[ العمالة إنفتاح وتطور ]
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
بقلم : حسن المياح – البصرة ..
المفروض في الأحزاب الأسلامية ، أن تكون عقيدة التوحيد بما فيها من تشريعات وأحكام ومفاهيم وأخلاق هي الحاكمة ، وما باقي الفروع من الحياة عيشٱ ، ما هي إلا نشاطات تتحرك على ضوء ، ومن خلال عقيدة لا إله إلا الله ، وما هو مخطط لها في الإسلام ….
ولذلك بزغ حزب الدعوة تأسيسٱ رساليٱ في عام ١٩٥٨م ، وكان نجمٱ مضيئٱ ، ينير وينور الحياة كونٱ وإنسانٱ من خلال قيادة رسالية واعية ، تتدرج حركة صعود سلم حضاري وفق لما هو إسلام ، ولذلك القرٱن يخاطب الإنس والجن بأن ينفذوا من أقطار السموات والأرض ، وهم لم ينفذوا … ، وقد عجزوا … ؛ لكن الله سبحانه وتعالى أرشدهم الى الإسلام ، بما هو عليه من سلطان وعي وعلم ، وفهم وإدراك ، وإتباع نهج وإلتزام أخلاق ، لتحسن المسيرة الإنسانية خطوها الرسالي في أحسن هداية وتهذيب وتقويم ….
وهكذا كان هو حزب الدعوة الإسلامية الرسالية بقيادة المفكر المؤسس المبدع العالم الفيلسوف المجتهد السيد محمد باقر الصدر …. الذي رفض أن يسكن في فندق فيه شوب شمة ريحة ما هو أمريكي وأميركان ، لما سافر في الستينات زيارة الى لبنان …… وبحث عن فندق ٱخر خال نظيف مما هو فيه من ريحة اميركا ، أو سمة أميركان …..
هذا هو حزب الدعوة في تأسيسه وتكوينه وسيره الرسالي الواعي الوئيد حركة دعوة الى عبادة الله سبحانه وتعالى ، لا عبادة الأميركي أو أي واحد من الأميركان …. ، وأنه إرشاد سير خطو إستقامة على هدى طريق الإيمان ، وتطبيق عدل دين الإسلام …..
فنعته الشياطين الأبالسة الأميركان ، ووصفه القردة التطوريون الداروينيون …. أنه رجعية … ، ورجوعية … ، وتخلف … ، وإنقباض لا بسط وسلاسة وإنفتاح … ، وتقوقع لا سيح ولا يشم منه إنفتاح … ، وأنه تمحور داخل شرنقة ضاغطة لا تحس فيها ، أو ترى منها بصيص ضوء حضارة إنسان ….. !!!؟؟؟
وقد إنتهى هذا الطور الحضاري الرسالي الدعوي الواعي لما إستشهد السيد الشهيد محمد باقر الصدر عليه السلام ، في نيسان عام ١٩٨٠م .
وبعد هذا العام ، إنقلبت الموازين الأساس ، وإنقلعت جذور التأسيس الرسالي الدعوي الواعي ، لكي تتقدم نمو تطور حضاري من خلال الإنفتاح الإمبرالي المستعمر المحموم ، من خلال فتح خط إتصال بالأميركان …..
وهذا ما كان …. وأصبحت السياسة الفرع هي الحاكمة على الأصل العقيدة والإيمان ….. وأصبح ينادى على الأخ الإنسان الدعوي الرسالي ، بالرفيق السياسي السائر على خطى الإنفتاح والإتصال والتواصل مع الأميركان …. ليعتلي منصبٱ ، ويسكن فاره موقع ، ليشار اليه بالبنان ….
هكذا تطور —- بزعمهم —- لما إنفتح الداعية الرسالي الذي كان يبغض ويمقت ويحارب أميركا الإمبرالية والمستعمرين الأميركان ….. أن يتطور تحضرٱ ورقيٱ وينفتح سعادة رفاء ورفاه بعلاقات صداقات … ، تتطور أواصرها تقدمٱ إنغماسٱ متحضرٱ الى عمق علاقة { عمالة } ، التي تنسل وتبرعم من ذاتها عبودية خاضعة خانعة الى الأميركان …… بعدما يفارق أصل وأساس جذورها الذي تأسس على عقيدة التوحيد والإيمان برسالة الإسلام ، ويطلق الإسلام المحمدي طلاقٱ بائنٱ بينونة كبرى ، لا رجعة فيها ، ولا لها أوبة الى ما كان هو عليه من إعتقاد إسلام ، ورسالة إيمان …. لما إستذوق طعم العمالة فأصابه النسيان ….. ، ولما فرفش هنيئة بسعادة الدولار ، دخل الى دهاليز الضياع وغياهب التيه ، وهو المخمور السكران ……
هكذا هم القيادات خصوصٱ بعد عام ٢٠٠٣م في العراق ….. !!!؟؟؟
وما إنسل من أحشاء حزب الدعوة , من أفراخ ولادات أحزاب وتيارات وتجمعات وتكتلات سياسية ، بعد عام الوحدة الرسالية ، والقوة الإيمانية الدعوية ، والعنفوان الرسالي الحضاري المتطور الصاعد المتقدم إرتقاءٱ ، المنفتح على أقطار السموات والأرض ….. لا ينسب تكوينها ووجودها السياسي على ما كان هو عليه حزب الدعوة تأسيس خمسينات الى ثمانينات ….. ؛ وإنما هم يعزون إبتداءٱ الى دخول حضانة شرنقات عمالة ، ليرضعوا لبن خنزير من الثدي الأميركي ، لينمواة، ويكبروا سراعٱ دسمٱ ، ويشد حالهم ويتقن وثاقهم ، ليتطوروا صعودٱ حضاريٱ ، ليكونوا ذيولٱ طويلة ممتدة للأميركان ….
