غرق "روبيمار".. أجواء الرعب ومحاولات الإنقاذ بقيادة قبطان مصري
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
وصفت صحيفة وول ستريت جورنال بالتفصيل أجواء الذعر التي عاشها أفراد طاقم سفينة الشحن "روبيمار" التي كانت حديث الأخبار خلال الأسابيع الماضية بعد تعرضها لهجوم صاروخي شنته جماعة الحوثي، مما أدى إلى غرقها في نهاية المطاف، لكن تم إنقاذ طاقمها بأعجوبة.
وتكشف التفاصيل في التقرير المطول للصحيفة كيف سابق أفراد الطاقم بقيادة القبطان المصري، سامر حجازي، الزمن في محاولة إنقاذ السفينة، وكيف أرسلوا نداءات استغاثة متعددة لإنقاذ حياتهم وإنقاذ السفينة التي كانت تحمل أسمدة قابلة للاحتراق.
وأكد الجيش الأميركي، الأحد، أن "روبيمار" التي ترفع علم بيليز وتديرها شركة لبنانية غرقت في البحر الأحمر، وباتت تمثل "خطرا بيئيا".
وتضررت السفينة في هجوم صاروخي في 19 فبراير أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، قبل توقف السفينة وإجلاء طاقمها إلى جيبوتي.
وقبل ذلك، دخلت المياه إلى غرفة المحرّك وغرقت مؤخرتها. وأكدت القيادة المركزية الأميركية ("سنتكوم") في بيان فجر الأحد، أن المياه كانت "تتسلل إلى باطن السفينة ببطء منذ الهجوم غير المبرر".
وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مساعد القبطان، محمود جويلي، وزملاءه، كانوا قد استيقظوا مساء 18 فبراير على صوت ارتطام أصاب السفينة.
وكانت أضواء المقصورة مطفأة عندما دخل جويلي إلى المقصورة حيث كان البحارة من أفراد الطاقم المصري والسوري والفلبيني واقفين وهم يتردون ملابس النوم، ويحاولون الحفاظ على توازنهم، بينما كانوا يسمعون أصوات أجهزة الإنذارات.
وتبين لهم أن أحد الصواريخ أصاب السفينة في غرفة المحرك، وانفجر آخر بجانبها الأيمن، بينما كانت المياه تتدفق داخل السفينة التي كانت محملة بـ 21 ألف طن من الأسمدة.
وغداة الهجوم، أعلنت هيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي أن "السفينة تحمل على متنها 21999 طنا من الأسمدة من فئة 5.1 العالية الخطورة".
في ذلك الوقت، كانت زوجة جويلي، خلود، قد وبخته لأنه أقدم على ركوب السفينة روبيمار وذلك بسبب خطورة السفر عبر البحر الأحمر، وبعدما تعرضت للهجوم، لعن زوجها ما حدث لهم باللغة العربية قائلا: "يا نهار أسود!"، حسبما أوردت الصحيفة الأميركية.
كان ذلك قبل الساعة 11 مساء ببضع دقائق في 18 فبراير، ولم يكن أمام طاقم "روبيمار" سوى 3 ساعات لإنقاذ السفينة وأنفسهم.
في ذلك الوقت سأل طباخ السفينة زملاءه ما إذا كانوا سيموتون، فرد أحد المهندسين: "السفينة آمنة بنسبة 50 في المئة".
كانت السفينة روبيمار تقترب من مضيق باب المندب قادمة من رأس الخبر في السعودية، وكان أفراد الطاقم يتناولون أطباق البرياني ويناقشون الهدايا التي سيشترونها لعائلاتهم عندما يصلون وجهتهم النهائية، بلغاريا، قبل وقوع الارتطام.
حاول القبطان معرفة سبب انطلاق أجهزة إنذارات الكشف عن الدخان، فأمر الطاقم بالبحث عن مصدر الحريق واحتشد البحارة الذين كانوا نائمين في حالة من الارتباك، وكان بعضهم يصلي بصوت عال، وطمأنهم جويلي قائلا: "سنكون بخير إن شاء الله". "شخص ما سوف ينقذنا".
تسابق الجميع لتفتيش أرجاء السفينة بحثا عن مصدر الحريق، من بينهم الطباخ، الذي خطرت بباله فكرة أن يتصل بوالدته ويخبرها أنه يموت، لكن لم تتوفر خدمة اتصال خلوية في البحر، وحتى لو تمكن من الحصول على الخدمة، فإن اشتراك هاتفه المدفوع مسبقا لم يكن به رصيد كاف.
في ذلك الوقت افترض القبطان أنهم تعرضوا للاختطاف، وأرسل جويلي نداءات استغاثة إلى أي سفينة قريبة لتوفير الحماية، ووصلته مكالمة من جيبوتي طلبت منه التوجه الى هناك لم يتمكن جويلي من فهمها عبر الراديو لسوء صوت الراديو.
