الجزيرة:
2025-04-02@21:40:23 GMT

الذكاء الاصطناعي مازال يعاني للدخول إلى الشركات

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

الذكاء الاصطناعي مازال يعاني للدخول إلى الشركات

رغم الضجيج المثار إزاء الذكاء الاصطناعي، فإن دراسة حديثة توصلت إلى أن الشركات التي تتبناه ما زالت قليلة، حيث تمثل خصوصية البيانات والتنظيم والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات عوائق رئيسية أمام استخدامها على نطاق واسع.

وكشفت الدراسة الاستقصائية العالمية التي أجرتها "إم آي تي تكنولوجي ريفيو إنسايتس" وشركة الاتصالات "تيلسترا" ومقرها أستراليا، وشملت أكثر من 300 من قادة الأعمال، أن 9% منهم فقط كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.

وعلى الرغم من أن معظم القادة كانوا متفائلين بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي وتوقعوا توسيع نطاق استخدامه، فإن الأرقام حاليا تُظهر أنه حتى المتحمسين لهذه التكنولوجيا وتبنوها في شركاتهم لم يستفيدوا من قدراتها بشكل كامل.

وقالت مديرة المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في أستراليا ستيلا سولار في تقرير: "هناك مفهوم خاطئ عن مدى سهولة تشغيل الذكاء الاصطناعي الناضج والجاهز للمؤسسات". وأضافت أن اعتماده قد يتطلب من الشركات "تحسين جودة البيانات وإمكاناتها وتدابير الخصوصية ومهارات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذ حوكمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والمسؤولة على مستوى المؤسسة".

وأكدت أن "هناك عناصر أخرى مثل تصميم التطبيق والاتصال بالبيانات والعمليات التجارية وسياسات الشركة والمزيد مما لا تزال هناك حاجة للعمل عليه."

مشاكل التنظيم والامتثال وخصوصية البيانات مصدر قلق  منذ إصدار أوبن إيه آي نموذج شات جي بي تي  المشهور (رويترز) الطموحات عالية ولكن الرياح معاكسة

وتوقع معظم قادة الأعمال أن يتضاعف عدد وظائف الأعمال أو الأغراض العامة التي سيقوم بها الذكاء الاصطناعي التوليدي بأكثر من الضعف بحلول عام 2024. وقال كريس ليفانيس رئيس تسويق جنوب آسيا في شركة تيلسترا: إن المتبنين الأوائل لهذه التكنولوجيا في عام 2023 قاموا في الغالب بنشر التكنولوجيا لأتمتة المهام المتكررة غير المهمة نظرا لأنها تتطلب إشرافا بشريا أقل.

ويتوقع ما يصل إلى 85% من المشاركين في الدراسة الاستقصائية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لأتمتة المهام المتكررة غير المهمة بحلول 2024، ويتوقع 77% تنفيذه في خدمة العملاء و74% في التحليل الإستراتيجي.

وأشار التقرير -الذي وصف هذه الخطط بأنها عالية "الطموح"- إلى عدة رياح معاكسة أمام نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع في العام المقبل، وتحديدا موارد وقدرات تكنولوجيا المعلومات.

وصَنف أقل من 30% من المشاركين سمات تكنولوجيا المعلومات في شركاتهم على أنها تساعد على التبني السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما أبدى أولئك الذين يطبقون الذكاء الاصطناعي التوليدي ثقة أقل في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لديهم لدعم التكنولوجيا الجديدة.

وفي الوقت نفسه قال 56% من المشاركين إن ميزانياتهم الاستثمارية في مجال تكنولوجيا المعلومات بشكل عام، كانت عاملا مقيِّدا في طرح الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وأشار ما يصل إلى 77% من المشاركين إلى مشاكل التنظيم والامتثال وخصوصية البيانات باعتبارها عوائق رئيسية أمام التوظيف السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو مصدر قلق رئيسي للنظام البيئي للذكاء الاصطناعي التوليدي منذ برزت التكنولوجيا في نهاية عام 2022 بعد إصدار شركة أوبن إيه آي نموذج شات جي بي تي  المشهور.

