قارئ هذه السطور مدعو الى أن يصبر معي حتى نهايتها، ولو أنه تحلى بالصبر حتى آخرها فسوف يرى أن موضوعها إذا لم يكن جديدًا، فالتفاصيل فيه تقول إن فيها ما هو جديد.
وبداية الموضوع كانت في موسكو يومي الخميس آخر أيام فبراير، والجمعة أول أيام مارس، وفيهما كانت الفصائل الفلسطينية قد اجتمعت في العاصمة الروسية، وكانت الدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت الفصائل مدعوة من الدب الروسي لتجلس على مائدة واحدة وتتحاور، لعلها تكون على توافق حول الخطوط العريضة لقضيتها فيما بينها.
وإذا كانت قد اجتمعت هناك، فما أكثر ما اجتمعت من قبل في عواصم أخرى، ولكن الفارق هذه المرة مهم لأنها تجتمع تحت ظلال القصف الوحشي الذي قامت وتقوم به اسرائيل على قطاع غزة، ولأن الاجتماع هذه المرة ضم الفصائل المنضوية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، ومعها الفصائل التي لا تزال غير ممثلة فيها.
وربما كان هذا هو الذي جعل أول حصيلة للاجتماع أن تكون منظمة التحرير هي المرجعية بالنسبة للفصائل كلها، وبالذات غير الممثلة في المنظمة، وألا تكون هذه المرجعية محل خلاف في المستقبل القريب والبعيد.
ولم تغادر الفصائل المختلفة اجتماعها، إلا وقد اتفقت على تشكيل حكومة موحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية، فلا تكون في الضفة حكومة وفي غزة حكومة.. وهذه خطوة مهمة جدًا، ولكن الأهم أن تجد ترجمة عملية لها سريعًا على الأرض، وأن تدوم هذه الحكومة الموحدة المرتقبة، لأن أكبر شيء كانت اسرائيل تلعب عليه وتستغله في مرحلة ما بعد الإنقسام بين الضفة والقطاع، هو وجود حكومتين فلسطينيتين !
ومما اتفقت عليه الفصائل أيضًا، أن يجمعها مسار مشترك لمواجهة العدوان على غزة.. وهذا بدوره شيء مهم، ولكن الأهم منه أن يكون المسار المشترك في مواجهة العدوان وفى مواجهة غير العدوان، وبمعنى أدق يكون مُعبّرًا عن استرتيجية بعيدة المدى، لا أن يكون مجرد تكتيك وقتي لمواجهة تحديات مرحلة.
تروي التقارير الصحفية المنشورة عن لقاء الفصائل، أنها كانت مرنة فيما بين بعضها البعض، وأن لقاءاتها لم تشهد توترًا بينها، وهذه روح لا بد أن تدوم، وأن تكون هي اللغة التي تتفاهم بها الفصائل في كل وقت، ولو دامت فسوف تكون طريقًا مضمونة الى الهدف الأخير، وليس الهدف سوى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
العالم في مرحلة ما بعد الحرب على غزة يبدو اكثر تقبلًا لفكرة قيام الدولة الفلسطينية منه في أي وقت آخر، ولا بديل عن أن ينتهز الفلسطينيون هذه الفرصة وألا يجعلوها تفوت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر السطور الخميس الرئيس الروسي فلاديمير الدب الروسي
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يبلغ ترامب: إيران قد تكون باشرت بتصنيع سلاح نووي
بغداد اليوم- ترجمة
أعلن مستشار الأمن القومي في الإدارة الامريكية، جايك سوليفان، اليوم الأحد، (22 كانون الأول 2024)، ان قادة البيت الأبيض ومستشاريه عقدوا اجتماعا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب استعدادا لتوليه السلطة، حيث تم اطلاعه على اهم ملف تواجهه الولايات المتحدة بحسب وصفه.
وقال سوليفان بحسب ما أوردت صحيفة التيلغراف وترجمت "بغداد اليوم"، ان البيت الأبيض اطلع ترامب على وجود معلومات استخباراتية ترجح مباشرة ايران باجراء عمليات تصنيع "سلاح نووي"، مؤكدا ان "الرئيس الأمريكي المنتخب اطلع على هذه المعلومات بشكل مفصل قبل توليه السلطة لتحضير ملف تعامله مع ايران".
سوليفان اكد ان ايران وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الإدارة الامريكية "أصبحت الان في موقف يائس يدفعها الى السعي للحصول على سلاح نووي بعد فقدانها نفوذها داخل سوريا ولبنان وتعرض نفوذها داخل العراق للخطر"، مشددا "هنالك أصوات مرتفعة داخل الإدارة الإيرانية الان تحث مرشدها على إعادة النظر بالعقيدة النووية لإيران".
المسؤول الأمريكي اكد أيضا ان الاجتماع حذر الرئيس الأمريكي المنتخب من ان استخدام سياسة "الضغط الشديد" التي اتبعها في ولايته الأولى ضد ايران، قد تؤدي الى زيادة حالة اليأس الحالي لدى طهران في حال طبقها بعد توليه الولاية الثانية، الامر الذي قد يدفعها لمحاولة انتاج سلاح نووي بشكل اكبر من السابق، بحسب وصفه.
يشار الى ان الرئيس الأمريكي المنتخب وعد من خلال سلسلة من المنشورات على موقع اكس (تويتر سابقا) بالتعامل مع الملف النووي الإيراني بــ "حزم"، الامر الذي أشار سوليفان الى ان الاجتماع مع ترامب أتى على خلفيتها.