسانية تعرضت للنهب من قبل «حشود يائسة» بعدما منع حاجز الجيش الإسرائيلي مرورها إلى شمال القطاع.

من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة عن «استشهاد طفلة تبلغ من العمر 15 عاماً في مجمع الشفاء الطبي نتيجة سوء التغذية والجفاف، وأشار القدرة إلى ارتفاع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف في القطاع المحاصر إلى 18 شهيداً

وأمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة، تمارس الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل، ضغوطا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان في العاشر من مارس او الحادي عشر منه.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء أنّ «الأمر بيد حماس حاليا»، معربا عن خشيته من وضع «خطير للغاية» في إسرائيل والقدس إذا لم تتوصل إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق نار في غزة قبل حلول شهر رمضان.

في المقابل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان من بيروت الثلاثاء «لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضد شعبنا».

ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل لهدنة لمدة 6 أسابيع في غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وتشترط حماس خصوصا «الوقف الشامل للعدوان والحرب ولاحتلال قطاع غزة» و«البدء بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار»، وفق ما أفاد عضو القيادة السياسية للحركة باسم نعيم وكالة فرانس برس.

إلا ان إسرائيل ترفض هذه الشروط مؤكدة نيتها مواصلة هجومها حتى القضاء على حركة حماس وتشترط أن تقدم لها الحركة الإسلامية الفلسطينية قائمة محددة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.

تواصل القصف والضربات

وعلى الأرض، قال الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش الإسرائيلي شن «أكثر من 40 غارة جوية، مع استهداف منازل على ساكنيها في مدينة حمد، وبلدة بني سهيلة بخان يونس، ودير البلح والبريج وبلدة بيت لاهيا، وحي تل الهوى بمدينة غزة».

وأشار إلى «قصف مدفعي على المغراقة وجحر الديك (قرية وادي غزة)، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء، وتدمير أكثر من 38 منزلا ومبنى».

وأفاد شهود عيان بحصول «اشتباكات عنيفة في غرب خان يونس وبلدة بني سهيلة والمغراقة والزيتون بغزة».

«الزجاج يتساقط»

وقال أحد الناجين ويدعى حازم محمد لفرانس برس «كنا نصلي ليلاً. لم نشعر بأي شيء حتى وقع الانفجار. استمرت الأنقاض تتساقط لدقيقتين ولم نعرف إلى أين نذهب. كان الزجاج يتساقط»، وذلك بعد قصف منزل في دير البلح.

من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة أنّ القوات الإسرائيلية تتراجع من كافة أحياء وسط خان يونس ومحيط مستشفى ناصر، تاركة وراءها دماراً هائلاً يطال مئات المنازل والمباني والمحال التجارية وبنية تحتية في حالة خراب.

وأمام تدهور الوضع الإنساني الكارثي طالب جو بايدن إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات معتبرا أن «لا أعذار» لدى إسرائيل في مواصلتها منع دخول شاحنات المساعدات المتوقفة عند الحدود مع مصر.

وحذّرت الأمم المتحدة من مجاعة «شبه حتمية» تهدّد 2.2 مليون شخص من أصل 2.4 مليون هو عدد سكان القطاع، بينما المساعدات التي تدخل شحيحة جدا مقارنة بالاحتياجات الهائلة.

والوضع حرج خصوصا في شمال قطاع غزة حيث يعيق الدمار الواسع اللاحق به والقتال المستمر، وصول المساعدات. وقال كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، إنّ «إلقاء المساعدات جواً هو الحلّ الأخير ولن يمنع المجاعة».

وأضاف «نحن بحاجة إلى نقاط دخول إلى شمال غزة لتوصيل ما يكفي من الغذاء لنصف مليون شخص هم في اليوم الحاجة إليه».

وكان برنامج الأغذية العالمي قال الثلاثاء إن قافلة له تضم 14 شاحنة كانت تنتظر عند حاجز وادي غزة في جنوب شرق قطاع غزة لمدة ثلاث ساعات قبل أن يمنعها الجيش الإسرائيلي من مواصلة طريقها.

وأوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنه بعد قرار الجيش الإسرائيلي منع مرور المساعدات، أوقفت القافلة «حشود كبيرة من الأشخاص اليائسين الذين نهبوا المواد الغذائية» وقد استحوذوا على 200 طن من المواد الغذائية. وكانت هذه أول محاولة للبرنامج لإدخال قافلة مساعدات إلى شمال قطاع غزة بعدما علق توزيع المساعدات بشمال قطاع غزة في 20 فبراير إثر تعرض قافلة تابعة له للنهب وإطلاق نار.