وأدت هذه التكنولوجيا منذ ذلك الحين إلى العديد من الدعاوى القضائية المتعلقة بحقوق الطبع والنشر للمواد التي أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، كما واجهت الشركات الكبرى أيضا تسربا للمعلومات الحساسة ومشكلات أمنية بسبب استخدامها.

وفي حديثه إلى وسائل الإعلام عند إطلاق تقرير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في سنغافورة الاثنين، أكد مدير ابتكار الذكاء الاصطناعي في سنغافورة لورانس ليو، أن معالجة هذه المخاطر ستتطلب وضع هياكل حوكمة راسخة وبروتوكولات أمنية لنماذج الذكاء الاصطناعي.

وقال ليو: "يجب على الشركات أن تتساءل، هل لدينا الحوكمة المناسبة، وهل وثائقنا الداخلية مجزأة أو آمنة بشكل صحيح؟"، مشيرا إلى أن الشركات ترغب في تجنب وجود نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكن خداعها للكشف عن معلومات خاصة مثل رواتب الموظفين.

78% من المشاركين في الدراسة يرون أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تنافسية و8% يرون أنه يمثل تهديدا (شترستوك)

وتتعلق القدرة على معالجة هذه المخاطر أيضا بالشركات التي تطبق تدابير داخلية قوية للأمن السيبراني، وفقا للتقرير، حيث قالت أغلبية ضئيلة من المشاركين إن تدابير الأمن السيبراني الخاصة بهم "قادرة بشكل متواضع في أحسن الأحوال" على دعم إطلاق الذكاء الاصطناعي بشكل توليدي.

وتشمل العوائق الأخرى التي تحول دون اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي وفقا للمشاركين في الاستطلاع الافتقار إلى مهارات الذكاء الاصطناعي التوليدي ذات الصلة، وتشعر الشركات بالقلق من عدم امتلاكها للمواهب المناسبة داخليا، ومن عدم توفرها في السوق.

ومع ذلك، عكَس الاستطلاع مشاعر إيجابية عامة عن الدور المستقبلي للذكاء الاصطناعي التوليدي في الأعمال التجارية. فقد توقع 6 من كل 10 مشاركين أن يؤدي الذكاء الاصطناعي الإنتاجي إلى إحداث تغيير كبير في صناعتهم في السنوات الخمس المقبلة، ويرى 78% منهم أنه يمثل فرصة تنافسية، بينما يرى نحو 8% منهم أنه يمثل تهديدا.

وعلى الرغم من أن بناء حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة يمكنها التعامل بشكل مسؤول مع مجموعات كبيرة من البيانات ووضعها في سياق الأعمال يمثل تحديا كبيرا، فإنه في القريب سيكون أهلا للاستثمار فيه، وفقا لجيرالدين كور المدير الإداري لجنوب آسيا ورئيس المؤسسة العالمية في شركة تيلسترا إنترناشيونال.

وقالت كور في بيان عن الاستطلاع الذي صدر الاثنين: "عند تنفيذ الذكاء الاصطناعي بنجاح، ستُغير كفاءته قواعد اللعبة بالنسبة لمعظم المؤسسات وستميز القادة عن الأتباع".

ووفقا لتقرير صادر عن شركة ماكينزي العام الماضي، فإنه من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي أكبر تأثير على المبيعات والتسويق وعمليات المستهلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی التولیدی للذکاء الاصطناعی التولیدی من المشارکین

إقرأ أيضاً:

قمة الذكاء الاصطناعي في رواندا تحدد مسار القارة التكنولوجي

في خطوة هامة نحو تعزيز مكانة القارة الأفريقية في مجال التكنولوجيا والابتكار، تستضيف العاصمة الرواندية القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي التي ستُعقد غدا الخميس وبعد غد، يومي 3 و4 أبريل/نيسان الجاري.

ويعد الحدث بمثابة منصة حوارية ضخمة تجمع قادة الحكومات والخبراء ورؤساء الشركات من مختلف دول العالم، حيث تتم مناقشة كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحفيز النمو والتنمية في القارة.

