لجريدة عمان:
2024-07-01@19:45:05 GMT

فخرية خميس .. حنين للمنزل الأول

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

لم يشغل الفنّانة فخريّة خميس اشتراكها بتصوير مسلسل تلفزيوني رمضاني في الكويت تؤدّي به دور البطولة، عن شؤون المسرح وشجونه، بيتها الأوّل الذي انطلقت منه، والشاعر أبو تمّام يقول:

كم منزل في الأرض يألفه الفتى

وحنينه أبدا لأوّل منزلِ

ففوزها بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في نسختها السابعة عشرة (2024) جعلها تسترجع سنوات التأسيس الأولى للمسرح العماني، وذكريات عزيزة على قلبها جمعتها مع الرعيل الأول الذي وضع اللبنات الأولى للمسرح قبل حوالي نصف قرن من العمل في المسرح، ومجاله الذي دخلته مصادفة، كما قالت في الجلسة الحوارية التي أقيمت ضمن فعاليات (أيام الشارقة المسرحيّة 33) حدث ذلك عندما كانت ترافق أختها المرحومة ليلى خميس، وتجلس في زاوية بعيدة عن الخشبة، تراقب، عن كثب، الممثلين وبلا شعور، تحفظ حواراتهم، فقد وجدت ثمّة آصرة قويّة تشدّها لهذا العالم الساحر، وذات يوم غابت إحدى الممثلات، وكان لا بدّ للفرقة البحث عن بديل، ولم يكن أمامهم سوى تلك الفتاة التي ترافق شقيقتها فطلب منها الممثلون الصعود على خشبة المسرح، سدًا للفراغ، ولأنها كانت قد حفظت حوارات الشخصية، مثلما حفظت حوارات بقية الشخصيات، وقفت على خشبة المسرح بثقة، وأدّت الدور باقتدارٍ لفت أنظارهم، فأشادوا بأدائها، وتنبّأوا لها بمستقبل باهر، ومنذ ذلك اليوم، وهي مشدودة إلى المسرح وعوالمه الجميلة، وانتصرت على الكثير من الصعوبات التي واجهتها، وهي تدخل هذا المجال في مطلع السبعينيات بمجتمع محافظ لم يألف وقوف فتاة على خشبة المسرح، ولم يتقبّل الفكرة إلّا بعد مرور سنوات، بعد أن أثبتت أن المسرح رسالة، وواصلت طريقها بكلّ ثقة، ولم تكتفِ بالموهبة، بل صقلتها بالدراسة، فقد أتيحت لها فرصة ذهبية عندما أرسلتها (وزارة الإعلام) عام 1981 إلى القاهرة للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، برفقة الفنّانين: صالح زعل وسعد القبان وطالب البلوشي، فدرست على أيدي أساتذة كبار، وشاركت في أعمال إذاعية في القاهرة، وشاهدت عروضا مسرحية كانت تقدّم داخل المعهد وخارجه، وتلك الأعمال أكسبتها خبرة.

ولا يمكن فصل فخرية خميس عن تاريخ المسرح العماني، ولو طالعنا الصحف العمانية القديمة لوجدنا هذا الارتباط بشكل واضح، وخلال إعدادي للكتاب التكريمي عن الفنانة الذي صدر عن دائرة الثقافة في الشارقة، لمست هذه العلاقة الوثيقة، وكم كانت دهشتي كبيرة عندما قرأت في جريدة «$» بعددها الصادر يوم الثلاثاء 1 فبراير 1977م في تغطية الكاتب الشيخ حمود السيابي للحفل السنوي لنادي عمان إشارة لمسرحية عنوانها (دوّر غيرها) تأليف: صالح شويرد، وإخراج: أحمد جلال، تضمنت إشادة السيابي بالوجوه المسرحية الجديرة بالاهتمام والرعاية ورأى أنها تبشّر بمستقبل مسرحي جيّد، كصالح شويرد وفخرية خميس التي أدّت دور (العمة سعدة)، ومن نص محلي إلى نص من المسرح العالمي، ومسرحية شكسبير (تاجر البندقية) التي قدّمت ضمن المهرجان الشبابي الثقافي والفني الذي أقيم بفندق الإنتركونتنننتال في عام 1980، وأدت بها الفنانة فخرية خميس دور( بورشيا) وكانت من إخراج: مصطفى حشيش، فأفردت جريدة «$» مساحة للعرض في عددها الصادر يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 1980 وقد عبّرت الفنانة فخرية للصحيفة، عن شعورها وهي تعتلي خشبة المسرح، فقالت «في البداية كنت خائفة، حقا، فلأول مرة أفاجأ بأنني سأقوم بدور في مسرحية عالمية ولكاتب عالمي وباللغة العربية الفصحى ومع استمرار العمل والبروفات على المسرحية بدأ الخوف يتلاشى وساهم أسلوب وطريقة المخرج في التعامل معنا في غرس الثقة في أنفسنا جميعا، وبدأت ثقتي بنفسي تنمو وبدأ إحساسي بالعمل وأهميته يتزايد ولكن الخوف لم يتلاشَ نهائيًا إلا عندما واجهت الجمهور وبدأت المسرحية، عندها أحسستُ بكامل الثقة بالنفس، تلك الثقة تمت على مدى أيام طويلة من العمل والبروفات والتدريب».

