برلماني روسي: الولايات المتحدة تفقد نفوذها في الشرق الأوسط وستجبر على الانسحاب من سورية
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
موسكو-سانا
أكد عضو لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي النائب أدلبي شخاغوشيف أن وجود الولايات المتحدة في سورية غير شرعي، وأنها أخذت تفقد نفوذها في المنطقة، وستجبر على الانسحاب.
وفي تصريح لمراسل سانا في موسكو أشار شخاغوشيف إلى أن روسيا تواصل تنفيذ سياستها المناهضة للإرهاب بالتعاون مع الشعب السوري، وهي تجد قبولاً ولغةً مشتركةً مع بلدان المنطقة، وهذا أمر ينطوي على أهمية بالغة.
وحول موقف روسيا من الأحداث الأخيرة في غزة أكد شخاغوشيف أن روسيا لا ترى حلاً سوى في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، معتبراً أن ما تقوم به “إسرائيل” في قطاع غزة هو إبادة جماعية، مضيفاً : إن “إسرائيل” ليست صاحبة القرار وحدها، بل هناك الولايات المتحدة التي تتظاهر بالدعوة إلى السلام من جهة ولكنها تقدم الدعم “لإسرائيل” من جهة أخرى في جميع المجالات الاستراتيجية والسياسية والمالية والاستخبارية، وتمدها بأحدث الأسلحة على الدوام.
وأشار إلى أن الازدواجية التي تتبعها الولايات المتحدة تجابه برفض قاطع في العالم، وعلى وجه الخصوص في البلدان العربية والإسلامية، ولا يمكن لذلك أن يستمر إلى الأبد.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
التوتسي.. عرقية أفريقية كرّس الاستعمار نفوذها
التوتسي عرقية تنتشر في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية، وخصوصا في دول رواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية، وتشترك في اللغة والدين مع عرقية الهوتو، بينما يثار الجدل حول ما إذا كانت تربطهما أصول مشتركة.
وعلى مدى قرون حكم التوتسي أراضي رواندا وبوروندي مع حضور بشرق الكونغو، كما تحالفوا مع الاستعمار الألماني ثم البلجيكي، اللذين كرسا الهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه العرقية مقابل المرتبة الدونية للهوتو.
تزامنا مع أفول الاستعمار مطلع ستينيات القرن الماضي وجد التوتسي أنفسهم في مواجهة تمرد الهوتو على نفوذهم، وهو ما بلغ ذروته مع الإبادة الجماعية منتصف التسعينيات من القرن الـ20.
وبينما عادوا للسيطرة على حكم رواندا وتنازلوا في اتفاق لتقاسم السلطة في بوروندي، ظلوا رقما صعبا في النزاعات المسلحة المتجددة بالكونغو.
العرق والأصولتشكل أصول عرقية التوتسي أحد عناوين الجدل والصراع الإثني في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية، بسبب طبيعة العلاقة مع الهوتو، إذ تشتركان في اللغة وتسكنان المنطقة ذاتها.
ويميل بعض الباحثين إلى أن التوتسي قبيلة نيلية من رعاة الماشية غزت المنطقة قبل مئات السنين، وأسست نظاما شبه إقطاعي، وأصبحت تحكم المنطقة التي تغلب عليها عرقية الهوتو.
بينما يميل آخرون إلى أنهم مجرد مجموعة من الهوتو، وأن الاختلاف الطبقي بين الأغنياء والفقراء، أو المهني بين الرعاة والمزارعين، أو هما معا، هو ما قسمهما إلى مجموعتين.
إعلان اللغةيتحدث التوتسي في كل من رواندا والكونغو وبوروندي اللغة الكينيارواندية، وكما سبقت الإشارة فهي لغة مشتركة مع الهوتو، لكن يثار الجدل بشأن أصلها وما إذا كانت لغة "الغزاة" التي غمرت لغة السكان الأصليين.
الدينلا يزال بعض التوتسي يعتنقون مذاهب دينية قديمة، إلا أن الغالبية أصبحت تدين بالمسيحية، مع أقلية تعتنق الدين الإسلامي.
النظام الاجتماعييرتبط الأفراد والمجموعات داخل عرقية التوتسي بتراتبية اجتماعية محكمة، يأتي في قمتها ملك يدعى الموامي يعتبرونه "من أصل إلهي مقدس".
وينبذ التوتسي العمل في الزراعة ويعتبرونها عملا مهينا، وبدلا من ذلك يمتهنون تربية المواشي، ويعتبرون امتلاكها رمزا للمكانة العليا في السلم الاجتماعي.
