أخشى ما أخشاه أن تدهس الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر أبسط الآمال فى تعليم جيد. البعض يعتقد أن الحديث عن أهمية أن يكون هناك تعليم متطور فى مصر من قبيل ترف المثقفين والنخب وخبراء المقاهى، رغم أن قضية التعليم فى بلد تعداده يقترب من 110 ملايين نسمة يجب أن يكون الاهتمام بها واعتبارها قضية وجودية بمثابة رأس الحكمة وقلبها ومستقبلها، ويجب أن نستثمر فيها ولها من جيوبنا ودمائنا.
من نهاية السبعينيات إلى اليوم دخلت مصر إلى حقبة جديدة جيوسياسية – عندما اعتبر الرئيس الأسبق أنور السادات حرب أكتوبر 1973 آخر الحروب، ووقع اتفاقية سلام مع العدو الصهيونى 1979. منذ ذلك التاريخ وانهالت المساعدات الاقتصادية على مصر ولم تنقطع من دول شقيقة بالإقليم ومن قوى غربية، وتم ذلك فى معظمة وفق بنود محددة فى اتفاقية السلام مع إسرائيل. فى كل الأحوال سواء مساعدات بموجب كامب ديفيد أو مباشرة من دول شقيقة وصديقة، فإن فرصة الأمساك بتعليم جيد وحقيقى لم تتحقق، وضاعت كل الفرص تقريبا، وأخذت قضية التعليم تتنقل من حكومة إلى حكومة ومن وزير إلى وزير، وظلت حتى يومنا هذا قضية تائهة عرفت أب لها أبًا وحيدًا هو عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى يعود له فضل تعريف شعب بأكمله بأن التعليم كالماء والهواء حق للجميع، بعد أن ظلت كلمة تعليم طول القرن التاسع عشر وجزء من القرن العشرين لا يتحدث بها سوى الأثرياء الذين يملكون كل شيء.
فى كل مرة أتابع معها أخبار التعليم فى مصر عبر وسائل الاعلام، أتخيل لو سمعت نشرات أخبار قبل نصف قرن من اليوم أو قرأت صحفًا، أعتقد لن أجد اختلافًا فى محتوى الأخبار والموضوعات المتعلقة بتعثر مسيرة التعليم.. لا طريق للتقدم ولا رأس للحكمة بدون الوعى بالتعليم، والتعليم الواعى..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح الظروف الاقتصادية الصعبة الحديث مصر قضية التعليم
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي: تراثنا أسهم في النهضة الفكرية والعلمية عالمياً
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةقادت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة مجموعة كلمات، جلسة قرائية في «بيت الحكمة» بالشارقة، استعرضت خلالها كتابها «بيت الحكمة»، الذي تم إطلاقه مؤخراً عن «مجموعة كلمات»، وفاز بجائزة «بولونيا راجازي» المرموقة في أدب الأطفال، والتي تُمنح سنوياً في معرض بولونيا لكتاب الطفل منذ عام 1966. وتكرِّم جائزة «بولونيا راجازي» الكتب التي تمتاز بجودة المحتوى والتصميم الفني، وتعد من أهم الجوائز العالمية التي تُسلط الضوء على الابتكار في أدب الأطفال، مما يساهم في نشر القصص الهادفة وتعزيز ثقافة القراءة بين الأجيال الجديدة.
ويستهدف الكتاب الفئة العمرية (9+)، حيث يأخذ القراء الصغار في رحلة معرفية لاستكشاف تاريخ «بيت الحكمة» ببغداد، والمعروف أيضاً باسم «خزائن الحكمة»، الذي تأسس في العصر العباسي، ليكون مركزاً للعلم والمعرفة، منذ إنشائه على يد الخليفة هارون الرشيد، وازدهاره في عصر المأمون، وحتى سقوطه خلال الغزو المغولي بقيادة هولاكو.
أهمية الكتاب
قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «يمثل كتاب (بيت الحكمة) رحلةً إلى أعماق حضارتنا العربية والإسلامية، وهو انعكاسٌ لتراثنا المعرفي الذي أسهم في تشكيل النهضة الفكرية والعلمية عالمياً. ونحن نسعى من خلال هذا الكتاب ليس فقط إلى توعية الأجيال العربية بإرثها الثقافي، ولكن أيضاً لتعريف العالم أجمع على هذا التراث العظيم الذي وضع أسس البحث العلمي والترجمة والاكتشافات في مختلف المجالات. فالمعرفة التي نهضت بها أمتنا لا تزال مصدر إلهام، ويجب أن تبقى حية في أذهان الأجيال القادمة، تماماً كما كان (بيت الحكمة) في بغداد رمزاً للفكر والتقدم».