وفي 29 فبراير أدى تدافع ترافق مع إطلاق نار إسرائيلي خلال توزيع مساعدات إلى مقتل نحو مائة شخص في هذه المدينة.

مشاريع الاستيطان مرفوضة

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم إن «مصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 3500 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، تمثل محاولة إسرائيلية واضحة لجر المنطقة إلى الانفجار الشامل الذي حذرنا منه مرارا»ً، مؤكداً أن «الفشل الدولي وخاصة الأمريكي في معاقبة إسرائيل شجعها على الإمعان في تحدي الشرعية الدولية ورفضها».

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) اليوم عن أبو ردينة قوله إن «مشاريع الاستيطان مدانة ومرفوضة، ولن تحقق الأمن لأحد، والمجتمع الدولي أكد أن الاستيطان جميعه غير شرعي في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، خاصة في القرار الأممي رقم 2334»، مشيراً إلى أن «هذا القرار الإسرائيلي يشكل صفعة في وجه العالم أجمع الذي دعا إلى وقف الاستيطان ووقف عنف المستوطنين الإرهابيين».

وأشار أبو ردينة إلى أن «هذه القرارات الإسرائيلية تأتي في سياق الحرب المتواصلة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، في ظل صمت دولي غير مسبوق يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».

وأوضح أن «المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية أمام امتحان حقيقي لوقف هذا العدوان الإسرائيلي، وتحويل الأقوال إلى أفعال، عبر تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يعتبر الاستيطان جميعه غير شرعي، وفرض عقوبات دولية صارمة تمنع حكومة الاحتلال من التمادي بهذا الجنون الذي أصبح يهدد الأمن والاستقرار ليس في المنطقة وحدها بل في العالم أجمع».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الأغذیة العالمی فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تعرف على محمد شاهين القائد القسامي الذي اغتالته إسرائيل في لبنان

محمد شاهين مسؤول عسكري في فرع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، كان مسؤولا عن توجيه عمليات الضفة الغربية، حسب وسائل إعلام إسرائيلية، وعرف عنه قربه من القيادي في الحركة صالح العاروري، الذي كان نائب رئيس مكتبها السياسي منذ عام 2017، واغتالته إسرائيل بداية 2024.

وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن شاهين كان يدير عملية التنسيق والاتصال مع حزب الله اللبناني وإنه "كان جزءا من التخطيط لعمليات فدائية في الضفة الغربية مع العاروري وزكي شاهين".

وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أنه كان يرأس "قسم عمليات حماس في لبنان"، الذي يخطط للهجمات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.

محمد شاهين (الثالث يسار) مع قيادات من حركة حماس (مواقع التواصل الاجتماعي)

ولد محمد شاهين -الملقب بأبو عماد- في مخيم البقعة في قطاع غزة لعائلة فلسطينية لجأت من قرية الفالوجة الفلسطينية المحتلة، وهو يحمل الجنسية الأردنية.

وأوردت شبكة القدس الإخبارية أن أخاه حمزة اغتيل قبله بسنوات في انفجار استهدف مخيم البرج الشمالي جنوبي لبنان.

الاغتيال

اغتيل شاهين بطائرة مسيرة إسرائيلية ظهر يوم الاثنين 17 فبراير/شباط 2025، في مدينة صيدا جنوب لبنان، وذلك عشية انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب يوم 18 من الشهر نفسه.

إعلان

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خرج من جلسة محاكمته مدة عشرين دقيقة للمصادقة على عملية الاغتيال.

كما قالت رئاسة الوزراء إن نتنياهو أوقف شهادته في المحكمة بهدف عقد مشاورة أمنية عاجلة مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدا في عدد البوابة: الهدنة مستمرة.. إسرائيل وحماس تتفقان على تبادل رهائن وتسليم جثث
  • الأخطبوط الإسرائيلي!
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • إسرائيل توافق على بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • إسرائيل تعلن بدأ المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل: سنبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • تعرف على محمد شاهين القائد القسامي الذي اغتالته إسرائيل في لبنان
  • زوارق الاحتلال الإسرائيلي تواصل إطلاق القذائف صوب رفح الفلسطينية
  • كاتب صحفي: مصر تعمل على تثبيت الهدنة وإحداث التوازن بشأن قضية تهجير الفلسطينيين
  • السفير حسام زكي: إسرائيل تعرقل دخول المساعدات وتسعى للهروب من تنفيذ اتفاق الهدنة