كتب- محمد سامي:

أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أهمية العلاقات التاريخية التي تربط مصر مع أرمينيا والتي ترجع إلى استضافة مصر تاريخياً لعشرات الآلاف من الأرمن، حيث حدث امتزاج بين الشعبين المصري والأرمني؛ فهناك الكثير من العائلات المصرية ذات الأصول الأرمنية.

جاء ذلك خلال استقبال رئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، نيكول باشينيان، رئيس وزراء جمهورية أرمينيا، والوفد المرافق له الذي ضم أرارات ميرزويان، وزير الخارجية الأرمني، وهاكوب سيميديان، وزير البيئة الأرمني، و هارتشيا بولاديان، سفير جمهورية أرمينيا لدى القاهرة، وعددا من المسئولين الحكوميين وممثلي مجتمع الأعمال الأرمني.

وعقب الاستقبال اصطحب مدبولي ،رئيس الوزراء الأرمني في جولة ببعض أجزاء مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية، وتوقفا عند نقطة تستشرف معالم الحي الحكومي وحي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، ونقطة أخرى في مواجهة مجلس النواب، حيث شرح رئيس الوزراء لباشينيان، مكونات الحي الحكومي وحي المال والأعمال، وأجاب عن عدد من الأسئلة المتعلقة ببدء الأعمال في العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك بدء التسكين في الحي الحكومي.

ثم عقد رئيس الوزراء لقاءً مع نظيره الأرمني والوفد المرافق له بحضور كل من؛ الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، والسفير خالد عمارة، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية.

ورحب مدبولي نيكول باشينيان، والوفد المرافق له، لاسيما أنها أول زيارة ل"باشينيان" في مصر، مؤكدا أن مثل هذه الزيارات تستهدف دفع وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.

وأشار رئيس الوزراء إلى إسهامات الجالية الأرمنية في التطورات التي شهدتها مصر بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وثمّن مدبولي الاجتماع الذي عقده أمس الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع رئيس الوزراء الأرميني، مؤكدًا أنه كان اجتماعًا مثمرًا للغاية، مشيرًا إلى أنه يقدر رغبة البلدين لتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، وإقامة الكثير من الشراكات بين رجال الأعمال من الجانبين خلال المرحلة المقبلة.

وأكد اهتمام مصر بزيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية مع أرمينيا، عبر الاستفادة من مكانة "يريفان" كعضو بالاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.

وفي هذا الصدد، توجه مدبولي بالشكر للجانب الأرميني على الاهتمام الذي أبداه بجولة المفاوضات الأولى التي عقدت في القاهرة عام 2019؛ لتوقيع اتفاق منطقة تجارة حرة مع دول الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، معربًا عن تطلعه إلى استمرار هذه الجهود بهدف التوقيع على الاتفاق في أقرب وقت ممكن، لما يمثله من أهمية للجانب المصري تتمثل في فتح أسواق دول الاتحاد -وعلى رأسها أرمينيا- للصادرات المصرية.

وأشار رئيس الوزراء إلي أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والصناعات الغذائية والدوائية.

كما أعرب مدبولي عن اهتمام مصر بعقد الجولة السادسة من اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني بالقاهرة في أقرب وقت ممكن، وكذلك عقد منتدى رجال الأعمال على هامش أعمال اللجنة.

وتوجه رئيس الوزراء بالشكر لرئيس الوزراء الأرمني على تسمية أرمينيا لأحد الميادين بها باسم مصر، مشيرًا إلى أن مصر أيضًا في المقابل ستقوم بتسمية أحد الميادين باسم أرمينيا، معربًا عن تقديره الشديد لهذا الأمر.

واستعرض رئيس الوزراء التجربة المصرية والتطورات الكبيرة التي تشهدها مصر والخطوات التي تم اتخاذها على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتي يُمكن أن يستفيد منها الجانب الأرمني من خلال تبادل الرؤى ونقل الخبرات، والانخراط في تعاون اقتصادي وتجاري واستثماري أكبر.

من جانبه ، تقدم رئيس الوزراء الأرمني بالشكر للدكتور مصطفى مدبولي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

وأضاف أن اللقاءات التي عقدها أمس بداية من لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي تبعه عدد من اللقاءات مع الوزراء، كانت مثمرة للغاية، مؤكدًا أن أرمينيا تتطلع إلى تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع مصر.

وقال باشينيان إنه خلال لقائه أمس مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، طلب دعمه لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية القادمة من أرمينيا إلى قطاع غزة.

وأوضح أنه أكد خلال اللقاء أيضًا أن أرمينيا ستقدم كل الدعم للدكتور خالد العناني، مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة "اليونيسكو" خلال الفترة (2025-2029).

وأعرب رئيس وزراء أرمينيا عن تطلعه لعقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني التي ستستضيفها القاهرة في أقرب فرصة، وبالتوازي مع انعقادها سيتم عقد منتدى مشترك لرجال الأعمال من الجانبين.

