صنّاع أفلام يجسّدون الهوة مع العالم بأصواتهم السينمائية
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
(عمان) في جلسة إفادة إعلامية ضمن فعاليات النسخة العاشرة من ملتقى قمرة السينمائي، الحاضنة السينمائية السنوية للمواهب العربية والعالمية بالدوحة، قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، إن النظام الإبداعي الذي أنشأته المؤسسة لدعم المواهب من العالم العربي وخارجه مكّنهم من التواصل مع جماهير جديدة وساعد على تغيير وجهات النظر والآراء لدى الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم تجاه الشرق الأوسط.
وأشارت "الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام" إلى أن مهمتها هي دعم الأصوات المستقلة والجديدة من جميع أنحاء العالم، لأنه يوجد اليوم عدد قليل جدًا من الأماكن التي توفر لهم الدعم المطلوب. وفي العالم العربي، الذي أُسيء تمثيله في العالم منذ فترة طويلة، فإن التمويل وحلقات العمل ودعم التواصل الذي تقدمه المؤسسة ومن خلال مبادرات مثل قمرة ساعد على معالجة سوء الفهم عن صورة العالم العربي.
ولفتت فاطمة الرميحي إلى أن هذه الأفلام تؤكد حقيقة أن الناس في الشرق الأوسط لديهم نفس الآمال والتطلعات التي لدى أي شخص آخر في جميع أنحاء العالم. ومن خلال اكتشاف جماهير جديدة عالميًا، تساعد هذه الأفلام على تغيير المفاهيم السائدة في المنطقة. وقالت: "نحن سعداء بهذا الاهتمام الذي تحظى فيه الأفلام، حيث تشجع الناس على مشاهدة المزيد من الأفلام من منطقتنا وتعزيز العلاقات الهادفة التي تساهم في مد جسور التواصل بين المجتمعات".
وأضافت أن مؤسسة الدوحة للأفلام تركز على التعرف على قصص جديدة وطرق جديدة لسرد القصص، دون فرض أي شروط على صناع الأفلام. وقالت: "ما نراه هو أن صانعي الأفلام الذين يأتون إلينا بمشاريع ثم يتطورون في مسيرتهم، يعودون لمواصلة العمل معنا، غالبًا كمرشدين للمواهب الناشئة".
وفي جلسة حوارية، أكّد صناع الأفلام من قطر، الذين تم اختيار مشاريعهم في النسخة العاشرة من ملتقى قمرة السينمائي، على أهمية ودور الدعم والتوجيه الذي يتلقونه في الملتقى بهدف مساعدتهم على استكشاف هويتهم السينمائية الفريدة وتحقيق تطلعاتهم الإبداعية.
وفي نسخته لهذا العام، يضم قمرة 13 مشروعًا من قطر ويتلقى صناع الأفلام الإرشاد والتوجيه من نخبة من ألمع نجوم السينما العالمية، منهم خبراء قمرة توني كوليت، وليوسكاراكس، وكلير دينيس، وأتوم إيغويان، ومارتن هيرنانديز، وجيم شيريدان، بالإضافة إلى أكثر من 200 متخصص عالمي في هذا المجال. ويغطي هذا الدعم جميع جوانب مجال صناعة الأفلام ابتداءً من السيناريو إلى الإنتاج، وإلى ما بعد الإنتاج والتسويق.
وقالت أمل المفتاح، مخرجة فيلم "قبل ما النهار يطلع" (قطر): "أعتقد أن التحدي الذي نواجهه كصناع أفلام قطريين هو العثور على صوتنا. وكوننا جزءًا من مؤسسة الدوحة للأفلام أتيحت لنا فرصة النضج وإيجاد صوت جماعي يمثلنا. السينما بالنسبة لي تدور حول أن تكون أنانية في رغبتك في رواية قصتك الخاصة، وأن تكون غير أنانية في رغبتك في أن يشعر الناس بالعواطف التي تريد أن توصلها". يدور فيلمها القصير حول شخصية نور، وهو سائق شاحنة شاب يواجه عقبة أثناء توصيل شحنة عاجلة وغير عادية إلى قطر.
