أطلقت كل من سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التراث والسياحة، والمملكة العربية السعودية ممثلة بالهيئة السعودية للسياحة، برنامج تعاون سياحي وثيق يجمع القطاع السياحي للبلدين، عبر إطلاق حزم من المبادرات والبرامج المشتركة لجذب السيّاح من الأسواق الرئيسة حول العالم نحو الوجهات السياحية في كلتا الدولتين.

أطلق البرنامج كل من معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة ومعالي أحمد الخطيب وزير السياحة بالمملكة العربية السعودية، وتأتي هذه الشراكة في إطار تنفيذ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في المجال السياحي بين البلدين الشقيقين بما يحقق المستهدفات والمصالح المشتركة.

وقال سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة: إن هذا التعاون يأتي تجسيدا لتوجيهات قيادتي البلدين، وترجمة لما تم الاتفاق عليه خلال اللقاءات المشتركة بين معالي وزير التراث والسياحة وأخيه معالي أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي، كما أنها تمثل باكورة مبادرات الشراكة التي تم الإعلان عنها في شهر مايو 2023، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان تباعا عن المبادرات الأخرى في سياق التعاون الثنائي في المجال السياحي بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية.

وأضاف سعادة وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة أن البلدين يهدفان إلى تزويد السياح بتجربة استثنائية لا تُنسى تتجاوز الحدود، من خلال توظيف مواردهما وخبراتهما وكنوزهما الطبيعية والثقافية، مع الحرص على التركيز على الأسواق الأوروبية والآسيوية ودول مجلس التعاون الخليجي، ويسعى هذا التعاون إلى توسيع الآفاق ومد الجسور بين الثقافات وتعريف العالم بالبلدين كوجهة سياحية رائدة ومثالية.

يُذكر أن سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية تقودان الجهود من خلال التعاون الوثيق وتوحيد الرؤى والجهود لمستقبل أكثر إشراقا، بما يحقق المساعي والمستهدفات المشتركة المتوافقة مع رؤية السعودية 2030، ورؤية عُمان 2040.

حضر حفل الإطلاق سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، وسعادة ميثاء بنت سيف المحروقية سفيرة سلطنة عُمان لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وعدد من المسؤولين عن الشأن السياحي في البلدين.

فيما تشارك غرفة تجارة وصناعة عُمان ممثلة في عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بجناح سلطنة عُمان في معرض بورصة برلين الدولي للسياحة، حيث يضم وفد الغرفة 11 من ممثلي مؤسسات القطاع الخاص العاملة في القطاع السياحي، إضافة إلى عدد من أصحاب الأعمال في مختلف القطاعات السياحية مثل سياحة المغامرات والسياحة الترفيهية والتراثية وغيرها، ضمن جهود الغرفة للتركيز على المقوّمات السياحية والمشروعات النوعية في سلطنة عُمان وتمكين القطاع الخاص العُماني من دوره في دعم نمو القطاع السياحي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العربیة السعودیة التراث والسیاحة

إقرأ أيضاً:

مناقشة توظيف التراث الجيولوجي بمسندم في تعزيز النمو السياحي

خصب- الرؤية

في إطار فعاليات موسم الشتاء مسندم، نظم النادي الثقافي فرع محافظة مسندم، ندوة بعنوان "التراث الجيولوجي في محافظة مسندم" تحت رعاية معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، والتي سلطت الضوء على جيولوجية مسندم الخصبة الغناء، والتي تزخر بتنوع طبيعي فريد قلَّما يتوافر في أنحاء العالم.

ويعد التراث الجيولوجي العريق لمحافظة مسندم من أبرز مكونات الهوية الطبيعية والبيئية لسلطنة عُمان، وتعتبر محافظة مسندم متحفًا طبيعيًا مفتوحًا يبرز تكوينات صخرية وتضاريس تعد شاهدة على تطور الأرض عبر ملايين السنين، هذا التراث الجيولوجي يمثل كنزًا علميًا بيئيًا وثقافيًا يسهم في تعزيز الهوية الوطنية ويشكل أساسًا للتنمية المستدامة.

الندوة التي عقدت بنادي خصب الرياضي الثقافي وأدارها خالد بن أحمد الشحي، بدأت بمحور التطور الجيولوجي لمسندم، وقدمه يوسف بن علي الدرعي جيولوجي متخصص في إدارة مشاريع الاستثمارات في مركز استشارات علوم الأرض، تناول فيها النشأة الجيولوجية والتركيبة الهيكلية لجبال مسندم؛ حيث تضم شبه جزيرة مسندم حزام أو سلسلة طيات جبلية جيرية مميزة يمتد شمال شرق سلطنة عُمان بطول 110 كيلومترات وعرض 45 كيلومترًا، كما تتميز جبالها بتركيب هيكلي محدب يميل قليلا نحو الشمال مع نمط هيكلي سائد يتمثل في صدوع عكسية متقاربة. وحول التكوينات الطبقية لجبال مسندم، أوضح أن كتلتها الجبلية تتكون في الغالب من صخور كربونية من مختلف الأعمار، وتنقسم إلى 3 مجموعات رئيسية هي مجموعة الصخور الأصلية النشأة، ومجموعة الصخور الجليبة النشأة، وصخور العصر الرباعي الحديث. وتتميز جبال مسندم بوجود الأحافير التي تكونت في الصخور الجيرية؛ حيث ظهرت العديد من الكائنات الأحفورية محفوظة بشكل جيد في طبقات هذه الصخور مثل الأصداف والقواقع والشعب المرجانية وأحافير عظام الأسماك. كما تطرق الخبير الجيولوجي إلى تاريخ الاستكشاف الجيولوجي في المنطقة وأبرز الرحلات كبعثة الجمعية الجغرافية الملكية إلى شبه جزيرة مسندم.

