مصر في رمضان .. مهرجان للتمور ولحلو المذاق ونيل الثواب
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
مصر – يعرف التمر بمذاقه السكري في الأوساط الطبية بفوائده الصحية، ويحض رجال الدين على تناوله، فهو ثمرة مباركة حث نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم على أن تكون أول ما يُفطر به الصائم.
وروري عن النبي محمد قوله: “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور”، (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
كما ذُكر النخيل وثماره في آيات عديدة بالقرآن الكريم منها قوله تعالى: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) [ق: 50]، وقوله عز وجل: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا) [النحل: 67].
ومع اقتراب شهر رمضان المعظم، يقبل المصريون بكثافة على شراء التمور بأنواعها، في ما يشبه مهرجانا سنويا للمذاق الحلو ونيل الثواب.
وهذه الأيام، تتزين الشوارع في مدن مصر بشوادر لبيع التمور، تشهد إقبالا لافتا بفضل أسعار في متناول شرائح عديدة، تراوح بين 45 وأكثر من 300 جنيه للكيلوغرام (نحو 1.5 ـ 9.5 دولارات).
وفي حديقة الحرية بحي الزمالك الراقي وسط العاصمة، أُقيم مهرجان القاهرة الدولي الرابع للتمور بين 28 فبراير/ شباط الماضي و5 مارس/ آذار الجاري.
بحماسة وثقة، استعرض الشاب الثلاثيني محمد رجب، منتجات تمور إحدى الشركات المصرية، مثل عشرات العارضين في المهرجان.
وتحدث رجب للأناضول عن “إقبال كبير للشراء من أول يوم، وهناك أنوع مختلفة من التمور سواء مصرية أو سعودية أو بالشيكولاتة أو غيرها”.
ومشيدا بالتمور المصرية، أضاف أن من بينها صنفا مميزا يُعرف باسم “الصعيدي”، وتتم زراعته في مناطق عدة بالبلاد.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال وزير التجارة والصناعة أحمد سمير إن التمور محصول استراتيجي إذ تحتل مصر المرتبة الأولى عالميا في الإنتاج بحوالي 18 بالمئة، وبحصة 24 بالمئة من الإنتاج العربي، بعدد نخيل مثمر يتجاوز 16 مليون نخلة.
وشدد سمير على اهتمام الدولة بقطاع التمور باعتباره أحد القطاعات الواعدة، مشيرا إلى إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم بإجمالي 2.3 مليون نخلة في منطقة توشكى والعوينات (شرق).
وبسؤاله عن أسعار التمور في المهرجان، قال رجب إن “هناك كيلو يبدأ من 80 جنيها (حوالي 2.5 دولار) وتمر سعودي يسجل 200 جنيه (نحو 6.5 دولارات) للكيلو، وأسعار تصل إلى 300 جنيه (قرابة 9.5 دولارات)، بينما تسجل التمور بالشيكولاتة أسعارا بين 100 و150 جنيها (بين 3 و5 دولارات)”.
ومع تميز وتنوع المعروض، أقبل زوار المعرض على شراء كميات معتبرة من التمور، خاصة أن المهرجان قدم هذا العام عروض تخفيض، منها علبة تمر فاخر تزن 3 كليوغرامات بسعر 150 جنيها بدلا من 180 جنيها (نحو 6 دولارات).
ولم يقتصر المهرجان على تمور رمضان فحسب، بل تضمن أيضا العديد من أصناف الياميش والزبيب وجوز الهند والمشمشية.
وقال رئيس المهرجان محمود حسن، في تصريحات متلفزة، إن المهرجان شهد هذا العام زخما كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية في ظل وجود أصناف مميزة من التمور وحضور كبير من المواطنين.
وشارك في المعرض أكثر من 133 عارضا مصريا، بالإضافة إلى عارضين من السعودية وليبيا والجزائر والأردن، وقلت الأسعار في المهرجان عن السوق المحلي بنحو 30 بالمئة، ما جعل الناس يشترون كميات كبيرة، كما تابع حسن.