معرفة الجذور
وأضافت: «النظر إلى التقدم العالمي في النهايات قد يجعلنا نَغفَل عن البدايات، فكلّ ابتكار أو اختراع له أساسه وروّاده الذين زرعوا بذرته، ومن هنا فلا بدّ للأجيال أن تعرف جذورها، وتستلهم منها العزيمة والإصرار على بناء مستقبلها. وإننا نسعى أن يكون (بيت الحكمة) في الشارقة امتدادًا لنظيره البغدادي، وليكن هذا الكتاب شرارة تجديد العهد بالعلم والمعرفة، وتحفيز أجيالنا على مواصلة مسيرة البناء والتقدم».
جلسة قرائية
بمناسبة فوز الكتاب، نظمت مجموعة كلمات بالتعاون مع «بيت الحكمة» في الشارقة جلسة قرائية وورش عمل إبداعية، إلى جانب معرض فني خاص، والتي انطلقت في 20 فبراير بجلسة قرائية قدمتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وشارك فيها عدد من الأطفال واليافعين، حيث سلطت الشيخة بدور القاسمي الضوء على إنجازات «بيت الحكمة» في بغداد ودوره في احتضان المترجمين والعلماء، ونشر الكتب في مختلف العلوم، من طب وهندسة وفلك، وغيرها.
وأشارت الشيخة بدور إلى استقبال «بيت الحكمة» الطلاب من مختلف بلاد العالم ومن كافة الخلفيات العرقية والطوائف الدّينية، ومن الرّجال والنساء على حدٍّ سواء، حيث كان روّاده يتحدثون لغاتٍ متنوعة، مثل العربية والفارسية والآرامية وغيرها، موضحةً أن تلك الثقافات ساعدت على ازدهار المعرفة، وعزّزت من تطور العلوم والمعارف باللغة العربية، مؤكدةً أن ما ورد من أن الخليفة المأمون كان يدفع وزن الكتب المترجمة ذهبًا دليلٌ على مكانة «بيت الحكمة» منارةً للمعرفة العالمية. وفي ختام الجلسة القرائية، ربطت الشيخة بدور الماضي بالحاضر، قائلةً: «سنبني (بيت الحكمة) من جديد، وسنُغنيه بالكتب والمخطوطات والمعاجم. لكننا سنتأكّد هذه المرّة من حمايته، ليبقى منارة للمعرفة، ووجهةً لطلاب العلم والعلماء».
40 طالباً
شهد يوما 21 و22 من فبراير تنظيم ورش عمل تفاعلية للفنان الفرنسي بنيامين بيني والخطاط المغربي مروان عوينات، وشارك فيها 40 طالباً من مراكز ربع قرن، وتضم طالبات من سجايا فتيات الشارقة وطلاباً من ناشئة الشارقة، حيث أبدعوا أعمالاً فنية مستوحاة من موضوعات الكتاب.
افتتاح المعرض
افتتح المعرض أمس في «بيت الحكمة»، ليضم نتاج ورش العمل من لوحات وأعمال فنية تعبّر عن رؤية المشاركين، ويستمر المعرض حتى 27 فبراير. كما يتوفر الكتاب للبيع باللغتين العربية والإنجليزية في متجر «بيت الحكمة»، ليمنح القراء فرصة اقتنائه والتعمق في مفاهيمه. يذكر أن الفنان بنيامين بيني، الذي يشارك في إدارة الورش، هو مصور فرنسي برز في مجال الفنون البصرية، وتم تكريمه من قبل اليونسكو عام 2012، حيث تتركز أعماله على استكشاف العلاقة بين الهوية والفضاء العام.
أهداف الكتاب
يهدف الكتاب إلى تعزيز مهارات القراءة وتنمية القدرة على التحليل والاستنتاج، وتشجيع القراء الصغار على استكشاف التاريخ والمساهمات القيّمة التي قدّمها العلماء العرب. سيكون متاحاً للشراء باللغتين العربية والإنجليزية في مكتبة بيت الحكمة وموقع مجموعة كلمات.