بوابة الوفد:
2024-11-26@15:56:48 GMT

فن من غير فهلوة!

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

من لا يعترف أن كل شيء تغير، ويتغير عن زمان، فهو نفسه لن يتغير.. والزمان هذا ليس من عشرات السنين بل يمكن أن يكون العام الماضى.. ولأن حركة العلم سريعة وصارت كلمح البصر، أو كالأسعار فى مصر كل ساعة ترتفع وتختلف عما كانت عليه فى الساعة التى قبلها.. والعلم صار يؤثر علينا فى كل شيء، ويغيّر كل شيء فى الفن وغيره.

. ولكن!
فمثلًا السينما الآن غير سينما زمان.. فى الكاميرات والصوت والمونتاج، وقبل ذلك كانت المعدات ميكانيكية والتكنولوجيا فيها بسيطة ومحدودة.. الآن تكاد تكون المعدات عبارة عن برامج على الكمبيوتر.. مثلاً المونتاج الذى كان عبارة عن ماكينة اسمها الموفيولا أصبحت برنامج سوفت وير يمكن أى أحد تنزيله حتى على الموبايل الذكى.. والصوت كان ميكروفونات ضخمة حالياً مايكات لا سلكية.. والكاميرات الضخمة التى كانت بشرائط السلوليت القديمة تم استحداث الكاميرات الديجيتال وهى بذاكرة بدون شرائط وأقل حجماً وأفضل جودة.. ولكن!
ونفس التطور حدث فى أجهزة الصوت والموسيقى والغناء.. فى الأول كان الملحن منه للعود للعزفين للمطرب.. الآن هناك برامج للتوزيع الموسيقى ولتنقية الأصوات وجعلها أحلى ولذلك الكثير من المغنين لا يغنون سوى فى الاستديوهات ولا يستطيعون الغناء لايف فى حفل على الهواء أمام الجمهور.. وإذا اضطر أحدهم الغناء مجبرًا فى حفل يكون صوته بلاى باك، أى تشغيل صوته المسجل مسبقا للجمهور من خلال السماعات وهو يمثل أنه يغنى.. وقد عرفوا بمطربى الحديدة لأنهم يمسكون بالميكروفون وهو مقفل ولا يعمل.. ولكن!
ولا يختلف هذا الحال عما جرى فى المسرح والفن التشكيلى.. وحتى فنون الخط العربى أصبحت خطوطه محفوظة وموجودة فى برامج سوفت وير عربية وإنجليزية والكثير من اللغات الأخرى.. يعنى التكنولوجيا والتقنيات الحديثة باتت هى كل شيء وبالفعل أصبحت أدوات العصر ومن غيرها نكون حتمًا من المتخلفين.. ولكن!
وما أقصده حقيقة من كلمة «ولكن».. أنه يمكننا بسهولة استيراد التكنولوجيا وأجهزة التقنية الحديثة مثلما استوردنا غيرها، ولكن لا نستطيع أن نستورد معها العقلية والأفكار اللازمة للاستفادة من أقصى وظائفها، واستغلال إمكانياتها اللامحدودة.. بمعنى من السهل صناعة أفلام بمجرد امتلاك هذه التقنيات الحديثة.. ولكن من الصعب كتابة السيناريو بنفس الطريقة القديمة، والأفكار والقصص والمعالجات القديمة، وخصوصًا أن الجمهور نفسه تطور ويمكن قبول أية أفكار خيالية.. لأن تطور الأجهزة والآلات ساعد فى تطوير وتوسيع مدارك البشر وجعل قدراتهم التخيلية أكبر من قبل.. ولكن!
كل هذا يحتاج تطوير التعليم فى الكليات والمعاهد الفنية بكل أنواعها.. وأخص المسرح والسينما والموسيقى فقد كان التطور فى معداتهم وأدواتهم مبهرًا خلال العشر سنوات الماضية فقط.. ومثلاً صارت شركات هوليوود الأمريكية تصنع أفلامًا كاملة بداخل استديوهاتها مع أن هذه الأفلام بعضها فى الفضاء أو تحت الماء أو فى الغابات وكله يتم من خلال البرامج مع أبسط المعدات فى الاستديو.. ولكن!
لن نستطيع المنافسة بالفهلوة مالم نغير العقليات قبل تغيير المناهج الدراسية فى معاهدنا الفنية.. وقبل إضافة أقسام حديثة للمستجدات العلمية فى المجالات الفنية للطلبة.. فنحن نحتاج إلى معامل لا معاهد!
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر الكاميرات کل شیء

إقرأ أيضاً:

سرطان البصرة: ثمن النفط يدفعه المواطنون أرواحًا

24 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: أصبحت معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في جنوب العراق، ولا سيما في محافظة البصرة، مصدر قلق كبير يتفاقم يومًا بعد آخر.