وأشاد بالإنجاز الكبير الذي تحقق في العاصمة الإدارية الجديدة، وهو ما لمسه منذ قدومه إلى العاصمة، مؤكدًا أن هذا المشروع مهم للغاية، وأرمينيا تنفذ مشروعًا على غراره لكنه سيكون بمثابة مدينة أكاديمية تستضيف الجامعات وكبريات المؤسسات العلمية بها.

وأكد الرغبة في الاستفادة من التجربة المصرية في إنشاء العاصمة الإدارية، لإقامة المدينة الأكاديمية العلمية، وذلك فيما يتعلق بنموذج العمل الذي أنشئت العاصمة على أساسه، والشركات المنفذة، فضلًا عن النموذج التمويلي وآلية تحقيق الأرباح من مثل هذه المشروعات.

وأعرب باشينيان عن تطلعه لرؤية عدد كبير من الطلاب المصريين في الجامعات الأرمنية.

وفى هذا الإطار شرح الدكتور مصطفى مدبولى تفاصيل إنشاء شركة العاصمة الإدارية، وبدايات إنشاء العاصمة ومشروعاتها المختلفة.

وأكد رئيسا وزراء مصر وأرمينيا ،في ختام اللقاء ،أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الترتيبات الخاصة بعقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني التي ستستضيفها القاهرة، وأنهما سيتابعان أولا بأول نتائج هذه الترتيبات مع الوزراء المعنيين. وكذا الترتيب لعقد منتدى رجال الأعمال المشترك.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: رمضان 2024 كأس مصر طالبة العريش مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان مصطفى مدبولي مجلس الوزراء أرمينيا نيكول باشينيان طوفان الأقصى المزيد العاصمة الإداریة رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟

الجزائر– حملت زيارة نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف إلى الجزائر دلالات عدة عن طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة مع ظهور مؤشرات توتر غير معلن خلال الأشهر الماضية على خلفية وجود قوات فاغنر الروسية ونشاطها في مالي.

ووصف بوغدانوف علاقات بلاده بالجزائر بالجيدة وعلى مستوى إستراتيجي، مؤكدا أن اللقاء الذي جمعه رفقة نائب وزير الدفاع الروسي إيونوس بيك إيفيكوروف، بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير الخارجية أحمد عطاف، لم يناقش فقط العلاقات الثنائية بل الأحوال في المنطقة ومنطقة الساحل إلى جانب تبادل الرؤى والنصائح، مشيرا إلى استعداد روسيا لمواصلة اللقاءات والتعاون مع الجزائر بما في ذلك النقاش السياسي.

وتأتي زيارة المسؤول الروسي إلى الجزائر بالتزامن مع تقارير إعلامية حول سحب روسيا عتاد عسكري متطور من قواعدها في سوريا ونقله إلى ليبيا بعد أيام من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وعقب تجديد الجزائر دعوتها بمجلس الأمن إلى انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة الذين يفاقم وجودهم حدة التوترات ويهدد سيادة ليبيا.

الجانبان الجزائري والروسي ناقشا العلاقات الثنائية وعددا من الملفات الإقليمية والدولية (الخارجية الجزائرية) تنشيط بعد فتور

يقول أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية محمد عمرون إن زيارة ممثل الرئيس الروسي إلى الجزائر تُعد "مهمة" إذا ما وضعت في سياقها الإقليمي والدولي الذي يشهد عدة تطورات، منها سقوط نظام الأسد، والأوضاع في غزة، والحرب الأوكرانية الروسية المتواصلة، إلى جانب الوضع المتأزم في منطقة الساحل الأفريقي.

ويؤكد عمرون، في حديثه للجزيرة نت، أن الزيارة تعد مهمة أيضا بالنسبة للعلاقات الثنائية بين البلدين كونها اتسمت بالفتور الأشهر الماضية لاعتبارات عديدة، من بينها وجود قوات فاغنر الروسية في شمال مالي.

وتطرق إلى العلاقات التاريخية التقليدية بين الجزائر وروسيا في جميع المستويات السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية، مما يجعل روسيا "بحاجة إلى التشاور مع شركائها الموثوقين مثل الجزائر بخصوص التطورات في سوريا، وهو ما سيرفع حالة البرودة والفتور عن العلاقات الجزائرية الروسية".

إعلان

واعتبر أن انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية الروسية فرصة لترميم الثقة بين الجانبين بعد فترة من الفتور، والتباحث حول واقع منطقة الساحل، ورفع التنسيق والتشاور وتبادل الرؤى في ما يتعلق بمجمل الملفات.

رسائل وتوضيحات

وأشار أستاذ العلاقات الدولية والخبير في القضايا الجيوسياسية إلى أن ممثل الرئيس الروسي قد حمل دون شك مجموعة من الرسائل من الرئيس بوتين إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تضاف إلى قضايا التعاون وكيفية تقريب وجهات النظر، وتتعلق بتقديم تفسيرات وتوضيحات من الجانب الروسي، خصوصًا فيما يتعلق بمنطقة الساحل، والاستماع للرؤية الجزائرية في هذا السياق.

