كتبت دراسة جديدة لجامعة باث البريطانية، استخدمت الذكاء الاصطناعي، سيناريو جديداً للعلاقة بين اندماج المجرات وتراكم الثقوب السوداء الهائلة وتشكل النجوم، مما يتحدى النظريات القديمة في الفيزياء الفلكية. وتشير النتائج، التي نشرت في مجلة "الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية"، إلى أن اندماج المجرات وحده قد لا يكون كافياً لتغذية نمو الثقوب السوداء فائقة الكتلة، إذ إن وجود خزان من الغاز البارد في مركز المجرة المضيفة، ضروري أيضاً لهذه المهمة.



ولعقود من الزمن، اقترحت النماذج النظرية أن الثقوب السوداء تنمو في أثناء اندماج المجرات، ومع ذلك، فإن الدراسات السابقة التي اعتمدت على الفحص البصري البشري لتصنيف اندماج المجرات قد أسفرت عن نتائج غير متسقة، مما يثير تساؤلات حول موثوقية هذه الطريقة.

في هذه الدراسة الأخيرة، استخدم الباحثون تقنيات التعلم الآلي لتصنيف عمليات اندماج المجرات بشكل أكثر دقة.

ومن خلال تدريب شبكة عصبية على محاكاة عمليات اندماج المجرات وتطبيقها على المجرات المرصودة، تمكنوا من تحديد عمليات الاندماج دون تحيزات بشرية.

وأظهرت النتائج أن الشبكة العصبية تفوقت على المصنفات البشرية في تحديد عمليات الاندماج.

وكشفت أن توقيعات الاندماج شائعة بنفس القدر في المجرات التي تحتوي على ثقوب سوداء فائقة الكتلة أو لا تتراكم.

وخلافًا للافتراضات السابقة، وجدت الدراسة أن اندماج المجرات وحده لا يرتبط بقوة بنمو الثقب الأسود، وبدلًا من ذلك، يعد وجود كميات كبيرة من الغاز البارد في المجرات المكونة للنجوم أمراً ضرورياً لتغذية نمو الثقوب السوداء في أثناء عمليات الاندماج.

وتقول ماتيلدا أفيريت ماكنزي، المؤلف الرئيسي لورقة البحث: "تتحدى دراستنا الحكمة التقليدية فيما يتعلق بالعلاقة بين اندماج المجرات ونمو الثقب الأسود، ومن خلال استخدام تقنيات التعلم الآلي، تمكنا من تحليل آلاف المجرات واكتشاف رؤى جديدة حول التفاعل المعقد بين تطور المجرات وتراكم الثقوب السوداء".

وأضافت كارولين فيلفورث، محاضر أول في قسم الفيزياء في جامعة باث والمشرفة على الدراسة: "يفتح هذا البحث مجالاً جديداً ومثيراً تماماً في الفيزياء الفلكية، حيث يمكننا تحليل عينات كبيرة من المجرات باستمرار، وهذه النتائج لها آثار مهمة على فهمنا لتطور المجرات ودور الثقوب السوداء الهائلة في تشكيل الكون".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الثقوب السوداء

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في مواجهة انتشار الأخبار الزائفة

مريم بوخطامين (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تحذر من تصاعد التوتر على طرفي «الخط الأزرق» قرقاش: تعزيز العلاقات الخليجية الإيرانية لتحقيق ازدهار واستقرار المنطقة