التقارير تشير إلى تزايد الحالات بشكل مثير للقلق، وسط تحذيرات من خبراء الصحة ومنظمات حقوق الإنسان، بينما تبدو الإجراءات الحكومية لمعالجة الأزمة متواضعة وغير فعالة.

منذ سنوات، تعيش البصرة، الغنية بثرواتها النفطية، في ظل تلوث بيئي حاد.

ووفقًا لتقارير بيئية، تعتبر عمليات حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط واحدة من أبرز مسببات الانبعاثات السامة التي تغمر أجواء المدينة.

و تحدث الناشط في مجال حقوق الإنسان، عبدالوهاب أحمد، عن أن : “المدينة تختنق. الأرقام تتحدث عن مئات الحالات الجديدة من السرطان كل عام، وأطفالنا أول الضحايا”. مطالبًا بتدخل دولي لإنقاذ السكان من هذا الكابوس المستمر.

في هذا السياق، يعتبر الخبراء أن التلوث البيئي الناجم عن النشاطات النفطية هو العامل الأبرز وراء ارتفاع معدلات الإصابة.

الدكتور قاسم البدري، الباحث الاجتماعي   يرى أن “الإهمال الحكومي لتحسين البنية التحتية الصحية، والتراخي في تطبيق القوانين البيئية، قد أسهم في تفاقم الأزمة”. وأضاف: “المدارس والمنازل باتت قريبة جدًا من مناطق حرق الغاز. أطفالنا يستنشقون الموت يوميًا”.

على منصة “إكس”، غرد حساب يديره ناشط محلي يُدعى أحمد العبيدي قائلاً: “البصرة، مدينة الذهب الأسود، أصبحت مدينة السرطان الأسود. النفط يجلب المال لكنه يأخذ الأرواح”. التغريدة، التي لاقت تفاعلًا واسعًا، تسلط الضوء على التناقض الواضح بين ثروات المدينة النفطية وحالة البؤس الصحي التي يعيشها سكانها.

وتحدثت مواطنة تُدعى أم حسين، وهي من سكان منطقة القرنة شمال البصرة، عن معاناتها قائلة: “فقدت زوجي بسبب سرطان الرئة، واليوم أتابع حالتي الصحية بعد اكتشاف ورم في جسدي. نعيش بين أدخنة المصانع وسموم المخلفات الصناعية، ولم نجد حتى مستشفى يلبي احتياجاتنا للعلاج”.

قصتها ليست الوحيدة، فوفق معلومات صادرة عن مستشفى البصرة التعليمي، فإن أقسام الأورام أصبحت مكتظة بالمرضى الذين ينتظرون دورهم في العلاج الكيميائي.

النائب عن محافظة البصرة، هيثم الفهد، حذر من أن “البصرة تسجل مئات الإصابات السرطانية سنويًا نتيجة الاستخراجات النفطية. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر دون تدخل جذري”. وأشار في حديثه إلى ضرورة تخصيص موارد أكبر لبناء مستشفيات تخصصية وتطبيق صارم للمعايير البيئية، معتبرًا أن تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر.

وقالت تحليلات   إن المشكلة لا تتوقف عند انبعاثات الغاز فقط، بل تشمل المخلفات الصناعية التي تُلقى في شط العرب دون معالجة. هذه السموم تدخل السلسلة الغذائية، مما يزيد من خطورة الأمراض المزمنة، بما فيها السرطان. وأضافت الدراسة: “البنية التحتية المتهالكة للصرف الصحي في البصرة تسهم في تحويل مياه الشرب إلى مصدر آخر للخطر”.

الناشطون يطالبون بإجراءات استباقية وليس فقط ردود أفعال. من بين الأفكار المطروحة، إيقاف حرق الغاز واستبداله ببرامج لمعالجته، بالإضافة إلى إنشاء مناطق عازلة بين المصانع والمناطق السكنية. ومع ذلك، لا تزال الاستجابة الحكومية بطيئة ومحدودة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أبو خليل: نتحدث عن السلام ولكن أين هو حقاً؟
  • تقرير يكشف اهدار أموال الاتحاد الأوربي خلال أزمة كورونا
  • وزير الأوقاف: بناء الإنسان المصري ركيزة الدولة الوطنية الحديثة
  • منشآت النيابات والمراكز الإدارية في ظفار.. إلى أين؟
  • عاجل - نائب رئيس الوزراء: لن نمنع الاستيراد ولكن سنفتح الطريق أمام الصناعة الوطنية
  • المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
  • سرطان البصرة: ثمن النفط يدفعه المواطنون أرواحًا
  • جامعة أسيوط تنظم ورشة حول "الاتجاهات الحديثة لإنجاز البحوث العلمية الإجتماعية"
  • تقرير يكشف إهدار أموال الاتحاد الأوروبي خلال أزمة كورونا
  • المركز التنافسي للتعلم الإلكتروني يفوز بجائزة Premier من أكاديمية سيسكو للشبكات