الكوارث الطبيعية تتوالى.. فيضانات بكندا والصين وحرائق باليونان
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
تستمر الأحوال الجوية الصعبة، والتي تقارب الكوارث الطبيعية، بحصد المزيد من الأرواح في أنحاء العالم والتسبب بأضرار مادية كبيرة.
4 مفقودين جراء فيضانات في كنداوفي هذا السياق، فُقد أثر أربعة أشخاص بينهم طفلان، السبت، إثر فيضانات قياسية تسببت بها أمطار غزيرة في مقاطعة نوفا سكوشا في شرق كندا، بحسب الشرطة.
مادة اعلانيةوكان الطفلان موجودين داخل مركبة غمرتها المياه.
وأشارت المتحدثة إلى أن شخصين آخرين فُقدا في ظروف مماثلة.
وقال رئيس وزراء نوفا سكوشا تيم هيوستن خلال مؤتمر صحافي إن المقاطعة سجلت في أقل من 24 ساعة حوالي 250 ملم من المتساقطات، ما يعادل ثلاثة أشهر من الأمطار.
وأعلن هيوستن حال الطوارئ في مناطق عدة من المقاطعة، داعياً السكان إلى عدم المشاركة في البحث عن المفقودين لأن "الأوضاع لا تزال خطرة".
وقدّر أن الأمر سيستغرق أياماً عدة قبل أن تنحسر المياه.
والأمطار الغزيرة التي هطلت على المقاطعة منذ مساء الجمعة قطعت عدداً من الطرق وغمرت منازل وهددت بانفجار أحد السدود.
وتلقى سكان منطقة وندسور، على بعد حوالي 60 كيلومتراً شمال غربي هاليفاكس، عاصمة المقاطعة، أمرا بالإخلاء في منتصف الليل بسبب خطر انهيار السد.
لكن رئيس بلدية وندسور أبراهام زبيان أكد لاحقاً "السيطرة" على الوضع وإلغاء أمر الإخلاء.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية وصور على شبكات التواصل الاجتماعي طرقاً تحولت أنهاراً وعدداً كبيراً من السيارات المتروكة.
وفي الصين، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن خمسة أشخاص لقوا حتفهم فيما اعتبر اثنان في عداد المفقودين بعدما تسببت أمطار غزيرة في فيضان نهر على ضفتيه في قرية قرب مدينة هانغتشو بشرق البلاد السبت.
وأضافت أن مياه الفيضان اجتاحت المنازل وجرفت أيضاً سكاناً ومتعلقاتهم.
وأظهرت صور نشرتها صحيفة "بكين يوث ديلي" اليومية مياه محملة بالطين وهي تتدفق في شوارع قرية دايوان وتدخل للمنازل وتقلب السيارات.
وعادة تشهد الصين هطول أمطار غزيرة في أواخر يوليو لكن العواصف أصبحت عاتية أكثر ومفاجئة في السنوات القليلة الماضية.
كما غمرت مياه الأمطار الغزيرة أجزاء من شمال شرقي الصين السبت مما أسفر عن إتلاف عشرات المنازل والمحاصيل في المنطقة المعروفة بأنها سلة غذاء الصين.
وذكر تلفزيون الصين المركزي أن ما يصل إلى 5600 شخص أجلتهم السلطات في إقليم لياونينغ إثر هطول أمطار غزيرة على عدة مدن.
وهناك توقعات بهطول المزيد من الأمطار الغزيرة، اليوم الأحد، على أغلب أنحاء البلاد.
وفي اليونان، قالت السلطات إن حريق غابات مستعراً في جزيرة رودس اليونانية منذ خمسة أيام أجبر المئات على الفرار من القرى والشواطئ المتضررة من الحريق السبت.
وقال نيكوس أليكسيو، المتحدث باسم خفر السواحل لشبكة سكاي التلفزيونية إن سفناً تابعة لخفر السواحل وأكثر من 30 قارباً خاصاً أجلت ما لا يقل عن ألفي شخص، بينهم سائحون، من الشواطئ القريبة من منطقتي كيوتاري ولاردوس في الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة.
وأضاف أن عملية جارية في الوقت الراهن لإجلاء نحو 600 من الشواطئ في كيوتاري وجينادي باتجاه بليميري.
وذكر فاسيليس فاثراكوجيانيس المتحدث باسم خدمة الإطفاء أن السلطات حثت أيضاً نحو ألف شخص على مغادرة قرى بفكي وليندوس وكالاتوس مع اقتراب الحريق منها.
وتكافح فرق الإطفاء التي تلقت تعزيزات من سلوفاكيا في مواجهة بؤر جديدة من حريق الغابات المشتعل منذ خمسة أيام وأججته الرياح العاتية. وتشارك طائرات تقذف المياه في جهود إخماد النيران.
وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون اليوناني صفوفاً طويلة من السياح وهم يجرون أمتعتهم بينما يسيرون في أحد الطرقات ضمن عملية الإجلاء، بينما شوهد دخان يتصاعد في الخلفية.
وقال كونستانتينوس تاراسلياس، نائب رئيس بلدية رودس، لمحطة أوبن تي في التلفزيونية "أقمنا حواجز لصد الحريق حول قرية لايرما الليلة الماضية، لكن تغير الرياح 180 درجة هذا الصباح أدى لزيادة حجم الحريق وامتداده لكيلومترات.. وصولاً إلى منطقة سياحية".
وأضاف تاراسلياس أن الأشخاص الذين أجلتهم السلطات يقيمون حالياً في ملعب مغلق وفي فنادق بالجزيرة. وقال خفر السواحل إن السياح سيقيمون في ثلاث عبَّارات للركاب خلال أوقات الليل.
وتسبب الحريق في تدمير مساحات شاسعة من الغابات منذ اندلاعه في منطقة جبلية يوم الثلاثاء. وذكرت وكالة أثينا للأنباء أن الحريق ألحق أضراراً بثلاثة فنادق في قرية كيوتاري الساحلية السبت.
وحذرت سلطات الحماية المدنية من خطر اندلاع حرائق غابات في جزيرة رودس ومناطق أخرى في اليونان اليوم الأحد، وسط توقعات بوصول درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية.
وسيتوجه مسؤولون كبار في الحكومة إلى جزيرة رودس للمساعدة في السيطرة على الوضع.
واندلاع الحرائق في اليونان أمر شائع الحدوث، لكن فصول الصيف الأكثر حرارة وجفافاً التي تشهد هبوب الرياح أيضاً حولت البلاد إلى بؤرة لحرائق الغابات في السنوات الماضية.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن من المتوقع استمرار الارتفاع في درجات الحرارة حتى نهاية الشهر الجاري.
وفي الهند ارتفعت حصيلة ضحايا حادث انزلاق هائل للتربة في ولاية ماهاراشترا بوسط غرب البلاد إلى 27 قتيلاً الأحد بينما ما زال 50 شخصاً مفقودين، كما أعلنت السلطات.
وأدت أمطار موسمية غزيرة في رايغاد، التي تبعد حوالى مئة كيلومتر عن بومباي، إلى انزلاق التربة.
وصرح المسؤول المحلي يوجيش مهاسي لوكالة "فرانس برس" الأحد: "أحصينا 27 جثة حتى الآن وما زال ما بين 50 و60 شخصا مفقودين لكن هناك مشاكل كثيرة في أعمال الإنقاذ في الموقع".
وتابع المصدر نفسه أن "الأمطار الغزيرة التي لم تتوقف في المنطقة تجعل العملية أصعب"، مشيراً إلى أنه ليس متفائلاً بإمكانية العثور على المزيد من الناجين في اليوم الرابع من عملية الإنقاذ الجارية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عائلات بأكملها لقيت حتفها.
ومنذ بداية الرياح الموسمية في الهند في أوائل يونيو تسببت الفيضانات وانزلاقات للتربة بمقتل عشرات في البلاد. ويعتقد خبراء أن تغير المناخ يؤدي غلى تفاقم ظواهر جوية قصوى في العالم.
المصدر: العربية
كلمات دلالية: الصين كندا اليونان الأمطار الغزیرة أمطار غزیرة فی فی الیونان
إقرأ أيضاً:
هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟
في أعقاب الكوارث الطبيعية المدمرة من حرائق غابات وأعاصير وفيضانات، والتي تزداد وتيرتها نتيجة التغير المناخي، تشهد ظاهرة قصص الأشباح عودة ملحوظة، وفق مجلة "ناشونال جيوغرافيك".
إذ يبدو أن الصدمة النفسية الناتجة عن هذه الكوارث لا تؤثر فقط على الأجساد والممتلكات، بل تمتد لتغذي إحساسا باللاواقع، يُترجَم أحيانا إلى مشاهدات غريبة وتفسيرات خارقة للطبيعة.
تقول خبيرة الطب النفسي في سياق الكوارث ليزلي هارتلي جيز، والتي عملت مع ناجين من حرائق هاواي عام 2023، إن الحزن العميق يمكن أن يُحدث تغييرات ملموسة في الدماغ.
وتوضح أن "الكثير من الناس يعتقدون أنهم بدؤوا يفقدون صوابهم حين يرون أو يسمعون أحبّاءهم بعد وفاتهم، لكن في الواقع، هذه تجربة شائعة تعكس طريقة العقل في معالجة الفقد".