قمة لتمكين أفريقيا رقميًا

تعتبر هذه القمة، التي تُنظم تحت شعار "الذكاء الاصطناعي من أجل أفريقيا"، خطوة محورية نحو بناء مستقبل تكنولوجي للقارة.

ووفقًا لما ذكرته التقارير، فإن هذه القمة ستركز على وضع إستراتيجية شاملة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، خاصة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والزراعة.

ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة محورية لتحسين جودة الخدمات في هذه القطاعات، بالإضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي في القارة وفتح الفرص لإيجاد وظائف جديدة.

وسيتم مناقشة الدور الهام للذكاء الاصطناعي في تحسين أنظمة الرعاية الصحية في أفريقيا، مع التركيز على تطوير أدوات مبتكرة تساعد في تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة.

كما سيتم تسليط الضوء على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، من خلال توفير حلول تعليمية تناسب احتياجات الطلاب الأفارقة وتواجه التحديات التي يعاني منها قطاع التعليم في بعض البلدان.

إعلان فرصة تاريخية لتحول رقمي شامل

تُعد القمة فرصة تاريخية غير مسبوقة لأفريقيا لتقوية مكانتها في عالم التكنولوجيا.

ووفقًا لتقارير، تعد هذه القمة نقطة انطلاق للتعاون بين الدول الأفريقية والشركات العالمية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، مما سيتيح للقارة تعزيز بنية تحتية تكنولوجية.

كما يُنتظر أن تُسهم هذه القمة في تطوير حلول مبتكرة تتماشى مع احتياجات أفريقيا، مما يفتح المجال أمام شراكات جديدة تدعم الابتكار والبحث العلمي.

الذكاء الاصطناعي (رويترز) دور الذكاء الاصطناعي

من بين المواضيع البارزة -التي ستتم مناقشتها في القمة- الزراعة واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية الزراعية.

ويتوقع -مع التحديات المرتبطة بالتغير المناخي وأمن الغذاء بأفريقيا- أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين استدامة الزراعة.

ومن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيتمكن المزارعون من التنبؤ بالكوارث الطبيعية وتحليل البيانات المتعلقة بالطقس، مما يساهم في اتخاذ قرارات زراعية أكثر دقة وفعالية.

تطوير البنية التحتية التكنولوجية

تعتبر القمة في العاصمة كيغالي أيضًا نقطة انطلاق لمشاريع ضخمة تهدف إلى تحسين البنية التحتية الرقمية في أفريقيا.

وهناك تركيز على أهمية تطوير شبكات الإنترنت فائقة السرعة وتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالأدوات الرقمية اللازمة للنمو. كما سيتناول المشاركون كيفية إنشاء بيئة تشريعية داعمة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مما يساهم في تسريع التحول الرقمي في القارة.

نحو مستقبل تكنولوجي مشرق لأفريقيا

وستكون قمة الذكاء الاصطناعي في كيغالي خطوة فارقة في تاريخ أفريقيا التكنولوجي.

ومع تزايد الاهتمام الدولي بالقارة، واتساع نطاق التعاون بين مختلف الأطراف، فإن أفريقيا تسير بخطوات واثقة نحو عصر رقمي جديد، حيث سيشكل الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية لتحقيق النمو المستدام وتحسين حياة المواطنين.

مقالات مشابهة

  • لماذا قام إيلون ماسك بدمج شركته للذكاء الاصطناعي مع منصة "إكس" وما خطورة ذلك؟
  • مايكروسوفت.. شركة رائدة في قطاع المعلوماتية عند منعطف الذكاء الاصطناعي
  • قمة الذكاء الاصطناعي في رواندا تحدد مسار القارة التكنولوجي
  • تفوق التنين الصيني في السباق العالمي للذكاء الاصطناعي بعد "ديب سيك"
  • 3 وظائف فقط ستنجو من سيطرة الذكاء الاصطناعي
  • مايكروسوفت.. قصة نجاح من الحوسبة إلى الذكاء الاصطناعي والسحابة
  • تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي واغتيال الخيال
  • عملاق التكنولوجيا في العالم.. يكشف عن ثلاث وظائف فقط ستنجو من سيطرة الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!