الإفطار في رمضان لعذر دائم أو غير دائم.. اعرف الحكم ومقدار الفدية
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
الإفطار في رمضان لعذر دائم أو غير دائم، أسئلة تشغل ذهن الكثيرين مع بقاء أقل من 3 أيام على استطلاع هلال شهر رمضان لعام 1445 هجريا، فما هو حكم الإفطار في رمضان؟، وكم تقدر فدية إفطار يوم من رمضان؟
الإفطار في رمضان لعذر دائم أو غير دائمقالت دار الإفتاء في جوابها: الظاهر من السؤال أنَّ السائلة لا زالت تستطيع صوم شهر رمضان من كل عام، وإذا كان ذلك فإذا كانت قد أفطرت تلك الأيام من كل شهر في الأعوام السابقة بعذرٍ شرعيٍّ يبيحُ لها الفطر؛ فالواجب عليها قضاءُ ما فاتها من تلك الأيام؛ طالما أنها قادرةٌ على الصيام، ولا تجب عليها الفدية حينئذٍ.
أمَّا إذا ثبت عجزُها وعدم قدرتها على الصوم في رمضان أو قضاء ما عليها من أيام؛ بأنْ أصبحت لا تُطِيقُ الصيام؛ لأنَّه يُضْعِفُ جسمها أو يُعَرِّضُهَا للخطر والهلاك؛ فحينئذٍ يجب عليها الفدية: وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته.
وحول مقدار فدية إفطار يوم من رمضان، قالت الإفتاء إن المقدار الواجب عن كل يوم: هو نصف صاع من بُرٍّ أو قمح أو دقيق، ويساوي بالكيل المصري قدحان وثلث قدح، ويجوز تقديرها بالسعر المعتاد للطعام المعتاد لأسرتها، ويجوز لها دفعها إليه في أيِّ وقت من الأوقات، سواء في رمضان أو غيره، كما يجوز لها أن تحسب قيمة الفدية الواجبة عليها عن جميع الأيام التي أفطرتها وتُعْطِيها للمشرفين على صندوق المسجد الذي أشارت إليه؛ ليتولَّوا توزيعها على الفقراء.
الصيام من أعظم العبادات وأنفعها؛ لعموم قول الله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 184]، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ» الحديث. أخرجه الإمام الترمذي في "سننه".
وقد اختص الله تعالى الصيام وفضَّله على سائر العبادات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» متفق عليه.
والصوم لغة: مطلق الإمساك؛ كما في "المصباح المنير" للعلامة الفيومي (1/ 352، ط. المكتبة العلمية).
وشرعًا: إمساك المكلف عن قضاء الشهوتين؛ شهوة البطن، وشهوة الفرج، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ كما في "المبسوط" لشمس الأئمة السَّرَخْسِي (3/ 54، ط. دار المعرفة).
وحول حكم ابتلاع الصائم من ماء المضمضة دون قصد وبيان مذاهب الفقهاء في ذلك، فقد اتفق الفقهاء على أنَّ تعمُّد تناول المفطِّرات مع تذكر الصيام ناقضٌ للصوم؛ كما في "مراتب الإجماع" للعلامة ابن حزم (ص: 39، ط. دار الكتب العلمية).
واختلفوا فيمن سبقه ماء المضمضة أثناء الوضوء للصلاة المفروضة إلى حلقه دون قصدٍ منه في صيام الفريضة -كما هي مسألتنا-:
فذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية في قولٍ، إلى فساد صومه، وأنه يجب عليه القضاء؛ حيث إن وصول الماء إلى الحلق ينعدم به ركن الصوم وهو الإمساك، وانعدام الركن يفسد العبادة، ولم يفرقوا في ذلك بين المبالغة في المضمضة وعدمها؛ لأن الماء لا يسبق إلى الحلق في المضمضة عادةً إلا عند المبالغة فيها، والمبالغة مكروهة في حق الصائم؛ فكان متعديًا فلم يعذر؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للقيط بن صبرة رضي الله عنه: «وَبَالِغْ فِي الِاستِنشَاقِ إِلَّا أَن تَكُونَ صَائِمًا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه". فأفاد النهي عن المبالغة في الاستنشاق الاحتياط من وصول الماء إلى الحلق، فدل على أنَّه مفسد للصوم، فمتى حصل وصول الماء إلى الحلق وقع به الفطر.
قال شمس الأئمة السرخسي الحنفي في "المبسوط" (3/ 66، ط. دار المعرفة): [النهي عن المبالغة التي فيها كمال السُّنة عند الصوم دليلٌ على أنَّ دخول الماء في حلقه مفسدٌ لصومه، ولأن ركن الصوم قد انعدم مع عذر الخطأ، وأداء العبادة بدون ركنها لا يُتصوَّر] اهـ.
