لجريدة عمان:
2025-03-10@14:22:08 GMT

فخرية خميس .. حنين للمنزل الأول

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

لم يشغل الفنّانة فخريّة خميس اشتراكها بتصوير مسلسل تلفزيوني رمضاني في الكويت تؤدّي به دور البطولة، عن شؤون المسرح وشجونه، بيتها الأوّل الذي انطلقت منه، والشاعر أبو تمّام يقول:

كم منزل في الأرض يألفه الفتى

وحنينه أبدا لأوّل منزلِ

ففوزها بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في نسختها السابعة عشرة (2024) جعلها تسترجع سنوات التأسيس الأولى للمسرح العماني، وذكريات عزيزة على قلبها جمعتها مع الرعيل الأول الذي وضع اللبنات الأولى للمسرح قبل حوالي نصف قرن من العمل في المسرح، ومجاله الذي دخلته مصادفة، كما قالت في الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن فعاليات (أيام الشارقة المسرحيّة 33) حدث ذلك عندما كانت ترافق أختها المرحومة ليلى خميس، وتجلس في زاوية بعيدة عن الخشبة، تراقب، عن كثب، الممثلين وبلا شعور، تحفظ حواراتهم، فقد وجدت ثمّة آصرة قويّة تشدّها لهذا العالم الساحر، وذات يوم غابت إحدى الممثلات، وكان لا بدّ للفرقة البحث عن بديل، ولم يكن أمامهم سوى تلك الفتاة التي ترافق شقيقتها فطلب منها الممثلون الصعود على خشبة المسرح، سدًا للفراغ، ولأنها كانت قد حفظت حوارات الشخصية، مثلما حفظت حوارات بقية الشخصيات، وقفت على خشبة المسرح بثقة، وأدّت الدور باقتدارٍ لفت أنظارهم، فأشادوا بأدائها، وتنبّأوا لها بمستقبل باهر، ومنذ ذلك اليوم، وهي مشدودة إلى المسرح وعوالمه الجميلة، وانتصرت على الكثير من الصعوبات التي واجهتها، وهي تدخل هذا المجال في مطلع السبعينيات بمجتمع محافظ لم يألف وقوف فتاة على خشبة المسرح، ولم يتقبّل الفكرة إلّا بعد مرور سنوات، بعد أن أثبتت أن المسرح رسالة، وواصلت طريقها بكلّ ثقة، ولم تكتفِ بالموهبة، بل صقلتها بالدراسة، فقد أتيحت لها فرصة ذهبية عندما أرسلتها (وزارة الإعلام) عام 1981 إلى القاهرة للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، برفقة الفنّانين: صالح زعل وسعد القبان وطالب البلوشي، فدرست على أيدي أساتذة كبار، وشاركت في أعمال إذاعية في القاهرة، وشاهدت عروضا مسرحية كانت تقدّم داخل المعهد وخارجه، وتلك الأعمال أكسبتها خبرة.

ولا يمكن فصل فخرية خميس عن تاريخ المسرح العماني، ولو طالعنا الصحف العمانية القديمة لوجدنا هذا الارتباط بشكل واضح، وخلال إعدادي للكتاب التكريمي عن الفنانة الذي صدر عن دائرة الثقافة في الشارقة، لمست هذه العلاقة الوثيقة، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما قرأت في جريدة «$» بعددها الصادر يوم الثلاثاء 1 فبراير 1977م في تغطية الكاتب الشيخ حمود السيابي للحفل السنوي لنادي عمان إشارة لمسرحية عنوانها (دوّر غيرها) تأليف: صالح شويرد، وإخراج: أحمد جلال، تضمنت إشادة السيابي بالوجوه المسرحية الجديرة بالاهتمام والرعاية ورأى أنها تبشّر بمستقبل مسرحي جيّد، كصالح شويرد وفخرية خميس التي أدّت دور (العمة سعدة)، ومن نص محلي إلى نص من المسرح العالمي، ومسرحية شكسبير (تاجر البندقية) التي قدّمت ضمن المهرجان الشبابي الثقافي والفني الذي أقيم بفندق الإنتركونتنننتال في عام 1980، وأدت بها الفنانة فخرية خميس دور( بورشيا) وكانت من إخراج: مصطفى حشيش، فأفردت جريدة «$» مساحة للعرض في عددها الصادر يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 1980 وقد عبّرت الفنانة فخرية للصحيفة، عن شعورها وهي تعتلي خشبة المسرح، فقالت «في البداية كنت خائفة، حقا، فلأول مرة أفاجأ بأنني سأقوم بدور في مسرحية عالمية ولكاتب عالمي وباللغة العربية الفصحى ومع استمرار العمل والبروفات على المسرحية بدأ الخوف يتلاشى وساهم أسلوب وطريقة المخرج في التعامل معنا في غرس الثقة في أنفسنا جميعا، وبدأت ثقتي بنفسي تنمو وبدأ إحساسي بالعمل وأهميته يتزايد ولكن الخوف لم يتلاشَ نهائيًا إلا عندما واجهت الجمهور وبدأت المسرحية، عندها أحسستُ بكامل الثقة بالنفس، تلك الثقة تمت على مدى أيام طويلة من العمل والبروفات والتدريب».

