قال وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، إن الجزائر التي جعلت من القضية الفلسطينية شُغْلَها الشَّاغِل. وعُنوان جميع تحركاتها منذ انضمامها لمجلس الأمن. ستواصل جهودها ومساعيها، وستكرر  المحاولة تلو المحاولة. حتى يقوم هذا المجلس بتحمل المسؤوليات المنوطة به تجاه الشعب الفلسطيني كاملةً غير محتشمة، وغير مترددة، وغير مبتورة.

أما المستوى الثاني من الأولويات-يضيف الوزير- والتي يقع علينا كمجموعة عربية الدفع بها اليوم قبل الغد. فتتمثل في ضرورة بل حتمية المساهمة الفعلية في هدم جدار الحصانة الذي طالما احتمى به الاحتلال. وانتفع في ظله بنظام خاص من التفضيلات والتمييزات والاستثناءاتتنطبق عليه دون غيره.

ومن هذا المنطلق، ترحب الجزائر أيما ترحيب بالزخم الذي ولَّدته مختلف المبادرات المتخذة من لدن الدول الشقيقة والصديقة. على مستوى الهيئات القضائية الدولية.

كما تؤيد الجزائر ضرورة التحرك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار إجراء عقابي بتجميد عضوية إسرائيل. استلهاماً من التدابير التاريخية التي اتخذتها منظمتنا الأممية تجاه نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا إلى يوم زواله واندثاره.

أما المستوى الثالث والأخير من الأولويات، فيرتبط تمام الارتباط بضرورة تعزيز أفق الحل السياسي. ودحض ما يتم الترويج له حاضراً من قبل الاحتلال الإسرائيلي حول “مستقبل غزة”.

وتعتقد الجزائر بكل أمانة وصدق أن الموقف العربي تؤكد الجزائر على ثلاثة ثوابت وضوابط أساسية لا مناص منها:

أولاً، أنَّهُ لا مستقبل لغزة غير ذلك الذي يحدده الفلسطينيون أنفسهم. ومن هذا المنظور. فإنه من الأهمية بمكان أن تُحْتَرَمَ استقلالية القرار الفلسطيني، وأن تُحترم الإرادة الفلسطينية، وأن يُحترم الحق الفلسطيني.

ثانياً، أَنَّ مستقبل غزة ليس ذلك الذي يريد الاحتلال رسمه على مقاسه وعلى شكلٍ يُريحه ويُخضعه لتدابير لا تَخدُمه إلا هو.  فمستقبل غزة هو ذلك الذي يَستند إلى الشرعية الدولية ويُعجل بإحياء مسار السلام الشامل والعادل. والنهائي للصراع العربي-الإسرائيلي ويستجيب للمطلب الوطني المشروع للشعب الفلسطيني.

ثالثاً وأخيراً، أنه لا مستقبل لغزة إلاَّ في حضن الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة على حدود عام 1967. وعاصمتها القدس الشريف. وليعلم الاحتلال الإسرائيلي أن لا “فيطو” له بشأن إقامة الدولة الفلسطينية، وأن هذه الدولة قد أسَّسَتْ لها الأمم المتحدة منذ 76 سنةً خلت. وأَنَّ الشرعية الدولية تَرْعَى وتَحْمِي بَعْثَ قيام الدولة الفلسطينية من جديد. وأَنَّ الإجماع الدولي الذي لا تشوبه شائبة بهذا الشأن يَقِفُ دعماً وسنداً للمشروع الوطني الفلسطيني.

وتكريساً لهذه القناعات الراسخة حول ضرورة تحصين المشروع الوطني الفلسطيني، تدعو الجزائر. إلى مباشرة الإجراءات الضرورية لتمكين دولة فلسطين الشقيقة من الحصول على العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة.  وهو التوجه الذي لم يعد مطلباً محصوراً في النطاق الفلسطيني أو العربي فحسب. بل تعدى ذلك بكثير بعد أن تبنته كل من حركة عدم الانحياز ومنظمة الاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.

ومُجمَلُ القول هنا، أن حجم المسؤولية التاريخية المُلقاة على عاتقنا كبيرٌ كِبَرَ واجباتنا في نُصرة أشقائنا الفلسطينيين. فهم أصحاب حقٍ راسخ، وحُماة قضيةٍ عادلة، وحَفَظَةُ مشروعٍ وطني شرعي ومشروع. نَثِقُ تمام الثقة أنه سيجد لا محالة طريقه إلى النفاذ مَهْمَا الْتَوَتْ الطُرُق. ومهما تعددت العقبات والعراقيل، ومهما تعاظم كَيْدُ الكائدين ومَكْر الماكرين.

