في الوقت الذي تتراجع فيه قوة تنظيم داعش في العراق وسوريا، يزداد نشاطه ونفوذه في غرب أفريقيا، حيث يستغل الصراعات والهشاشة والمظالم في المنطقة لتجنيد مقاتلين وتنفيذ هجمات إرهابية.
ووفقاً لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن التهديد الذي يشكله داعش للسلام والأمن الدوليين، فإن التنظيم يعتمد على هيكل لامركزي يتيح له إدارة العمليات والتمويل الإرهابي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفريقيا.


ويقول فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إن داعش يحرض أتباعه على تنفيذ الهجمات، ويحتفظ بالقدرة على توجيه ومراقبة تدفق الأموال إلى التابعين للتنظيم في جميع أنحاء العالم.
ويعد تنظيم داعش في غرب أفريقيا، الذي يضم نحو 5000 مقاتل، أكبر ولايات داعش، وينشط في حوض بحيرة تشاد بإفريقيا حيث يشن حرباً على الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا.
وتدل هذه الهجمات على قدرات الجماعة المتطرفة العنيفة في إفريقيا، في ضوء مستويات ملحوظة من التطور من حيث التخطيط للأهداف وتنفيذها.
وقد توسع داعش في وسط وجنوب وغرب أفريقيا، حيث أعاد تسمية بعض ولاياته الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، في محاولة لإضفاء شكل من أشكال التوسع.
ومن بين هذه الولايات، تنظيم داعش في موزمبيق، الذي ينشط في محافظة كابو ديلجادو شمال شرقي موزمبيق، وهي بؤرة من بؤر الإرهاب منذ عام 2017.
وشن التنظيم هجمات على القرى والمدن والمنشآت الحكومية والتجارية والأجنبية في المحافظة، مما أدى إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف.
وقد أظهرت الصور الفضائية والتقارير الإعلامية أن التنظيم يسيطر على ميناء موسيمبوا دا برايا، الذي يعد مركزاً استراتيجياً لصناعة الغاز الطبيعي في موزمبيق.
ويواجه التنظيم مقاومة من قوات الأمن الموزمبيقية، بدعم من قوات رواندية وجنوب إفريقية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

كيف تتصدى موزمبيق للإرهاب؟

موزمبيق تواجه تحدياً كبيراً في مكافحة الإرهاب، خاصة في إقليم كابو ديلجادو الشمالي، حيث ينشط تنظيم داعش في غرب أفريقيا، ويشن هجمات على القرى والمنشآت الحكومية والأجنبية.
ولمواجهة هذا التهديد، تلقت موزمبيق دعماً عسكرياً وأمنياً من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، مثل رواندا وجنوب إفريقيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتهدف بهذا الدعم إلى تدريب وتجهيز قوات الأمن الموزمبيقية، وتقديم المساعدة اللوجستية والاستخباراتية والطبية، وتعزيز القدرات البحرية والجوية.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تحسين الأوضاع الأمنية في موزمبيق، والحد من نفوذ وقدرات التنظيم الإرهابي، وتمكين الحكومة من استعادة السيطرة على المناطق المحررة، وتوفير الحماية والمساعدة للمدنيين المتضررين من العنف.
ومع ذلك، فإن مكافحة الإرهاب في موزمبيق تتطلب أيضاً معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف، والتي تتعلق بالفقر والتهميش والفساد والتمييز والصراعات السياسية والاجتماعية.

تداعيات نشاط داعش في غرب أفريقيا

نشاط داعش في غرب أفريقيا يتسبب في تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة
من بين هذه التداعيات:

زيادة عدد الهجمات الإرهابية ضد القوات الأمنية والمدنية والإنسانية والأجنبية، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.
تفاقم الأزمات الإنسانية والنازحين واللاجئين، وتدهور الوضع الصحي والغذائي والتعليمي للسكان المتضررين من العنف.
تعطيل العملية السياسية والحوار الوطني والمصالحة الوطنية في الدول المنكوبة، وزعزعة الثقة بين الحكومات والمجتمعات المحلية.
تهديد الوحدة الوطنية والسيادة والسلامة الإقليمية للدول المستهدفة، وتأجيج التوترات والصراعات العرقية والطائفية والحدودية.
تقويض الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتحدي القدرات والموارد والتنسيق بين الدول والمنظمات المعنية.
تضرر النشاط الاقتصادي والتجاري والاستثماري في المنطقة، وتقليل فرص التنمية والتعاون والاندماج الإفريقي.