وكتب (فتحي سند) في عدد جريدة «$» الصادر يوم الخميس 22 نوفمبر 1984 عن مسرحية (الطوي) التي أخرجها مصطفى حشيش وكانت من بطولة: صالح زعل وفخرية خميس، والراحل سعود الدرمكي، وقدّمها مسرح الشباب «تفوّقت البطلة فخرية خميس وأحسنت معايشة الدور وعوّضت نقص العنصر النسائي في الرواية».

وبقيت علاقتها مستمرّة بالمسرح رغم قلّة الأعمال التي شاركت بها في السنوات الأخيرة، قياسًا للأعمال الدرامية، فآخر عمل مسرحي قدّمته كان (ولد البلد) عام 2019م للكاتب والمخرج مالك المسلماني على خشبة المسرح الكبير بمدينة العرفان، وشاركها البطولة الفنانون: صالح زعل وجمعة هيكل وعبدالغفور البلوشي ونخبة من الفنانين الشباب، بعد ذلك دخلت في دوّامة المرض الذي تحدّته بكل شجاعة وصلابة حتى انتصرت عليه، واليوم اعتلت خشبة قصر الثقافة في الشارقة حين تسلّمت جائزتها يسبقها حبّها ووفاؤها وحنينها (للمنزل الأول).

عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب مسرحي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على خشبة المسرح فخریة خمیس ة خمیس

إقرأ أيضاً:

كانت 50 وأصبحت 5.. أحمد عمر هاشم يكشف أسرار فرض الصلاة على المسملين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن معجزة الإسراء والمعراج كانت خصوصية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء، وأن من أعظم ما تميزت به هذه المعجزة هو فرض الصلاة، التي جعلها الله معراجًا للأمة المحمدية تتقرب بها إلى ربها.

وأضاف عمر هاشم خلال تقديم برنامج «كأنك تراه»، على قناة صدى البلد، أن الله سبحانه وتعالى فرض في البداية خمسين صلاة على المسلمين، وعندما أخبر النبيُّ موسى عليه السلام بذلك، نصحه بالرجوع إلى الله وطلب التخفيف، فاستجاب الله وقلل العدد تدريجيًا حتى أصبحت 5 صلوات في اليوم والليلة، لكنها تعادل 50 في الأجر والثواب، لأن الحسنة بعشر أمثالها.

وأشار أحمد عمر هاشم إلى أن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فُرضت من فوق سبع سماوات مباشرةً دون واسطة، في حين أن باقي العبادات فُرضت في الأرض.

كما بيّن أن النبي تلقى الصلاة مباشرةً من الله سبحانه وتعالى، ثم نزل بها إلى الأرض حيث صلى جبريل عليه السلام أمامه وعلّمه كيف يؤديها، وقال النبي لأصحابه: صلوا كما رأيتموني أصلي.

واختتم كلامه بالتأكيد على بشارة الله للأمة المحمدية بالمغفرة والرحمة، حيث أوحى الله إلى نبيه الكريم: إني لغفار لمن تاب مخلصًا، وأقبل ممن يسيء ثم يستغفر، مما يدل على عظيم رحمة الله بعباده واستعداده لمغفرة ذنوبهم متى تابوا بصدق وإخلاص.
 

مقالات مشابهة

  • محمد بن سعود يزور خميس النقبي في منطقة دفتا
  • جورج سيدهم وصفه بـمزيكة الحي الكروي.. مصطفى يونس يرد بكلمات مؤثرة
  • كانت 50 وأصبحت 5.. أحمد عمر هاشم يكشف أسرار فرض الصلاة على المسملين
  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
  • ولي عهد رأس الخيمة يزور خميس الوالي النقبي
  • في ذكراه.. يسري الجندي رحلة من العطاء والإبداع الفني
  • ميار الببلاوي تكشف سر خلافها مع حنان ترك: كانت تحاربني واستولت على شغلي
  • بلوجر فى ورطة.. حنين حسام من الشهرة والتربح على تيك توك إلى السجن
  • ضربتني بالقلم | ميار الببلاوي تكشف تفاصيل مشاجرتها المثيرة مع فنانة مشهورة
  • سلوى عثمان: المسرح له هيبته ولكن التلفزيون جذبني أكثر