حذر مختصون أكاديميون، خلال حديثهم لـ"اليوم"، من الإفراط في التقنية بمجال التعليم، وأوضحوا أن رغم الإيجابيات التي تمتاز في إدخال التقنية بالتعليم، إلا أن التحول الرقمي 100% بالتعليم له جوانب سلبية، مثل: فقدان بعض المهارات التعليمية والإبداعية وفقدان للذاكرة الحركية، بالإضافة إلى التشتت في التركيز وضعف مهارات التواصل وغيرها.


وأشاروا إلى أن الرجوع في العديد من الدول المتقدمة في مجال التقنية بالتعليم، لديهم دراسات أوضحت تلك المخاطر ، مؤكدين أن الدمج بين المناهج الورقية والرقمية هو الحل دون أن يطغى أحدهم على الآخر.فقدان المهارات التعليمية والابداعيةأكدت الأكاديمية المتخصصة في الذكاء الصناعي د. إلهام الغامدي، أن التقنية أصبحت لغة العصر، وبيئة المملكة مشجعة لها، كما أن إدخال التقنية في التعليم شيء جيد وصحي، ولها إيجابيات من حيث التفاعل واستقلالية البحث والوصول إلى المصادر وأيضًا، من حيث التكلفة توفر قيمة الطباعة وغيرها، ولكن هناك جوانب سلبية أصبحت مرصودة وملحوظة، من حيث فقدان بعض المهارات التعليمية والابداعية من بينها الجانب التعبيري والفنون مثل: الخط والرسم، وأيضًا أصبح هناك فقدان للذاكرة الحركية لدى الطالب والتي تتواجد في الكتابة، مبينة أن الذاكرة الحركية تعزز من الحفظ والفهم وسلاسة انسياب المعلومات.إلهام الغامدي
أخبار متعلقة للتقديم على وظائف "التعليم".. خطوات التسجيل في منصة جداراتمختصون لـ"اليوم": العامل الوراثي والسمنة أهم أسباب سرطان القولون والمستقيم"التعليم" تعلن فتح التقديم على 12519 وظيفة.. الشروط والمواعيدكما أن استخدام الأجهزة الذكية لها مخاطر عدة منها: الانعزال عن المحيط وخلق حالة من التوتر، وإجهاد البصر والتشتيت المستمر، الذي يفقد تركيز الطالب من خلال التطبيقات الأخرى، وأيضاً الأمان وخصوصية البيانات.مخاطر الأفراط باستخدام التقنيةوحذرت الغامدي من الاعتماد المفرط على التقنية واستخدام ChatGPT، التي رفعت من مستوى الاتكالية لدى الطالب وضعفت من مهارة التعامل مع المشكلة، ومن الضرورة وجود ضبط لاستخدام التقنية وعدم الاستغناء عن المناهج الورقية رغم وجود سلبيات لها من حيث طباعة الورق وعدم وجود تفاعل بصري، إلا أن الدمج بين المناهج الورقية والرقمية هو الحل دون أن يطغى أحدهم على الآخر.
ونصحت الغامدي بالتعبير عن الأفكار باستخدام الكتابة والملاحظات، والتي تنمي الجانب الفكري وعدم الاعتماد الكلي على التقنية واستخدام الذاكرة الحركية، مؤكدة أن الحل الجوهري هو دمج التعلم مابين الورقي والرقمي.
فيما بين المستشار السلوكي "عبده الأسمري"، أن المناهج اتجاه ومنبع أول للتعلم، وينبغى أن يكون هنالك دراسة مستفيضة لأهداف المشروع وانعكاساته، ومن المهم أن يخضع إلى التجربة وقياس مؤشرات ومعايير النتائج وفق ما تم تحقيقه، وأضاف أنه في مثل هذه التحولات لا بد أن يسلم الموضوع إلى مختصين، وألا يُنظر إليه من زاوية واحدة، وهي مواكبة التطور لأن الأمر معني بتعلم أجيال كاملة سيكونون أدوات حقيقية لبناء المجتمع وصناعة المستقبل.عبده الأسمري
وأكد أن المناهج التقليدية أثبتت نجاحها في حين أن المناهج الإلكترونية تشكل اتجاه جديد، وقد يكون فيه صعوبة أو عوائق خصوصًا إذا تعلق الأمر بتنفيذه دون دراسة أو بدراسات جزئية أو اجتهادات خاصة.
وأشار إلى أن المخاطر في قيمة المنهج وارتباطه بالإنتاج ومدى تقبل الطلاب، لذلك يرى أن التقبل ممكن، وخصوصا أن الأجيال الحالية تنظر إلى التقنية كأسلوب حياة وتعايش، ولكن مع التعلم والتربية تختلف المسالة وتتباين الفروقات وخصوصا أن هذا التحول سيكلف مبالغ كبيرة وقد تكون نتائجة اقل نفعا من المناهج التقليدية.خلق مسارات التحفيز ورفع مستويات الوعيوتابع "الأسمري" أن عادة ما ينظر الطلاب والأجيال الحالية إلى التقنية بنوع من الترفية والهزل، وتبديد الوقت والدخول في العشرات من التطبيقات والمواقع والرسايل، وبالتالي فإن هذه الفكرة الإيحائية ستؤثر على سلوك الاندماج الحقيقي للطالب أثناء المناهج، وقد يتعامل مع المنهج بنفس التعامل الموجود في الصورة الذهنية لديه عن التواصل والتفكير بواسطة الألواح الرقمية، مما سيؤثر سلبًا على ذلك.
