ما هي صلاة التراويح.. وكيف تؤديها
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
ما هي صلاة التراويح.. صلاة التراويح هي سنة مؤكدة عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم تؤدي ركعتين ثم ركعتين، يبدأ المسلم بالطهارة ويستر عورته ثم يستقبل القبلة ويتوجه إلى الله عز وجل بنية أداء صلاة التراويح، وفي الغالب تؤدى صلاة التراويح بعد صلاة العشاء ويبدأ المسلم بأداء تكبيرة الإحرام ويقول الله أكبر وبعدها يقرأ سورة الفاتحة ثم ما تيسر له من آيات القرآن الكريم.
صلاة التراويح في مصر نؤديها ثماني ركعات ثم نتبعها بالشفع والوتر وفي المملكة العربية السعودية يؤدون صلاة التراويح عشرون ركعة، وعلى المسلم في أداء صلاة التراويح أن يكون مطمئنا ويصلي وهو قائم ويسجد على أعضائه السبعة اليدين والرجلين والكعبين والوجه ويدعو الله بما شاء وبما يريد في تأديته لصلاة التراويح.
وصفت السيّدة عائشة صلاة النبيّ في رمضان فقالت: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً)، ومن زاد على ذلك فهو جائز، وهناك حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).. صدق رسول الله صلى الله عله وسلم.
صلاة التراويح كم ركعةتعددت واختلفت آراء الفقهاء، في عدد ركعات صلاة التراويح وفيها ثلاثة أقوال الشافعية والحنفية والحنابلة، وهنا تؤدي عشرون ركعة وهو ما تفعله المملكة العربية السعودية، والمالكية قالوا ست وثلاثون ركعة ماعدا الشفع والوتر وفقا لأهل المدينة.
أما الإمام أحمد بن حنبل نص على أنه لا يوجد عدد معين من الركعات في صلاة التراويح واستدل على ذلك في أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد عدد معين وصلاة التراويح تؤدى في جماعة أو تؤدى منفردة، لكن أدائها مع صلاة الجماعة أفضل من صلاتها في المنزل .
كما أنه يسن للمسلم أن يكمل مع الإمام حتى يصلى الوتر، كما أن فضل صلاة التراويح أجمع العلماء هى أن حكمها هي سنة نبوية عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي شعيرة من شعائر الإسلام المتعلقة بشهر رمضان وتصلى في كل ليالي شهر رمضان وفي فضل صلاتها ورد أنها تغفر الذنوب في قول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ)، كما أنّ من أداء صلاة التراويح مع الإمام أفضل ويستمر حتى يبقيَ معه حتى ينصرف الإمام كَتب الله عز وجل- له أجر بها قيام الليل جميعه حتى آخره، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ).
كما أنه يجب على الإمام أن يراعي أيضا أحوال الناس خلفة في الصلاة خاصة في الأماكن التي يصلي فيها كبار السن لاستطاعتهم على أدائها ، كما أجمع الفقهاء أن صلاة التراويح عشرون ركعة.
كيف نصلي التراويحيرى جمهور الفقهاء والعلماء أن صلاة التراويح تؤدى ركعتين بعدها ركعتين وهكذا والدليل على ذلك ما رواه ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى).
واختلف العلماء في جواز صلاة التراويح دون السلام بين كل ركعتين ففي هذا الأمر قال الحنفية أنه يجوز صلاة التراويح كاملة بتسليمة واحدة لكن علماء الشافعية قالوا انه يبطل صلاة من صلى أربع ركعات بتسليمة واحدة لمن فعل ذلك متعمدا، لكن يستحب أن ركعتين ركعتين، أما الأئمة الحنابلة اعتبروا أن من قام بعد الركعة الثانية عليه أن يرجع ليسلم وحال عدم فعل ذلك بطلت صلاته أما الأئمة المالكية فإنه يندب للمصلى أن يسلك بعد كل ركعتين أما السلام بعد أربع ركعات فهو مكروه كما أنه يشرع الجلوس الإمام للاستراحة بعد كل أربع ركعات حتى يفسح المجال ليستريح وليشرب الماء كما أن يجوز قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات في كل استراحة بين كل أربع ركعات.
و عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ القَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ"، ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: "نِعْمَ البِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ"؛ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ.
وقت صلاة التراويحتبدأ صلاة التراويح من بعد الانتهاء من صلاة العشاء ويمتد وقتها إلى قبل أذان الفجر ، ومن صلى التراويح قبل صلاة العشاء عليه إعادتها لأنها لاتصح، كما أنه لاتصح صلاتها بعد الفجر فهي من الصلوات التي لا تجوز بعد أداء وقتها من بعد العشاء وحتى قبل آذان الفجر، والأفضل القيام بها بعد صلاة سنة العشاء .
وفي صلاة التراويح يشترط استحضار النية لأدائها فهي شرط عند الأئمة الشافعية والحنابلة وبعض الحنفية ، الصلاة عندهم لا تجوز بدون تحديد نية فعلى المسلم أن ينوي أداء صلاة قيام في رمضان استنادا في ذلك إلى حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لما قال إنما الأعمال بالنيات، أما الأئمة الحنفية قالوا إن صلاة السنة لاتجوز بنية مطلقة دون تحديد أو بنية صلاة التطوع لكنهم اختلفوا في حكم تجديد النية بعد كل تسليم في الصلاة أو بعد كل ركعتين في صلاة التراويح.
الأئمة المالكية في صلاة التراويح لم يشترطوا تعيين النية ، كما أن هناك أمر آخر هام وهو ان نختم القرآن الكريم في صلاة التراويح في شهر رمضان ففي سماع القرآن كاملا في التراويح فضل عظيم أما الائمة المالكية والشافعية رأوا استحباب ختم القرآن الكريم في أداء صلاة التراويح كما أن هناك ائمة قالوا إنه يجوز أن يقرأ المسلم ما يشاء بشرط عدم الإخلال بصحة الصلاة والأفضل طبعا ختم القرآن الكريم .
أحاديث نبوية عن صلاة التراويحعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ"، حديث صحيح.
عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: "صُمنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم رمضانَ فلم يقُم بنا شيئًا منَ الشَّهرِ حتَّى بقِيَ سبعٌ فقامَ بنا حتَّى ذَهبَ ثلثُ اللَّيلِ فلمَّا كانتِ السَّادسةُ لَم يقم بنا فلمَّا كانتِ الخامسةُ قامَ بنا حتَّى ذَهبَ شطرُ اللَّيلِ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ لو نفَّلتَنا قيامَ هذِهِ اللَّيلة. قالَ فقالَ: إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ حُسِبَ لَهُ قيامُ ليلةٍ. قالَ: فلمَّا كانتِ الرَّابعةُ لم يقُم فلمَّا كانتِ الثَّالثةُ جمعَ أَهلَهُ ونساءَهُ والنَّاسَ فقامَ بنا حتَّى خشِينا أن يفوتَنا الفلاحُ. قالَ قلتُ وما الفلاحُ قالَ السُّحورُ ثمَّ لم يقم بقيَّةَ الشَّهرِ"، حديث صحيح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التراويح القران الكريم أداء صلاة التراويح سیدنا النبی صلى الله علیه وسلم فی صلاة التراویح ى الله علیه وسل القرآن الکریم رضی الله عنه ه علیه وسلم أربع رکعات ه علیه وسل ی الله ع ر م ض ان کما أنه ا کانت بعد کل کما أن
إقرأ أيضاً:
ما دور العلماء وكيف ينبغي أن تكون علاقتهم بالحكام؟
وحول هذا الموضوع، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة السجدة: "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ ۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ" (الآية 24).