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: ذلک الذی ی

إقرأ أيضاً:

المطران عطاالله حنا: ما يعيشه الفلسطينيون اليوم نكبة جديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم الجمعة، إن العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان وبعض الدول المجاورة مستمر ومتواصل وقادة الاحتلال يتبجحون ويتفاخرون بأنهم قادرون على ان يصلوا الى اي مكان، وهنا نتسائل مع المتسائلين من الذي سيلجم اسرائيل امام هذه الغطرسة المدعومة امريكيا ولماذا يجولون ويصولون في منطقتنا ويدمرون ويخربون دون اية مساءلة او محاسبة؛ فقد دمرت غزة عن بكرة ابيها ناهيك عن الدمار الذي يستهدف المخيمات والبلدات في الضفة الغربية ، أما في لبنان فترتكب جريمة كبرى بحق هذا البلد الجميل والصغير بمساحته ولكنه كبير بالرسالة التي يحملها .

وأضاف، إن الاحتلال يستهدف كل ما هو جميل وكل ما هو حضاري في منطقتنا وفي مشرقنا، ويريدون اعادتنا الى الوراء مئات السنين ويظنون ان امنهم واستقرارهم لا يمكن ان يكون الا من خلال تصفية القضية الفلسطينية وانهاء اية امكانية لحل عادل لهذه القضية كما واستهداف الدول الشقيقة المؤازرة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .

وتابع المطران عطا الله، اسرائيل لوحدها ليست قادرة على ان تفتح هذا الكم الهائل من الجبهات والجبهة الاساسية المفتوحة هي في غزة وفي لبنان وكذلك في سوريا واليمن ولربما في اماكن اخرى لا نعرفها اسرائيل لوحدها ليست قادرة على ان تدمر وتخرب وتمعن في عدوانيتها في غزة وفي لبنان وفي غيرها من الاماكن .

وأكمل، انها امريكا التي تكذب على العرب ولكنها هي التي تدعم اسرائيل لا بل هي التي توجهها وكل ما تقوم به اسرائيل يأتي بتوجيه امريكي ولا تصدقوا التصريحات السياسية التي تخرج عن بعض السياسيين الامريكيين والتي تأتي ذرا للرماد في العيون، ان هذه العنجهية والغطرسة لا بد ان تكون لها نهاية ومن يقرأ التاريخ يعرف جيدا ان كل استعمار في هذا العالم كانت له بداية وكانت له نهاية .

وتابع، يؤلمنا ويحزننا هذا الكم الهائل من الدمار والدماء والالام والاحزان ونحن لسنا امام مشهد فيلم دراماتيكي ولسنا امام مشاهد اعتيادية يجب ان يمر امامها الانسان مر الكرام، فنحن امام تراجيديا وكارثة ومأساة انسانية بكل ما تحمله الكلمة من معاني غزة المنكوبة والمكلومة يستحق ابناءها ان يعيشوا حياة افضل ولذلك نحن نقف الى جانب اي جهد يبذل من اجل وقف الحرب وفي كل حرب هنالك مدنيون يدفعون الثمن.

وأختتم حنا قائلاً: وفي المقابل هنالك قوى استعمارية لا يهمها الدمار والخراب والدماء بل ما يهمهم انما تمرير مصالحهم واجنداتهم الاستعمارية، اعان الله شعبنا الفلسطيني واهلنا في لبنان على هذه النكبة الجديدة والمتجددة فمن قال ان عام 48 كان عام النكبة يجب ان يعرف بأن ما نعيشه اليوم انما هي نكبة جديدة ومتجددة .

 

 


 

مقالات مشابهة

  • عام على حرب غزة.. الأسرى الفلسطينيون ما بين مطرقة الاحتلال وسندان الصمت الدولي
  • تبون: الجزائر دخلت في طريق التغيير الإيجابي وستواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة
  • برلمانيون: مصر بقيادة السيسي عازمة على إقرار الحق الفلسطيني وإقامة الدولة مستقلة
  • الاحتلال يواصل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة
  • المطران عطاالله حنا: ما يعيشه الفلسطينيون اليوم نكبة جديدة
  • الخامنئي: أعداء الامة الإسلامية هم أنفسهم أعداء الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • الرئيس السيسي: موقف مصر ثابت بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
  • السيسي: مصر تؤكد موقفها الثابت بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
  • حذر من التصعيد في المنطقة.. الرئيس السيسي يؤكد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية لإرساء السلام للجميع