إضافة إلى أن التعلم عملية ذهنية وفكرية وسلوكية تقتضي التفاعل من العقل والحواس المتخصصة في هذه العملية، وبالتالي فان اعتماد الطالب على التفاعل باليد والكتابة والقراءة بشكلٍ أوسع وأشمل والاعتماد على توفير واجباته بشكل أكثر تفاعلاً عبر الحواس والسلوك ينمي من اتجاهات الإدراك لديه وكذلك أن وجود الطالب في تسلية وعمليات متواصلة عبر اليوم عبر الجوال يجعله في حاجة إلى الخروج من هذا القالب لمساحة أكثر من التفكير والممارسة السلوكية والذهنية من خلال المناهج التقليدية، وهذا يساهم في خلق مسارات من التحفيز والإدراك ورفع مستويات الوعي التي اثرت عليها التقنية بشكل كبير.
ومن المفترض أن تحضر التقنية في إدارة المدارس وفي التصحيح وفي تسريع عمليات الرصد، وفي بعض التطبيقات المتعلقة بالوسائل التعلمية لتكون جزئية فقط
واختتم "الأسمري" حديثه بأنه عادةً نظرًا لفشل تلك المشاريع لأنها اندمجت وتداخلت مع ثورة الحياة اليومية مع التقنية والاستخدام الاليكتروني، مما أسهم في تأخر في مستويات التحصيل وتراجع في معدلات الذكاء نظرًا لأنها أصبحت في منظومة واحدة، وأصبح يتعامل مع التعليم كتعامله مع كل معطيات التواصل اليومي عبر التقنية.أنماط المناهج التعليميةقالت الخبيرة التربوية والأسرية "سلوى السيالي": "إن المناهج الرقمية هي عبارة عن نمطين مختلفين لتنفيذ العملية التعليمية، لأن الطرق التقليدية التي يتم فيها الكتب الورقية والمواد المطبوعة أدوات التعليمية، يكون تفاعل المعلم مع طلابه فيها مباشرة، ويتم تنفيذ الدروس والتعليم خطوة بخطوة وفقًا لجدول زمني محدد، وتمكين الطلاب من خلال الاختبارات والواجبات المنزلية والشفهية، أما المناهج الرقمية التي يستخدم فيها الأجهزة الإلكترونية والوسائل الرقمية مثل الحواسب والأجهزة اللوحية والإنترنت، تمكن الطلاب من التفاعل مع المحتوى التعليمي بشكل فردي وبوتيرة أسرع لكن باستيعاب بطيء، بحسب قدرة واحتياج الطالب، ويكون التفاعل الاجتماعي أقل، ويكون التعاون بين الطلاب عبر الإنترنت، والتواصل عن بعد، وقد يكون هناك مخاطر وتحديات تؤثرعلى انتقال المناهج الرقمية من خلال أربعة خطوات، الخطوة الأولى وجود صعوبة في الوصول إلى التكنولوجيا للمناهج الرقمية بسبب اختلاف جودة الاتصال بالإنترنت بين المناطق الحضرية والريفية".المهارات المختلفة للمناهج الرقميةوتابعت "السيالي": "أن الخطوة الثانية يتطلب الإنتقال إلى المناهج الرقمية تدريب وتطوير المعلمين لاستخدام التكنولوجيا، وتوجيه الطلاب في بيئة تعليمية رقمية، فيحتاج المعلمين اكتساب مهارات جديدة، وتعلم في كيفية تنظيم وتقديم المحتوى الرقمي، والخطوة الثالثة قد تواجه المناهج الرقمية مقاومة من بعض المعلمين أو الأسر، لهذا التنفيذ ويفضلون الطرق التقليدية، ولكننا في حاجة إلى بناء ثقة في المناهج الرقمية لوجود فوائد في تحقيق الأهداف التعليمية، وقد تواجه تحديات تقنية، مثل عدم استقرار الاتصال بإنترنت أو وجود أعطال في الأجهزة، وهذا يؤدي إلى انقطاع في التعليم وسير الدروس".
واكملت: "الخطوة الرابعة يفتقر الطلاب إلى التواصل والتفاعل الاجتماعي الذي يتمتع به الطلاب في الفصول الدراسية التقليدية ويؤثر على جو التعليم.سلوى السيالي
وعدم قدرة الطلاب على التعاون وبناء العلاقات الإنسانية".
هناك فروقات واختلاف في المهارات المكتسبة للمناهج الرقمية والتقليدية، فالمهارات المكتسبة للمناهج الرقمية يتعلم الطلاب الأجهزة الإلكترونية والبرامج والتطبيقات المختلفة، ويتعلمون مهارة البحث في الإنترنت، ويستطيعون تقييم مصادر المعلومات، ويتعلموا كيفية التعامل مع المحتوى الرقمي وأسبابه بشكل فعال، وتشجع المناهج الرقمية على تعلم مهارة التعلم الذاتي، كما وتطور مهارات الطلاب في تنظيم وإدارة الوقت، وتساعد المناهج الرقمية على تشجيع التعاون والتواصل من خلال الأدوات المشتركة والمنصات التعليمية، ويتعلم الطلاب مهارة العمل الجماعي والمشاريع، والتواصل مع المعلمين والطلاب عبر الإنترنت، عن الطرق التقليدية تساعد الطرق التقليدية على تعلم مهارة الاستماع الفعال".
وبينت السيالي أن ويتعلم من خلاله تنمية مهارات التواصل اللفظي، ولغة الجسد، والتعبير عن الأفكار ومناقشتها. ويتعلم الطلاب مهارة الكتاب اليدوية، وهي تعزز مهارات التركيز، وتنمي مهارة التعبير الشخصي، ويتعلم الطلاب كيفية التفاعل والتعاون الاجتماعي، وتنمية مهارات حل للمشكلة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: جدة مجال التعليم المهارات التعليمية الطرق التقلیدیة من خلال من حیث

