رفع البنك المركزي المصري خلال اجتماع استثنائي صباح اليوم، أسعار الفائدة بواقع 6%، لتتراوح بين 27.25% على الإيداع و28.25% على الإقراض.

وقال البنك المركزي في بيان السياسة النقدية، إن تأثر الاقتصاد المحلي في الآونة الأخيرة بنقص الموارد من العملات الأجنبية، أدى إلى ظهور سوق موازية لسعر الصرف وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وتابع البنك المركزي: «واستمرت التداعيات الخارجية الناجمة عن الضغوط التضخمية العالمية في التراكم تزامناً مع تعرض الاقتصاد العالمي لصدمات متتالية، وقد أدت تلك الصدمات وتداعياتها إلى ارتفاع حالة عدم اليقين وتوقعات التضخم، مما زاد من الضغوط التضخمية. كما أدت تحركات سعر الصرف الناجمة عن ذلك بالإضافة لارتفاع الأسعار العالمية للسلع الأساسية بجانب صدمات العرض المحلية، إلى استمرارية الضغوط التضخمية التي دفعت بدورها معدل التضخم العام إلى تسجيل مستويات قياسية».

وأضاف المركزي أنه على الرغم من تباطؤ معدلات التضخم السنوية مؤخراً، إلا أنه من المتوقع أن تتخطى المعدل المستهدف والمعلن من قبل البنك المركزي المصري البالغ 7% «± 2 نقطة مئوية» في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2024.

وفي إطار حرصه على تحقيق الدور المنوط به بحماية متطلبات التنمية المستدامة، أكد البنك المركزي التزامه بالحفاظ على استقرار الأسعار على المدى المتوسط، وتحقيقاً لذلك، يلتزم البنك المركزي بمواصلة جهوده للتحول نحو إطار مرن لاستهداف التضخم، وذلك من خلال الاستمرار في استهداف التضخم كمرتكز اسمي للسياسة النقدية مع السماح لسعر الصرف أن يتحدد وفقاً لآليات السوق، ويعتبر توحيد سعر الصرف إجراءً بالغ الأهمية، حيث يساهم في القضاء على تراكم الطلب على النقد الأجنبي في أعقاب إغلاق الفجوة بين سعر صرف السوق الرسمي والموازي.

وبناءً على القرار الذي اتخذته اللجنة في اجتماعها بتاريخ الأول من فبراير 2024 برفع أسعار العائد الأساسية بمقدار 200 نقطة أساس، قررت اللجنة الإسراع بعملية التقييد النقدي من أجل تعجيل وصول التضخم إلى مساره النزولي وضمان انخفاض المعدلات الشهرية للتضخم. كما تؤكد لجنة السياسة النقدية على أهمية السيطرة على التوقعات التضخمية، وما تقتضيه السياسة التقييدية من رفع لأسعار العائد الأساسية للوصول بمعدلات العائد الحقيقية لمستويات موجبة.

كما يدرك البنك المركزي المصري أن التقييد النقدي يمكن أن يؤدى إلى تراجع الائتمان الحقيقي الممنوح للقطاع الخاص على المدى القصير، إلا أن ارتفاع الضغوط التضخمية يشكل خطراً أكبر على استقرار وتنافسية القطاع الخاص. ولذلك يعي البنك المركزي أن تحقيق استقرار الأسعار يخلق مناخاً مشجعاً للاستثمار والنمو المستدام للقطاع الخاص على المدى المتوسط.

وتأتي قرارات السياسة النقدية المعلنة في إطار حزمة إصلاحات اقتصادية شاملة بالتنسيق مع الحكومة المصرية وبدعم من الشركاء الثنائيين ومتعددي الأطراف. واستعداداً لتنفيذ إجراءات برنامج الإصلاح، تم توفير التمويل اللازم لدعم سيولة النقد الأجنبي. كما يؤكد البنك المركزي على أهمية التنسيق بين السياسات المالية والنقدية للحد من أثر التداعيات الخارجية على الاقتصاد المحلي، الأمر الذي يضع الاقتصاد المصري على مسار مستدام للحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، وضمان استدامة الدين والعمل على بناء الاحتياطيات الدولية.

المركزي المصري: رفع الفائدة يقضي على السوق السوداء

ومن المرتقب أن يؤدي القضاء على السوق الموازية للصرف الأجنبي إلى خفض التوقعات التضخمية وكبح جماح التضخم. وبالتالي، من المتوقع أن يتبع التضخم العام مساراً نزولياً على المدى المتوسط، بعد الانحسار التدريجي للضغوط التضخمية المقترنة بتوحيد سعر الصرف. من ناحيةٍ أخرى، تشمل المخاطر المحيطة بتوقعات التضخم التوترات الجيوسياسية الإقليمية، والتقلبات في أسواق السلع الأساسية العالمية والأوضاع المالية العالمية. وفي ضوء تلك المخاطر والتغيرات المذكورة آنفاً، سيتم الإعلان بوضوح عن إعادة تقييم معدلات التضخم المستهدفة التي يحددها البنك المركزي المصري.

