بوابة الوفد:
2024-10-03@21:05:03 GMT

فن من غير فهلوة!

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

من لا يعترف أن كل شيء تغير، ويتغير عن زمان، فهو نفسه لن يتغير.. والزمان هذا ليس من عشرات السنين بل يمكن أن يكون العام الماضى.. ولأن حركة العلم سريعة وصارت كلمح البصر، أو كالأسعار فى مصر كل ساعة ترتفع وتختلف عما كانت عليه فى الساعة التى قبلها.. والعلم صار يؤثر علينا فى كل شيء، ويغيّر كل شيء فى الفن وغيره.

. ولكن!
فمثلًا السينما الآن غير سينما زمان.. فى الكاميرات والصوت والمونتاج، وقبل ذلك كانت المعدات ميكانيكية والتكنولوجيا فيها بسيطة ومحدودة.. الآن تكاد تكون المعدات عبارة عن برامج على الكمبيوتر.. مثلاً المونتاج الذى كان عبارة عن ماكينة اسمها الموفيولا أصبحت برنامج سوفت وير يمكن أى أحد تنزيله حتى على الموبايل الذكى.. والصوت كان ميكروفونات ضخمة حالياً مايكات لا سلكية.. والكاميرات الضخمة التى كانت بشرائط السلوليت القديمة تم استحداث الكاميرات الديجيتال وهى بذاكرة بدون شرائط وأقل حجماً وأفضل جودة.. ولكن!
ونفس التطور حدث فى أجهزة الصوت والموسيقى والغناء.. فى الأول كان الملحن منه للعود للعزفين للمطرب.. الآن هناك برامج للتوزيع الموسيقى ولتنقية الأصوات وجعلها أحلى ولذلك الكثير من المغنين لا يغنون سوى فى الاستديوهات ولا يستطيعون الغناء لايف فى حفل على الهواء أمام الجمهور.. وإذا اضطر أحدهم الغناء مجبرًا فى حفل يكون صوته بلاى باك، أى تشغيل صوته المسجل مسبقا للجمهور من خلال السماعات وهو يمثل أنه يغنى.. وقد عرفوا بمطربى الحديدة لأنهم يمسكون بالميكروفون وهو مقفل ولا يعمل.. ولكن!
ولا يختلف هذا الحال عما جرى فى المسرح والفن التشكيلى.. وحتى فنون الخط العربى أصبحت خطوطه محفوظة وموجودة فى برامج سوفت وير عربية وإنجليزية والكثير من اللغات الأخرى.. يعنى التكنولوجيا والتقنيات الحديثة باتت هى كل شيء وبالفعل أصبحت أدوات العصر ومن غيرها نكون حتمًا من المتخلفين.. ولكن!
وما أقصده حقيقة من كلمة «ولكن».. أنه يمكننا بسهولة استيراد التكنولوجيا وأجهزة التقنية الحديثة مثلما استوردنا غيرها، ولكن لا نستطيع أن نستورد معها العقلية والأفكار اللازمة للاستفادة من أقصى وظائفها، واستغلال إمكانياتها اللامحدودة.. بمعنى من السهل صناعة أفلام بمجرد امتلاك هذه التقنيات الحديثة.. ولكن من الصعب كتابة السيناريو بنفس الطريقة القديمة، والأفكار والقصص والمعالجات القديمة، وخصوصًا أن الجمهور نفسه تطور ويمكن قبول أية أفكار خيالية.. لأن تطور الأجهزة والآلات ساعد فى تطوير وتوسيع مدارك البشر وجعل قدراتهم التخيلية أكبر من قبل.. ولكن!
كل هذا يحتاج تطوير التعليم فى الكليات والمعاهد الفنية بكل أنواعها.. وأخص المسرح والسينما والموسيقى فقد كان التطور فى معداتهم وأدواتهم مبهرًا خلال العشر سنوات الماضية فقط.. ومثلاً صارت شركات هوليوود الأمريكية تصنع أفلامًا كاملة بداخل استديوهاتها مع أن هذه الأفلام بعضها فى الفضاء أو تحت الماء أو فى الغابات وكله يتم من خلال البرامج مع أبسط المعدات فى الاستديو.. ولكن!
لن نستطيع المنافسة بالفهلوة مالم نغير العقليات قبل تغيير المناهج الدراسية فى معاهدنا الفنية.. وقبل إضافة أقسام حديثة للمستجدات العلمية فى المجالات الفنية للطلبة.. فنحن نحتاج إلى معامل لا معاهد!
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر الكاميرات کل شیء

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: المعدات الإسرائيلية فشلت في التعامل مع الصواريخ الإيرانية

قال سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية، إن الأوهام الأمريكية الإسرائيلية تصاعدت بشدة في الفترة بين اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وآن الأوان لحسم الصراع وبناء خارطة جديدة للشرق الأوسط.

وأضاف «دياب»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أنه بعد الرد الإيراني الأخير على إسرائيل، بدأ التفكير بهذه الأوهام من جديد، إلا أن إسرائيل تعرف جيدا الإمكانات الإيرانية والبرهان على ذلك الرد الأخير.

وأوضح أن إسرائيل قلقة من 3 أمور، الأول، اخفاق الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إذ أنها لم تستطع معرفة أن إيران سترد، ولم يكن لديها أي معلومة بهذا الرد إلا أنه حصلت على هذه المعلومات من أمريكا قبل الضربة.

وعن الأمر الثاني، أكد أستاذ العلوم السياسية أنه يتعلق بفشل المعدات الدفاعية الجوية الإسرائيلية بالتعامل مع الصواريخ الإيرانية البالستية، وفشلت في أن تسقطها، وهذا إخفاق لا يقل أهمية عن الأول، متابعا: «بالنسبة للأمر الثالث، فهو ما يتعلق بنزول 75% من الإسرائيليين تحت الملاجئ لأكثر من ساعة ونصف، وهذا لم يحدث من قبل».

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: المعدات الإسرائيلية فشلت في التعامل مع الصواريخ الإيرانية
  • نائب مدير الأكاديمية العسكرية للكلية الحربية: ركائز الحرب الحديثة تعتمد على الأسلحة الذكية والأنظمة المتطورة
  • نيللي: لم اعتزل الفن ولكن المعروض لم يكن مناسبا لي
  • هكذا أصبحت طنجة أيقونة التضامن المغربي مع فلسطين
  • «البيئة» تطلق المرحلة الثانية من برامج تقنين أوضاع العمالة غير المنتظمة
  • من 70 جنيها إلى «صوت مصر».. أنغام تكشف قصة أول أجر في مسيرتها
  • شركات السياحة: إقبال كبير من المواطنين على السفر للعمرة خلال شهر أكتوبر
  • مؤتمر التمكين الثقافي يوصي باستخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم ذوي الإعاقة
  • تفاصيل برامج مركز تدريب أعضاء هيئة التدريس بجامعة قناة السويس
  • الأونروا: حرب غزة أصبحت كابوساً "بلا نهاية"