وبخصوص إذا ما حملت هذه الزيارة تطمينات للجزائر، يقول إن الجزائر أثبتت عدة مرات أنها قادرة على حماية أمنها القومي بنفسها، مما يجعل مسألة التطمينات الروسية فيها نوع من المبالغة.

وأشار إلى أن الجزائر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُستبعد من ترتيبات منطقة الساحل لاعتبارات كثيرة، كما أن الرؤية الجزائرية القائمة على ضرورة الحوار والتعاون، ورفض التدخلات العسكرية، ورفض اللجوء إلى القوة لحل الأزمات، تعتبر في كثير من الأحيان رؤية صائبة، مما يجعل روسيا مطالبة بالتنسيق بشكل أكبر مع الجزائر.

من جانبه، توقع الخبير في القضايا الجيوسياسية والأمنية وقضايا الهجرة، حسان قاسمي، أن يكون ملف فاغنر قد طوي نهائيا بعد ردود الفعل القوية للطرف الجزائري على نشاط القوات الروسية في مالي، مؤكدا أن روسيا بلد حليف للجزائر، ولو كان هناك عدم توافق في بعض الأحداث التي تطورت على حدود الجزائر.

قواعد روسية بليبيا

واعتبر قاسمي، في حديثه للجزيرة نت، أن الأخبار المتداول لوسائل إعلام غربية حول نقل القواعد العسكرية الروسية بسوريا إلى ليبيا هي محاولات مغرضة لنقل الصراع إلى ليبيا، لعدم وجود لتهديد مباشر للقواعد العسكرية الروسية في سوريا، مع إمكانية تطور الصراعات الجيوسياسية في المستقبل.

إعلان

ومع ذلك، اعتبر أن نقل روسيا المحتمل لقواعدها العسكرية من سوريا إلى ليبيا لا يمكن أن تشكل تهديدا لأمن الجزائر كونها ليست عدوا لها، مما يفرض التنسيق والتشاور مع الجزائر بالموضوع إلى جانب الأطراف الأخرى على غرار السلطة الليبية ومصر.

وقال الخبير حسان قاسمي إن التطورات التي حدث في مالي مع وجود قوات فاغنر الروسية هناك لا يمكن أن تتكرر في ليبيا.

ويرى المحلل السياسي علي ربيج أن موقف الجزائر واضح جدًا فيما يخص القواعد العسكرية في منطقة الساحل أو في منطقة المغرب العربي بشكل عام، كونها رفضت أن تكون هناك قواعد عسكرية على ترابها، أو في ليبيا أو تونس أو مالي، لتأثير مثل هذه التجارب على أمن البلدان بتحولها لمدخل مباشر للانتشار العسكري للقوات الأجنبية.

ويقول ربيج، في حديثه مع الجزيرة نت، إن موقف الجزائر ثابت فيما يتعلق بالقواعد العسكرية، مما قد يجعله أحد النقاط الخلافية بينها وبين روسيا، التي ربما ترغب في إقامة قاعدة عسكرية في ليبيا، معتبرا أن هذا قد يزيد التوتر بين الجزائر وروسيا، وبين أي دولة أخرى تريد إقامة قواعد عسكرية في المنطقة.

بالنسبة للرسائل التي قد يحملها الطرف الروسي بالنسبة للجزائر في القضية الليبية، اعتبر أنها لن تخرج عن محاولة إقناع الجزائر لتغيير موقفها، فروسيا لا يمكنها التنازل عن وجودها في ليبيا.

وأشار إلى أن الجزائر ستبقى صامدة ومتمسكة بموقفها كونها تؤمن بنظرية واحدة، وهي أنه "لا يمكن الخروج من الأزمة الليبية إلا عن طريق جلوس الأخوة الليبيين معًا، والليبيين فقط، لإجراء حوار ومفاوضات وتقديم تنازلات فيما بينهم من أجل التوصل إلى حل يفضي إلى إجراء انتخابات دون تدخل أجنبي".

مقالات مشابهة

  • مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق
  • السامرائي والسفير التركي يبحثان العلاقات الاقتصادية والتحولات في سوريا
  • مدبولي يستعرض مع رئيس جهاز حماية المنافسة أبرز الجهود على المستوى الدولي
  • مدبولي يستعرض مع رئيس حماية المنافسة أبرز الجهود على المستوى الدولي
  • نهيان بن مبارك يؤكد اهتمام “شتاء صندوق الوطن” بتعزيز الهوية الوطنية
  • عُمان وأنجولا تؤكدان إقامة تعاون لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية
  • شخبوط بن نهيان يبحث تعزيز العلاقات مع رئيس جنوب أفريقيا
  • نائب رئيس الوزراء يلتقي رئيس لجنة الدمج الاقتصادية والتنموية
  • ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟
  • شخبوط بن نهيان يبحث مع رئيس بوتسوانا تعزيز العلاقات