وبحكم الجوار والتاريخ المشترك بين التوتسي والهوتو انتشر الزواج المختلط بينهما، بينما تنسب الأجيال الجديدة إلى الآباء.
التاريخكما سبقت الإشارة فإن الروايات التاريخية حول أصول التوتسي متضاربة، وبسبب الصدامات العرقية مع الهوتو في كل من رواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية أصبح لهذا الجدل التاريخي أبعاد أخرى اجتماعية وسياسية.
وترجح الرواية التاريخية التي تجد صدى لدى التوتسي أن أصولهم تعود إلى الهوتو، وأن الاختلاف الوظيفي هو ما فرقهما إلى عرقيتين، ويتبنى هذه الرواية النظام الحاكم في روندا بزعامة بول كاغامي، الذي ينتمي إلى سلالة الملوك في التوتسي.
ووفق هذه الرواية فإن انتقال الأشخاص من طبقة الهوتو إلى التوتسي -أو العكس- ظل قائما عبر التاريخ حسب تبدل الموقع الاجتماعي والاقتصادي، كما تشير إلى أن هذه الانتقالات كانت تشمل أيضا قومية التوا الموجودة في المنطقة ذاتها.
بينما تشير روايات أخرى يدعمها الهوتو إلى أن التوتسي قبيلة نيلية من رعاة الماشية المحاربين الذين غزوا منطقة البحيرات العظمى الأفريقية قبل مئات السنين، وانتشروا في أراضي واسعة من رواندا وبوروندي إضافة إلى الكونغو الديمقراطية.
إعلانووفق هذه الرواية فإن رعاة الماشية التوتسي سيطروا على الهوتو المزارعين الأكثر استقرارا، فأسسوا نظاما شبه إقطاعي يحط من رتبة السكان الأصليين إلى مستوى أقرب من العبيد.
وبينما يستدل أصحاب الرواية الأولى على القواسم المشتركة العديدة وتعذر التمييز بين المجموعتين المتشابهتين، يصر أصحاب الرواية الثانية على وجود اختلافات بينهما انطلاقا من لون اللثة وشكل الأنف ومدى طول القامة والبنية الجسدية بشكل عام.
العهد الاستعماريابتداء من عام 1884 وعقب مؤتمر برلين أصبحت أراضي رواندا وبوروندي الحاليتين جزءا من الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية التي تحالفت مع ملك التوتسي فأصبحت تحكم البلاد عن طريق الملَكية المحلية.
وبعد ألمانيا استولت بلجيكا عام 1916 على المنطقة التي تضم البلدين، وواصلت دعم الملَكية المحلية وكرست موقع التوتسي المتقدم في التراتبية الاجتماعية والسياسية مقابل المرتبة الدونية للهوتو، الذين استغلت التوتسي لقمعهم واضطهادهم.
وفي تعداد سكاني أجراه الاستعمار البلجيكي للتوتسي والهوتو اعتمدت ملكية المواشي وشكل الأنف محددا للهوية، فالتوتسي هو أي شخص يملك أكثر من 10 بقرات وله أنف طويل، أما الهوتو فهو صاحب الأنف المدبب الذي يملك أقل من 10 بقرات.
ومع أن هذا التعداد السكاني انطلق من معياري الوظيفة الاجتماعية والبنية الجسمية، فإنه تسبب في تعقيدات اجتماعية كان لها تأثير بالغ على مستقبل العلاقة بين هاتين العرقيتين في الدول الثلاث: رواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية.
الصدامات العرقيةيشكل التوتسي أقلية في المنطقة، ففي رواندا تقدر نسبتهم من مجموع السكان بنحو 15%، مقابل الهوتو الذين يمثلون نسبة 84%، وفي بوروندي يشكل الهوتو نسبة 80% ومعظم البقية من التوتسي، أما في الكونغو فيمثلون أيضا أقلية يكاد ينحصر وجودها في إقليم كيفو الشمالي شرق البلاد.
إعلانوأدت السياسة الاستعمارية إلى اندلاع ثورة في رواندا عام 1959 يقودها الهوتو ضد نفوذ التوتسي، الذين قتل منهم أكثر من 20 ألفا، واستهدفت مواشيهم وبيوتهم بالإحراق والتدمير، وفر كثير منهم إلى البلدان المجاورة مثل تنزانيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية.
وقادت الثورة إلى انهيار مملكة التوتسي في رواندا، التي نالت استقلالها عام 1962، وبدأت سيطرة الهوتو على السلطة فزاد التحريض على التوتسي، خصوصا مع تولي الرئيس جوفينال هابياريمانا الحكم عبر انقلاب عسكري عام 1973.