ومن ناحيته قال الباحث الصومالي و المتخصص في الشؤون الإفريقية، إسماعيل محمد، إن تنظيم داعش استغل في الفترة الفراغات الأمنية الناجمة عن تقليص الوجود العسكري في منطقة غرب أفريقيا، خاصة بعد خروج فرنسا من المنطقة ، و انتهاء مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، فكل هذه الأمور خلقت بيئة خصبة لداعش.
وأشار محمد ل" البوابة نيوز"، إلى أن هناك بعض الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة تنازلت عن مساحة أراضيها لداعش، هذا الأمر اضاف قوة كبيرة لداعش في المنطقة .
وتابع الباحث، أن داعش عمل خلال الشهور الماضية على تجنيد عدد كبير من الجنود و حاول استقطاب المزيد، بكل الطرق سواء العنيفة أو بدفع الأموال ، فكل هذه الأمور جعلته يكسب قوة في تلك المنطقة .
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: داعش أفريقيا داعش فی غرب أفریقیا تنظیم داعش فی فی موزمبیق فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة سنتشر أسلحة إضافية جديدة في الشرق الأوسط لتحذير إيران وحماية إسرائيل

أعلن البنتاغون الجمعة أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيرسل طائرات قاذفة وطائرات مقاتلة والمزيد من السفن الحربية التابعة للبحرية إلى الشرق الأوسط لتعزيز الوجود الأمريكي في المنطقة، في الوقت الذي تستعد فيه حاملة طائرات وسفنها للمغادرة.

اعلان

وقال الميجر جنرال بات رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاغون، في بيان، إن أوستن أمر بإرسال عدة طائرات قاذفة من طراز B-52 ستراتوفورتريس وسرب من الطائرات المقاتلة وطائرات ناقلة ومدمرات تابعة للبحرية إلى الشرق الأوسط. وقال إنها ستبدأ في الوصول إلى المنطقة في الأشهر المقبلة، حيث ستبدأ حاملة الطائرات ”يو إس إس أبراهام لينكولن“ في التوجه إلى الوطن.

وتأتي هذه التحركات العسكرية في الوقت الذي تحتدم فيه حروب إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان، بما في ذلك الضربة الانتقامية التي استهدفت إيران قبل أسبوع، والتي من المحتمل أن تكون قد ألحقت أضرارًا بقاعدة تصنع الصواريخ الباليستية وتطلق الصواريخ كجزء من برنامج طهران الفضائي.

وتضغط الولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار، بينما تقول مرارًا وتكرارًا إنها ستدافع عن إسرائيل وتواصل حماية الوجود الأمريكي والحلفاء في المنطقة، بما في ذلك من هجمات الحوثيين في اليمن ضد السفن في البحر الأحمر.

وقال رايدر إن أمر أوستن الأخير يُظهر ”قدرة الولايات المتحدة على الانتشار في جميع أنحاء العالم في غضون مهلة قصيرة لمواجهة التهديدات الأمنية القومية المتطورة“. وقال إن أوستن ”يواصل توضيح أنه إذا ما استغلت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذه اللحظة لاستهداف الأفراد أو المصالح الأمريكية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا.“

قاذفتان أمريكيتان من طراز "بي-52" تصلان إلى قاعدة العديد الجوية في قطرStaff Sgt. Corey Hook/AP

وقد تم نشر قاذفة القنابل بعيدة المدى من طراز B-52 ذات القدرة النووية طويلة المدى مرارًا وتكرارًا في الشرق الأوسط في تحذيرات موجهة إلى إيران، وهذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يتم فيها استخدام القاذفات الأمريكية الاستراتيجية لتعزيز الدفاعات الأمريكية في المنطقة.

وقد تم استخدام قاذفات الشبح من طراز B-2 لضرب أهداف حوثية تحت الأرض في اليمن في تشرين الأول/أكتوبر.

ولم يقدم رايدر العدد المحدد للطائرات والسفن التي ستنتقل إلى المنطقة. ومن المرجح أن تؤدي هذه التحولات إلى انخفاض إجمالي في العدد الإجمالي للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن حاملة الطائرات تضم ما يصل إلى 5000 بحار.

ولكن إضافة الطائرات القاذفة تعزز القوة القتالية الأمريكية. وقد وصل عدد القوات الأمريكية في المنطقة مؤخرًا إلى 43 ألف جندي.

Relatedإسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية وتجري تجربة صاروخية بحرية وأمريكا ترسل للمنطقة سفنا وطائرات لحمايتها "من يؤذينا سنؤذيه".. نتنياهو يتوعد أعداء إسرائيل ويقول إن الهجوم على إيران كان دقيقا وحقق كل أهدافه الشرق الأوسط على شفا حرب واسعة.. الولايات المتحدة تنشر 12 سفينة حربية لحماية إسرائيل صور جديدة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر تضرر قاعدة عسكرية إيرانية جراء هجوم إسرائيل.. وطهران تتكتم

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، من المقرر أن تغادر حاملة الطائرات ”يو إس إس أبراهام لينكولن“ والمدمرات البحرية الثلاث في مجموعتها الضاربة الشرق الأوسط بحلول منتصف الشهر الجاري وتعود إلى مينائها الأصلي في سان دييغو.