إقرأ أيضاً:

%92 من الطلاب يستخدمونه.. الذكاء الاصطناعي يهدد جوهر التعليم الجامعي

 أثار تقرير حديث يحذر الجامعات البريطانية من ضرورة "اختبار إجهاد" التقييمات في ظل استخدام 92% من الطلاب للذكاء الاصطناعي، جدلاً واسعاً حول مستقبل التعليم الجامعي ودور الذكاء الاصطناعي فيه.

يشير البروفيسور أندرو موران من جامعة لندن متروبوليتان إلى أن الجامعات، التي كانت تعتبر لقرون مخازن للمعرفة والحقيقة، بدأت تفقد هذا الدور عندما تراجعت قيمة الخبراء وضعف التفكير النقدي واستقطب الخطاب العام بشكل متزايد.

ندرة المعرفة وتحديات المصادر التقليدية

في هذا العالم، يتم رفض المصادر التقليدية للمعرفة بشكل متزايد، الكتب والمقالات الصحفية ووسائل الإعلام القديمة تواجه تحديات من خلال التطورات في عرض المعلومات واسترجاعها، وعلى رأسها التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، وأدى ذلك إلى "ندرة المعرفة"، على حد تعبير موران.

قوائم القراءة المنسقة، التي يقضي الأكاديميون وقتًا في البحث عنها وتسليط الضوء على المفكرين والكتابات الرئيسية، غالبًا ما يتم تجاهلها من قبل الطلاب لصالح بحث جوجل.

 وإذا لم يعجب الطالب ما يقرأ، يمكنه ببساطة التمرير إلى اليسار، ويمكن للخوارزميات بعد ذلك إرسال الطلاب في اتجاهات غير متوقعة، غالبًا ما تحولهم عن الصرامة الأكاديمية إلى موارد غير أكاديمية.

سباق الذكاء الاصطناعي.. كيف يعيد التقطير رسم ملامح المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا؟Alexa+.. قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أبرز ميزات المساعد الذكي الجديد من أمازون«DeepSeek» تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي.. هامش ربح 545% يهز الأسواق وسهم NVIDIA ينهار«جروك 3».. الذكاء الاصطناعي غير المقيد بين وعود الشفافية ومخاوف الأمان |تفاصيلالذكاء الاصطناعي .. سيرجي برين: تسريع وتيرة التطوير نحو AGIهل المعرفة سلعة استهلاكية؟

يؤكد موران أهمية توفير مواد التعلم للطلاب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لكنه يتساءل: "هل تصبح المعرفة سلعة استهلاكية أخرى؟" فهي متاحة بلمسة زر عبر الإنترنت، ويتم توصيلها بشكل فعال إلى بابك، وهناك العديد من المنافذ للاختيار من بينها.

