خطوة إيجابية.. ما تأثير تحريك سعر الدولار على سوق الدواء؟
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
كتب- أحمد جمعة:
اعتبر ثلاثة مصادر مُطلعة بقطاع الدواء في مصر، قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف بأنه "خطوة إيجابية" لتدبير احتياجات المصانع والشركات، وتوفير العملة الصعبة أمام استيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج، مع تسهيل الإفراج عن البضائع بالموانئ.
صباح الأربعاء، أعلن البنك المركزي السماح بتحديد سعر صرف الجنيه وفقا لآليات السوق، بعد قراره المفاجئ برفع أسعار الفائدة بـ 6 بالمئة، عقب اجتماع استثنائي.
ورغم استثناء قطاع الدواء من القيود التي فرضها البنك المركزي على تدبير العملة خلال الشهور الماضية، لكن المصادر أوضحت أن احتياجات الشركات كانت كبيرة بالمقارنة بما يجري توفيره من الدولار بالبنوك.
وتراجع الجنيه المصري بنحو 62 بالمئة إلى ما يزيد عن 50 جنيهًا للدولار بحلول الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، بعد أن تم تداوله عند نحو 30.85 خلال العام الماضي.
وشدد البنك المركزي على أن توحيد سعر الصرف يعتبر إجراءً بالغ الأهمية، حيث يساهم في القضاء على تراكم الطلب على النقد الأجنبي في أعقاب إغلاق الفجوة بين سعر صرف السوق الرسمي والموازي.
من جانبها، قالت المصادر المطلعة بقطاع الدواء لمصراوي، إن تواصلًا سيحدث مع هيئة الدواء المصرية مطلع الأسبوع المقبل؛ لبحث تداعيات قرارات البنك المركزي على صناعة الدواء في مصر خلال الفترة المقبلة، متوقعين خوض "جولة من المباحثات" مع الجهات الرسمية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يحقق طلبات الشركات بمراجعة أسعار الأدوية، وفي ذات الوقت يراعي البُعد الاجتماعي للمرضى.
بدوره، أوضح الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الدواء بالغرف التجارية، لمصراوي، أن "الدواء هو سلعة من بين 3 سلع مُسعرة جبرياً، بجانب المواد البترولية والخبز، وبالتالي يخضع للعديد من الاعتبارات عند التطرق لتحريك أسعاره"، لكنها في ذات الوقت شدد على ضرورة مراجعة هيئة الدواء المصرية لأسعار الأصناف الدوائية نتيجة زيادة تكلفة الإنتاج على الشركات.
وكانت شركات الأدوية تحصل على الدولار بالسعر الرسمي (1 دولار = 30.85 جنيه)، لتوفير المواد الخام، في حين تلجأ إلى السوق السوداء لتدبير جزء من الاحتياجات اللازمة لشراء باقي مستلزمات الإنتاج.
وقال عوف إنه "مع زيادة التكلفة وارتفاع سعر الدولار الرسمي فمن المفترض أن تقوم هيئة الدواء بالنظر في البعد الاقتصادي للشركات"، مضيفًا: "إن لم يكن هناك تسعيرًا عادلًا فالاستثمار في هذا القطاع سيتضرر بشكل فادح، وبالتالي لا بد من تحريك أسعار الأدوية بشكل عادل لكي تستمر الصناعة ويكون هناك توفير للأدوية بشكل مناسب للمرضى".
ويصل عدد الأصناف الدوائية في مصر نحو 17 ألف عقار، بيد أن ما ينتج بشكل مستمر بين 7 إلى 8 آلاف صنف بعد توقف عدد من الشركات عن إنتاج أصناف معينة، وفق المركز المصري للحق في الدواء.
ولم تلجأ الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة إلى الإقدام على زيادة واسعة في أسعار الأدوية دفعة واحدة على غرار ما جرى بعد تعويم الجنيه عام 2016، إذ تم زيادة أسعار 3 آلاف و50 صنفًا دوائياً خلال الفترة من 2021 وحتى نهاية العام الماضي 2023، بحسب المركز ذاته.
