الولايات المتحدة – أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مساء الثلاثاء، الوزير الإسرائيلي في حكومة الحرب بيني غانتس أهمية التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق نار “مؤقتا” في قطاع غزة.

وقال متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في تصريح مكتوب وصلت نسخة منه للأناضول، الأربعاء: “اجتمع وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالعضو في حكومة الطوارئ الإسرائيلية بيني غانتس في واشنطن”.

وأضاف أن “الوزير بلينكن شدد على أهمية التوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين لا تزال حركة الفصائل تحتجزهم، مما سيؤدي إلى وقف إطلاق نار مؤقت ويتيح دخول مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة”.

وجراء قيود وحرب إسرائيلية متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بات سكان قطاع غزة لا سيما في محافظتي غزة والشمال في براثن مجاعة بدأت تودي بحياة أطفال ومسنين، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني من السكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

كما شدد بلينكن على “ضرورة اتخاذ إسرائيل خطوات عاجلة لتوسيع نطاق تسليم المساعدات الإنسانية وتوزيعها، بما في ذلك من خلال فتح معابر إضافية، على الرغم من تواصل المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق”، بحسب ميلر.

وعلى أمل التوصل إلى هدنة قبل شهر رمضان، الذي يبدأ في 11 مارس/ آذار الجاري فلكيا، تستضيف القاهرة الأربعاء، لليوم الرابع، مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و”حماس”، بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة، بينما تغيب عنها تل أبيب، التي ترغب في الحصول على قائمة بالأسرى الأحياء لدى حركة الفصائل.

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حركة الفصائل مقتل 70 أسيرا منهم جراء القصف الإسرائيلي المستمر.

وجدد بلينكن التأكيد على “الحاجة إلى خطة إنسانية موثوقة وقابلة للتطبيق، قبل الشروع في أي عملية عسكرية كبيرة في رفح، بالنظر إلى الخطر الذي تشكله عملية مماثلة على المدنيين”.

ويوجد ما لا يقل عن 1.3 مليون نازح في رفح، دفعهم الجيش الإسرائيلي إلى أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، بزعم أنها منطقة آمنة، ثم بدأ قصفها منذ فترة؛ مما أسفر عن قتلى وجرحى.

وشدد بلينكن على أن “الولايات المتحدة تدعم الخطوات الرامية إلى تعزيز السلام والأمن المستدام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.

والأحد، بدأ غانتس زيارة إلى واشنطن، التقى خلالها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومشرعين أمريكيين.

وجاءت زيارة غانتس من دون تنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أوعز إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن بمقاطعة الزيارة، وذلك ضمن خلافات بينهما بشأن مسار الحرب وما بعدها.

وخلَّفت الحرب المدمرة على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، وفقا لبيانات فلسطينية وأممية.

وتُصر إسرائيل على مواصلة الحرب، على الرغم من مثولها، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: التوصل إلى

إقرأ أيضاً:

من معركة إلى قتال: تغيير في سياسة إسرائيل ضد غزة

في سياق عمليات الإبادة المستمرة على قطاع غزة، أعلنت إسرائيل عن دخول حربها المرحلة الثالثة، وان كان هذا الإعلان ليس بجديد، حيث أُعلن عنه في مطلع العام الجاري، إلا أنه يعكس تحولا نوعيا في النهج العملياتي العسكري الإسرائيلي. ويمثل تغيرا في كيفية تعامل إسرائيل مع الوضع في غزة، حيث الانتقال من معركة (ملحماة /מלחמה) إلى قتال (لِحماه/ ליחמה). يهدف هذا المقال إلى استعراض هذا التحول وتحليل تداعياته على الوضع في قطاع غزة.

من الحرب إلى القتال: ماذا يعني هذا لإسرائيل؟

في السياق الإسرائيلي، تشير "الحرب" إلى إبقاء قوات الاحتياط والقوات النظامية وتفعيل الاستعدادات العسكرية بشكل كامل، وتأمين المدن والمستوطنات بشكل أوسع، وغيرها الكثير من المظاهر. بالمقابل، القتال يعكس استراتيجية أكثر مرونة وتركيزا على العمليات المحددة والردود العسكرية المتناسبة مع التهديدات المحددة، مع الحفاظ على القدرة على التصدي للتحديات الأمنية بدون التسبب في تدمير واسع النطاق -إن بقي شيء يدمر في غزة- مما يسمح بالاستمرار في العمليات اليومية للحياة المدنية بدرجة أكبر من الشكل الحالي.

