أصدرت اللجنة الفرعية لصياغة قانون الإجراءات الجنائية الجديد بيانا شاملا حول مشروع القانون الجديد، والذي يستهدف ترسيخ سلطة النيابة العامة في تحقيق وتحريك ومباشرة الدعوى الجنائية، باعتبارها الأمينة عليها، وصاحبة الاختصاص الأصيل في ذلك، كونها ممثلة للمجتمع المصري.

مهمة إصلاح المنظومة التشريعية للدولة المصرية

وقالت اللجنة الفرعية في بيانها مساء اليوم، إنه في ضوء قيام مجلس النواب بدوره الدستوري ومسؤوليته الوطنية، آخذًا على عاتقه مهمة إصلاح المنظومة التشريعية للدولة المصرية؛ فقد شكَّلت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية لجنة فرعية لصياغة وإعداد مشروع قانون جديد للإجراءات الجنائية؛ مستعينة بعديد من الخبرات القضائية والقانونية، وذلك إدراكًا منها بأهمية هذا القانون وخطورته البالغة، كونه من القوانين ذات الطبيعة المزدوجة، فهو ركيزة التنظيم القضائي في الشق الجنائي والظهير التشريعي لتفعيل حقوق وحريات المواطنين.

وأشارت اللجنة إلي مدة عملها والتى استمرت لأكثر من عام بما يقرب من أربعة عشر شهرًا، واضعة نصب أعينها أحكام الدستور، وتعهدات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان، ومبدأ الشرعية الإجرائية، والذي هو مبدأ أصيل وأساسي وحاكم للإجراءات الجنائية، لا يجوز الخروج عنه، يقوم بالأساس على إقامة توازن عادل بين حماية الحرية وحماية المجتمع، من خلال رسم نطاق قانوني لحرية الفرد، والتي يجب الحفاظ عليها وعدم التضحية بها مهما كانت الأسباب، بما لا يتعارض مع مصلحة المجتمع بل يسهم في تحقيقها.

وقالت اللجنة فى بيانها، إنها عكفت على مناقشة كل الآراء والمقترحات، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، ولم تنغلق على أعضائها، وحرصت على التواصل مع جميع الجهات ذات الصلة، والاطلاع على التجارب التشريعية المماثلة في المحيطين العربي والدولي، سعيا نحو تقديم مشروع قانون متكامل، يليق بالدولة المصرية، ويلبى كل التطلعات بما يتوافق مع التطور السريع في أنواع الجرائم وطرق وأساليب ارتكابها وما يقتضيه ذلك من إحداث ثورة شاملة في تنظيم إجراءات التحقيق والمحاكمة، وصولاً إلى تحقيق العدالة الناجزة وبما لا يخل في ذات الوقت بضمانات التقاضي.

بعض الأحكام المستقرة عملا وقضاء في القانون القائم

وفى سياق عملها، استصحبت اللجنة بعض الأحكام المستقرة عملا وقضاء في القانون القائم، والتي لا تتعارض مع المتطلبات والمعطيات الدستورية والاجتماعية الراهنة؛ وبجانب ذلك فقد أضافت أحكاما جديدة تقتضيها طبيعة المرحلة والتطور الذي يشهده المجتمع المصري في المجالات كافة؛ وصولاً إلى صياغة مسودة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، وتعد أبرز ملامحه على الوجه الآتي:

- ترسيخ سلطة النيابة العامة في تحقيق وتحريك ومباشرة الدعوى الجنائية، باعتبارها الأمينة عليها، وصاحبة الاختصاص الأصيل في ذلك؛ كونها ممثلة للمجتمع المصري.

- الامتثال للضمانات الدستورية المنظمة لحقوق وحريات الأفراد، وخاصة في أحوال القبض، وتفتيش الأشخاص، ودخول المنازل وتفتيشها، وسلطات مأموري الضبط القضائي في هذا الصدد، وأهمها ضرورة الحصول على أمر قضائي مسبب لاتخاذ هذه الإجراءات؛ وكل ذلك في حدود ما تقتضيه الضرورة الإجرائية.