وفي المحور الثاني "الإنسان والجبال في مسندم"، تحدث الباحث التاريخي عمر بن علي الفحل الشحي عن تأثير المعالم الجيولوجية على الثقافة المحلية وأسلوب الحياة عند سكان الجبال في محافظة مسندم، وكيف أثرت الطبيعة الجبلية أو المعيشة في الجبال على سكانها إذ أنها أوجدت مجتمعًا زراعيًا يقوم على مجموعة من المزارع والتي تسمى باللهجة المحلية (وعوب) وتعتمد هذه الزراعة على مياه الأمطار والماء المخزن في البرك الجبلية. وأشار إلى أن سكان الجبال في محافظة مسندم انطبعت حياتهم بخصائص الأقوام الجبلية وارتبط عالمهم وخيالهم وفكرهم بالجبل الصخري الوعر.

وتناول الباحث موضوع طرق التجارة التاريخية واعتمادها على جغرافية المنطقة فمحافظة مسندم تتميز منذ القدم بموقع جغرافي فريد تشرف على أهم ممر مائي في العالم وهو مضيق هرمز وقد اكسبها هذا الممر ميزة تاريخية عند الحضارات القديمة؛ حيث كانت ممرًا لخطوط الملاحة العالمية. وتطرق إلى المواقع الأثرية وسياقاتها الجيولوجية فعلم الجيولوجيا يلعب دوراً مهماً في الكشف عن الآثار واللقى الأثرية فعن طريق دراسة تكوينات الأرض والصخور والتربة يمكن للباحثين والمهتمين تحديد المناطق والمواقع الأثرية.

وقدم المحور الثالث "السياحة الجيولوجية في مسندم"، الدكتور حمد بن محمد المحرزي عميد كلية عُمان للسياحة، الذي سلَّط الضوء على مفهوم السياحة الجيولوجية الذي يعد من المفاهيم الحديثة. وأكد أن محافظة مسندم تتمتع بمميزات جيولوجية رئيسية تتمثل في جبال مسندم التي تتكون في الغالب من صخور جيرية-كربونية، إضافة إلى الطبيعة الجيولوجية حيث تتشكل بشكل مختلف عن بقية المحافظات ففيها المناطق المرتفعة والسهول والأودية والمنحدرات بسبب الميلان الحاد للصفائح التكتونية الأرضية، كما تتفرد بالكهوف فهي تختلف في تركيبتها عن بقية الكهوف في السلطنة بسبب الطبيعة الجيولوجية للمحافظة، كما تتميز بالخلجان البحرية التي تعانق الجبال وتتداخل معها، بالإضافة إلى وجود الحد الفاصل بين بحر عُمان وبحر العرب، ووجود الأحافير المرتبطة بالتراث الثقافي.

وتحدث الدكتور طلال بن يوسف العوضي أستاذ مشارك في جامعة السلطان قابوس بقسم الجغرافيا- عبر الاتصال المرئي- في المحور الرابع، عن الموارد الجيولوجية والتنمية المستدامة في مسندم؛ حيث تتميز المحافظة بموقع جغرافي متنوع، فحدودها القارية جميعها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما حدودها البحرية مطلة على بحر عُمان والخليج العربي، فهي منفصلة مكانيا تماما عن أراضي الدولة الأم سلطنة عُمان. هذا الموقع يطلق عليه في علم الجغرافيا الجيوب الجغرافية الخارجية. وهو ما يمثل صعوبات جغرافية بالربط بالأرض الأم، ومما يتطلب جهود إضافية لخلق الترابط بين المنطقتين المنفصلتين.

مقالات مشابهة

  • فتح باب التسجيل للفرق الأهلية في برنامج الملاعب الخضراء
  • المحروقي يترأس وفد عُمان في المعرض الدولي للسياحة "فيتور" بإسبانيا
  • مناقشة توظيف التراث الجيولوجي بمسندم في تعزيز النمو السياحي
  • دافوس يستقطب قادة العالم لمناقشة الرؤى المستقبلية
  • 153 نزلا خضراء مرخصة في سلطنة عمان بنهاية العام 2024م
  • توقيع برنامج تعاون مع شركة سنغافورية لتطوير البنية الرقمية وتوطين أنظمة المدن الذكية
  • الأربعاء المقبل.. سلطنة عمان تشارك في المعرض الدولي للسياحة فيتور بمدريد
  • برنامج تعاون لتوطين أنظمة المدن الذكية في سلطنة عمان
  • نقاشات موسعة في "منتدى الأعمال العُماني الهندي" حول الاستثمار في الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والسياحة والعقارات
  • برنامج لتطوير الكفاءات الوطنية في البحوث البيئية الميدانية