وقال علاء الدين الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 91، ط. دار الكتب العلمية): [ولو تمضمض أو استنشق فسبق الماءُ حلقَه ودخل جوفه.. إن كان ذاكرًا فسد صومه عندنا.. يؤيد ما ذكرنا أنَّ الماء لا يسبق الحلق في المضمضة والاستنشاق عادةً إلا عند المبالغة فيهما، والمبالغة مكروهة في حق الصائم.. فكان في المبالغة متعديًا فلم يعذر، بخلاف الناسي] اهـ.
وقال بدر الدين العيني الحنفي في "البناية شرح الهداية" (4/ 37، ط. دار الكتب العلمية): [(ولو كان) ش: أي الأكل والشرب م: (مخطئًا أو مكرَهًا) ش: بفتح الراء م: (فعليه القضاء) ش: الفرق بين النسيان والخطأ: أن الناسي قاصدٌ للفعل ناسٍ الصوم، والمخطئ ذاكرٌ للصوم غير قاصدٍ للفعل، صورة المخطئ: إذا تمضمض فسبق الماء حلقه، وصورة المكرَه: صَبُّ الماء في حلق الصائم كرهًا] اهـ.
وجاء في "المدونة" للإمام مالك (1/ 271، ط. دار الكتب العلمية): [قلتُ: أرأيت مَن تمضمض فسبقه الماء فدخل حلقه أعليه القضاء في قول مالك؟ فقال: إن كان في رمضان أو في صيام واجب عليه فعليه القضاء ولا كفارة عليه] اهـ.
وقال القاضي عبد الوهاب المالكي في "الإشراف على مسائل الخلاف" (1/ 437، ط. دار ابن حزم): [مسألة: إذا سبق الماء إلى حلقه في مضمضة أو استنشاق، أفطر ولزمه القضاء في الفرض سواء كان في مبالغة أو غير مبالغة.. وقد علم أنه إنما منع ذلك في الصوم احتياطًا وتحرزًا من سبق الماء إلى الحلق، فدل ذلك على أنه متى حصل وقع به الفطر، واعتبارًا به إذا كان عن مبالغة] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (2/ 158، ط. دار الكتب العلمية) في الصائم إذا سبقه ماء الوضوء إلى حَلْقِهِ مِن غير قصدٍ: [قيل: يفطر مطلقًا] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفطار في رمضان صوم شهر رمضان استطلاع هلال شهر رمضان دار الکتب العلمیة الإفطار فی رمضان المبالغة فی علیه القضاء اهـ وقال أو غیر على أن
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة: الصيام المتقطع يساعد في علاج السكري من النوع 2
كشفت دراسة علمية جديدة أن الصيام لمدة 5 أيام متواصلة يمكن أن يساعد في علاج مرض السكري من النوع الثاني.
وأشارت دراسة أجريت بالصين أن حمية الصيام قادرة على التغلب على مرض السكري من النوع الثاني، بحسب مانشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
يتضمن النظام الصارم خمسة أيام من تناول حوالي 840 سعرة حرارية فقط يوميًا، تليها عشرة أيام من تناول الطعام بشكل طبيعي.
كانت الأطعمة المقدمة في كل وجبة خلال فترة الصيام، والتي تتطلب إضافة الماء المغلي فقط، تشمل "الأرز المغذي"، وهو عبارة عن بسكويت بديل للوجبات يحتوي على الفاصولياء السوداء والذرة والشوفان، وعصيدة الفواكه والخضروات.
من بين 36 شخصًا اتبعوا هذا النظام الغذائي لمدة ثلاثة أشهر، تمكن ما يقرب من نصفهم من عكس مسار مرض السكري من النوع 2 والتعافي شبه الكلي منه بعد عام.
وتضاف نتائج هذه الدراسة إلى أدلة أخرى من تجربة أجرتها جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، والتي وجدت أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين يتناولون نظامًا غذائيًا منخفض السعرات الحرارية للغاية من الحساء والمشروبات المخفوقة يمكن أن يخفض نسبة السكر في الدم إلى مستوى لم يعد يعتبرون فيه مصابين بالسكري.
وقال الدكتور دونجبو ليو، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة هونان الزراعية في تشانغشا بالصين: "إن الشفاء من مرض السكري ممكن إذا فقد المرضى الوزن عن طريق تغيير نظامهم الغذائي وعادات ممارسة الرياضة".
وفي تعليقه على النتائج، قال الدكتور دوان ميلور، اختصاصي التغذية المسجل والمحاضر الأول في جامعة أستون: "على الرغم من وجود دراسات تُظهر أن الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية والأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات يمكن أن تساعد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 على تحقيق الشفاء، فإن هذه الدراسة الصغيرة نسبيًا هي الأولى التي تُظهر استخدام الصيام المتقطع".
وأضاف: "لا يوجد نهج غذائي واحد هو الأفضل لإدارة مرض السكري من النوع الثاني أو تحقيق الهدوء - إنه النظام الغذائي الأكثر ملاءمة للشخص الذي يعيش مع مرض السكري من النوع الثاني".
من المعروف أن حوالي 3.7 مليون شخص في المملكة المتحدة مصابون بمرض السكري من النوع 2، وهو مرض مرتبط بالسمنة والنظام الغذائي غير الصحي.