لهذا السبب رفضها الإسلاميون وعلماء الدولة... تفاصيل مقترح مذكرة بوعياش حول اقتسام الأموال بعد الطلاق
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
مازالت المذكرة التي قدمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حول مراجعة مقتضيات مدونة الأسرة، تثير الكثير من الجدل، وتنذر بمزيد من الصراع والخلاف والانقسامات التي اشتدت وطأتها مع خروج أعضاء من داخل مجلس بوعياش، يتحدثون عن محاولات، إخراج المذكرة المثيرة للجدل دون نقاش وموافقة مسبقة، كان آخرها الخرجة الإعلامية لعزيزة البقالي، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، الإطار النسوي المقرب من “البيجيدي”، وعضو المجلس الوطني موضحة خلال المهرجان الذي نظمه حزب العدالة والتنمية حول مدونة الأسرة يوم الأحد الماضي، أن مذكرة مجلس حقوق الإنسان ، “عُرضت على الأعضاء في أقل من 15 دقيقة، ودون التمكن من التحقق من مضامينها، ولذلك هناك من احتج وغادر الجلسة بسبب هذا التدبير السيء جدا لقضية حساسة، معتبرة أن هذا التدبير فيه ضرب لحقوق الإنسان وحقوق الأعضاء.
ويتضح من خلال الرجوع إلى مضامين المذكرة، أنها تقدم توصيات جريئة وتنذر بمزيد من تصاعد الانقسامات بين صفوف الإسلاميين والحداثيين، من جهة، وبين أعضاء من المجلس الأعلى للعلماء من جهة أخرى، دفع بعضهم إلى التحفظ على مذكرة بوعياش أيضا، معتبرين أنها تضمنت “مخالفات كثيرة تتعلق بما يريده المسؤولون عن المجلس في الموضوع”، وهي بحسبهم “مخالفة للشريعة وللقرآن والسنة والعرف الاجتماعي للأمة المغربية”.
وبالرجوع إلى مذكرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يتضح أنها تضمنت مقترحات وتوصيات مثيرة، من قبيل ما لاحظته المذكرة، من كون “نصيب الزوجين من الأموال المكتسبة يطرح في حالة انفصال العلاقة الزوجيـة بالطلاق والتطليق، ولا توضح بعض من مواد المدونة، مدى إمكانية مطالبة الأزواج بنصيبهم من هذه الأموال أثناء قيام العلاقة الزوجية، أو في حالة الوفاة، حيث يرى مجلس بوعياش أن التركة تختلط بنصيب الزوجة أو الزوج الباقي على قيد الحياة.
وللتغلب على هذه الإشكاليات يقترح المجلس تدقيق مقتضيات المادة 49 من مدونة الأسرة لتكون أكثر وضوحا، من خلال التنصيص على أنواع الأنظمة المالية التي يمكن للأطراف اختيارها، وحـقـوق الطرفين والتزاماتهما، وإجراءات تغيير النظام المالي وتـصـفـيـة الأمـوال.
ومن أجل إعطاء قـوة ملزمة للمادة 49 يقترح المجلس إلى جانب واجب العدول في إشعار المتعاقدين بمقتضيات هذه المادة، إضافـة بنـد إلى نـمـوذج عقد الزواج، يتعلق باختيار الزوجين للنظام المالي، وإضافة نموذج يحدد بقرار لوزير العدل يتضمن الأنظمة المالية الموجودة وحـقـوق والتزامات الطرفين بحسب كل نـوع نظام مالي يتم اختياره.
ومـن أجـل تـجـاوز إشكاليات تقدير العمل المنزلي يقترح المجلس التنصيص في المادة 49 على أن العمل المنزلي مـن طـرف أحـد الزوجين يعتبر مساهمة منهما في تنميـة أمـوال الأسـرة.