تأثير التحول على قطاع غزة
التحول من المعركة إلى القتال يعني أن قطاع غزة سيدخل في حالة حرب مستمرة قد تمتد لسنوات، إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار. هذه الحالة المستدامة من العنف تهدف إلى تطبيع الحرب، مما يغير شكل الحياة اليومية الحالية لسكان غزة
التحول من المعركة إلى القتال يعني أن قطاع غزة سيدخل في حالة حرب مستمرة قد تمتد لسنوات، إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار. هذه الحالة المستدامة من العنف تهدف إلى تطبيع الحرب، مما يغير شكل الحياة اليومية الحالية لسكان غزة، الذين يرزحون تحت ضغوط هائلة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية.

الحياة تحت الظل العسكري

تطبيع الحرب يمثل استراتيجية تسعى إسرائيل لجعل الحرب جزءا لا يتجزأ من حياة الفلسطينيين في غزة. الهدف هنا هو جعل السكان يتعايشون مع الوضع الراهن، بحيث تصبح العمليات العسكرية والقصف الجوي جزءا من الروتين اليومي، وذات انعكاسات متعددة على المجتمع الغزي.

الضغط الداخلي واستراتيجية الإحلال

بعد فشل إسرائيل في إيجاد بديل لحكم حماس، تحاول الآن توليد ضغط داخلي من سكان غزة. هذا الضغط يأتي من خلال النزوح المتكرر للسكان وزيادة الظروف الإنسانية صعوبة، كذلك تفشي المجاعات والأمراض، في محاولة لإبراز قيادة محلية تتمتع بقبول لدى المجتمع الغزي وإسرائيل. إن زيادة الظروف المعيشية سوءا والتضييق على الموارد الأساسية مثل الماء والكهرباء؛ يهدف إلى جعل الحياة في ظل حكم حماس غير محتملة، مما يدفع السكان للبحث عن بدائل.

الطموحات الاستيطانية

هذا الوضع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة عدد الضحايا المدنيين. علاوة على ذلك، تراهن إسرائيل على الوقت بأنها ستنجح في توليد ضغط داخلي كافٍ لإحداث تغيير سياسي في غزة، ولكن هذا يبقى مرهونا بقوة حركة حماس وبمدى قدرة سكان القطاع المدمر على تحمل الضغوط المستمرة
في إطار استراتيجيتها، تسعى إسرائيل أيضا إلى الإشارة إلى ترسيخ سيطرتها على قطاع غزة، وذلك من خلال إقامة قواعد عسكرية مثل "نتساريم"، وزيادة الأصوات المطالبة بعودة الاستيطان في المنطقة. هذه الخطوات تعكس تصميما على تعزيز السيطرة وتثبيت الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة وان كان مؤقتا، مما يضيف تعقيدا إضافيا إلى الوضع القائم.

النتائج المحتملة

إذا استمرت إسرائيل في هذا النهج، فإن قطاع غزة سيبقى في حالة خراب وحرب مستدامة. هذا الوضع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وزيادة عدد الضحايا المدنيين. علاوة على ذلك، تراهن إسرائيل على الوقت بأنها ستنجح في توليد ضغط داخلي كافٍ لإحداث تغيير سياسي في غزة، ولكن هذا يبقى مرهونا بقوة حركة حماس وبمدى قدرة سكان القطاع المدمر على تحمل الضغوط المستمرة.

الخاتمة

في النهاية، تحول إسرائيل من المعركة إلى القتال يمثل استراتيجية جديدة تهدف إلى الضغط على غزة مع احتمالية الدخول في مواجهات طويلة الأمد، وهذه السياسة قد تكون لها تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني والسياسي في القطاع. يظل السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا النهج سيؤدي إلى حل مستدام للصراع أم أنه سيزيد من تعقيد الوضع ويعمق من معاناة السكان. في كلتا الحالتين، يبقى الأمل معقودا على التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل، يتضمن وقف الحرب بصورة تامة وإبرام صفقة تبادل أسرى، بالإضافة إلى إعادة الإعمار.

مقالات مشابهة

  • بلينكن: انخرطنا مع مصر وقطر بجهود حثيثة لوقف إطلاق النار بغزة
  • بلينكن : 3 أمور لن نقبل بها في غزة بعد الحرب
  • رسميا.. أحمد هايل مدربا للفيصلي في الموسم المقبل 
  • بلينكن: هناك زخم يقود باتجاه الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • من معركة إلى قتال: تغيير في سياسة إسرائيل ضد غزة
  • مصدر رفيع المستوى: استعادة المحتجزين ووقف الحرب بغزة يجب أن يكون من خلال اتفاق
  • غانتس يقرّ باستعداده للانجراف نحو اليمين الاستيطاني لإستعادة مكانته عند الإسرائيليين
  • لبيد: التهدئة في غزة ستؤدي للتهدئة في جبهة الشمال
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • صياغة أميركية جديدة للتوصل لاتفاق وقف النار بغزة