وعن دور علماء المسلمين عبر العصور المختلفة في أداء هذه المهمة الجليلة، يقول الدكتور عبد العظيم إن الله سبحانه وتعالى جعل مهمة بلاغ الدين وتعليم الناس وتقديم النموذج والأسوة والقدوة رسالة ووظيفة الأنبياء، وكان العلماء في الأمم وفي المراحل السابقة تحت إمرة الأنبياء، الذين كانوا هم القادة الحقيقيين.
ولما بعث الله سبحانه وتعالى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وقدر أن تنتهي النبوة وترتفع، جعل علماء الأمة هم ورثة الأنبياء. وقد قال صلى الله عليه وسلم إن" العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر" أخذ سهما من سهام النبوة.
وبعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، أصبحت وظيفة العلماء أن يملؤوا شيئا من الفراغ الذي تركه في الأمة وأن يقوموا ببعض وظائف النبوة.
ويعدد وظيفة العلماء في قيادة الناس إلى إنكار المنكر وإلى منع الفساد في الأرض، وإلى إقامة الدين ونظامه العام، ويقول إن العلماء إذا غرقوا في المسائل الفرعية وضيّعوا القضايا الأصلية، تركوا واقع الأمة الحضاري ونهضتها ووحدتها ومنع سرقة ثرواتها لخصومها.
إعلانوتتجاوز عبودية العلماء لله سبحانه وتعالى -كما يقول الدكتور عبد العظيم- إقامة الصلوات وأداء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت إلى تحمل الأمانة الكبرى التي ورثوها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبينما يتسلط الأمراء والحكام على الناس، جعل الله سبحانه وتعالى للعلماء ولاية على قلوب الناس وعقولهم، مشيرا إلى أن العلماء في الأمة الإسلامية ليسوا مجرد أفراد متناثرين، بل مؤسسة اعتبارية اسمها مؤسسة العلماء، وتتجلى في الأمة بأشكال مختلفة، صورة المذهب أو العالم الكبير أو الشيخ والمريد.
ويبيّن أستاذ الفقه الإسلامي -في حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- أنه خلال مراحل التاريخ الإسلامي، كان منوطا بالعالم أن يكون رقيبا للأمة على الحكام، وعينها الباصرة ولسانها ويدها الطائلة في الإنكار على الحكام إذا انحرفوا أو أفسدوا، ولم يخذلوا الأمة فيما انتدبته لهم.
فتنة كبرىولما جاءت هيمنة الدولة والحكام على مؤسسات العلماء وسلبت منهم استقلاليتهم وحولتهم إلى موظفين عموميين دخلت الأمة -يتابع الدكتور عبد العظيم- في فتنة كبرى وصار من العلماء من يباهي بأنه موظف عند الدولة يتقاضى راتبه منها.
وكان العلماء في السابق فطنا لمسألة أن العالم لا يجب أن يكون من أدوات الحاكم، ويضرب الدكتور عبد العظيم مثالا على ذلك بالإمام مالك الذي دعاه أبو جعفر المنصور إلى قصره ليسمع منه العلم، فرد عليه بالقول: "العلم يؤتى إليه ولا يأتي.. من يريد يتفضل إلى مجالسنا ويسمع من العلم..".
ويتأسف أستاذ الفقه الإسلامي لكون العلماء في هذا الزمن صاروا تابعين أحيانا للحكام وأحيانا للأحزاب أو المدارس أو التيارات الفكرية التي نشؤوا فيها أو تربوا عليها، و"أحيانا تكون تبعية العالم للرأي العام الضاغط".
والعالم المسلم هو الذي قال الله سبحانه وتعالى في حقه في سورة الأحزاب: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (الآية 39).
إعلانويذكّر الدكتور عبد العظيم بأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قد أنذر كل عالِم وحذره حين أخبر أن أول من تُسعّر بهم النار يوم القيامة 3 أشخاص، وأن من هؤلاء الثلاثة عالِما تعلم العلم وقرأ القرآن فيوقفه الله يوم القيامة للحساب.
19/3/2025