لليوم الثاني.. علماء الأزهر يستأنفون محاضراتهم في دورة التوعية المجتمعية بشرم الشيخ
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
استأنف أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية محاضراتهم في دورة التوعية المجتمعية الثانية بالمدينة الشبابية بشرم الشيخ، لليوم الثاني، بحضور (100) طالب من (10) جامعات مصرية هي: (الأزهر- الأهرام الكندية- دمنهور- الإسكندرية- الوادي الجديد- الأقصر- الإسماعيلية الأهلية- قناة السويس- المنيا- الفيوم)، وذلك في إطار مبادرة «أسرة مستقرة= مجتمع آمن»، التي تعقد بالتعاون الأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وشهد اليوم الثاني محاضرتين وورشة عمل مع طلاب الجامعات المشاركين في الدورة التوعوية، وجاءت الندوة الأولى بعنوان" آليات فهم النص الديني"، بينما جاءت الندوة الثانية بعنوان" الانتماء وتعزيز الهوية"، بالإضافة إلى ورشة عمل عن قيمة الوقت وكيفية استثماره، حاضر خلالهم الدكتور أحمد الهادي، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والدكتور سامي حجاج، رئيس وحدة بيان بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والشيخ عبدالقادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
وأوضح المحاضرون خلال الندوة الأولى المراد بالنص الديني، مبينين أنواعه وبيان معنى التثبت من النص وفهم النص، ومن يختص بالاجتهاد في النص، وما المراد بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأنواعها، وبيان علاقة السنة بالقرآن، مقدمين حكم الاجتهاد في النصوص الشرعية، وأسباب الاختلاف في فهم النص وبيان حكمة التشريع في ذلك، وأثر ذلك في اختلاف الفتاوى والأحكام وذلك باختلاف الأزمان والمكان والأحوال والأشخاص.
وبيّن المحاضرون في الندوة الثانية مفهوم الانتماء للوطن وأنواعه، ودور المؤسسات المجتمعية في دعم قيم الانتماء لدى الشباب، من الأسرة والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام، موضحين كيفية تعزيز الهوية الدينية والوطنية ورسالة الشرائع السماوية في دعمها وترسيخها، مشددين على حرمة التعدي على الغير، مؤكدين العمل على التصدي للأفكار المغلوطة، والتعايش والتكامل بين أبناء الوطن، مستعرضين رسالة وجهود الأزهر في دعم قيم الانتماء وتعزيز الهوية، موضحين خصائص وسمات الهوية المصرية.
كما نفّذ المحاضرون ورشة عمل عن قيمة الوقت وكيفية استثماره، مبينين خصائص الوقت وأن ما مضى منه لا يعود كما أنه لا ينتظر أحدا وسريع الانقضاء، موضحين أهمية الوقت في الإسلام وجزاء اغتنام الوقت أو تضييعه، مؤكدين أن التخطيط الجيد مقدمة للنجاح وأنه لابد من وضع خطة لاستثمار الوقت، متناولين أنواع الخطط وأنواع أهداف الخطط ووسائل بلوغ هذه الأهداف، محذرين من مضيعات الوقت والتي يأتي في مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعي، مبينين أن معيار استثمار الوقت هو حجم الإنجاز فيه.
جدير بالذكر أن الأزهر الشريف قد أطلق برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية في أكتوبر 2018م، بهدف دعم استقرار المجتمع المصري، من خلال تعزيز الترابط الأسري والتوعية المجتمعية الصحيحة، وتأهيل المقبلين على الزواج، ومواجهة الظواهر السلبية، من خلال الندوات الجماهيري واللقاءات الحوارية والدورات والبرامج التدريبية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر علماء الازهر وزارة الشباب والرياضة وزارة التعليم العالى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأزهر العالمی للفتوى الإلکترونیة التوعیة المجتمعیة
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر: المسجد محور مهم للتربية والثقافة وترسيخ الهوية
أكد الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، خلال كلمته في المؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم السبت، تحت عنوان: «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن الإسلام قدم نموذجًا حضاريًّا متكاملًا لبناء الإنسان منذ بعثة النبي.
وأشار نائب رئيس جامعة الأزهر، إلى أن القرآن الكريم وسنة النبي ركزوا على بناء النفس والعقل والجسد والروح بتوازن يحقق الرفعة في الدنيا والآخرة.
وقد جاء هذا المؤتمر لتسليط الضوء على كيفية مواجهة التحديات المعاصرة من خلال استلهام القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام.
وأشار الدكتور صديق إلى أن القرآن الكريم تناول بناء الإنسان بشمولية، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص:77].
وأكد أن النبي ﷺ جاء لتربية الأنفس وتزكيتها، متغلبًا على عادات الجاهلية من قطع الأرحام وتقديم الشهوات وحب المال على القيم الإنسانية.
واستذكر موقف جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- أمام النجاشي، حين دافع عن القيم الإنسانية التي جاء بها الإسلام، التي أسهمت في بناء أمة قدمت حضارة عظيمة استمرت لقرون، مقدمة نماذج مشرفة في العلم والأخلاق والعدل.
وأوضح أن حضارة الإسلام لم تقتصر على جانب واحد من حياة الإنسان، بل شملت بناء النفس والعقل والجسد والروح، موجهة الناس نحو كل خير وناهية عن كل فساد. وأشار إلى أن النبي ﷺ كان أنموذجًا في هذا البناء المتكامل، حيث أمر بكل ما يصلح الحياة ونهى عما يفسدها، مستشهدًا بأحاديثه ﷺ التي تدعو إلى التزكية والتربية الشاملة. وأكد أن العالم اليوم في حاجة ماسة للعودة إلى تعاليم هذا الدين الحنيف، بما يحمله من قيم وأخلاق وتربية، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد الأمة الإسلامية والعالم العربي.
ودعا الدكتور صديق إلى تضافر الجهود لتحقيق هذا البناء، مشيرًا إلى أن الإسلام جعل كل فرد مسؤولًا عن دوره، كما في الحديث: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». وأكد أن هذه المسؤولية تشمل الرجل في بيته والمرأة في أسرتها، داعيًا إلى وعي جماعي يتجاوز تقديم المادة العلمية إلى تواصل حقيقي بين الأجيال لحماية الشباب من التحديات الفكرية والثقافية التي تستهدفهم.
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية تواجه خطرًا عظيمًا يتطلب اتحاد الجهود ودرجة عالية من الوعي.
وأشاد نائب رئيس جامعة الأزهر بدور المساجد في بناء الأمة، مستلهمًا توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأسبوع الماضي حول إحياء دور المساجد. وأوضح أن المسجد كان دائمًا محورًا للتربية والثقافة والحياة الاجتماعية في الإسلام، ليس فقط للعبادة، بل لتعليم القيم الحياتية وترسيخ الهوية. وأكد أن الإسلام لم يقتصر على الاهتمام بالآخرة، بل دعا إلى التوازن بين الدنيا والآخرة، كما في الآية: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص:77].
وفي ختام كلمته، أعرب الدكتور محمود صديق عن خالص دعواته للمؤتمر بالتوفيق في أداء رسالته، داعيًا إلى تنفيذ توصياته لما يخدم رفعة شأن الأمة الإسلامية، وتقديم العلاج الأمثل للتحديات العظيمة التي تواجهها. وأكد أن الأمة بحاجة إلى الاتحاد والوعي لمواجهة هذه التحديات، مشددًا على ضرورة استلهام القيم الإنسانية والحضارية التي قدمها الإسلام لبناء إنسان متوازن يسهم في نهضة الأمة واستقرار العالم.