ويشير علماء النفس إلى أن مثل هذه "الهلوسات الحزينة" هي وسيلة دفاعية لعقل مرهق يحاول التكيف مع الخسارة، وفق المجلة.
وفي لحظات الأزمات، ترتفع معدلات الإيمان بالظواهر الخارقة. ففي المملكة المتحدة، خلال الأشهر الأولى من إغلاق جائحة كوفيد-19، سجل الاتحاد الوطني للروحانيين زيادة بنسبة 325% في طلبات العضوية.
كما أبلغ محققو الخوارق وطاردو الأرواح الشريرة في عدة دول عن قفزات كبيرة في الطلب على خدماتهم بعد كوارث مثل زلزال اليابان عام 2011 أو فيضانات ليبيا وحرائق ماوي عام 2023.
الآليات التي تفسر هذه المشاهدات متشابكة. فعلى المستوى البيولوجي، يؤدي الحزن والقلق إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي بدورها تُضعف النوم وتزيد من حساسية الدماغ للمثيرات، مما قد ينتج عنه هلوسات واقعية للغاية.
إعلانأما في البيئة المحيطة بالكوارث، فإن الظلال الطويلة، الصمت الغريب، والأماكن المهجورة تضفي جوا شبه سريالي يجعل من السهل إسقاط الخوف على المحيط.
وتشير جيز إلى أن بعض الناجين يشعرون أنهم فقدوا إحساسهم بالواقع تماما، قائلة "يشعر البعض بأنهم ليسوا أنفسهم، أو أنهم مجرد أشباح في عالم لم يعد كما كان".
وفي أحيان أخرى، قد تسهم التلوّثات الكيميائية التي تنتشر بعد الكوارث الطبيعية -كالزئبق أو المبيدات- في تعزيز الإحساس بالهذيان أو "رؤية" أشياء غير موجودة.
أبعاد ثقافيةبعيدا عن التفسيرات البيولوجية، يذهب بعض الباحثين إلى أن قصص الأشباح تحمل بعدا ثقافيا واجتماعيا عميقا.
ويقول عالما الأنثروبولوجيا كريستين وتود فانبول إن الأشباح قد تكون رموزا تحذيرية، تُجسد مخاوف المجتمع من الجشع أو الفقد أو التغيير الجذري. وهي، بذلك، ليست فقط للتسلية أو الترويع، بل وسيلة للتكيف الجماعي وبناء سرديات تعزز التماسك المجتمعي.
في بعض الحالات، ترتبط الأشباح بالمكان أكثر من الإنسان. فقد تحدّث سكان جبال الألب عن "أشباح جليدية" بعد اختفاء الأنهار الجليدية التي رافقتهم لعقود، فيما يرى آخرون أن اختفاء المعالم الطبيعية يُولّد حدادا يشبه الحداد على إنسان.
لكن ما يجعل قصص الأشباح أداة فعالة، هو قدرتها على الحفاظ على الذاكرة. فبعد الزلازل المدمرة في تركيا عام 2023، واجه كثير من الناس صعوبة في دفن أحبائهم بسبب حجم الدمار، وهو ما أفضى إلى "صدمات ثانوية"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي مثل هذه الظروف، تُصبح القصص وسيلة للحفاظ على الروابط العاطفية، واستمرار الحوار مع الماضي رغم غياب الأجساد.
في اليابان، بعد تسونامي عام 2011، انتشرت ظاهرة "الكايدانكاي"، أي سرد قصص الأشباح في جلسات جماعية، كوسيلة للشفاء الجماعي وتكريم الأرواح الغائبة.
وفي هاواي، كما تقول جيز، شعر أفراد من الجالية اليابانية بالصدمة لما حدث في وطنهم، رغم المسافة، في دلالة على الامتداد العاطفي العابر للحدود للكوارث الجماعية.
إعلانوفي ظل استمرار الكوارث المناخية والبيئية حول العالم، تشير جيز إلى أن العالم قد يشهد المزيد من هذه الظواهر النفسية الخارقة.
وتربط بين ارتفاع القلق الجماعي والمعلومات المضللة والتدهور العقلي لدى بعض الأفراد، مما قد يدفعهم للعودة إلى تفسير العالم من خلال ما هو غير مرئي، موضحة "حين لا نجد تفسيرا منطقيا لمعاناتنا، نبحث عن أجوبة في أماكن أخرى، حتى لو كانت على شكل أشباح".
وهكذا، في زمن تتسارع فيه الكوارث، قد لا تكون الأشباح مجرّد خرافات، بل انعكاسات نفسية عميقة لجراح لم تندمل، ورسائل معلقة بين عالم فقَد استقراره، وآخر نحاول إعادة بنائه بكل ما أوتينا من ذاكرة وخيال، بحسب مجلة ""ناشونال جيوغرافيك".