وفي مناقشة حول فيلم "مسرح الأحلام" للمخرجة فاطمة الغانم، قالت: "مشاركتي في حلقة عمل الأفلام الوثائقية القصيرة مع ريثي بان وآراء ونصائح الخبراء في ملتقى قمرة السينمائي، كلها ساعدتني على استكشاف نهج سينمائي غير تقليدي لموضوع وثائقي يركز على شخصيات محورية في مجال الرياضة. الحرية التي وجدتها والثقة التي بنيتها مع الذين عملوا معي في هذا المشروع ساعدتني في النهاية على تحديد وتبني صوت سينمائي يعبر عن شخصيتي كمخرجة أفلام ويعبر بصدق عن قصة الفيلم."
وقال علي الهاجري، مخرج فيلم "أنتظرك حتى تنام" (قطر): إن فيلمه يدور حول الحزن والحداد. "لقد كانت طريقتي للتواصل مع نفسي والتصالح مع حزني من خلال الأفلام بعد السنوات التي أمضيتها في قمع مشاعري." وحول الدعم المقدم من مؤسسة الدوحة للأفلام وقمرة على وجه الخصوص، قال: "توفر مؤسسة الدوحة للأفلام مساحة آمنة وداعمة للتواصل مع صناع الأفلام الآخرين والحصول على دعم المختصين في هذا القطاع".
وحول مشروعه "تمنيت العزلة" (قطر)، يقول حمد الفيحاني: قمرة هي مساحة رائعة نتعلم فيها الكثير من المتخصصين الحقيقيين في هذا المجال. وهنا نوسع آفاقنا ونتعلم كيفية التعامل مع القصص بطريقة مختلفة”.
من جانبه، قال عدنان نصّاري إن هذه الأفكار ترتبط بمشاعره وقصته ومعاناته. وقال: "أعتقد أن الأفلام يجب أن تعكس القضايا الإنسانية. ويتتبع فيلمي ثلاث شخصيات رئيسية يروون قصصهم بطريقة صامتة".
وقالت صانعتا فيلم "أسطورة محمود" المخرجتان ميار حمدان وشيماء التميمي: "يتحدث فيلمنا عن عائلة فلسطينية - عائلتنا - لذا فهو وسيلة لنا لمعالجة المشاعر وتفكيك الصدمة المتوارثة عبر الأجيال. نحن نحاول أن نروي الحقائق بشكل خلاق. وأشادا بدعم مؤسسة الدوحة للأفلام في جميع جوانب صناعة الأفلام سواء الإبداعية أو التقنية أو المالية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مؤسسة الدوحة للأفلام صناع الأفلام فی هذا
إقرأ أيضاً:
رئيس حكومة بنجلاديش: شرف عظيم زيارة مؤسسة الأزهر العريقة
ألقى محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديش، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام ٢٠٠٦، اليوم الخميس، محاضرة عامة، من رحاب الأزهر الشريف، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، بحضور فضيلة أ.د/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، ولفيف من قيادات الأزهر والقيادات السياسية والدبلوماسية، وجموع من طلاب بنجلاديش الدارسين في الأزهر الشريف.
وأعرب رئيس حكومة بنجلاديش، عن شعوره بسعادة بالغة لتواجده في رحاب الأزهر الشريف ووسط طلابه وأساتذته، قائلا: «شرف عظيم أن أحضر إلى مؤسسة الأزهر العريقة، فكلما زرت مصر كنت أنظر إلى الأزهر من بعيد، إنها خبرة لا تضاهيها خبرة حصلت عليها من قبل»، مشيدا بتمكن الأزهر ونجاحه في رعاية تلك الأعداد الهائلة من الأكاديميين والطلاب المصريين والوافدين، موجها تحية خاصة لطلاب بنجلاديش الدارسين بالأزهر، قائلا لهم «دراستكم بالأزهر تتيح لكم نظرة ثاقبة على العالم والإنسانية جمعاء».