وتستند مقترحات مذكرة بوعياش المثيرة للجدل، إلى اعتبارين أساسيين :
أولا: الاستجابة لتوصية لجنـة حـقـوق المرأة المغربية بسـن أحكام قانونيـة تـكـفـل للمرأة، عـنـد فسخ الزواج، حقـوقـا متساوية في الممتلكات المكتسبة أثناء الزواج، تماشيا مع ما تنص عليـه المادة 16 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة من واجـب الـدول الأطراف في اتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في كافة الأمور المتعلقة بالزواج والعلاقات الأسرية، وبوجه خاص تضمن، على أساس تساوي الرجل والمرأة: نفـس الـحـقـوق لـكلا الزوجين فيما يتعلق بملكيـة وحيازة الممتلكات، والإشراف عليها، وإدارتها، والتمتع بها، والتصرف فيهـا، سـواء بلا مقابل أو مقابـل عـوض ذي قيمة».
ثانيا: تـعـزيـز قـدرة الـقـوانين الوطنية على المساهمة في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية لـسـنـة 2030 الذي ينص على الاعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، والعمل المنزلي، وتعزيز تقاسم المسؤولية المعيشية داخل الأسرة، وتقدير كل ذلك من خلال وضع سياسات الحماية الاجتماعية.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
لهذا السبب أطلقت روسيا صاروخها العابر للقارات على أوكرانيا
من خلال إطلاق صاروخ باليستي جديد متوسط المدى على أوكرانيا يوم الخميس، كشفت روسيا عن تهديدات جديدة لكييف وحلفائها الغربيين بهدف وقف الضربات الأوكرانية بالأسلحة التي يوفرها الغرب على الأراضي الروسية، والاستسلام في المعركة المستمرة بين البلدين منذ أكثر من سنتين.
الهجوم على مدينة دنيبرو الشرقية أثار مخاوف في الغرب بشأن تصعيد كبير في الحرب المستمرة، ودفع أوكرانيا إلى طلب قدرات دفاع جوي جديدة من واشنطن للمساعدة في اعتراض هذا النوع من الصواريخ. رسالة تخويفلكن محللين ومسؤولين في أوكرانيا والغرب قالوا إنه على الرغم من أن الهجوم صاحبه زيادة كبيرة في تصريحات التهديد، إلا أنه في النهاية كان مجرد تبجح أكبر للكرملين، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي فرح دخل الله خلال رسالة عبر الإيميل، إن موسكو تهدف إلى "تخويف من يدعمون أوكرانيا.. إن نشر هذه القدرة لن يغير مسار الصراع ولن يردع حلفاء الناتو عن دعم أوكرانيا".
ونشرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تفاصيل جديدة بشأن الصاروخ يوم الجمعة، حيث طار بسرعة 11 ضعف سرعة الصوت واستغرق حوالي 15 دقيقة للوصول إلى دنيبرو من منطقة أستراخان الساحلية الروسية. وقالت الوكالة إنه مزود بستة رؤوس حربية، كل منها يحتوي على 6 ذخائر صغيرة.
وقال رئيس حكومة غور كيريلو بودانوف، إن الصاروخ تجريبي وإن أوكرانيا تعلم أنه من المقرر إجراء نسختين تجريبيتين على الأقل. وقال الجمعة إن الصاروخ لم يدخل بعد "سلسلة الإنتاج، والحمد لله".
وأضاف، "حقيقة أنهم استخدموها في نسخة خالية من الأسلحة النووية هي، كما يقولون، تحذير منهم، بأنهم ليسوا مجانين تماماً".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، إن روسيا ضربت دنيبرو بصاروخ باليستي متوسط المدى "غير نووي تفوق سرعته سرعة الصوت يطلق عليه اسم أوريشنيك"، وهو ما يعني عسلي باللغة الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الصاروخ الذي كان مسلحاً برأس حربي تقليدي هو نسخة تجريبية من الصاروخ الباليستي الروسي "آر إس-26 روبيج" متوسط المدى.