وكتب (فتحي سند) في عدد جريدة «$» الصادر يوم الخميس 22 نوفمبر 1984 عن مسرحية (الطوي) التي أخرجها مصطفى حشيش وكانت من بطولة: صالح زعل وفخرية خميس، والراحل سعود الدرمكي، وقدّمها مسرح الشباب «تفوّقت البطلة فخرية خميس وأحسنت معايشة الدور وعوّضت نقص العنصر النسائي في الرواية».

وبقيت علاقتها مستمرّة بالمسرح رغم قلّة الأعمال التي شاركت بها في السنوات الأخيرة، قياسًا للأعمال الدرامية، فآخر عمل مسرحي قدّمته كان (ولد البلد) عام 2019م للكاتب والمخرج مالك المسلماني على خشبة المسرح الكبير بمدينة العرفان، وشاركها البطولة الفنانون: صالح زعل وجمعة هيكل وعبدالغفور البلوشي ونخبة من الفنانين الشباب، بعد ذلك دخلت في دوّامة المرض الذي تحدّته بكل شجاعة وصلابة حتى انتصرت عليه، واليوم اعتلت خشبة قصر الثقافة في الشارقة حين تسلّمت جائزتها يسبقها حبّها ووفاؤها وحنينها (للمنزل الأول).

عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب مسرحي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على خشبة المسرح فخریة خمیس ة خمیس

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد القاسمي يتوج الفائزين في النسخة الـ 2 من بطولة الشارقة الرياضية للبادل

توج سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مساء أمس، الفائزين بالمركز الأول للفئات الثلاث في بطولة الشارقة الرياضية للبادل بنسختها الثانية، والتي أقيمت على صالة مركز “دبليو بي إيه” في ضاحية الرحمانية بالشارقة.
وكرم سموه الفائزين بالألقاب من الفئات الثلاث حيث نال المركز الأول عن فئة المواطنين كل من عيسى الشيباني ومحمد المهيري، فيما حصد جائزة المركز الأول عن فئة دول مجلس التعاون الخليجي والأجانب كل من البحريني علي ديواني والإسباني خوسيه أركوس، وتوج الثنائي المصري يوسف حسام وجورج واكيم بجائزة المركز الأول عن فئة الدوليين.
وكرم سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام، حكام البطولة وسلم الفرق بمختلف فئاتها درع المركز الثاني، كما كرم سموه الرعاة والداعمين والشركاء في تنظيم بطولة الشارقة الرياضية للبادل.
وكان سموه قد تابع المباراة النهائية لفئة الدوليين التي تقام بتنظيم من قناة الشارقة الرياضية بالتعاون مع مركز “دبليو بي إيه”، واتسم اللقاء بالندية والحماس، قدم فيها اللاعبون مستويات عالية تعكس مدى قوة المنافسة في مباريات البطولة منذ انطلاقها حتى المواجهة النهائية والتطور الملحوظ على مستوى اللاعبين مقارنة بالنسخة الأولى.
وشهدت البطولة التي أقيمت على مدار ستة أيام تنافساً وندية كبيرة بين اللاعبين المشاركين والذي بلغ عددهم 450 مشاركا من 26 دولة، موزعين على ثلاث فئات “مواطنين، ودول مجلس التعاون الخليجي والأجانب ، والدوليين”.
وحظيت البطولة بمشاركة واسعة من مختلف دول العالم منها منتخبات الإمارات وسلطنة عُمان وقطر والكويت ومملكة البحرين، فيما شارك عدد من اللاعبين المحترفين من دول إسبانيا والأرجنتين والبرتغال، وبلغ مجموع الجوائز للفرق الفائزة 205 آلاف درهم ، إضافة إلى العديد من الجوائز القيمة المخصصة للجماهير الحاضرة والتي يبلغ مجموعها 100 ألف درهم، كما لُعبت مواجهات البطولة بنظام خروج المغلوب وصولاً للمباراة النهائية.
حضر المباراة النهائية والتتويج بجانب سمو نائب رئيس مجلس الشارقة للإعلام كل من الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وعدد من رؤساء الدوائر والهيئات الحكومية وممثلي الشركات الراعية، وجمع غفير من الجماهير متابعي ومحبي اللعبة.وام


مقالات مشابهة

  • احتجاز مخرجين فرنسيين شهيرين بتهم اعتداءات جنسية واغتصاب لممثلات
  • الشرطة الفرنسية تحتجز مخرجين فرنسيين شهيرين بتهم اعتداءات جنسية واغتصاب لتسع ممثلات على الأقل
  • سلطان بن أحمد القاسمي يتوج الفائزين في النسخة الـ 2 من بطولة الشارقة الرياضية للبادل
  • عُمان تحرضُ فضول الكوريين!
  • نحن السودانيين اعداء انفسنا بتدخلنا في ما لايعنينا (2)
  • كاظم الساهر يصف حفله في مصر بـ”العرس”.. وهذا ما قاله عن الجمهور المصري
  • الإمبريالية المتوحشة.. أمريكا أنموذجاً..!
  • قصة إسلام إنجيلي أميركي.. كيف أصبح تديّن الغزيين نموذج هداية؟
  • شاهد.. احتفال أحمد سعد بتصدر أغنيته "الكميا راكبة" التريند الأول
  • عروض مسرحية جماهيرية في مهرجان خشبة المسرح في سيئون