وقال المسؤولون إنه عند مغادرتها، لن تكون هناك حاملة طائرات في الشرق الأوسط لفترة من الوقت. ورفضوا الإفصاح عن المدة التي ستستغرقها هذه الفجوة.

وقد جادل القادة العسكريون منذ فترة طويلة بأن وجود مجموعة حاملة طائرات ضاربة، بمجموعتها من الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة والسفن الحربية المدججة بالسلاح، يشكل رادعًا كبيرًا، بما في ذلك ضد إيران.

فني التخلص من الذخائر المتفجرة من الدرجة الثالثة في البحرية الأمريكية، يسير على سطح حاملة الطائرات يو إس إس رونالد ريغان Mass Communication Specialist 2nd Class Quinton A. Lee/U.S. Navy

ولتعويض هذه الفجوة، يأمر أوستن بنشر مدمرات أخرى تابعة للبحرية في المنطقة. وقال المسؤول إن تلك المدمرات، القادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية، ستأتي إما من منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو من أوروبا.

في نهاية المطاف، من المتوقع أن تنتقل حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان وسفنها الحربية الثلاث إلى البحر الأبيض المتوسط، لكنها لن تصل إلى هناك قبل مغادرة حاملة الطائرات لينكولن. كانت مجموعة ترومان الضاربة في بحر الشمال، حيث تشارك في تدريبات عسكرية لحلف الناتو.

وتتواجد لينكولن واثنتان من مدمراتها الآن في خليج عمان، والمدمرة الثالثة مع سفينتين حربيتين أخريين في البحر الأحمر.

وهناك أيضًا مدمرتان ومجموعة البحرية البرمائية الجاهزة - التي تضم ثلاث سفن - في البحر الأبيض المتوسط.

المصادر الإضافية • أ ب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في خطوة تصعيدية.. طهران تلوح بمراجعة عقيدتها النووية وزيادة مدى صواريخها الباليستية هاريس أم ترامب.. أي مرشح أمريكي سيتخذ قرارات أقل وطأة على إيران الغارقة في عدة ملفات؟ دمار شامل ومبانٍ سويت بالأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت وميقاتي عدل عن تفاؤله من المفاوضات الشرق الأوسط جو بايدن إيران السعودية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنيامين نتنياهو اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next بيونغيانغ تؤكد التزامها بدعم موسكو: "ندعم رفاقنا حتى تحقيق النصر في أوكرانيا" يعرض الآن Next فيضانات إسبانيا القاتلة.. عدد الضحايا يرتفع إلى 205 في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية يعرض الآن Next نجوم أمريكا في الانتخابات الرئاسية 2024: هل سيختارون ترامب أم هاريس؟ اكتشفوا اختياراتهم! يعرض الآن Next الذكاء الاصطناعي يخدع آلاف الإيرلنديين: حشود ضخمة بانتظار موكب هالوين مزيّف! يعرض الآن Next محمود المشهداني رئيسًا للبرلمان العراقي بعد تصويت تاريخي أنهى عامًا من الانقسام اعلانالاكثر قراءة وزير الخارجية الروسي: المعاهدة "الشاملة" مع إيران ستشمل الدفاع هل دولتك من بينها؟.. الصين تضيف 9 دول لتسهيل العبور بدون تأشيرة بعد وفاته بعام.. 400 سيدة يدعين أنهن ضحايا اعتداء جنسي من رجل الأعمال المصري محمد الفايد 392 يوما من الحرب: شمال غزة بين مخالب الموت والمجاعة والأوبئة ولا حل في لبنان قبل انتخابات أمريكا بايدن: أدليت بصوتي مبكرًا وهذه الانتخابات هي الأكثر أهمية في حياتنا اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024إسرائيلفيضانات - سيولدونالد ترامبضحاياإسبانياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني كامالا هاريسحزب اللهجو بايدنروسياالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • التعزيزات الأميركية في الشرق الأوسط والتصعيد بين إيران وإسرائيل
  • ماذا وراء إرسال واشنطن قاذفات ومدمرات بحرية إلى المنطقة؟
  • ما وراء إرسال واشنطن قاذفات ومدمرات بحرية إلى المنطقة؟
  • %4 معدل نمو اقتصاديات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2025
  • واشنطن تسحب حاملة طائرات من الشرق الأوسط وترسل تعزيزات عسكرية
  • لماذا قررت واشنطن إرسال مدمرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط؟
  • لماذا قررت واشنطن إرسال مدمرات بحرية وقاذفات إلى الشرق الأوسط؟
  • البنتاغون يعلن انتشار قاذفات بي 52 وطائرات مقاتلة ومدمرات بحرية في الشرق الأوسط
  • الولايات المتحدة سنتشر أسلحة إضافية جديدة في الشرق الأوسط لتحذير إيران وحماية إسرائيل
  • بينها بي-52 ومدمرات بحرية..أمريكا تعلن تنشر قوات جديدة في الشرق الأوسط