"غذاء العقل".. مكملات يومية تعزز وظائف الدماغ
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
وجدت دراسة غير مسبوقة أن تناول مكملات البروتين والبريبايوتك يوميًا يمكن أن يحسّن وظائف الذاكرة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما.
تعرف البريبايوتك بأنها مواد غير قابلة للهضم تساعد على تحفيز ميكروبات الأمعاء.
وتضمنت التجربة نوعين من بريبايوتك الألياف النباتية الرخيصة والمتوفرة بدون وصفة طبية في العديد من الدول حول العالم، أحدهما يسمى "إينولين": ألياف غذائية من فئة الفركتان (عديد السكاريد الطبيعي)، ونوع آخر يسمى fructooligosaccharides (FOS): كربوهيدرات نباتية تستخدم غالبا كمحلي طبيعي منخفض السعرات الحرارية.
واختبر باحثو جامعة كينغز كوليدج في لندن، تأثير هذه المكملات على شيخوخة الدماغ لدى 36 زوجا توأما فوق سن 60 عاما، مع تخصيص البريبايوتك اليومي في مسحوق البروتين لمجموعة محددة، والدواء الوهمي اليومي في مسحوق البروتين لمجموعة أخرى.
وتبين أن المجموعة التي تناولت "إينولين" أو FOS دون علمها، سجلت نتائج جيدة "عموما" في الاختبار المعرفي بعد ثلاثة أشهر.
كما ربطت مكملات الألياف اليومية بتغييرات طفيفة في ميكروبيوم الأمعاء بين التوائم.
وتقول ماري ني لوتشلين، الباحثة في طب الشيخوخة في كينغز كوليدج لندن: "نحن متحمسون لرؤية هذه التغييرات في غضون 12 أسبوعا فقط. وهذا يحمل وعدا كبيرا بتعزيز صحة الدماغ والذاكرة لدى المسنين".
ولكن، في حين أن البريبايوتك قد يحسّن بعض جوانب الوظيفة الإدراكية في الدماغ لدى المسنين، مثل الذاكرة وأوقات المعالجة، لا يبدو أن هناك فوائد جسدية كبيرة، حيث لم يتحسن فقدان العضلات بين المشاركين الذين تناولوا مكملات عالية الألياف، على الرغم من حقيقة أن "إينولين" وFOS هما عاملان مهمان في تجديد العضلات والعظام.
وكشفت دراسات سابقة أجريت على القوارض أن المكملات الغذائية الغنية بالألياف، مثل "إينولين" وFOS، يمكنها "تغذية" ميكروبيوم القولون، ما يسمح للبكتيريا "الجيدة" بالنمو.
وترتبط بعض هذه العوامل البكتيرية أيضا بتحسين الوظيفة الإدراكية لدى الفئران والبشر.
الجدير بالذكر أن دراسات التوائم تحظى بأهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين تأثير علم الوراثة والبيئة على صحة الإنسان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البروتين البريبايوتك الذاكرة لندن ميكروبيوم القوارض صحة الإنسان
إقرأ أيضاً:
أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
طلعت محمد الطيب
رأينا ومنذ بدء هذه الحرب القذرة كيف ظل إعلام الفلول يثابر في إلصاق تهمة إنحياز تنسيقية تقدم إلي قوات الدعم السريع وإتهامها بأنها جناح سياسي له، ولكن دون تقديم حجج مقنعة.
الواقع ان تقدم وغيرها من قوي سياسية ومدنية وافراد ومنظمات تبذل ما تستطيع من جهد لوقف العدائيات وعودة الفريقين إلي طاولة المفاوضات. هذا المقال لا يهدف إلى مناقشة هذا الأمر، بل هو محاولة لتقديم رؤية أقرب لواقع الوجدان السوداني تجاه الفريقين المتحاربين وهي حرب نعلم جميعا إن الوطن والمواطن هو من يدفع تكلفتها الباهظة جدا ويسعى كل العقلاء إلى إيقافها، بل يتوق الناس إلى العودة لحياتهم الطبيعية قبل الحرب رغم ما كان بها من معاناة وشقاء.