وهذا هو الحال الذي تطور ، ولا زال هو يستعبد …… الى أن يطرد كل أميركي ، وينقلع كل الأميركان …..
ويرجع هو الإسلام كما كان محمديٱ يوم بعث به رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وٱله في عام ٦١٠م ….
وينتهي طور ، ودور ، ومرحلة ، وموضة ، الإسلام الأميركي ، وينطمر ٱسن فان ….. ويرجع كل شيء الى أصله وجذره ومنبعه ، مثل ونفس ما كان …
حسن المياحالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات حزب الدعوة من خلال ما کان
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ليلة النصف من شعبان عظيمة وتحويل القبلة حدث تاريخي في الإسلام
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن في هذا الشهر الكريم ليلة عظيمة هى ليلة النصف من شعبان , عظَّم النبي ﷺ شأنها فقال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن " [ابن ماجه وابن حبان].
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه قد ورد في فضل تلك الليلة أحاديث ، بعضها مقبول وبعضها ضعيف, غير أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال, ولذلك يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
وفي شعبان تم تحويل القبلة, وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية, كان تحويل القبلة في البداية من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية ، وهي تقوية إيمان المؤمنين وتنقية نفوسهم من شوائب الجاهلية ، كما قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) . فقد كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه، ولأن هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية قلوبهم من التعلق بغير الله , فقد اختار لهم التوجه إلى المسجد الأقصى ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم من رواسب الجاهلية, وليظهر من يتبع الرسول اتباعًا صادقًا عن اقتناع وتسليم, ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية .
وبعد أن استتب الأمر لدولة الإسلام في المدينة, صدر الأمر الإلهي الكريم بالاتجاه إلى المسجد الحرام, وهذا التحويل ليس تقليلاً من شأن المسجد الأقصى , بل هو ربط لقلوب المسلمين بحقيقة الإسلام, فقد رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصًا لله, وليكون قبلة للإسلام والمسلمين, وليؤكد أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام. قال تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ) .
وقد أكد تحويل القبلة الرابطة الوثيقة بين المسجدين. فإذا كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قد قطع فيها مسافة زمانية , فإن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام رحلة تعبدية, الغرض منها التوجه إلى الله تعالى دون قطع مسافات, إذ لا مسافة بين الخالق والمخلوق. قال تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ).
وعندما يتجه الإنسان من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فهو يعود إلى أصل القبلة ، كما قال تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). فهي دائرة بدأت بآدم مرورًا بإبراهيم حتى عيسى عليهم السلام, ولكنها اكتملت بالرسول الخاتم ﷺ ، فقد أخره الله ليقدمه, فهو وإن تأخر في الزمان فقد تحقق على يديه الكمال.
وقد كرم الله نبيه ﷺ في هذه الليلة بأن طيب خاطره بتحويل القبلة ، والاستجابة لهوى رسول الله ﷺ ، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) .
وجاء تحويل القبلة أيضًا لتقر عين الرسول ﷺ ، فقلبه معلقًا بمكة, يمتلئ شوقًا وحنينًا إليها, إذ هي أحب البلاد إليه. وقد أخرجه قومه واضطروه إلى الهجرة إلى المدينة المنورة التي شرفت بمقامه الشريف. فخرج من بين ظهرانيهم ووقف على مشارف مكة المكرمة قائلا: "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي) .
وبعد أن استقر ﷺ بالمدينة المنورة, ظل متعلقًا بمكة المكرمة ، فأرضاه الله عز وجل بأن جعل القبلة إلى البيت الحرام. فكانت الإقامة بالمدينة والتوجه إلى مكة في كل صلاة, ليرتبط عميق الإيمان بحب الأوطان.