يشكَّلَ تزايد انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة على منصات التواصل الاجتماعي، أمراً مُثيراً للقلق، الأمر الذي دفع الباحث زين محمد مجاهد، خريج جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لتخصيص موضوع رسالته للماجستير لهذا الجانب بهدف تسليط الضوء على أبعاده المختلفة من منطلق علمي.
وفي هذا الصدد أوضح الباحث زين محمد، الذي تخرج مؤخراً بدرجة الماجستير المتخصص في معالجة اللغة الطبيعية، أنه لاحظ انتشار ظاهرة بعض الأخبار والأكاذيب التي تصل الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتزايد انتشار الأخبار الزائفة التي أصبحت تمثل مشكلة حقيقية لها آثار وخيمة على وعي المجتمعات، موضحاً أن كثيراً من الناس أصبحوا في الآونة الأخيرة يصدقون أي شيء يقرؤونه على منصات التواصل الاجتماعي، ويتأثرون بآراء وأفكار مما يقرؤونه سواء أكانت كاذبة أم متحيزة أم مضللة، إلى درجة أن تداعيات ذلك تكون سيئة على الأفراد والمجتمعات، الأمر الذي جعله يدرك ضرورة تناول الظاهرة بالبحث مع أساتذة رواد في هذا المجال البحثي من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، حيث تابع وأشرف على الدراسة البروفيسور بريسلاف ناكوف، رئيس قسم وأستاذ معالجة اللغة الطبيعية الذي يعد واحداً من بين أبرز الخبراء عالمياً في مجال البحث المتصل بالأخبار الزائفة. 
وركز زين مجاهد بحثه لنيل ماجستير العلوم على دراسة سمة التحيز الإعلامي في وسائل الإعلام، بدلاً من دراستها فقط من خلال مواد إعلامية منفردة، موضحاً أنه اعتمد في بحثه على تكنولوجيا النماذج اللغوية الكبيرة.
وبَيَّن بحثه أن تناول بعض المنابر الإعلامية في تناولها للمواد الخبرية قد يشوبه التحيز بدرجات متفاوتة، ويمكن أيضاً أن يرتبط ذلك بالانتماءات السياسية أو بمواقف من قضايا اجتماعية. ولكشف مثل هذه التحيزات وغيرها يقول مجاهد، إنه اعتمد 16 مقياساً مرجعياً للتنبؤ بتحيزات وسائل الإعلام تستخدمها النماذج اللغوية الكبيرة المتاحة مثل «شات جي بي تي»، جعلت عملية تحليل المواد الإعلامية أبسط وأكثر كفاءة مقارنة بالطرق التقليدية التي تتطلب جهداً كبيراً. 
وذلك من خلال تطبيق قادر على التنبيه إلى الأخبار شديدة التحيز والمحتمل أن تكون مزيفة أيضاً، مع التركيز على كشف التحيزات والتحقق من مصداقية أخبار وسائل الإعلام الجديد. ويطمح مجاهد إلى تطوير تطبيق يمكن المستخدم من إدخال رابط المحتوى الذي يود اختباره، ثم يقوم التطبيق بمراجعة كاملة له تشمل التحيزات التي جاءت فيه. ويرى مجاهد أن التطبيق سيساعد الصحفيين والمنابر الإعلامية على فلترة المواد الإعلامية بناءً على موثوقيتها، وبالتالي دعم جهود الحد من انتشار المعلومات المزيفة والمغلوطة، منوهاً بأن البحث يركز أيضاً على دراسة وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية، وثمة مقاربات تدخل فيها لغات متعددة، تشمل لغات مثل العربية، والألمانية، والهندِية، والفرنسية، والإسبانِية، واليابانِية، والإيطالية، والروسية، حيث ستساعد هذه المقاربة في إرساء إطار عمل يمكنه التكيف مع لغات وسياقات ثقافية مختلفة ستتيح التبادل السلس للمعرفة مما سيسهم في تعزيز دقة كشف الأخبار الزائفة.
ومن بين الأسباب الرئيسية التي مكنت الباحث من التعمق في بحوثه جودة التدريس في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي حيث تبلغ نسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس أربعة طلاب لكل أستاذ، وتساعد هذه النسبة في دعم فعالية نقل المعرفة وسهولة وصول الطلاب إلى جميع أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.
وأشاد مجاهد كذلك بجودة الحياة الاجتماعية والمرافق الترفيهية التي تتوفر عليها الجامعة إذ ساعدته في تحقيق توازن صحي بين دراسته وحياته الشخصية، حيث تضم جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي طلاباً ينتمون إلى أكثر من 40 جنسية. 
ويخطط زين مجاهد لمواصلة العمل في مجال البحث، والتسجيل في برنامج دراسي للحصول على درجة الدكتوراه سواء في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أو إحدى جامعات أميركا الشمالية، مؤكداً أن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي زودته بالأدوات اللازمة للمضي قدماً في تعزيز مسيرته البحثية. وأبدى، إلى جانب هذا، إعجابه أيضاً بالفرص التي أتيحت له للمشاركة في مشاريع مختلفة في الجامعة، حيث إنه أسهم في تطوير منصة «جيس» أكبر وأدق نموذج لغوي كبير باللغة العربية في العالم. كما حظي بفرصة المشاركة ضمن فريق طلبة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الذي مثل الجامعة خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب 28».
الدفعة الأكبر
تعتبر دفعة العام 2024 في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تضم 101 خريج، هي الدفعة الأكبر منذ تأسيس الجامعة، ما يظهر النمو المستمر الذي تشهده المؤسسة، والتقدير الذي تحظى به على المستوى العالمي كجهة رائدة ومتميزة في مجال الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في مواجهة انتشار الأخبار الزائفة
  • آبل تتجه لدمج جيمينى لنظام التشغيل iOS 18
  • «الذكاء الاصطناعي» يدخل عصر «الروبوتات القاتلة»
  • تفاصيل انتحار روبوت بسبب ضغط العمل (شاهد)
  • الصين تتصدر براءات الإختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي عالميًا
  • صناعة الأوهام.. كيف تستغل الدول الذكاء الاصطناعي في أجندتها الإعلامية؟
  • قراصنة يخترقون الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يُهدد النساء ويعرضها لخطر الابتزاز الإلكتروني
  • جريمة مقتل سيدة تهز محافظة البلقاء في الأردن
  • «معلومات الوزراء»: 33% من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة مُعرضة للخطر