إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يتضور الأطفال جوعا حتى الموت في غزة حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن المجاعة "تكاد تكون حتمية".

ترصد الورقة التالية أبرز ما نعرفه عن أزمة الجوع التي تجتاح القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب. 

أطفال مصابون بالهزال

توفي ما لا يقل عن 15 طفلا بسبب الجوع والجفاف في مستشفى واحد، وفقا لوزارة الصحة في المنطقة التي تديرها حماس.

 والتقطت وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة الأنباء الفرنسية، صورا مروعة لأطفال أصابهم الهزال بعيون غائرة ووجوه نحيلة.

تمكن عاملون في منظمة الصحة العالمية نهاية الأسبوع الماضي من زيارة مستشفيات في شمال غزة للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول، حسبما قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الإثنين. مضيفا أنهم أبلغو عن "مستويات حادة من سوء التغذية، وأطفال يموتون جوعا، ونقص خطر في الوقود والغذاء والإمدادات الطبية، ومباني المستشفيات المدمرة".

في ربوع غزة، يواجه 90 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهرا والنساء الحوامل والمرضعات فقرا غذائيا حادا، وفقا لتقرير صدر قبل أسبوعين عن مجموعة التغذية العالمية، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية المعنية بالتغذية وتقودها اليونيسف. أضافت المجموعة أن ما لا يقل عن 90 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية.

وتلقي منظمات الإغاثة العاملة على الأرض باللوم على إسرائيل التي شنت حربا ضد حماس في أعقاب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، في منع دخول ما يكفي من شاحنات الغذاء إلى غزة. وقالت لجنة الإغاثة الدولية في بيان: "بصفتها القوة المحتلة في غزة، تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية ضمان حصول السكان الخاضعين للاحتلال على الإمدادات الغذائية والطبية. إن الاستخدام المتعمد لتجويع المدنيين كوسيلة من وسائل الحرب من خلال حرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك تعمد إعاقة إمدادات الإغاثة على النحو المنصوص عليه في اتفاقيات جنيف، يعد جريمة حرب".

"حصار كامل" لحرمان الفلسطينيين من الغذاء والوقود والماء

في بداية الحرب، دعا مسؤولون إسرائيليون، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت، علنا إلى فرض "حصار كامل" لحرمان الفلسطينيين من الغذاء والوقود والماء. لكن المسؤولين تراجعوا منذ ذلك الحين عن هذا الخطاب. وقال المتحدث العسكري الأدميرال دانيال هاغاري قبل فترة قصيرة: "حربنا هي ضد حماس، وليست ضد سكان غزة"، مضيفا أن إسرائيل "تسهل المساعدات".

في المقابل، قال برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية منعت قافلته عند حاجز تفتيش من التوجه في شمال قطاع غزة. والأسبوع الماضي، فتحت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين تدافعوا للحصول على المساعدات الغذائية في حالة من الفوضى، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص.

وبدأت طائرات عسكرية أمريكية بإلقاء عشرات الآلاف من وجبات الطعام، رغم أن وكالات الإغاثة تقول إنها طريقة غير فعالة للحد من الأزمة.

في غزة.. أشد أشكال سوء التغذية

قالت دابني إيفانز، مديرة مركز الطوارئ الإنسانية في جامعة إيموري، إن الصور الواردة من غزة تشير إلى أشد أشكال سوء التغذية، بما في ذلك "الهزال" الذي يشير إلى تدنٍّ شديد في الوزن بالنسبة لطول الجسم، نتيجة الانخفاض الحاد في السعرات الحرارية في فترة قصيرة.

وأضافت إيفانز: "بدأت أجسادهم تنهار وهم في حالة صدمة"، موضحة أن إعادتهم إلى حالة صحية جيدة تتطلب رعاية طبية دقيقة تحت إشراف، وليس مجرد إعطائهم الطعام الذي قد يكون خطرا.

بدوره، قال عماد دردونة، طبيب الأطفال في مستشفى كمال عدوان وهو مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة، لوكالة الأنباء الفرنسية إن الطاقم لديه الإمدادات اللازمة لعلاج نحو نصف الحالات فقط بشكل مناسب. مضيفا: "ليس لدينا ما نقدمه لهم، أقصى ما يمكننا القيام به من أجلهم هو إما إعطاؤهم محلولا ملحيا أو محلولا سكريا". وإذا طال أمد سوء التغذية فإنه سيؤدي إلى عواقب طويلة المدى مثل تقزم النمو وتراجع القدرة على التعلم وضعف الجهاز المناعي.