وإلى جانب المذاق الحلو واتّباع السُنة النبوية، يتسابق كثيرون في شوارع مصر على نيل ثواب إفطار الصائم، عبر تزويد المارة بأكياس بها تمور وزجاجات مياه، حين يرتفع أذان المغرب يوميا في رمضان.
المصدر : وسائل اعلام مصرية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
هل ثواب قراءة القرآن من الهاتف أقل من المصحف الورقي؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء سؤالًا من أحد المتابعين جاء نصه: "أقرأ دائمًا من المصحف الموجود في الموبايل وليس الورقي، فهل هذا حرام أم أن ثوابه أقل من المصحف الورقي؟".
وأجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومدير إدارة التدريب، مؤكدًا أنه لا حرمة في الأمر، وأن الثواب واحد سواء تمت القراءة من المصحف الورقي أو من الهاتف المحمول.
وأوضح الورداني أن قراءة القرآن من الموبايل ليست حرامًا مطلقًا، لأن المصحف الموجود في الهاتف هو في الحقيقة مجرد تعبير رقمي عن المصحف الورقي، مشيرًا إلى أن "الكلمات هي كلمات المصحف الشريف نفسها، وصحيح أنه بالنسبة لنا يظهر رقميًا، لكنه يؤدي نفس المعنى".
وأضاف أن السؤال في جوهره يتعلق بما إذا كان ثواب التلاوة من الهاتف أقل من القراءة من المصحف الورقي، ليؤكد أن الثواب واحد تمامًا، مستشهدًا بما كان يفعله الصحابة في بداية الإسلام حين كانوا يقرؤون القرآن من رقاع الجلد وجذوع النخل قبل أن يُجمع المصحف بين دفتي كتاب، ومع ذلك كان لهم نفس الثواب، مما يعني أن قراءة القرآن من الموبايل تُعد قراءة صحيحة وكاملة الثواب.
هل قراءة القرآن بسرعة تقلل من الثواب؟وفي سياق متصل، أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم قراءة القرآن بسرعة، مؤكدًا أن ذلك جائز بشرط ألا يتجاوز القارئ نطق الحروف بشكل صحيح، وأن يكون واعيًا لما يقرأ وليس مجرد تلاوة عابرة دون تدبر.
وأشار ممدوح إلى أن القراءة بسرعة تُعرف في علم التجويد باسم "الحدر"، وهي إحدى مراتب قراءة القرآن الثلاث، التي تشمل أيضًا "التحقيق" و"التدوير".
هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من الهاتف المحمول؟كما تطرّق ممدوح إلى مسألة قراءة القرآن من الهاتف المحمول على غير وضوء، موضحًا أن ذلك جائز، لأن الهاتف لا يُعد مصحفًا حقيقيًا، وبالتالي لا ينطبق عليه الحكم الشرعي الخاص بعدم جواز مس المصحف إلا للمطهّرين.
هل يجوز قراءة القرآن على جنابة؟وفيما يتعلق بقراءة القرآن على جنابة، أوضحت دار الإفتاء أن من آداب تلاوة القرآن الكريم الحرص على الطهارة والنظافة، والجلوس في مكان طاهر، واستقبال القبلة بخشوع، مع مراعاة أحكام التلاوة والتجويد.
وأشارت إلى أن الفقهاء أجمعوا على جواز قراءة شيء من القرآن الكريم في جميع الأحوال، إذا لم يكن القارئ ينوي بها التلاوة التعبدية، بل لمطلق الذكر والدعاء أو الرقية.
كما فرّق الفقهاء بين حالتين فيما يخص قراءة المحدث للقرآن:
الحالة الأولى: إذا كان الحدث أصغر (أي فقدان الوضوء العادي)، فيجوز له قراءة القرآن باتفاق الفقهاء، استنادًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه"، أي أنه كان يذكر الله في جميع أوقاته وأحواله سواء كان على طهارة أو لا، باستثناء الأوقات التي يمتنع فيها الذكر مثل أثناء قضاء الحاجة، وكلمة "يذكر" في الحديث تشمل قراءة القرآن وغيره من الأذكار.