- تخفيض مدد الحبس الاحتياطي، ووضع حد أقصى لها، وتنظيم حالات التعويض عنه؛ تحقيقاً للغاية من كونه تدبيراً احترازياً وليس عقوبة، فضلاً عن إقرار بدائل الحبس الاحتياطي.

- إعادة تنظيم أحكام الإعلان بما يتفق والتطور التقني والتكنولوجي الذي يشهده العالم الحديث، بإضافة وسائل الإعلان الإلكترونية سواء البريد الإلكتروني أو الهاتف المحمول، مع الإبقاء على وسائل الإعلان التقليدية كضمانة لحقوق الأفراد، وبما يضمن تحقق علمهم اليقيني.

- تنظيم المنع من السفر والمنع من التصرف، بنصوص محكمة تراعى كل الضمانات الدستورية، التي تحقق الغاية منهما، دون أن تنال في ذات الوقت من حق الأفراد في حرية التنقل أو الإقامة أو حماية الملكية الخاصة، باعتبارها حقوقا دستورية لا ينبغي تقييدها إلا في إطار الضرورة، وبضوابط محددة.

- تنظيم إجراءات التحقيق والمحاكمة من خلال الوسائل الإلكترونية؛ بما من شأنه إحداث نقلة نوعية في هذا الإطار، وبما يضمن مواكبة التطور التقني.

- توفير حماية فعالة لكل من المتهمين والمبلغين والشهود، بما يضمن حسن سير إجراءات التقاضي، وتمكين أجهزة الدولة من مكافحة الجريمة.

- إقرار وترسيخ مبدأ (لا محاكمة دون محام)، بما يتيح أن يكون لكل متهم محامٍ حاضر معه، سواء كان موكلا منه أو تندبه سلطة التحقيق أو المحاكمة بحسب الأحوال بالتنسيق مع نقابة المحامين، ترسيخًا للحق في الدفاع.

- تفعيل حق المتهم في الصمت كضمانة من الضمانات التي قررها الدستور المصري.

- إعادة تنظيم حق الطعن في الأحكام الغيابية عن طريق المعارضة، بالشكل الذى يحقق التوازن بين كفالة الحق في التقاضي وضمانات حق الدفاع، وبين كفالة تحقيق العدالة الناجزة وسرعة الفصل في القضايا في آن واحد.

- تنظيم الحق في استئناف الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات، وذلك في إطار تعزيز وتدعيم حق التقاضي والحق في الدفاع كضمانات دستورية راسخة.

- حماية حقوق ذوي الهمم، في مراحل التحقيق والمحاكمة وتنفيذ العقوبة، من خلال توفير المساعدات الفنية، ووسائل الإتاحة اللازمة والمناسبة لهم خلال هذه المراحل.

- ضمان حقوق وحريات المحكوم عليهم أثناء تنفيذ العقوبات داخل مراكز الإصلاح والتأهيل وأماكن الاحتجاز، عبر إخضاعها للإشراف القضائي وتهيئتها بشكل مناسب من الناحيتين الصحية والاجتماعية، وإلزام القائمين عليها باحترام حقوق وحريات المحكوم عليهم.

- تنظيم ورعاية حقوق المتهمين والمحكوم عليهم المصابين بأمراض عقلية أو نفسية، سواء أثناء التحقيق أو المحاكمة أو حتى أثناء تنفيذ العقوبة، وذلك بتنظيم أحوال وإجراءات إيداعهم منشآت الصحة النفسية خلال أي مرحلة من هذه المراحل.

- ضمان حقوق المرأة والطفل، وذلك بتأجيل تنفيذ بعض العقوبات على المرأة الحامل، بما يتفق وأحكام الشريعة الإسلامية والاتفاقيات والمواثيق الدولية.

