سلطنة عُمان تختتم مشاركتها بعرض تاتو بازل للموسيقى العسكرية
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن سلطنة عُمان تختتم مشاركتها بعرض تاتو بازل للموسيقى العسكرية، بازل في 23 يوليو العُمانية اختتمت سلطنة عُمان ممثلة في الخيالة السلطانية بشؤون البلاط السلطاني والحرس السلطاني العُماني مشاركتها في عرض تاتو .،بحسب ما نشر وكالة الأنباء العمانية، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات سلطنة عُمان تختتم مشاركتها بعرض تاتو بازل للموسيقى العسكرية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
بازل في 23 يوليو /العُمانية/ اختتمت سلطنة عُمان ممثلة في الخيالة السلطانية بشؤون البلاط السلطاني والحرس السلطاني العُماني مشاركتها في عرض تاتو بازل للموسيقى العسكرية لعام 2023م، الذي أقيم بمدينة بازل بالاتحاد السويسري بمشاركة فرق موسيقية من مختلف دول العالم.
وشهد اليوم الختامي لعرض تاتو بازل لعام 2023م مساء أمس ،فعاليات متنوعة خلال الفترة النهارية، تمثّلت بمشاركة الفرقة الموسيقية المشتركة في تقديم استعراض موسيقي بالساحة الرئيسية لعرض تاتو بازل، حيث عزف الفرسان والفارسات الموسيقيون مقطوعات موسيقية عُمانية وعربية وعالمية.
وفي الركن الذي خُصِّصَ لسلطنة عُمان قام مجموعة من الفرسان والفارسات الموسيقيين من الخيالة السلطانية والحرس السلطاني العُماني بعزف مقطوعات موسيقية متنوعة، كما تم تقديم الحلوى العُمانية للزوار والبخور واللبان العُماني.
من جانب آخر قامت مجموعة أخرى من الفرسان الموسيقيين خلال اليوم المفتوح للأطفال بعزف مقطوعات موسيقية للأطفال وتعريفهم بأنواع الموسيقى وآلاتها المختلفة واستخداماتها، إضافة إلى تدريب الأطفال على ركوب الخيل، وتَفاعلَ الأطفالُ وأهاليهم مع البرنامج المقدّم لهم.
وأقيم العرض الرئيسي وحفل الختام لعرض تاتو بازل 2023م بمشاركة جميع الفرق الموسيقية، حيث قدم الفرسان والفارسات الموسيقيون من الخيالة السلطانية والحرس السلطاني العُماني عرضًا موسيقيًّا من على صهوات الخيول العربية اشتمل على عزف مقطوعات موسيقية متنوعة عكست ثراء الموسيقى العُمانية والموروث الثقافي والحضاري لسلطنة عُمان.
وقال سعادة المهندس هلال بن محمد الوائلي رئيس شؤون الخيل والهجن والمزارع والحدائق السلطانية بشؤون البلاط السلطاني إن مشاركة سلطنة عُمان كانت مشرفة من خلال تألّق الفرسان والفارسات الموسيقيين بالاستعراضات الموسيقية من على صهوات الخيل، وإن الدعوة المقدّمة لسلطنة عُمان للمشاركة في هذا العرض تعبّر عما وصلت إليه الموسيقى العُمانية من سُمعة كبيرة خلال المشاركات السابقة بالمحافل الدولية.
وأكد سعادة السفير محمود بن حمد الحسني سفير سلطنة عُمان لدى الاتحاد السويسري أنّ المشاركة في مثل هذه العروض الدولية تمثل ترويجًا لسلطنة عُمان وتُعرِّف بموروثها الثقافي، مضيفًا أنّ مشاركة الخيالة السلطانية بشؤون البلاط السلطاني والحرس السلطاني العُماني كانت لها سمعة طيبة وحظيت بالترحيب والتفاعل.
فيما عبّر سعادة السفير إدريس بن عبدالرحمن الخنجري مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف عن سعادته بمشاركة سلطنة عُمان خلال عرض تاتو بازل للموسيقى العسكرية لِما تمثّله الموسيقى من رسالة تَقارب فهي ليست مجرد فن، وإنما أصبحت أداة دبلوماسية فعَّالة ومؤثرة لتعريف الشعوب بالثقافات العالمية المختلفة.