وبعد 20 دقيقة، في الساعة 11:15 مساء، سمع جويلي صوت ارتطام آخر ورأى المياه تدخل إلى السفينة من البحر، وكان أحد حراس الأمن الفلبينيين المكلفين حماية السفينة من القراصنة ممسكا ببندقية ويراقب القراصنة المفترضين على الجانب الأيمن، وكان يصرخ: "قبطان! قبطان!" لقد اخترقنا شيء آخر"، وهذه المرة كان قريبا جدا، واستنتج حينها أنه كان صاروخا.
وحينها أدرك القبطان أنهم في مواجهة حرب وليس هجوم قرصنة، وقام القبطان ومساعده بتغيير مسارهما، وأدركا الآن أن المهمة التي تنتظرهما لم تكن التغلب على القراصنة بل تفادي الصواريخ.
وطلب القبطان عبر الراديو من سفينة حربية بريطانية إرشاده إلى منطقة آمنة، وردت السفينة الحربية: لا توجد منطقة آمنة.
أمر القبطان جويلي بتشغيل جهاز صغير يبث موقع السفينة ومسارها إلى أي سفينة في نطاق الراديو، لكن جويلي كافح في تشغيله، فأفكاره كانت عالقة في فكرة الموت في البحر، وظلت صورة ابنه وهو يحتفل بعيد ميلاده الثاني في ذلك الوقت من دونه تحضر إلى ذهنه.
وعلى الجانب الآخر من البحر الأحمر، في ضواحي القاهرة، كانت خلود مستلقية مستيقظة، وكان ابنهما عمر يبكي باستمرار، فقد كان متعلقا بوالده، وكان يركض إلى الشارع لرؤيته كلما عاد من العمل. وقالت خلود: "كنا نعلم أن هناك خطأ ما.. أخذت عمر وقلت له: والدك سيعود إلى المنزل".
وفي تلك الأثناء، لم ير البحارة أي حريق على السفينة، بينما أحدثت الصواريخ تسربا كبيرا في غرفة المحرك، وبمرور الوقت، أدرك القبطان أن المحرك سيتوقف عن العمل قريبا.
ويعد أكثر من ساعتين، كان جويلي يبث نداءات عاجلة كل 10 دقائق، ومرت سفينتان دون مساعدة، قبل أن ترد مروحية تابعة للبحرية الأميركية لتؤكد تلقي الرسالة.
كان لدى البحرية الأميركية حاملة طائرات، ومدمرات صواريخ موجهة، ومدمرة صواريخ كروز، وغواصة مزودة بصواريخ توماهوك. لكن تلك المجموعة الحاملة كانت على بعد أكثر من 100 ميل.
امتلأت السفينة بالمياه، وقال جويلي: "كنت أعلم يقينا بنسبة 100 في المئة أننا يجب أن نترك السفينة.. كنا بحاجة لإنقاذ أنفسنا".
وردت المروحية في الساعة 1:40 صباحا: "روبيمار، طائرات التحالف تؤكد تلقي الرسالة". ثم مرت ساعة و15 دقيقة قبل أن يصدر الراديو صوتا بلكنة أوكرانية لقبطان سفينة شحن وهو في طريقه: "سوف نلتقطهم".
في الساعة 5:15 صباحا اتصل جويلي بزوجته، وقال: "خلود خلود!، السفينة تعرضت للهجوم…. لقد غرقنا" قبل أن يبلغها أنهم "بخير وعلى متن سفينة أخرى".
وطلب منها جويلي تنزيل تطبيق يسمح لها بتعقبه في البحر. وعندما فتحته رأت السفينة تتحرك بسرعة نحو جيبوتي.
وبعد 12 ساعة، هاتفها مرة أخرى. وقال: "نحن آمنون". وقبل انتهاء المكالمة، أدركت أن زوجها سيكون في المنزل للاحتفال عيد ميلاد ابنهما. وبعد عودة الطاقم، كان النفط والأسمدة قد خلفا بقعة كبيرة خلف السفينة .
وقال قبطان السفينة إنه عانى من أجل العثور على قاطرة إنقاذ مستعدة لإنقاذ السفينة، أو تحديد ميناء قريب مفتوح أمامها، مضيفا: "لقد كان يوما رهيبا. أنا مندهش أنني مازلت على قيد الحياة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فی ذلک الوقت فی البحر
إقرأ أيضاً:
السفينة الطبية الصينية “HEPINGFANGZHOU 866” ترسو بميناء الجزائر
رست اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024 بميناء الجزائر السفينة الطبية “HEPINGFANGZHOU 866” التابعة للأسطول العسكري الصيني في إطار تنفيذ برنامج التعاون الثنائي العسكري المشترك “الجزائري-الصيني”.
وستتوقف السفينة لمدة خمسة أيام. وخلال هذا التوقف، قام قائد المهمة والوفد المرافق له، بزيارة مجاملة للعميد قائد الواجهة البحرية الوسطى بالناحية العسكرية الأولى. بمقر القاعدة البحرية بالجزائر، كما ستنظم نشاطات لفائدة أفراد طاقم السفينة.