- إلغاء الإكراه البدني كوسيلة لتحصيل المبالغ الناشئة عن الجريمة المحكوم بها لصالح الدولة، واستبداله بإلزام المحكوم عليهم بأداء أعمال للمنفعة العامة، بالضوابط والإجراءات اللازمة لذلك.

- تنظيم أحكام التعاون القضائي في المسائل الجنائية بين مصر وغيرها من الدول، سواء في مجال تسليم المتهمين أو المحكوم عليهم أو الأشياء والأموال المتحصلة من الجرائم أو عائداتها أو التحفظ عليها أو مجال المساعدة والإنابة القضائية من خلال سماع الشهود أو فحص الأشياء والأماكن المتعلقة بالجرائم.

واختتمت اللجنة بيانها بأنها تتمنى أن تكون قد أتمت أعمالها على الوجه المطلوب، بما يحقق مصلحة الدولة المصرية، كما تتقدم اللجنة بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاز أعمالها على النحو المتقدم، آملة أن يخرج هذا المشروع إلى حيز النفاذ خلال الفصل التشريعي الحالي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السفر الهجرة اللجنة الفرعية مجلس النواب المحکوم علیهم من خلال

إقرأ أيضاً:

ضمن «بداية جديدة».. الثقافة تشارك التعليم في تنظيم قوافل تعليمية بالغربية

استضاف المركز الثقافي لمدينة طنطا، اليوم الجمعة، فعاليات لقوافل تعليمية مجانية، نظمتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بمشاركة وزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، وذلك ضمن أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، للمشاركة في المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتحت رعاية اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية.

بدأت فعاليات القوافل الثقافية التي تختتم صباح غد السبت، بعزف للنشيد الوطني، فيما شاركت أعداد كبيرة من طلبة وطالبات المرحلتين الإعدادية والثانوية بمدارس محافظة الغربية في محاضرات ومراجعات تعليمية شاملة لمواد: اللغة العربية، والإنجليزية، والرياضيات، والإحصاء، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والتاريخ، فيما قام آخرون بزيارة مركز التكنولوجيا للتعرف على ما يقدمه المركز من خدمات ودورات تعليمية وتثقيفية.

هذا وقد شارك الطلاب في مسابقة ثقافية قدمتها قصور الثقافة لخلق نوع من المنافسة بينهم، ولإبراز مهاراتهم العقلية والفكرية والمعلوماتية، حيث ضمت المسابقة العديد من الأسئلة في المعلومات العامة السياسية، والرياضية، والفنية، والأدبية، والدينية، فيما تمنح شهادات التقدير للإجابات الصحيحة بعد ختام القوافل التعليمية.

يذكر أن فعاليات اليوم الأول من القوافل التعليمية جاءت بالتعاون بين فرع ثقافة الغربية برئاسة وائل شاهين، ومديرية التربية والتعليم والتعليم الفني بالمحافظة برئاسة ناصر حسن، وتحت إشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش.

مقالات مشابهة

  • العراق يوقف تصدير النفط إلى سوريا والإعلان عن إجراءات جديدة بالمصارف
  • حماية المستهلك: تعديلات قانونية ومبادرات جديدة لتنظيم التجارة الإلكترونية في مصر
  • إجراءات جديدة للحصول على رخصة نشاط العيادات في قانون المسئولية الطبية
  • ليبيا تُعلن إجراءات مشددة لمنع أي مظاهر للاحتفال خلال العام الجديد
  • إجراءات جديدة حددها القانون لمشاركة القطاع الخاص في إدارة المخلفات
  • ضمن «بداية جديدة».. الثقافة تشارك التعليم في تنظيم قوافل تعليمية بالغربية
  • الإمارات ترحب بتصريح المقررة الأممية المعنية بالعنف ضد النساء
  • اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان: التوازن بين الجنسين والمساواة أولوية وطنية بالإمارات
  • الشيوخ يناقش قانون تنظيم المسئولية الطبية وحماية المريض
  • اعرف إجراءات استخراج جواز السفر فى خطوات بسيطة