وقال إريك جوليارد الرئيس التنفيذي ومنتج عرض تاتو بازل 2023م: "أنا ممتن للعرض العُماني الذي مثَّل الثقافة العُمانية، وإن ما قدمته سلطنة عُمان يعدّ إضافة كبيرة ورائعة إلى عرض تاتو بازل لهذا العام، وكان من الرائع رؤية الفرسان والفارسات الموسيقيين وهم يعزفون من على ظهر الخيل، حيث أحبَّ الجميعُ العرضَ العُماني ولاحظنا تفاعل الجماهير وتحيتهم للفرسان والفارسات وأنا متأكد بأنهم يرغبون بعودة سلطنة عُمان للمشاركة في المستقبل".
وذكرت كارول جونس مديرة الإنتاج لعرض تاتو بازل 2023م أنَّ العروض التي قدّمها العُمانيون في الاتحاد السويسري هذا العام كانت جميلة ومبهجة وعاش الجمهور تجربة مصغرة عن الحياة في سلطنة عُمان وعن الثقافة العُمانية، فالأزياء الملونة الزاهية والموسيقى التي تنفرد بها سلطنة عُمان وتتميز بعزفها على ظهر الخيل أعطت لمحة رائعة عن الثقافة العُمانية.
/العُمانية/
شيخة الفليتية
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس الع مانیة ع مانیة
إقرأ أيضاً:
في بيت مغامر عُماني لا يخشى المجهول
يوم الجمعة الثالث عشر من ديسمبر (2024) كان يومًا حافلًا، فقد بدأناه بزيارة بيت التاجر والمغامر العُماني حمد بن محمد المرجبي الشهير بـ«تيبو تيب» فـي منطقة «شنجاني». وبيتُ تيبوتيب يُعدّ من المعالم التاريخية المميزة التي تعكس الطابع الثقافـي والمعماري لزنجبار، وقد ارتبط بفترة التجارة المزدهرة التي شهدتها الجزيرة فـي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما كانت زنجبار مركزًا تجاريًّا مهمًّا للتوابل والعاج. ومعظم من سكن منطقة شنجاني هم من أثرياء العرب، وما يلفت النظر أنّ هناك شجرة كبيرة فـي الجانب الأيمن من البيت، قال لي الشيخ سالم بن محمد الخنجري الخبير بشؤون زنجبار، إنها تسمى «أوشنجا»، استجلبها المرجبي من خارج زنجبار، وسببُ التسمية أنّ ثمار الشجرة تشبه فصوصًا حمراء اللون وسُمِّيت المنطقة نسبة إلى هذه الشجرة، التي قاومت كلَّ الأحداث وبقيت صامدة حتى يومنا هذا، وشهدت كلَّ الأحداث الحلوة والمرة، ولو قُدّر لها أن تتكلم ماذا عساها أن تقول؟!. لم ندخل البيت لأنه مغلق، وقد أخَذَنا شابٌّ زنجباري إلى قبر المرجبي القريب من المكان، حيث كانت هناك مقبرة، إلا أنها طمرت ولم يبق إلا قبر المرجبي، والذي كان كثيرون يعتقدون لسنوات طويلة أنّ اسمه الأول «حُميد»، إلى أن جاء الباحث والمترجم العُماني الدكتور محمد المحروقي صحّح الاسم فـي مقدمته لكتاب «مغامر عُماني فـي أدغال أفريقيا» إلى حَمَد، معتمِدًا على طريقة كتابته من قبل المستشرقَيْن «برود» و«وايتلي» اللذين كانا يرسمانه هكذا (Hamed).
فـي تجوالنا بين البيت والقبر، بدتْ لنا المنطقة مرتبة نوعًا ما بوضع «الإنترلوك» على الممرات. أخذني الشاب إلى القبر فـيما انشغل سيف بتصوير بعض اللقطات للذكرى، قبل أن يقول لي: «أريد إطلاعك على شيء، ولكن ليس الآن». وقفنا أمام قبر «تيبوتيب»، مستذكرين سيرة ذلك المغامر الذي شغل العرب والأوروبيين سنين طويلة. رآه البعض مغامرًا، ورآه آخرون جنديَّا مقاتلًا شجاعًا مقدامًا، فـيما ذهب البعض إلى أنه مستكشف ساعد الغربيين على اكتشاف مجاهل إفريقيا وبحيراتها ومن ثَم استعمارها ونهب ثرواتها، ولَمْ يَخْلُ الأمر من كارهين له وحانقين عليه، لم يروا فـيه أكثر من كونه تاجرًا للعبيد لا يستحق تلك السمعة التي نالها؛ لكن تيبوتيب فـي الحقيقة هو كلّ هؤلاء.