وقال رئيس حكومة بنجلاديش، "في طفولتي، كان والدي يحكي لي ولإخوتي عن جامعة الأزهر كمرتكز علمي جوهري في الشرق، وليس كمجرد مؤسسة للتعليم العالي؛ وارتحل المئات من منطقتنا إلى هذه المؤسسة العظيمة طلبا للعلم. وبالنسبة لي، تمثل جامعة الأزهر تجسيداً للاستنارة، والتعاطف، والوئام، والتسامح، والشمول، وهي المفاهيم الجوهرية لدينا نحن المسلمين، وكذلك لدى الإنسانية جمعاء، وفي ذلك يتجاوز الأزهر الحدود التقليدية للدراسات الإسلامية".
وأضاف رئيس حكومة بنجلاديش، "نحن ننظر إلى الأزهر كبوتقة لمذاهب عدة؛ تشمل الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي. ولطالما تمسك الأزهر بقيم العدالة والمساواة والبحث الفكري، والتي جذبت الناس إلى الإسلام في سنواته الأولى، كما سعى إلى إلهام روح البحث خارج نطاق الدين، وتعزيز تلك الروح"، مؤكدا أن تأثير الأزهر في بنجلاديش قد امتد على نطاق واسع منذ زمن بعيد، حين جلب العلماء الذين تخرجوا من الأزهر التصوف إلى بنغلاديش، والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والروحي، قائلا: "حتى يومنا هذا، تحظى آراء علماء الأزهر بتقدير كبير في بنغلاديش، وما تزال تسهم في تشكيل الخطاب الديني والاجتماعي المعاصر".
وتحدث رئيس حكومة بنجلاديش عن تجربته في مساعدة فقراء في بلاده وتوفير المساعدات الإنسانية لهم بشكل مستدام، ومحاولاته لإقناع البنوك والمصارف لإعطاء قروض ميسرة للفقراء وعدم اقتصارها على المستثمرين فقط، داعيا الشباب للتفكير الجاد والبحث عن الحلول والطرق الأقرب لمساعدة الناس والفقراء، مؤكدا أنها مسألة مهمة ينبغي مراعاتها والحرص على تطبيقها، ومسؤولية جسيمة تقع على عاتق الشباب لإحداث التغيير الإيجابي والتقدم المنشود.
وتابع رئيس حكومة بنجلاديش، أنه
حان الوقت لاتخاذ موقع جديد لنا في هذا العالم، في ضوء قيم الإسلام ومبادئه، والتفاعل ثانية مع العالم ونحن متحدون، قائلا: «أتطلع إلى الأزهر لقيادة التحول الضروري في مجتمعاتنا، حيث أن رسالته الجامعة فكريا وأخلاقيا وروحيا يمكن أن تلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم وكذلك الإنسانية جمعاء لتبني حضارة متوازنة ومتجانسة»، مؤكدا أننا نعيش في وقت يجب أن تتوجه فيها المساعي البشرية نحو البحث عن العدل والتصالح وعن نظام عالمي مُنصِف تمثل روح التعاطف الإنساني فيه أولوية تتغلب على روح الانتقام والظلم والمنظورات الضيقة للنظام العالمي.
وأكد رئيس حكومة بنجلاديش، أن قتل حوالي 45,000 فلسطيني في المجزرة المستمرة في غزة على مدار 14 شهراً يُعد تذكيراً مخيفا بمحدودية المعايير والمؤسسات الدولية، قائلا 'لابد أن نوقف آلام الفلسطينيين ونتكاتف من أجلهم"، موضحا أن المفاهيم المغلوطة تنتشر في كثير من أنحاء العالم، وتتكاثر المعلومات المضللة، وتتفوق الأساطير تتفوق على الحقائق، وأنه غالباً ما يقع الإسلام والمسلمين ضحايا للتشويه والصور السلبية، وأن كل هذه الأزمات تشير في النهاية إلى أزمة أعمق فيما يتعلق بفهمنا للتعاطف أو للافتقار إليه.
ودعا رئيس حكومة بنجلاديش، إلى التفكير في كيفية تجديد نظام التعليم في العالم الإسلامي، ووضع الأكاديميين والباحثين والمفكرين المسلمين في طليعة الثورة العلمية والتقنية، قائلا :"نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون بين دول العالم الإسلامي، وكذلك إلى التفاعل النشط مع الدائرة الأوسع للمعارف العالمية".