وإدراكاً بأن قرارات لجنة السياسة النقدية تحتاج إلى وقت حتى ينتقل أثرها إلى الاقتصاد، ستستمر اللجنة في تقييم توازن المخاطر المحيطة بالتضخم بهدف السيطرة على التوقعات التضخمية. وترى اللجنة أن قرار رفع أسعار العائد الأساسية بمقدار 600 نقطة أساس سيساعد في تقييد الأوضاع النقدية على نحوٍ يتسق مع المسار المستهدف لخفض معدلات التضخم. وسيتم الإبقاء على تلك المستويات حتى يتقارب التضخم مع مساره المنشود.

وتؤكد اللجنة على أهمية الإبقاء على مسار أسعار العائد الذي يحد من انحراف التضخم المتوقع عن معدله المستهدف وكذا انحراف النشاط الاقتصادي عن طاقته الإنتاجية القصوى، كما ستواصل اللجنة متابعة جميع التطورات الاقتصادية وفقاً للبيانات الواردة، ولن تتردد في استخدام أدواتها المتاحة للحفاظ على استقرار الأسعار في المدى المتوسط. وتكرر اللجنة أن مسار أسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة.

اقرأ أيضاًسعر الدولار في البنوك الآن.. تخطى الـ 45 جنيه بعد قرار البنك المركزي برفع الفائدة

رفع الفائدة وتحديد سعر الصرف.. قرارات البنك المركزي اليوم الأربعاء 6 مارس 2024

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسعار الفائدة اجتماع البنك المركزي المصري البنك المركزي المصري أسعار العائد الأساسیة البنک المرکزی المصری السیاسة النقدیة الضغوط التضخمیة معدلات التضخم المدى المتوسط على استقرار سعر الصرف على المدى

إقرأ أيضاً:

روفينيتي: الشلل التشغيلي للمصرف المركزي سيؤثر بشكل مباشر على استيراد السلع الأساسية مثل الغذاء

ليبيا – نقلت وكالة أنباء “إيتال بريس” الإيطالية الناطقة بالإنجليزية عن الخبير في الاقتصاد الإيطالي “دانييل روفينيتي” وجهات نظره بشأن أزمة المصرف المركزي.

وجهات النظر التي تابعتها وترجمتها صحيفة المرصد نبه خلالها “روفينيتي” من تطور الأزمة بسرعة إلى حالة طوارئ وطنية حقيقية إذ لم تعد الخطابات السياسية المتسببة بالانقسامات الداخلية والصعوبات في إعادة تنظيم المصرف المركزي قضايا نظرية أو بعيدة عن الحياة اليومية.

وقال “روفينيتي”:”العواقب تتجلى بالفعل في النسيج الاجتماعي للبلاد فالشلل التشغيلي للمصرف المركزي وتعليق المعاملات الدولية له آثار مباشرة ودراماتيكية على حياة المواطنين والمثال الأكثر وضوحًا يتعلق بالصعوبة المتزايدة في استيراد السلع الأساسية مثل الغذاء”.

وتابع “روفينيتي” قائلا:” فمن دون إمكانية الوصول إلى الأرصدة والودائع في الخارج تضطر ليبيا إلى البحث عن حلول طارئة لضمان الإمدادات الغذائية وهذا يخلق بالفعل توترات في السوق الداخلية ويخاطر بتفاقم حالة السكان ممن تأثروا بالفعل بشكل خطير”.

وأضاف “روفينيتي” بقوله:”إن تمديد المفاوضات لإعادة تنظيم المصرف المركزي لا يؤدي إلا إلى تأجيل مسألة ملحة وكلما طال التوصل للحل النهائي زاد خطر إثارة التوترات والمشاكل الجديدة المؤدية إلى مزيد من زعزعة استقرار البلاد ما يعرض الأمن الاقتصادي والجانب الأمني للمواطنين لمخاطر عدة”.

وقال “روفينيتي”:”هذا الحال قد يعيد مرحلة الاشتباكات العسكرية مع عواقب مدمرة على السكان ولا بد من التحرك بشكل عاجل لاستعادة وظائف المصرف المركزي والسيطرة على الوضع الاقتصادي قبل أن تؤدي التوترات السياسية والاقتصادية إلى دوامة جديدة من العنف والفوضى تخدم من يسعون لهما”.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • السعودية تحول ودائعها في البنك المركزي المصري إلى استثمارات
  • سعر الدولار اليوم الاثنين 16-9-2024 بالبنك المركزي المصري: الأوضاع الاقتصادية العالمية تؤثر على أسعار الصرف
  • سعر الجنيه الإسترليني اليوم الإثنين 16-9-2024 في البنك المركزي المصري
  • سعر الدينار البحريني والعملات العربية اليوم الاثنين 16-9-2024 في البنك المركزي المصري
  • المالية النيابية تدرس تعديل قانون البنك المركزي وانشاء صندوق سيادي
  • ارتفاع مبيعات الحوالات الخارجية في مزاد البنك المركزي العراقي
  • روفينيتي: الشلل التشغيلي للمصرف المركزي سيؤثر بشكل مباشر على استيراد السلع الأساسية مثل الغذاء
  • البنك المركزي العراقي يبيع أكثر من مليار دولار خلال اسبوع
  • البنك المركزي: انظمة الدفع الإلكتروني ساهمت بتعزيز امتثال العراق بمكافحة غسل الأموال
  • محافظ البنك المركزي: عدد المصارف الرقمية في العراق سيكون أكبر من الدول المجاورة