ربما يسأل البعض من هو هذا المرجبي بالضبط؟ ولماذا أضحى شهيرًا لهذا الحد؟ وفـي ذلك نقول إنه أحد أبرز الشخصيات العُمانية فـي شرق إفريقيا خلال القرن التاسع عشر؛ فقد بدأ حياته تاجرًا، إلا أنه لم يكن تاجرًا عاديًّا، إذْ كان قائدًا للقوافل التي كانت تتنقل ما بين زنجبار والعمق الإفريقي، ولعب دورًا محوريًّا فـي تجارة العاج والقرنفل، وقيل الرقيق، وقادته همّته لاستكشاف المناطق الداخلية فـي العمق الإفريقي حتى وصل لأعماق الكونغو، حيث أضحى زعيمًا محليًّا على عدد من المناطق، ممّا ساعده على تأسيس شبكة تجارية واسعة، وأقام علاقات قوية مع السلطان العُماني برغش بن سعيد. كانت للمرجبي علاقات مع الأوروبيين وساعدهم فـي رحلاتهم الاستكشافـية باعتباره صاحب خبرة لا تدانى فـي العمق الإفريقي. أما لقب «تيبو تيب» فقد أُطلق عليه بسبب الصوت الذي كانت تصدره أسلحته النارية، والذي كان يُسمَع هكذا: «تيبو تيب»، وهذا الصوت يشير غالبًا إلى صوت سلاح رشاش، وربما أنّ كلامه كان سريعًا كهذا السلاح أو أنه كان سريعًا فـي مغامراته ولا يخشى المجهول ولا العواقب. وقد ظلّ المرجبي ذا نفوذ كبير فـي القارة الإفريقية حتى قبل سنوات قليلة من وفاته عام 1905، حين تقلّص هذا النفوذ لتنامي الهيمنة الأوروبية فـي القارة.
فـي طريق عودتنا من قبر تيبوتيب إلى الفندق أطلعني سيف على ما أثار انتباهه، وهو أنه شاهد أغطية الصرف الصحي مكتوبًا عليها باللغة العربية «بلدية أبوظبي». أخبرتُه أنني قرأتُ بعض الأخبار عن بيع المنزل لشركةٍ خليجية بغرض استخدامه كمرفق لفندق ضمن الكثير من المنازل التي بيعت لمستثمرين، ولكن البيع لم يثبت حتى الآن، لأنّ اللوحة التعريفـية بالمرجبي ما زالت معلقة فـي الجدار. تعود ملكية المنزل أساسًا إلى الشيخ مسعود بن علي الريامي بعد أن اشتراه من ورثة المرجبي، إلا أنّ حكومة زنجبار صادرته ضمن الممتلكات التي صادرتها من العُمانيين عام 1964، وتركت تلك المنازل نهبًا للسرقات المنظمة من قبل لصوص الآثار، شارك فـيها -كما قيل- بعض المسؤولين، حتى أصبحت الأبواب والنوافذ ومتعلقات هذه المنازل تباع فـي الأسواق العالمية للآثار خاصة فـي جنوب إفريقيا. باعت حكومة زنجبار بعض منازل المدينة الحجرية للأوروبيين والهنود أولًا، والآن دخل على الخط مستثمرون خليجيون ومغاربة عملوا على مسح أيِّ ذكر لأصحاب تلك المنازل، ومن المباني التاريخية التي بيعت بالفعل، المنازل التابعة لقصر بيت الساحل وتقع خلف القصر مباشرة، وكذلك بيت الشيخ سالم بن بشير البرواني.
