في محبة جعفر خضر: حين انحنى له الوطن وقف إلى يوم المسلمين هذا
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
طلب مني الأستاذ جعفر خضر قبل نحو شهر أن أزكيه لمؤسسة ما. وأعرب هنا الخطاب عن إنجليزيته وأعدله هنا بمثابة احتجاج على اعتقاله الأخير خلال ثورة 2018 ولتعريف شبابنا بهذا الرجل النادر.
عرفت جعفر خضر منذ 2009 خلال حملتي الانتخابية لرئاسة الجمهورية في 2010. ولم نغب عن بعضنا منذها. وكان تعرفي به استجابة السماء لدعائي.
لما أتيح لي التعرف على جعفر عن كثب عرف أن حماسته لحملتي الانتخابية هي أثر لناشطيته هو نفسه المحلية إلى يومنا. بل كان مرشحاً هو نفسه لمجلس ولاية القضارف عن الدائرة الشرقية الثانية بمدينة القضارف. وخلافاً لكوادر من المعارضة تعاطفت مع حملتي كان جعفر هو الوحيد الذي بوسعه تقديمي للجمهور من فوق منبر بناه لسنوات ضاق فيها الأمرين. وعرفت أنه بدأ هذه الرحلة الخطرة للوطن كطالب معاق بجامعة الخرطوم بقصيدة عن شهيد صرعه رصاص أمن نظام الإنقاذ في 1991 كان اقتحم لإلقائها محفلاً مقاماً. وكان عضوا مبادراً في تنظيم الطلاب المعاقين بالجامعة بإشراف المرحوم الدكتور محمد هاشم عوض. وكان من وراء إعداد مسرحية قام فيها بالتمثيل أعضاء جمعيته عرضت على مسارح كثيرة بالخرطوم. ولما تنامى حسه بمنزلة السياسة حول تخصصه إلى العلوم السياسية والاقتصادية عن علوم الإدارة.
وما عاد إلى مدينته بعد تخرجه في الجامعة حتى استغرقه العمل السياسي والاجتماعي في السياسة المحلية. فبادر مع آخرين بتكوين "شروق" الثقافية الغراء التي أوتني حين تشردت. كما كان في طليعة منظمة "القضارف ضد الفساد" التي تربصت بإساءة توظيف المال العام. فلدى زيارتي للقضارف شنت الجمعية تظاهرات متصلة ضد الانفاق البذخي في بناء مركز الحكومة بالولاية. ولم ترهبه حقيقة أن التظاهر محرم بالقانون. والقى الأمن القبض عليه. وتكرر احتجازه، وتفتيش داره، والحجز على كمبيوتره وأوراقه.
أجرؤ على القول إن جعفر في قلة من السودانيين اعتقدت أن السياسة ممارسة محلية كما تجري العبارة. فتضحيات السودانيين فوق الحصر، ولكن جعفر استثناء فيهم لتجذر سياسته في بيئة محلية ومداومته عليها. قرأت بحثاً له عن التعليم عنوانه "التعليم السوداني: لا وحدة بلغ ولا ديناً أبقى". وأشهد الله أنني ما قرأت مثله ممن فاقه خبرة وتأهيلاً. فبينما تجدهم غضبى حولوا نقدهم للتعليم في ظل الإنقاذ إلى سياسة تجد جعفر رصيناً أبقى عليه تعليماً ونفذ إلى نصوص المقرر تجريحاً وتعديلاً بحرفية ببداغوغية غراء.
تنفد كلماتي قبل أن أوفي تزكية جعفر لكم. فأنا معجب به وأحبه كسوداني استثنائي. لقد خاض بحر السياسة وغبار شوارعها وحراسات أمن النظام المدجج من فوق عجلة معاق. وفاق تصوري جس نبض وحمية وعرفان جمهور التظاهرات التي قادها فوق شوارع القضارف لأجل الوطن من فوق تلك العجلة.
زار المرحوم عبد الله حامد الأمين مصر والتقي بالرئيس جمال عبد الناصر الذي انحنى ليسلم عليه وهو على كرسي الإعاقة. قال المرحوم: "حين انحني العملاق يسلم عليّ وقفت". وحين انحنى الوطن يسلم على جعفر وقف إلى يومنا.
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم استهداف المسؤول المالي لحزب الله محمد جعفر قصير
زعم الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، الثلاثاء، نجاحه في اغتيال المسؤول المالي في «حزب الله»، محمد جعفر قصير، في غارتين جويتين على أطراف بيروت الجنوبية، مدعيًا مسؤوليته عن نقل وسائل قتالية من إيران إلى الحزب.
غارتين جويتينوشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارتين جويتين علي أطراف بيروت، مستهدفًا محمد جعفر قصير، وكانت الغارة الأولى بالقرب من مطار بيروت الدولي، فيما استهدفت الأخرى منطقة الجناح وأصابت مبنى قرب مستشفى الزهراء الجامعي مما أجبر المسؤولين علي إغلاق طريق المطار الرئيسية وأوتوستراد الأسد وتحويلها إلى طريق الأوزاعي الفرعي، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، نقلًا عن بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بداية الأمر أنه استهدف بيروت بضربة «دقيقة»، ولم ينشر أي تفاصيل أخري بشأن الاغتيالات، ثم نشر بيان له لاحقًا يؤكد فيه نجاح قوات الاحتلال في استهداف محمد جعفر قصير، قائد «الوحدة 4400» في «حزب الله»، المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى الحزب.
أبرز القادة داخل الحزبوأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، إلى أن محمد جعفر قصير، من أبرز قادة حزب الله اللبنانى، وكان يوجه مئات من العمليات لنقل الوسائل الاستراتيجية إلي الحزب لساعده في القتال ضد إسرائيل، وأشرف على تطوير مشروع الصواريخ الدقيقة للحزب، وتطوير قدرات النيران للتنظيم، والتي كانت مخصصة لاستهداف الجبهة الداخلية وأهداف أخرى في إسرائيل.
قصير مدرج علي قوائم العقوبات الامريكيةكما زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أن محمد جعفر قصير تولي منصب قائد «الوحدة 4400» لأكثر من 15 عاماً، حيث قاد العديد من المبادرات الاقتصادية بهدف الحصول على تمويل للحزب، ويعد قصير من المدرج أسمائهم على قوائم العقوبات الأمريكية منذ عام 2018.