بعد تقاربها مع الولايات المتحدة.. تركيا تهدد بعملية عسكرية شمال سوريا
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحديث عن عزم بلاده إقامة حزام أمني بعمق 40 كيلو متراً، في تهديدات تبدو أكثر قابلية للتنفيذ من سابقاتها المماثلة بفعل التقارب الأخير بين أنقرة وواشنطن.
جاء ذلك، في خطاب ألقاه أردوغان بعد انتهاء اجتماع حكومي في المجمع الرئاسي في أنقرة، قال فيه إن " تركيا لا تزال مصممة على المضي قدما في إنشاء حزام أمني بعمق 30-40 كم على حدودها مع سوريا".
ولفت إلى اكتمال إنشاء قسم من الحزام الأمني عبر العمليات السابقة (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام)، مشدداً على أن "تركيا عازمة على استكماله عبر خطوات جديدة لسد الثغرات الموجودة".
وأضاف، "لدينا تحضيرات ستجلب كوابيس جديدة لأولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم تركيع تركيا عبر إقامة كيان إرهابي على حدودها الجنوبية".
وتوعدت تركيا مراراً بشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، لكن لم تحصل أنقرة على الموافقة من الولايات المتحدة المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وروسيا حليفة النظام السوري.
ويرى الكاتب والباحث السياسي التركي طه عودة أوغلو، أن تصريحات أردوغان تكشف عن عام ستكون فيه تركيا أكثر صرامة ضد الانفصاليين في سوريا والعراق، متوقعاً أن تقدم أنقرة على عملية جديدة بعد انتهاء الانتخابات المحلية المرتقبة أواخر أذار/مارس الجاري.
ويضيف لـ"عربي21"، أن تركيا بدت أكثر قناعة باستحالة التطبيع مع النظام السوري، للانتقال إلى مجال التعاون معه في مكافحة التنظيمات التي تعتبرها تركيا "إرهابية"، حيث يشترط النظام انسحاب الجيش التركي من الشمال السوري، وهذا ما يمكن تلمسه من خلال تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين عن فشل مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري.
وبحسب عودة أوغلو، فإن تركيا كذلك تعول على فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، مرجعاً ذلك إلى أن "ترامب أعطى لتركيا الضوء الأخضر لشن عمليات عسكرية في الشمال السوري سابقاً".
وبالتالي، يمكن وضع تصريحات أردوغان في إطار فشل مسار التطبيع مع النظام، وفي إطار تراجع الاهتمام بالملف السوري، كما يؤكد الكاتب التركي أن "الأشهر القادمة ستشهد تغييرات محتملة على صعيد التعامل التركي مع الملف السوري".
بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حزب "العدالة والتنمية" يوسف كاتب أوغلو، إن تصريحات أردوغان تأتي في ظل استمرار التهديدات للأمن القومي التركي انطلاقاً من الحدود السورية، وفي ظل استمرار استهداف تركيا مقرات المجموعات "الإرهابية".
ويضيف لـ"عربي21" أن "التصريحات تكشف عن عزيمة تركية مستمرة في محاربة "الإرهاب"، وتحييد التهديدات، وخاصة في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة، والتقارب الدبلوماسي مع الولايات المتحدة".
وقال كاتب أوغلو، إن "تقاطع المصالح التركية- الأمريكية تعطي لأنقرة الحرية في التحرك أكثر داخل سوريا وفي العراق، علماً أن الرئيس أردوغان خرج من الانتخابات الرئاسية الأخيرة في العام 2023 أقوى، وكل ذلك يؤشر إلى قرب تحرك تركي، رغم التحديات التي لا زالت قائمة".
وعلى المنوال ذاته، يرى مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، أن تركيا باتت تركز مؤخراً على حماية حدودها بشكل أكبر بعد التقارب مع أمريكا، وبعد الجفاء بين أنقرة وموسكو.
وتابع الأسعد في حديث لـ"عربي21" بأن تركيا تعمل حالياً على استهداف مراكز ومقرات القيادة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) جواً، تمهيداً لعمل عسكري بري.
وختم بالقول: "لم تتوقف تركيا عن تنفيذ خطتها على الحدود السورية وعملت سابقاً على ذلك من خلال العمليات البرية، وهي الآن تتابع تنفيذ ذلك".
ميدانيا، تسجل بعض مناطق التماس تبادل قصف مدفعي بين الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني من جانب، وبين "قسد" من جانب آخر، وسط اشتباكات محدودة في مناطق ريف حلب وريفي الرقة والحسكة.
ويذكر أن تركيا قد أعلنت في أكثر من مرة عن نيتها شن عملية عسكرية في الشمال السوري، بهدف إبعاد التنظيمات التي تعتبرها تركيا "إرهابية" عن كامل شريط حدودها الجنوبي مع سوريا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية أردوغان تركيا سوريا عملية عسكرية الولايات المتحدة قسد سوريا تركيا الولايات المتحدة أردوغان عملية عسكرية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشمال السوری أن ترکیا
إقرأ أيضاً:
سوريا..الولايات المتحدة ترحب بالإعلان الدستوري وبتشكيل الحكومة
أعربت السفارة الأمريكية في سوريا عن ترحيبها بالإعلان الدستوري، وبتشكيل الحكومة السورية.
وكتب السفارة في منشور على منصة "إكس" إن "الولايات المتحدة ترحب بالإعلان الدستوري وتشكيل الحكومة السورية وتأمل أن تكون خطوة إيجابية نحو سوريا شاملة".
وعقدت الحكومة السورية، أمس الاثنين، أول اجتماعاتها برئاسة الرئيس، أحمد الشرع الذي حدد في كلمته التوجيهية أولويات العمل الحكومي والتحديات التي تضطلع بها الوزارات المختلفة، مؤكداً على أهمية التكامل في عمل الوزارات من أجل وضع خطط إسعافية بالدرجة الأولى تراعي أولوية المواطن السوري لجهة تنشيط الاقتصاد، بما يؤثر إيجاباً على احتياجاته اليومية، وإصلاح الخراب الكبير الذي ألحقه النظام البائد ببنية الدولة، وخاصة في النظم الاقتصادية والمالية التي تحتاج إجراءات عاجلة، بما يوفر بيئة آمنة للاستثمار تحول التحديات إلى فرص استثمارية ضخمة تقود عجلة الاقتصاد
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن