لا تستطلعوا الهلال ولا تصوموا رمضان!
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
لا تستطلعوا الهلال لتصوموا لرؤيته، فرُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تقرأوا قول ربكم "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"، فلا تفرقوا بين الصيام وغيره مما أمركم الله به.
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تستطلعوا ما حدث في دار الندوة بمكة؛ من الاتفاق على حصار وتجويع نبيكم وبني هاشم، وتعليق صحيفة الحصار والمقاطعة في جوف الكعبة، ثم استطلعوا ما قام به هؤلاء الذين كانت تجري في عروقهم بقايا من دماء النخوة والمروءة، وشاهدوا بأعينكم أو بالتلسكوب إن شئتم هؤلاء المشركين الخمسة: هشام بن عمرو، وزهير بن أمية، والمطعم بن عدى، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود.
استطلعوا الواقعة جيدا وانظروا في حالكم.. ألا يوجد في الملياري مسلم أو على رأس دولهم السبع والخمسين المسماة إسلامية؛ خمسة كهؤلاء المشركين الخمسة؟!
استطلعوا الواقعة جيدا وانظروا في حالكم.. ألا يوجد في الملياري مسلم أو على رأس دولهم السبع والخمسين المسماة إسلامية؛ خمسة كهؤلاء المشركين الخمسة؟!
ألا يوجد فيهم زهير بن أمية، أم أن عمائم السوء وبطانات الذل أفتتكم بانتظار الأَرَضَة تأكل صحائف كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة؟ ويحدثونكم عن وجوب طاعة ولاة أمر السوء والوفاء بعهود ومواثيق الجور والظلم والذل والخنوع!!
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تستطلعوا ما يحدث في الضفة والقدس، وملاحقة أمن ما يسمى بالسلطة الوطنية لكل مقاوم ووأد كل تظاهرة وتعقب كل حر، وعدم الحياء مما يسمى بالتنسيق الأمني مع المحتل الغاصب وتقديم القرابين له من أجل حكم موهوم ومستقبل بالذل والعار موسوم.
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تستطلعوا هذه السفن والشاحنات والخط البري الواصل بين هذه الدول العربية وشقيقتها العبرية؛ تنقل خيرات بلادكم إلى عدوكم الوالغ في دمائكم القاتل لنسائكم وأطفالكم ليستقوي بها على إبادة إخوانكم وأخواتكم، ومثل ذلك يفعل حكام دول إسلامية كنا نظن فيهم خيرا، وتراهم لا يخجلون إذ يدغدغون مشاعر المسلمين بخطب حماسية يحسبها المستغيث غوثا حتى إذا أتاها وجدها وهما ووجد قائليها قوما لا يكادون يفعلون غيرها شيئا.
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تستطلعوا هذا الفتات الساقط على غزة من الطائرات فيما يسمى بالمساعدات؛ في تمثيلية ممجوجة كأنهم لا يستطيعون فتح المعابر لدخول الشاحنات خشية قصفها أما الطائرات فلا يمكن قصفها! ولا يخفى على صبي مميز أنهم يقصدون صرف أنظار الناس إلى الفتات النازل من السماء عما يجري على الأرض من شلال الدماء، ويجمعون الناس في مكان واحد ليسهل قصفهم، ويستذلونهم بالجري وراء كسرة خبز لفلذات أكبادهم ويصورونهم على تلك الحال البائسة ليغيروا نظرة العالم إليهم من كونهم أهل الإيثار والتضحية إلى شعب الأَثَرَة والأنانية، ناهيك عن عدم كفاية ما يقذفه هؤلاء من فتات الطعام لعشر معشار ما يحتاجه هؤلاء المُحاصَرون من كل جانب، ولا يوجد بهذا الفتات الساقط كما تعلمون دواء ولا وقود؛ فتتوقف المشافي بل الحياة كلها ويطرق الموت كل الأبواب ويخطف كل الأحباب.
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تمعنوا النظر في قول ربكم "إنّما المؤمنون إخوة"، وقوله "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، فهل تحققتم بمعاني الأخوّة واعتصمتم بحبل الموالاة؟
لا تستطلعوا الهلال إلا إذا استحضرتم تلك المعاني كلها وتحققتم بقول ربكم "وتؤمنون بالكتاب كله"، ساعتها استطلعوه وصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تطالعوا قول نبيكم "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلِمه ولا يخذله"، وانظروا لأنفسكم ألم تظلموهم وتخذلوهم وتُسلِموهم لعدوهم يفعل بهم ما يشاء!!
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تطالعوا قول نبيكم "المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم"، فهل تكافأت دماؤكم ودماء أهل غزة؟ هل كنتم يدا على من سواهم وسواكم؟
لا تستطلعوا الهلال قبل أن تطالعوا قول نبيكم "ما آمن بي مَن بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم"، وانظروا كم منكم نام متخما، وكم من أهل غزة مات جوعا وعطشا وأنتم تعلمون، أم أنكم لا تعلمون؟!
لا تستطلعوا الهلال وأنتم على هذا الحال فتصرون على استطلاعه وتحاجوني بقول رسول الله "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا العدة"، فإني أخشى أن يحول بينكم وبينه سحاب عدم الفهم الصحيح وانعدام إرادة الفعل المؤثر، وإن كنتم فاعلين فلا تشاهدوا احتفاليات الحكام ودور فتاواهم باستطلاع الهلال، فهو من باب غسيل السمعة وإضفاء طابع التدين الذي يكرهون أهله.. لا تلقوا آذانكم لحكامٍ باعوا آخرتهم بدنياهم وهم أكذب من مسيلمة وأفجر من سَجَاح، يوالون أعداء الله ويعادون أولياء الله. واعلموا أن رمضان يتردد في قدومه لئلا يرى وجوههم الكالحة ونواصيهم الكاذبة الخاطئة، فهم الخطر الحقيقي وهم المشارك بل الفاعل الأصلي في كل ما يحدث.
لا تستطلعوا الهلال إلا إذا استحضرتم تلك المعاني كلها وتحققتم بقول ربكم "وتؤمنون بالكتاب كله"، ساعتها استطلعوه وصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.. غفر الله لي ولكم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسلمين غزة رمضان غزة المسلمين رمضان الإنسانية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
فضل أداء صلاة قيام الليل في رمضان
قيام الليل.. قالت دار الإفتاء المصرية، إن قيام الليل في رمضان له فضلٌ عظيم، وهو سنةٌ رَغَّب فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
بيان حكم قيام الليل في رمضان
وسَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيام رمضان ورغَّب فيه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه، وهذا القيام يتحقق بصلاة التراويح التي اختص بها شهر رمضان، ومعنى قيام رمضان إيمانًا: أي تصديقًا بما وعد اللَّهُ الصائمَ من الأجر، واحتسابًا: أي محتسبًا ومدخرًا أجره عند الله تعالى لا عند غيره، وذلك بإخلاص العمل لله.
صلاة قيام الليل
تُعتبرُ صلاة قيام الليل من أعظمِ الطّاعات التي يقوم بها العبد المسلم لله تعالى، إذ أنها تجلب الخير والبركة في حياة الإنسان، كما تجعله يشعر بالأمن والطمأنينة، وينزل الله عز وجلّ كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء ِالدُّنيا فيقول:«هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له»، وذلك حتى طلوع الفجر.
وقت صلاة قيام الليل
تبدأ صلاة قيام الليل من بعدَ انتهاء صلاةِ العشاء إلى طلوع الفجر الثّاني، ويُفضّل أن تكونَ في الثّلث الأخير من اللّيل كما جاء في الحديث الصّحيح: «أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا»، يعني ذلك أنّه كان يصلّي السُدس الرّابع والسُدس الخامس.
وورد عن أنس بن مالك قال: «ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليًا إلا رأيناه ولا نشاء أن نراه نائمًا إلا رأيناه».
ورُوي في الحديث: «إذا مضى شطرُ اللَّيل، أو ثُلُثاهُ، ينزِلُ اللَّهُ تبارك وتعالى إلى السَّماء الدُّنيا، فيقول: هل من سائِلٍ يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجابُ له؟ هل من مُستغفرٍ يُغفرُ له؟ حتَّى ينفجر الصُّبح».