من جهتي كنتُ أؤمن دائمًا أنّ هذه الهجمة الشرسة على التاريخ العُماني فـي شرق إفريقيا ومحاولات البعض طمسه من الذاكرة لن تنجح؛ لأنّ المد العُماني فـي الساحل الشرقي لإفريقيا موثقٌ ومحصنٌ تمامًا، هكذا عبّرتُ عن رأيي لسيف الذي باغتني بالقول: «لا تحلم كثيرًا؛ فالمالُ يلعب دورًا مُهمًا فـي تحقيق ذلك الهدف، هذا إذا أضفنا إليها إهمالنا».
بجانب بيت حمد المرجبي، هناك مدرسة الشيخ عبد الله بن سليمان الحارثي لتعليم القرآن الكريم فـي منزل يسمى «بوماني». وقد أفادني الشيخ سالم الخنجري أنّ ورثة المنزل (عائلة عُمانية حارثية) اتفقوا على جعل هذا العقار وقفًا خيريًّا بعد إجراء أعمال الترميم والصيانة والتعديلات المناسبة، ليصبح مدرسة لتعليم القرآن وعلوم الدين الإسلامي، وتعيين ناظر للوقف. تكفّل بالمشروع المكرم الشيخ محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي، عضو مجلس الدولة العُماني، وسلم الوقف إلى جمعية الاستقامة الخيرية، تحت مسمى «مدرسة الشيخ عبد الله بن سليمان الحارثي»، وذلك بتاريخ ٦ ديسمبر ٢٠٢٤م. وبدأت الدراسة الفعلية فـي يناير ٢٠٢٥م للإناث فقط بعدد يفوق المائة طالبة.
حقيقةً إنّ عرب زنجبار كانوا متقدمين فـي وقف أموالهم ومزارعهم، ويأتي على رأسهم السيد حمود بن أحمد بن سيف البوسعيدي الذي ترك أوقافًا كثيرة، منها بيتا الرباط فـي مكة المكرمة؛ الأول يسمى بيت الرباط الكبير، والثاني بيت الرباط الصغير، ومسجدان فـي «بوبوبو»، بالإضافة إلى مسجده فـي زنجبار -الذي صلينا فـيه غير مرة- ويدير أموره حاليًّا الشيخ عبد الله بن حميد البحري أحد نشطاء جمعية الاستقامة، وكذلك أوقف السيد حمود مبنى يسمى مبنى القطار فـي زنجبار.
ونحن نغادر منطقة شنجاني ومدرسة الحارثي، بُحتُ لسيف بما يدور فـي نفسي عن شخصية المرجبي التي أرى أنها لم تنل ما تستحقه من الدراسة، إذْ إنّ معظم من كَتب عنها هم مستشرقون غربيون تناولوها من وجهة نظرهم هم فقط، وهي بحاجة إلى اهتمام منا نحن العرب، كما فعل محمد المحروقي بترجمته سيرة تيبوتيب. ومن أبسط أبجديات المحافظة على تراث هذا الرجل المحافظة على إرثه وعدم التفريط بمنزله التاريخي المهدد بالاختفاء من الوجود، مثلما هي معظم مباني المدينة الحجرية فـي زنجبار إن لم تُفَعَّلْ منظومة فاعلة للحفاظ على هذا الإرث. كنتُ أبُثُّ سيف هذه الهواجس وأنا أستذكر تعليق أحد القراء العُمانيين على مقال قديم لي عن المرجبي دعوتُ فـيه إلى هذا الاهتمام به، فإذا به -أي القارئ- يكتب إليَّ متسائلًا: «أيُّ اهتمام تريد بمنزل هذا الرجل الذي اشتهر بأنه نخاس يبيع العبيد؟!! وما فائدة الاهتمام ببيته؟!». وفـي الحقيقة فإنّ ما لم يستطع هذا القارئ استيعابه أنّ التاريخ لابد أن يُكتب بكلِّ علاته وحسناته لفائدة الأجيال القادمة وأيضًا لفائدة التراث الإنساني العالمي. ولو سلّمنا جدلًا بصحة الادعاءات على تيبوتيب (وأنا شخصيًّا أعلم أنها مبَالغٌ فـيها) فإنّ علينا ألا ننسى أنّ القرآن الكريم حكى لنا قصصًا كثيرة عن الطغاة والكفرة والمجرمين والملحدين منذ أن خلق الله آدم عليه السلام، ولنا أن نتخيّل كم سيكون تاريخ البشرية مبتورًا لو أنّ كتاب الله حدثنا فقط عن الصالحين والأتقياء.