Putin threatens the West and fires a new hypersonic ballistic missile at Ukraine. Our latest @BBCNews report from Moscow. Producer @BenTavener pic.twitter.com/ReOY59yNo0
— Steve Rosenberg (@BBCSteveR) November 21, 2024 اختبارات ولم تكشف أوكرانيا بشكل كامل عن حجم الأضرار الناجمة عن الضربة الصاروخية الروسية، باستثناء القول إنها ضربت منطقة صناعية في المدينة. لا تعلق كييف عادة على الأضرار التي لحقت بالمواقع العسكرية.وقال بوتين، إن الهجوم على دنيبرو كان "اختباراً" للسلاح، رداً على قرار إدارة بايدن الأخير الذي سمح لأوكرانيا بإطلاق نظام الصواريخ التكتيكية التابع للجيش الذي زودته الولايات المتحدة، والذي يصل مداه إلى 190 ميلاً، على أهداف داخل روسيا.
وفي يوم الثلاثاء، أطلقت القوات الأوكرانية النار لأول مرة داخل روسيا، مستهدفة مستودع أسلحة في منطقة بريانسك. في اليوم التالي، استخدموا صواريخ ستورم شادو التي قدمتها المملكة المتحدة لمهاجمة منطقة كورسك الروسية، في عملية وصفها مسؤول أوكراني يوم الجمعة بأنها "ناجحة”.
وفي أعقاب الهجمات، كانت هناك مخاوف واضحة بشأن الانتقام الروسي، بما في ذلك إغلاق البعثات الدبلوماسية الأجنبية في كييف لمدة يوم، بما في ذلك السفارة الأمريكية، التي استشهدت بمعلومات استخباراتية حول هجوم روسي محتمل. يوم الجمعة، تم إلغاء جلسة برلمانية، مرة أخرى بسبب مخاوف من هجوم.
وأكد بيسكوف، أن "الجانب الروسي أظهر بوضوح قدراته"، مضيفاً أن "ملامح المزيد من الإجراءات الانتقامية تم تحديدها بوضوح أيضاً".
Ukrainian President Zelensky:
"Today, there was a new Russian missile. All the characteristics – speed, altitude – are of an intercontinental ballistic missile. Analysis is currently underway. It is obvious that Putin is using Ukraine as a testing ground."… pic.twitter.com/mkmEX15Twl
لكن المراقبين شككوا فيما إذا كان لدى روسيا ما يكفي من الصواريخ لشن مثل هذه الضربات بانتظام، وقالوا إن الهجوم ربما كان مدفوعاً بمخاوف حقيقية في روسيا بشأن كيفية الاستمرار في تزويد الخطوط الأمامية إذا كانت أوكرانيا قادرة على استهداف مستودعات الأسلحة الرئيسية ومواقع الدعم الخلفية الأخرى بالصواريخ الغربية.
By launching a new nuclear-capable intermediate-range ballistic missile at Ukraine on Thursday, Russia was threatening Kyiv and its Western allies with the aim of stopping Ukrainian strikes with Western-supplied weapons on Russian territory — or else. https://t.co/WL7QQk8PF0
— The Washington Post (@washingtonpost) November 22, 2024"هذه بالتأكيد محاولة لتخويف الغرب ومحاولة لإجبار الغرب على عدم مساعدة أوكرانيا. لكن من ناحية أخرى، هذا أيضاً مظهر من مظاهر الذعر المطلق لبوتين نفسه"، بحسب ميخايلو بودولياك، مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني.
وأضاف، أن استراتيجية روسيا كانت دائماً اختبار الرد العالمي على تصعيداتها المختلفة، مشيراً إلى كيف انتظرت موسكو لترى كيف سيرد الغرب على غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022، والضربات الصاروخية المتكررة على المدنيين، والهجمات على شبكة الكهرباء، ومؤخراً، نشر القوات الكورية الشمالية والإعدام المنتظم للسجناء في ساحة المعركة.
Russia launched a new intermediate-range ballistic missile on Thursday toward Dnipro in Ukraine, an attack that officials in Kyiv initially said was an intercontinental ballistic missile. https://t.co/hvBEPq0ZmT pic.twitter.com/M6ozEW6VPf
— ABC News (@ABC) November 22, 2024وتابع بودولياك: "هذا كله اختبار... والآن هناك محاولة جديدة.. هجوم عابر للقارات على السكان المدنيين. ماذا بعد؟".
وفي روسيا، تم تقديم الهجوم الصاروخي على أنه انتصار كبير ورسالة قوية لأعداء البلاد.