موسكو - كييف «أ.ف. ب» «رويترز»: رفضت موسكو اليوم قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال لاثنين من كبار القادة العسكريين الروس واعتبرته قرارا لا يستند إلى حقائق وليس له أي أهمية قانونية بالنسبة لروسيا.

وقالت المحكمة الجنائية الدولية أمس: إنها أصدرت أمري اعتقال بحق سيرجي كوبيلاش وفيكتور سوكولوف بتهمة شن ضربات صاروخية على بنية تحتية للكهرباء في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وبالتالي فإن موسكو لا تعترف بالقرار.

وذكرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن القرار يهدف فقط إلى تشويه سمعة روسيا.

وقالت زاخاروفا للصحفيين: «الادعاءات الزائفة الأخيرة من هذه المؤسسة ليس لها أي تأثير بالنسبة لنا وهي غير مهمة من الناحية القانونية».

وفي مارس من العام الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال للرئيس فلاديمير بوتين ومفوضة شؤون الأطفال الروسية ماريا لفوفا بيلوفا بتهم ارتكاب جرائم حرب تتعلق بخطف أطفال أوكرانيين.

ورفض الكرملين تلك القرارات ووصفها في ذلك الوقت بالشائنة. وتنفي روسيا ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

واتهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان العام الماضي: إن روسيا لم تتخذ إجراءات كافية لحماية المدنيين وإن هناك مؤشرات على ارتكاب جرائم حرب.

وتقول روسيا: إن أوكرانيا ارتكبت جرائم حرب خلال الصراع، الذي ترجع موسكو تاريخه إلى 2014، بما في ذلك القصف العشوائي لمناطق شرق أوكرانيا.

وتنفي كييف ارتكاب جرائم حرب وتقول إنها ضحية حرب احتلال عدوانية تشنها روسيا.

ويقول مسؤولون روس: إن أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ليس لها أي تأثير على أرض الواقع.

وذكرت المحكمة الجنائية الدولية أمس أن هجمات على شبكة الكهرباء في أوكرانيا تسببت في أضرار لمدنيين، وأضرار من الواضح أنها بالغة مقارنة بأي مردود عسكري متوقع منها.

وأضاف البيان إن الحفاظ على سرية التفاصيل الدقيقة لوقائع محددة وضحايا محتملين جاء لحماية الشهود وسير التحقيقات.

وتنص اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة التي صاغتها المحاكم الدولية على أن الأطراف المشاركة في نزاع عسكري يجب أن تميز بين «الأعيان المدنية والأهداف العسكرية» وأن الهجمات على الأعيان المدنية محظورة.

ويسعى المدعون العامون للمحكمة الجنائية الدولية إلى تصنيف الهجمات ضد الأعيان المدنية ليس فقط على أنها جرائم حرب بل أيضا جرائم ضد الإنسانية، لأنها جزء من سياسة دولة متمثلة في شن هجمات واسعة النطاق على مدنيين، على حد قولهم.

احتراق خزان نفط

اشتعلت النيران في خزان للنفط في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا الأربعاء إثر هجوم بطائرة مسيّرة في عملية تتكرر بشكل متزايد بعد عامين من الحرب.

من جهتها، قالت القوات الجوية الأوكرانية: إنها دمرت 38 من أصل 42 طائرة مسيرة متفجرة أطلقتها روسيا خلال هجوم على نحو عشر مناطق في أوكرانيا مما أدى إلى جرح سبعة أشخاص على الأقل.

ويفترض أن يلتقي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي بجنوب روسيا، للمرة الأولى منذ أكتوبر 2022.

ومنذ أشهر، يقضي جزء من استراتيجية كييف العسكرية بمهاجمة الخطوط الخلفية لخصومها بعيدا عن الجبهة، بهدف تعطيل الخدمات اللوجستية للجيش الروسي الذي يزود قواته بالذخيرة والوقود عبر المناطق الحدودية.

وأعلن حاكم منطقة كورسك الروسية رومان ستاروفويت على تطبيق تليجرام: «تسبب هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية في منطقة يليزنوغورسكي اليوم في نشوب حريق في مستودع للوقود ومواد التشحيم». وأضاف إن «النيران اشتعلت في خزان وقود ولا ضحايا».

ويظهر في مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي خزان واحد على الأقل متضرر تشتعل فيه النيران وينبعث دخان أسود.

وبعد دقائق أكد ستاروفويت أن طائرة مسيرة أوكرانية ثانية أصابت خزانا نفطيا مؤكدا أن هذا الهجوم أيضا «لم يسفر عن إصابات» وأن «الدفاع المضاد للطائرات يعمل».

وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس اليوم أن المستودع مملوك لمجموعة التعدين فاريتشيف التابعة لشركة الصلب «ميتالو-إينفست» التي أسسها رجل الأعمال القريب من السلطة أليشر عثمانوف.

ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية على هذا الهجوم لكنها قالت إنها دمرت ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية ليل الثلاثاء الأربعاء، اثنتان فوق منطقة فورونج وأخرى فوق منطقة بيلجورود، وكلاهما عند الحدود مع أوكرانيا.

ولم تسفر هذه الهجمات عن أي خسائر بشرية، بحسب هذا المصدر.

منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، تعرضت الأراضي الروسية بانتظام لضربات نسبت إلى كييف واستهدفت في الأسابيع الأخيرة خصوصا مستودعات للنفط ومصافي تكرير.

لقاء جروسي وبوتين

من جهته، قال سلاح الجو الأوكراني: إن «قوات الاحتلال شنت هجومها بخمسة صواريخ موجهة من طراز إس-300 و42 من مسيرات شاهد»، في إشارة إلى الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع التي تستخدمها موسكو. وأضاف إن الدفاع الجوي «دمّر 38 شاهد» من دون أن يذكر تدمير الصواريخ.

وأصابت غارة جوية مدينة سومي (شمال شرق البلاد) خصوصا مما أدى إلى جرح سبعة أشخاص بينهم صبي يبلغ من العمر عشر سنوات، حسب مكتب المدعي العام.

ويأتي هذا الهجوم بعد يوم من تدمير سفينة حربية روسية أعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عنها بالقرب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

وتستهدف القوات الروسية التي حققت مكاسب على الأرض في الأسابيع الأخيرة في دونباس (شرق)، مناطق وبلدات في أوكرانيا بعيدة عن الجبهة بشكل شبه يومي بهجمات بطائرات مسيرة متفجرة وصواريخ موجهة.

في الوقت نفسه، يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي منتجع سوتشي الساحلي في روسيا الأربعاء للتحدث مع فلاديمير بوتين وأليكسي ليخاتشيوف رئيس الوكالة النووية الروسية (روساتوم).

وفي نهاية فبراير، لوح الرئيس الروسي بـ«تهديد حقيقي» بحرب نووية في حال تصاعد الصراع في أوكرانيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة ارتکاب جرائم حرب فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

مهلة "جلد الشامواه".. موسكو تحذر أوكرانيا من نفاد الوقت

أكد الكرملين، السبت، استمرار مهلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستسلام القوات الأوكرانية المتواجدة في مقاطعة كورسك الروسية، لكنه حذر من نفاد هذه المهلة.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن مهلة الرئيس فلاديمير بوتين للقوات الأوكرانية لإلقاء سلاحها والاستسلام في مقاطعة كورسك لا تزال سارية، محذرا من "نفاد هذه المهلة وانكماشها كجلد الشامواه سريع الانكماش ".

وأضاف بيسكوف في تعليق لوكالة "تاس": "الوقت أمام القوات الأوكرانية لإلقاء سلاحها والاستسلام في مقاطعة كورسك يتلاشى بسرعة".

كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن أنه تحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، وناشده "الرأفة بالقوات الأوكرانية المحاصرة بالكامل في مقاطعة كورسك" جنوب غربي روسيا، وقال إن محادثته مع بوتين كانت جيدة وبناءة للغاية.

وأعرب بوتين قبوله مناشدة ترامب، وأشار إلى ضرورة أن يأمر نظام كييف قواته في مقاطعة كورسك بإلقاء سلاحها والاستسلام للجيش الروسي لضمان حياة أفرادها.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن حصيلة خسائر الجيش الروسي وحلفائه في كورسك تجاوزت 67 ألف فرد منذ اقتحام كورسك في الـ6 من أغسطس الماضي، وذلك بعد محاصرة تلك القوات وقطع الإمدادات والاتصالات عنها.

مقالات مشابهة

  • موسكو: تدمير 72 مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية
  • قبل أي معاهدة سلام مع أوكرانيا.. روسيا تطالب بضمانات "صارمة"
  • موسكو وواشنطن تبحثان المسائل العالقة بشأن وقف الحرب في أوكرانيا
  • اعتقال رئيس الفلبين السابق رودريغو دوتيرتي بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية
  • مهلة "جلد الشامواه".. موسكو تحذر أوكرانيا من نفاد الوقت
  • قبل محاكمته في الجنائية الدولية..الفلبين: لن نتدخل للدفاع عن دوتيرتي
  • أخبار العالم | حملات تحريضية لتهجير العلويين من دمشق .. لجنة أممية تتهم روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا.. وأمريكا تمنع مواطني 5 دول عربية من دخول أراضيها
  • لجنة أممية تتهم روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا
  • الأمم المتحدة تتهم روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في أوكرانيا
  • الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي يظهر أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية