أبعاد الحدث وتشكيلها لدى الجمهور
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
مارس 6, 2024آخر تحديث: مارس 6, 2024
د. محمد وليد صالح
كاتب عراقي
تسارعت تقانات وسائل الإعلام الرقمي وأزداد التنافس الصحافي للوصول والانتشار بأكبر مساحة ممكنة في العالم، مستفيدة من هذه الإمكانيات لتساعدها على نشر أكثر من طبعة وفي أكثر من عاصمة ومدينة خارج حدود دولة مركز الإصدار، بالإفادة من الأقمار الصناعية والتقانة الرقمية التي ترسل بواسطتها محتوى الصحيفة بـطبعتها الدولية، فضلاً عن الاعتماد على مواقع الكترونية خاصة بتلك الصحف سواء أكانت إخبارية أم سياسية أم اقتصادية أم رياضية، وعملية تحديث معلوماتها أولاً بأول على وفق المتغيرات التي تطرأ على الحدث لتمكين المتلقي من المطالعة.
فالمتابع لهذا المشهد الإعلامي والاتصالي لايخفى عليه التطورات والتحديات المباشرة التي تواجه دعم عمل تلك الوسائل في تقديم الخدمة الإخبارية للجمهور، بوصفها الأساليب التحريرية والمتابعة الفنية لحدث ما وتحويله إلى خبر أو تقرير خبري، بعد ان يتم إنتاج المعلومات وتداولها.
مما يسهم في زيادة فاعلية هذه الوسيلة الاتصالية التي أصبح باستطاعتها أن تتابع وتغطي الأحداث لحظة وقوعها وتوافر بثاً إذاعياً وتلفزيونياً بعيداً عن محاولات التشويش، باعتماد طريقة التغطية المباشرة، والإفادة من تقانة المؤثرات الصوتية في الإخراج عبر أجهزة الحاسوب الالكترونية في تهيئة البرامج الحديثة والمتجددة لتوفير خيارات صوتية عديدة لتقنين الجهد المبذول والوقت المخصص لضمان طريقة دخول الجمهور مسرح الأحداث بالصوت والصورة والحركة.
وتعد الأدوار المختلفة التي يؤديها البث التلفزيوني الفضائي المباشر على مستوى التغطية الإخبارية لأحداث العالم وعلى مدار الساعة، أحد عوامل تشكيل المواقف والآراء والقرارات والتصورات بشأن الكثير من المستجدات الدولية والإقليمية والمحلية.
فالتلفزيون لم يعد وسيلة اتصال تلاحق الحدث بهدف تغطيته وإنما تسهم في رسم أبعاد هذا الحدث في مخيّلة الجمهور ووعيه سواء من طريق المعلومات التي تقدمها أو تركز عليها أو حتى المهملة منها، إذ ان بيان ما هو مهم وما هو غير مهم، وما الذي يستحق ان يكون ذو صلة أساسية بحياة المواطنين وترتيب الأجندة لاحتياجاتهم وتحريك الرأي العام، ومخاطبة اهتمامات الفئات المعارضة لكسب تأييدهم ودعمهم.
وبهذا أصبحت الأقمار الصناعية هي الأداة التقنية الأكثر استعمالاً في البث إلى أنحاء العالم، لترسيخ حالة التقارب الإنساني والحضاري بين الشعوب، وبلورة مفهوم (العولمة) بأساليبها الاتصالية أو السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، ولاسيما أن التلفزيون لا يزال يمارس وظائفه الإعلامية التقليدية كالتثقيف والترفيه والتسلية، فأن تسخيره بقصد الترويج عبر التغطيات الإخبارية المباشرة للأحداث الساخنة والفورية في العالم لتقديم صورة مسيّسة حولها بهذا الشكل أو ذاك.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
هيئة البث الإسرائيلية: هذه أهداف الكابينت في الضفة بعد غزة
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية -اليوم الجمعة- أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أضاف هدفا للحرب في أعقاب التوصل لصفقة تبادل، هو تعزيز الأمن في الضفة الغربية.
وأعطى الكابينت اليوم موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما يمهد الطريق لهدنة تبدأ الأحد، وإطلاق سراح أول الأسرى "الرهائن" في اليوم نفسه.
والأربعاء الماضي، أعلنت قطر نجاحها -مع الوسيطين مصر والولايات المتحدة- في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يبدأ تنفيذه بعد غد، موضحة أن المرحلة الأولى منه مدتها 42 يوما وتتضمن الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا مقابل عدد لم تعلنه من الأسرى الفلسطينيين.
ومن المتوقع أن تجتمع الحكومة الإسرائيلية الساعة 3:30 عصرا بالتوقيت المحلي (13.30 بتوقيت غرينتش) للتصديق بشكل نهائي على هذا الاتفاق -الذي يدخل حيز التنفيذ بعد غد- بإطلاق سراح أول مجموعة من الأسرى.
وبموازاة الإبادة الجماعية بالقطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى إلى استشهاد 848 فلسطينيا وإصابة 6700 آخرين واعتقال 14 ألفا و300 فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
إعلانوكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلت اليوم -عن الأوساط الأمنية لدى الاحتلال- خشيتها من أن يؤدي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إلى تصعيد الأوضاع في الضفة، وأن المشكلة الكبرى تكمن في تعزيز مكانة حماس على حساب السلطة الفلسطينية، فحماس رغم الضربات التي تعرضت لها تظهر صمودا كبيرا.
وأمس الخميس، قال مراسل القناة 14 الإسرائيلية إن قوات الجيش تستعد لتوسيع نشاطها شمالي الضفة، وذلك وسط استمرار حملة الاقتحامات والاعتقالات وتجدد القصف على مناطق مختلفة في الضفة.
ويرى مراسل القناة الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق نحو ألف فلسطيني قد يؤدي إلى اندلاع ما سماها "موجة إرهابية" كبيرة ووقوع العديد من الهجمات.