كانت الحكومة قررت منتصف يناير 2017 زيادة أسعار الأدوية بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50% للأدوية المحلية، بينما تراوحت الزيادة في أسعار الأدوية المستوردة بين 40 و50% لتلافي آثار قرار تعويم الجنيه، وتطبيقها على 3010 أصناف دوائية دفعة واحدة، واعتبرت تلك الزيادة حينها لضمان استمرار الشركات في إنتاج الأدوية للسوق المحلية.
جولة مباحثات
وقال مصدر بقطاع الأدوية لمصراوي: "ستكون هناك مباحثات ومفاوضات تجمع هيئة الدواء ووزارة الصحة وشركات الأدوية لتقييم تأثير قرار تحرير سعر الصرف، ما إن كان سلبياً على الشركات بصورة كبيرة أم تستطيع امتصاصه ومتابعة الإنتاج".
وعاد رئيس شعبة الدواء للقول إن "الشركات تواصلت خلال الفترة الماضية مع هيئة الدواء، وستتواصل بداية من الأسبوع المقبل مجددًا للنقاش بشأن قرار التعويم"، لافتًا إلى مخاطبة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وهيئة الدواء المصرية؛ لإعادة النظر في تسعير الدواء.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: رمضان 2024 كأس مصر طالبة العريش مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان سعر الدولار البنك المركزي سوق الدواء طوفان الأقصى المزيد البنک المرکزی أسعار الأدویة هیئة الدواء
إقرأ أيضاً:
النفط يرتفع مدفوعا ببيانات إيجابية من الصين رغم مخاوف الرسوم الجمركية والسلام بأوكرانيا
ارتفعت أسعار النفط صباح اليوم الاثنين، مدفوعة ببيانات تصنيع مشجعة من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم ما أثار التفاؤل بشأن الطلب على الوقود، رغم استمرار الغموض بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا والنمو الاقتصادي العالمي بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة.
وذكر موقع انفستنج الأمريكي أن خام برنت 19 سنتًا، أو 0.3%، صعد ليصل إلى 73 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الامريكي 69.95 دولار للبرميل، مرتفعًا 19 سنتًا أو 0.3%.
وجاءت الأسعار مرتفعة بعد أن أظهرت البيانات الرسمية يوم السبت الماضي أن النشاط الصناعي في الصين توسع بأسرع وتيرة له في ثلاثة أشهر في فبراير، حيث أسهمت الطلبيات الجديدة وحجم الشراء المرتفع في زيادة الإنتاج.
ويركز المستثمرون على الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني الذي يبدأ في 5 مارس الجاري، لترقب مزيد من الإجراءات لدعم الاقتصاد المتضرر في البلاد.
وقال محللون اقتصاديون إن أحد العوامل المحتملة لارتفاع الأسعار هو "أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصيني NBS دخل منطقة التوسع نهاية الأسبوع الماضي".
ومع ذلك، حذر المحللون من أن التوقعات الاقتصادية للصين قد لا تكون مشجعة، خاصة مع بدء جولة جديدة من الرسوم الجمركية على الصادرات إلى الولايات المتحدة اعتبارًا من 4 مارس.
وفي الشهر الماضي، سجل خام برنت وغرب تكساس الوسيط أول انخفاض شهري لهما في ثلاثة أشهر، حيث هزت تهديدات الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة وشركائها التجاريين ثقة المستثمرين في النمو الاقتصادي العالمي لهذا العام، مما قلل من شهية المخاطرة لديهم.
وتحسنت المعنويات العامة بعد قمة الأحد، حيث قدم قادة الاتحاد الأوروبي دعمًا قويًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووعدوا بفعل المزيد لمساعدة بلاده، وذلك بعد يومين فقط من مواجهته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أدى إلى اختصار زيارة زيلينسكي إلى واشنطن.
اقرأ أيضاًاستقرار أسعار النفط قبيل محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من إمدادات روسيا وإيران وتداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية
ارتفاع أسعار النفط وسط تهديدات ترامب بفرض رسوم جديدة على واردات الصلب والألومنيوم