أما بوروندي فكانت قد صوتت على الانفصال عن رواندا عام 1946، ثم نالت الاستقلال في 1962، مع احتفاظ التوتسي بالسيطرة على الحكومة في مواجهة ثورات عديدة من الهوتو في الستينيات والسبعينيات من القرن الـ20، ثم انتهت الحرب الأهلية التي دارت ما بين 1993 و2005 باتفاق لتقاسم السلطة تحت إشراف دولي.
كما لم تخل النزاعات والحروب الكونغولية الداخلية منذ منتصف ستينيات القرن الـ20 من دور بارز للتوتسي، وخصوصا في الأحداث المرتبطة بالمناطق الواقعة شرق البلاد، الذي ظل ساحة لتصدير نزاعات البلدان المجاورة.
من الإبادة إلى استعادة حكم روانداانطلاقا من أوغندا، التي كانت مأوى لمجموعات واسعة من النازحين التوتسي منذ الستينيات من القرن الـ20، تأسست في أواخر الثمانينيات "الجبهة الوطنية الرواندية" على أيدي قيادات توتسية مدعومة من نظام يوري موسيفيني بعد أن استعان بهم في الإطاحة بنظامي ملتون آبوت ثم تيتو أوكيلو عام 1986.
ونفذت الجبهة هجمات متعددة على رواندا، كان من بينها هجوم أكتوبر/تشرين الأول 1990، الذي قتل فيه زعيم الجبهة فريد رويجياما، فتولى بول كاغامي خلافته وأعاد تنظيم الجبهة.
وبعد عدة هجمات قادها كاغامي على رواندا توصلت الجبهة وحكومة رواندا إلى اتفاق سلام أطلق عليه "اتفاقية أوشا"، لكنه لم يفض فعليا إلى وقف الاضطرابات.
إعلانوفي عام 1994، وفي الوقت الذي كان المتمردون التوتسي يشنون همجات عسكرية، جرى ارتكاب مذابح إبادة جماعية بحق مئات الآلاف من التوتسي بتحريض من الحكومة التي يهيمن عليها الهوتو، ووصل عدد الضحايا إلى نحو 800 ألف رواندي معظمهم من التوتسي، إضافة إلى عمليات نزوح واسعة إلى دول الجوار.
وهو ما أدى إلى تفاقم هجمات الجبهة بقيادة كاغامي، فاستطاعت السيطرة على كيغالي في يوليو/تموز 1994، وأصبح باستور بيزيمونغو، الذي ينتمي للهوتو رئيسا للبلاد، وبول كاغامي نائبا له من التوتسي.
وابتداء من أبريل/نيسان 2000 أصبح كاغامي رئيسا لرواندا، واستعاد بذلك التوتسي حكم البلاد لأول مرة منذ 1961.
التوتسي والنزاعات الكونغوليةظل التوتسي رقما صعبا في الصراع الداخلي بجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ استقلال البلاد عام 1960، خصوصا في إقليم كيفو الشمالي الواقع شرق البلاد على الحدود مع رواندا وبوروندي. فقد شاركوا في التمرد ضد حكم الرئيس موبوتو سيسي سيكو، إذ استعان بهم المعارض الثائر لوران ديزيريه كابيلا في الستينيات والسبعينيات من القرن الـ20، ثم في الحرب الكونغولية الأولى التي اندلعت عام 1996، قبل أن يتمردوا على حكم كابيلا نفسه في الحرب الكونغولية الثانية عام 1998.
ولأن البلاد شهدت في التسعينيات موجات تدفق من دول الجوار بمن فيهم توتسي فارون من الإبادة في رواندا وهوتو يلاحَق بعضهم بسبب المشاركة فيها، إضافة إلى وجود سابق لمجموعات من العرقيتين في المنطقة ذاتها، فقد أصبح شرق الكونغو ساحة صراع ساخن مثل فيه التوتسي رقما صعبا.
فقد تصدر التوتسي أبرز حركات التمرد في إقليم كيفو الشمالي، ورغم توقيع اتفاقات سلام عدة مع حكومة كينشاسا فإنها سرعان ما كانت تنهار بسبب الخلاف حول تطبيقها، أو بانشقاق قادة وتأسيس حركة تمرد جديدة كما هي الحال مع حركة إم 23 التي انشقت عن المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب بعد 3 سنوات من توقيع اتفاق سلام عام 2009.
إعلان