 قد تكون هناك كمية، ولكن ليس بالضرورة جودة: الذكاء الاصطناعي هو السلعة الاستهلاكية المطلقة.

يثير هذا الأمر تساؤلات جوهرية حول ليس فقط ما نعنيه بالمعرفة، ولكن أيضًا ما سيكون دور التعليم والأكاديميين في المستقبل. 

ويقول موران: "أستطيع أن أقدر فوائد الذكاء الاصطناعي في العلوم أو الاقتصاد أو الرياضيات، حيث الحقائق غالبًا ما تكون غير قابلة للشك، ولكن ماذا عن العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث الكثير قابل للطعن؟"

ويحذر من أننا نفقد أرضية بسرعة أمام تغييرات مجتمعية عميقة يمكن أن يكون لها عواقب لا يمكن تصورها على الجامعات إذا لم نستجب بسرعة.

التفكير النقدي في مواجهة الذكاء الاصطناعي

من جهته، يعبر محاضر جامعي في العلوم الإنسانية عن عدم استغرابه من الزيادة الهائلة في استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه يتم الترويج له بقوة من قبل شركات التكنولوجيا باعتباره سلعة موفرة للوقت، والخطاب السياسي الأوسع يعزز هذا الرأي دون التشكيك في قيود الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته.

بينما قد يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في العديد من السياقات الأكاديمية - في كتابة التقارير الأساسية وإجراء البحوث الأولية على سبيل المثال - فإن استخدامه من قبل الطلاب لكتابة المقالات يشير إلى التقليل من قيمة موضوعات العلوم الإنسانية وسوء فهم ما يتيحه الكتابة الأصلية في تخصصات مثل التاريخ والأدب والفلسفة: التفكير النقدي.

ويستشهد المحاضر بقول الروائي العظيم إي إم فورستر: "كيف يمكنني أن أعرف ما أفكر فيه حتى أرى ما أقول؟" كان يقصد أن الكتابة هي شكل متطور من أشكال التفكير، وأن تعلم الكتابة بشكل جيد، والشعور بالمرء وهو يشق طريقه عبر تطوير فكرة أو حجة، هو جوهر الكتابة. 

عندما نطلب من الذكاء الاصطناعي كتابة مقال، فإننا لا نقوم ببساطة بالاستعانة بمصادر خارجية للعمل، بل نستعين بمصادر خارجية لتفكيرنا وتطويره، مما سيجعلنا بمرور الوقت أكثر ارتباكًا وأقل ذكاءً.

في عصر تكنولوجي نيوليبرالي نهتم فيه غالبًا بالمنتج بدلاً من العملية التي تم من خلالها صنعه، ليس من المستغرب أن يتم تجاهل القيمة الحقيقية للكتابة. 

فيما يأخذ الطلاب ببساطة  إشاراتهم من عالم يفقد الاتصال بالقيمة التي لا يمكن تعويضها للإبداع البشري والتفكير النقدي.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد بوقف تمويل المؤسسات التعليمية حال سمحت بـاحتجاجات غير قانونية
  • فتيات الابتدائي وذكور المتوسطة.. أكثر ضحايا التنمر في التعليم
  • %92 من الطلاب يستخدمونه.. الذكاء الاصطناعي يهدد جوهر التعليم الجامعي
  • "تعليم الشرقية" توجه باستخدام السبورات التفاعلية وأجهزة التابلت في شرح المناهج
  • محافظ الدقهلية يتفقد مدرسة بن لقمان بشارع الجمهورية للتأكد من سير العملية التعليمية وانتظامها
  • جولة ميدانية لوكيل "تعليم الفيوم" لمتابعة سير العملية التعليمية
  • مدير إدارة المطرية التعليمية: نظام البكالوريا يسهم في تقليل العبء على الطالب والمعلم
  • مدير إدارة المطرية التعليمية: التقييمات الشهرية إلزامية وتساهم في تحسين مستوى الطلاب
  • وكيل تعليم الفيوم يعقد اجتماعًا مع رؤساء الأقسام ومديري المتابعة بالإدارات التعليمية
  • مدير إدارة الساحل يواصل جولاته الميدانية لمتابعة سير العملية التعليمية