يشهد شهر مارس الحالي حراكا غير طبيعي في الاتحادات الرياضية التي تستعد لعقد جمعياتها العمومية لمناقشة ما تم إنجازه خلال عام مضى وما سوف يتم خلال العام الجاري وفق الطموحات والآمال العريضة التي نتطلع لها جميعا.
الاتحاد العماني لكرة القدم وهو أكبر الاتحادات الرياضية في سلطنة عمان سيدشن هذه الاجتماعات بعد غد ومن خلال التقرير الإداري والمالي المرسل لأعضاء الجمعية العمومية فإن هذا التقرير يحتوي على الكثير من الجوانب المهمة التي يجب أن تتوقف معها الأندية وما تم تحقيقه خلال عام، ويجب ألا نختزل عمل الاتحاد على ما تحققه المنتخبات الوطنية خلال مشاركاتها الخارجية وعلينا النظر لجوانب أخرى إيجابية تستحق الثناء ومنها التقرير المالي حيث أنهى اتحاد الكرة العام المنصرم دون ديون ما عدا الدين المتراكم عليه من سنوات طويلة قبل أن يستلم المجلس واستطاع أن يقلص هذا الدين بنسبة 75% وهو أمر في غاية الأهمية في ظل الموازنة المتوفرة والذي استطاع من خلالها مجلس الإدارة أن يوازن بين الدخل المتوفر والمصروفات الجارية.
والأهم من ذلك أن اتحاد الكرة رغم كل التحديات استطاع خلال اليومين الماضيين إيداع كل المبالغ المستحقة عليه في حسابات الأندية والمتمثلة في نسبة الرعاية أو تذاكر السفر والإقامة والإعاشة.
وفي الاتحاد العماني لكرة الطائرة تسير الأمور المالية كما هو مخطط لها وتقريره المالي دون عجز ولهذا سيمنح الأندية دعما ماليا لأول مرة من عائد حقوق الرعاية وهذا أمر بكل تأكيد سيكون له مردود على اللعبة بشكل عام.
ويوم أمس قدمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب كشفا شاملا عن الإنجازات التي حققتها المنتخبات الوطنية والأندية في مشاركاتها الخارجية وكرمت من استحق التكريم على هذا المنجز الذي تحقق.
ومن خلال ما تحقق من إنجازات فإننا نتطلع إلى الأفضل خلال المرحلة القادمة ولابد من العمل نحو الارتقاء بالرياضة العمانية، ولعل الحراك القائم الآن من خلال الندوات واللقاءات والحوارات المباشرة وآخرها اجتماع رؤساء الأندية مع لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى ما هو إلا دليل على الاهتمام بهذا القطاع الذي يجب أن يكون أكثر حيوية وفاعلية، وبما أن الأندية هي الأساس في هذا التطور فإنه وجب علينا جميعا أن نقف ونساند كل الجهود المبذولة من أجل الارتقاء بها وعدم التذمر أو التحجج بضعف الموارد المالية وأن نعمل وفق الإمكانيات المتاحة وإيجاد البدائل المناسبة ولا نتوقف، لأن التوقف يضر بالألعاب الرياضية ولا نستطيع بعدها مواكبة التطور المتسارع في الدول الأخرى.
مجالس إدارات الاتحادات والأندية الرياضية عليها مسؤولية كبيرة في المحافظة على المكتسبات المحققة وعدم القفز فوق الواقع ولا ننظر للنتائج الوقتية إنما يكون تفكيرنا في التطوير والتحديث وفق الإمكانيات المتاحة ومتى ما استطعنا تقليص المصروفات غير الضرورية وعملنا وفق المتاح لنا فإنه بكل تأكيد سوف نصل للهدف المحدد.
ناصر درويش صحفي رياضي عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
حكم المشاركة في التحديات والألعاب الرياضية العنيفة
أوضحت دار الإفتاء المصرية، حكم المشاركة في التحديات والألعاب العنيفة، مؤكدة أنها لا تجوز بسبب ما يترتب عليها من إلحاق الضرر بالنفس أو الغير، ولكن إن أُدِّيت تلك الألعاب داخل إطار الجهات المعنية أو الاتحادات الوطنية المنظمة للألعاب الرياضية أو لدى المدربين المعتمدين والمتخصصين أُبِيحَت حينئذٍ، مع ضرورة مراعاة معايير السلامة والوقاية وفقًا للوائح والقوانين المنظمة لذلك.
حفظ النفس الإنسانية من مقاصد الشريعة الإسلاميةوقالت الإفتاء إنه من الضروريات التي أمر الشرع الشريف بالمحافظة عليها والعناية بها حفظُ النفس الإنسانية بما يشمل حفظ الجسد علاجًا ووقاية وترقية.
يقول الإمام الغزالي في "المستصفى" (ص: 174، ط. دار الكتب العلمية): [مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكلُّ ما يتضمَّن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوِّت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعها مصلحة] اهـ.
حث الإسلام على ممارسة الأنشطة الرياضية
وأمدت الإفتاء أن الشرع الشريف حث على ممارسة الأنشطة الرياضية عمومًا؛ لما لها من فوائد تعود على الإنسان، من تقوية البدن والأعضاء ونحو ذلك؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ» رواه ابن ماجه في "سننه".
قال العلامة المُناوي في "فيض القدير" (4/ 327، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«علِّموا أبناءكم السِّباحة» بالكسر: العوم؛ لأنه منجاة من الهلاك، وقيل لأبي هاشم الصوفي: فيم كنت؟ قال: في تعليم ما لا ينسى، وليس لشيء من الحيوان عنه غنى، قيل: ما هو؟ قال: السباحة. وقال عبد الملك للشعبي: عَلِّم ولدي العوم، فإنهم يجدون مَن يكتب عنهم ولا يجدون مَن يسبح عنهم، وقد غرقت سفينة فيها جماعة من قريش، فلم يعطب ممن كان يسبح إلَّا واحدٌ، ولم ينج ممن كان لا يسبح إلَّا واحدٌ، (والرمي) بالسهام ونحوها؛ لما فيه من الدفع عن مهجته وحريمه عند لقاء العدو] اهـ.
حكم ممارسة الألعاب الرياضية
وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنهما: "أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمُ الْعَوْمَ، وَمُقَاتِلَتَكُمُ الرَّمْيَ" أخرجه الإمام أحمد في "المُسند"، وابن حبَّان في "صحيحه".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَدخلُ علينا ولي أخٌ صغير يُكنَّى أبا عُميرٍ، وكان له نُغَرٌ يلعبُ به فمات، فدَخَلَ عليه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ذاتَ يومٍ فرآه حزينًا، فقال: «ما شأنه؟» قالوا: مات نُغَرُه، فقال: «يا أبا عُميرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» متَّفقٌ عليه. والنُّغَرُ: البلبل -طائر يشبه العصفور-.