ما المقصود بقوله تعالى «وما جعل عليكم في الدين من حرج».. أسرار الآية 78 من سورة الحج
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
ما المقصود بقوله تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»؟ أمر أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، مبينًا أسرار ومدلول الآية 78 من سورة الحج.
ما المقصود بقوله تعالى: «وما جعل عليكم في الدين من حرج»؟يقول الحق سبحانه وتعالى : ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ ؛ قال الشاطبي : «إن الشارع لم يقصد إلى التكليف بالشاق والإعنات فيه، والدليل على ذلك أمور :
أحدها: النصوص الدالة على ذلك؛ كقوله تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ، وقوله: رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا.
والثاني: ما ثبت أيضا من مشروعية الرخص وهو أمر مقطوع به، ومما علم من دين الأمة ضرورة كرخص القصر والفطر والجمع وتناول المحرمات في الاضطرار، فإن هذا النمط يدل قطعا على مطلق رفع الحرج والمشقة، وكذلك ما جاء من النهي عن التعمق والتكليف والتسبب في الانقطاع عن دوام الأعمال ، ولو كان الشارع قاصدا للمشقة في التكليف لما كان ثم ترخيص ولا تخفيف.
والثالث: الإجماع على عدم وقوعه وجودا في التكليف، وهو يدل على عدم قصد الشارع إليه، ولو كان واقعا لحصل في الشريعة التناقض والاختلاف وذلك منفي عنها، فإنه إذا كان وضع الشريعة على قصد الإعنات والمشقة وقد ثبت أنها موضوعة على قصد الرفق والتيسير كان الجمع بينهما تناقضا واختلافا. وهي منزهة عن ذلك» [الموافقات]
وشدد علي جمعة في بيانه قوله تعالى:"وما جعل عليكم في الدين من حرج" أن الله سبحانه وتعالى من على الأمة الإسلامية برفع الحرج، وجهل لها أمر الدين سهلا ميسورا، لا كما كان في الأمم السابقة عند اليهود حيث وضع عليهم إصرهم وأغلالا كانت في أعناقهم، وتحيط بهم من كل جانب حتى جاء المسيح عليه السلام فقال : ﴿وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ [آل عمران :50].
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء سورة الحج ما المقصود بقوله تعالى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
ازاي ربنا هيحاسب غير المسلمين على أعمالهم الصالحة؟.. علي جمعة يجيب
وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه "إزاي ربنا هيحاسب غير المسلمين على أعمالهم الصالحة؟".
وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن الإسلام يشمل كل الديانات لقوله تعالى (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) فكل الأنبياء يصفون أنفسهم بأنهم مسلمون.
وأضاف أن غير المسلم إذا فعل الخير، فعلينا أن نكرمه ونتعامل معه ونفرح به ونشجعه على هذا الخير ونثمن فعله، أما الجنة فهذه لله تعالى وليست لنا فنحن لسنا أصحاب الجنة ولا نجزم أصلا بأننا من أهل الجنة.
وتابع: كان هناك رجل مشرك أيام الجاهلية اسمه عبدالله بن جدعان، كان لديه طبق قصعة مرتفعة يضع فيها الفتة والرز لأهل مكة من زوار بيت الله الحرام، فكان النبي كلما ذكر اسم هذا الرجل يتبسم ويسكت ولاحظ هذا الأمر السيدة عائشة، وقالت أهو في الجنة؟ قال لا هو في النار، كان يفعل ذلك لسمعة يتسمعها، ما قال يوما "رب اغفر لي خطئيتي يوم الدين" ففعل ذلك حتى يقال عنه أنه كريم.