كما قالت آنو نارايان، مستشارة اليونيسيف لشؤون تغذية الأطفال، إنه من المرجح أن يكون هناك "تأثير مدى الحياة" على بعض الأفراد على الأقل. وأضافت: "نعلم أنه يمكن أن يؤثر على النمو المعرفي للأطفال ويكون له تأثير على المدى الطويل على دخلهم وقدرتهم على العمل بكامل طاقتهم".

آثار دائمة لأجيال!

وخلص باحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي مؤخرا إلى أن الأشخاص الذين ولدوا خلال المجاعة الصينية الكبرى قبل أكثر من 60 عاما، وأبناءهم وأحفادهم، لديهم معدلات أعلى بكثير من مرض السل، "مما يشير إلى تأثير غير معترف به سابقا بين الأجيال للتعرض للمجاعة قبل الولادة وفي بداية الحياة".

منذ 2004، أصبح للمجاعة تعريف رسمي. فهي تحدث عندما يواجه ما لا يقل عن 20 بالمئة من السكان نقصا حادا في الغذاء، وتتجاوز معدلات سوء التغذية الحاد 30 بالمئة، ويموت اثنان من كل 1000 شخص بسبب الجوع يوميا.

وفي حين أن الكلمة مخيفة ولديها القدرة على التحفيز على التعبئة العالمية، فقد تم إعلان المجاعة رسميا مرتين فقط في العقد الماضي: في الصومال عام 2011، وفي جنوب السودان عام 2017.

إلا أن نارايان قالت إنه ليس من المنطقي التركيز على أن أزمة غزة لم تصل بعد إلى أعلى تصنيف ممكن موضحة: "لقد رأينا أن جميع العوامل التي تعرض الناس، وخصوصا الأطفال الصغار، لمثل هذه المخاطر العالية، موجودة".

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج غزة حصار غزة الحرب بين حماس وإسرائيل مجاعة غذاء مساعدات إنسانية إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين وقف إطلاق النار الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا سوء التغذیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: كل الطرق في غزة تؤدي إلى الموت

الثورة نت/..

قالت مسؤولة الطوارئ في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونـروا” لويز ووتريدج، اليوم الجمعة، إن أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية.

ونوهت ووتريدج إلى أن “السكان لا يمكنهم الفرار، ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدي إلى الموت”.

من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” إن “الحرب على الأطفال في غزة” تشكل تذكيرا صارخا بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم، مؤكدة أن”جيلا من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم”.

وأضافت “اليونيسيف” على لسان، مسؤولة الاتصالات الرئيسية في المنظمة في غزة روزاليا بولين “إن غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف، ولأكثر من 14 شهرا، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، حيث أبلغ عن قتل أكثر من 14500 طفل، وإصابة الآلاف غيرهم”.

وحذرت “اليونيسف” من صعوبة الوضع مع حلول فصل الشتاء على غزة، حيث الأطفال “يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام”، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، مضيفة أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.

مقالات مشابهة

  • أزمة جديدة في وصول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة.. عصابات مسلحة ونهب منظم
  • أزمة التهجير العرقي في الهند: آلاف يعانون ظروفًا في مخيمات الإغاثة
  • من الأرض إلى الجوّ.. سانتا كلوز المجري يستقل طائرة هليكوبتر في رحلة توزيع الهدايا على المحتاجين
  • شهادات مؤلمة لأمهات فقدن أطفالهن جراء سوء التغذية الحاد أطفال غزة يموتون جوعاً..
  • محاصرون بمستشفى كمال عدوان: نواجه خطر الموت جوعا
  • بكرى عن أطفال غزة: من لايموت بالقصف يموت جوعا
  • انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟
  • وكالات أممية: كل الطرق في غزة تؤدي إلى الموت
  • مسؤولة أممية: كل الطرق في غزة تؤدي إلى الموت
  • منظمات أممية : كل الطرق في غزة تؤدي الى الموت