"داعش" يتوسع بغرب أفريقيا رغم الهزائم في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
في الوقت الذي تتراجع فيه قوة تنظيم داعش في العراق وسوريا، يزداد نشاطه ونفوذه في غرب أفريقيا، حيث يستغل الصراعات والهشاشة والمظالم في المنطقة لتجنيد مقاتلين وتنفيذ هجمات إرهابية.
ووفقاً لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن التهديد الذي يشكله داعش للسلام والأمن الدوليين، فإن التنظيم يعتمد على هيكل لامركزي يتيح له إدارة العمليات والتمويل الإرهابي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفريقيا.
ويقول فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إن داعش يحرض أتباعه على تنفيذ الهجمات، ويحتفظ بالقدرة على توجيه ومراقبة تدفق الأموال إلى التابعين للتنظيم في جميع أنحاء العالم.
ويعد تنظيم داعش في غرب أفريقيا، الذي يضم نحو 5000 مقاتل، أكبر ولايات داعش، وينشط في حوض بحيرة تشاد بإفريقيا حيث يشن حرباً على الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا.
وتدل هذه الهجمات على قدرات الجماعة المتطرفة العنيفة في إفريقيا، في ضوء مستويات ملحوظة من التطور من حيث التخطيط للأهداف وتنفيذها.
وقد توسع داعش في وسط وجنوب وغرب أفريقيا، حيث أعاد تسمية بعض ولاياته الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، في محاولة لإضفاء شكل من أشكال التوسع.
ومن بين هذه الولايات، تنظيم داعش في موزمبيق، الذي ينشط في محافظة كابو ديلجادو شمال شرقي موزمبيق، وهي بؤرة من بؤر الإرهاب منذ عام 2017.
وشن التنظيم هجمات على القرى والمدن والمنشآت الحكومية والتجارية والأجنبية في المحافظة، مما أدى إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف.
وقد أظهرت الصور الفضائية والتقارير الإعلامية أن التنظيم يسيطر على ميناء موسيمبوا دا برايا، الذي يعد مركزاً استراتيجياً لصناعة الغاز الطبيعي في موزمبيق.
ويواجه التنظيم مقاومة من قوات الأمن الموزمبيقية، بدعم من قوات رواندية وجنوب إفريقية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كيف تتصدى موزمبيق للإرهاب؟
موزمبيق تواجه تحدياً كبيراً في مكافحة الإرهاب، خاصة في إقليم كابو ديلجادو الشمالي، حيث ينشط تنظيم داعش في غرب أفريقيا، ويشن هجمات على القرى والمنشآت الحكومية والأجنبية.
ولمواجهة هذا التهديد، تلقت موزمبيق دعماً عسكرياً وأمنياً من عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية، مثل رواندا وجنوب إفريقيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتهدف بهذا الدعم إلى تدريب وتجهيز قوات الأمن الموزمبيقية، وتقديم المساعدة اللوجستية والاستخباراتية والطبية، وتعزيز القدرات البحرية والجوية.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الجهود في تحسين الأوضاع الأمنية في موزمبيق، والحد من نفوذ وقدرات التنظيم الإرهابي، وتمكين الحكومة من استعادة السيطرة على المناطق المحررة، وتوفير الحماية والمساعدة للمدنيين المتضررين من العنف.
ومع ذلك، فإن مكافحة الإرهاب في موزمبيق تتطلب أيضاً معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف، والتي تتعلق بالفقر والتهميش والفساد والتمييز والصراعات السياسية والاجتماعية.
تداعيات نشاط داعش في غرب أفريقيا
نشاط داعش في غرب أفريقيا يتسبب في تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة
من بين هذه التداعيات:
زيادة عدد الهجمات الإرهابية ضد القوات الأمنية والمدنية والإنسانية والأجنبية، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.
تفاقم الأزمات الإنسانية والنازحين واللاجئين، وتدهور الوضع الصحي والغذائي والتعليمي للسكان المتضررين من العنف.
تعطيل العملية السياسية والحوار الوطني والمصالحة الوطنية في الدول المنكوبة، وزعزعة الثقة بين الحكومات والمجتمعات المحلية.
تهديد الوحدة الوطنية والسيادة والسلامة الإقليمية للدول المستهدفة، وتأجيج التوترات والصراعات العرقية والطائفية والحدودية.
تقويض الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتحدي القدرات والموارد والتنسيق بين الدول والمنظمات المعنية.
تضرر النشاط الاقتصادي والتجاري والاستثماري في المنطقة، وتقليل فرص التنمية والتعاون والاندماج الإفريقي.
ومن ناحيته قال الباحث الصومالي و المتخصص في الشؤون الإفريقية، إسماعيل محمد، إن تنظيم داعش استغل في الفترة الفراغات الأمنية الناجمة عن تقليص الوجود العسكري في منطقة غرب أفريقيا، خاصة بعد خروج فرنسا من المنطقة ، و انتهاء مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، فكل هذه الأمور خلقت بيئة خصبة لداعش.
وأشار محمد ل" البوابة نيوز"، إلى أن هناك بعض الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة تنازلت عن مساحة أراضيها لداعش، هذا الأمر اضاف قوة كبيرة لداعش في المنطقة .
وتابع الباحث، أن داعش عمل خلال الشهور الماضية على تجنيد عدد كبير من الجنود و حاول استقطاب المزيد، بكل الطرق سواء العنيفة أو بدفع الأموال ، فكل هذه الأمور جعلته يكسب قوة في تلك المنطقة .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش أفريقيا داعش فی غرب أفریقیا تنظیم داعش فی فی موزمبیق فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"