حتي نفهم مشاعر الناس تجاه الفريقين المتقاتلين لا بد من الاستعانة بنظرية التطور والحداثة الثانية (استخدمها في مقابل الحداثة الاولي)، لأنها تبنت موقف يرتكز علي حقيقة أن المعرفة ثنائية وهي معرفة العقل مقابل الفطرة. والاستعانة بالتطور لا علاقة له بالقضايا الوجودية الكبري مثل الإيمان والإلحاد بل إنها استعانة ذات طابع معرفي أو ابستمولوجي ودليلي علي ذلك هو وقوف العديد من الدعاة الإسلاميين بحماس شديد مع نظرية التطور بحكم ان العلم الحديث والحفريات ظلت تؤكد صحتها في مجملها. هناك مثلا الشيخ عدنان ابراهيم في أوروبا وهناك عبد الصبور شاهين في مصر وهو للمفارقة كان ممن قدموا دعوة ضد الكاتب الراحل نصر حامد أبو زيد يكفره فيها ويؤيد ضرورة التفريق بينه وبين زوجته!.
بل حتي رموز الإسلام السياسى من أمثال القرضاوي كان قد صرح في لقاء تلفزيوني شهير فيما يتعلق بنظرية التطور، أنه علي إستعداد لإعادة تأويل النصوص الدينية لتستوعب نظرية التطور. وقبل ذلك كان الشهيد محمود محمد طه له موقف واضح مؤيد لنظرية تشارلز داروين بمعني أن أبو البشرية آدم كان له اب وام.
التطور يعني أن اسلاف الإنسان عاشوا ملايين السنين قبل ان يظهر الإنسان بشكله الحديث قبل عشرات الالاف إلي مائة الف سنة تقريبا. ومن المعروف أن غرائز الإنسان تطورت لتعزيز تناسله وتطوره وانطبعت تلك الغرائز في تلافيف الدماغ وهي قوية جدا لأنها ارتبطت ببقاء الإنسان. ومن المعروف ايضا أن الإنسان كان قد عاش آلاف السنين في مجموعات صغيرة ومن الغرائز القوية لديه هي غريزة الانتماء لمجموعته وحمايتها لأن في ذلك حماية لنفسه ولذلك أصبحت غريزة ( نحن) ضد ( الآخرين ) لحماية أنفسنا منهم ، قوية جدا ، بحيث لا يقل تاثيرها علي سلوك الإنسان عن غرائزه الجنسية والبيولوجية الأخري.
تطور العقل بمعني السببية والمنطق كان تطورا لاحقا وبطيئا في مقابل الفطرة intuition حتي ان أحدهم قال أن نمو ريش الطيور بعد أن تطورت من الزواحف كان بغرض التدفئة وليس الطيران وإن الطيران جاء عرضا. عقل الإنسان لانه مازال ضعيفا واسيرا لفطرته الحيوانيه يحتاج إلي روافع مثل المؤسسات والقيم وكل ما شانه تعزيز وترقية التفكير الجماعي. وقد شبه عالم النفس الامريكي الشهير جوناثان هيدت العقل براكب الفيل، والفيل في هذه الحالة هي الفطرة، وإنت لا تملك سوي توجيه ذلك الفيل الضخم إلي الوجهات الصحيحة ولا يمكنك تجاهله لانه سيكون من يقودك في هذه الحالة. مشكلة الحداثة الاولي إنها اعتقدت بقدرة العقل علي السيادة بل تحول دعاتها حتي إلي شئ شبيه ب " عبادة السبب" وهذا ما فعله الناس اثناء الثورة الفرنسية حينما دخلوا إحدى كاتدرائيات باريس وقاموا بتكسير تصاوير العذراء والسيد المسيح وكل الرموز الدينية واستبدلوها بشعارات تمجد السبب reason والعقل.
مع أن الواقع يقول أن القيم الدينية وكل القيم الإنسانية هي ضالة المجتمعات الإنسانية التي تسعى إلي الإستقرار والاحساس بالأمان والسعادة.
غريزة ( نحن) و( هم) هي المتحكمة بقوة الآن في الشهد السوداني، فهناك من يميل وجدانه إلى تأييد مليشيات الجيش لانه ينتمى إلي مجموعات وسط وشمال السودان المهدد ب ( الآخر) او حتي وهم إفتراض قومية الجيش رغم ان كل الدلائل تشير وبقوة الي غير ذلك. هناك من يقف مع قوات الدعم السريع ايضا بحكم الانتماء الجغرافي لغرب السودان وهناك من ينطلق من الانتماء إلي( قبيلته الايديولوجية ) في انحيازه إلي هذا الفريق أو ذاك .
ولذلك علينا أن نساعد عقلنا علي التحكم في ( فيل المعرفة الفطرية ) وتوجيهها إلي الطريق الصحيح ، طريق التفاوض من اجل السلام والامن والتفاهم والاستقرار.
talaat1706@gmail.com