عادل حمودة يكتب: السعر العادل في مصر
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
نحصل من صندوق النقد على 20 مليار دولار لن يكون لتحرير الجنيه أي أثر على رفع الأسعارزيادة حجم الصادرات المصرية
وسط فوضى الحديث عن سعر الصرف سكت الخبراء وتكلم الخبثاء.
سعر الصرف يعني سعر تبادل عملة ما بعملة أخرى وتحرير سعر الصرف يعني تحديد السعر حسب قوة العرض والطلب.
وأفضل من كلمة تعويم العملة يفضل استخدام تعيير "السعر العادل" أو تحرير سعر الصرف.
وتحرير سعر الصرف يعني أن يترك البنك المركزي سعر صرف العملة يتحدد ويتغير حسب قوة السوق ويقتصر تدخل البنوك المركزية في هذه الحالة على التأثير في سرعة تغير سعر الصرف وليس الحد منه، ولكن هذا النوع من تحديد سعر الصرف يحتاج دول رأسمالية صناعية ثرية ولا يصلح لدول لا تزال اقتصادياتها ناشئة مثل مصر وتركيا والهند وفنزويلا وجنوب إفريقيا مثلا.
ما يصلح للدول الناشئة اقتصاديا يوصف بسعر الصرف المدار.
يقصد بسعر الصرف المدار ترك سعر الصرف يتحدد وفقا لقوى العرض والطلب مع تدخل البنك المركزي إذا ما فرضت الضرورة تعي السعر.
والضرورة هنا تعني زيادة الفجوة بين العرض والطلب في سوق الصرف والفجوة بين أسعار الصرف الآنية والآجلة في أسواق سعر الصرف الموازية.
والتعويم المدار هو ما يحدث في مصر.
والحقيقة، إن الضغوط على الجنيه تراجعت بشكل كبير بعد صفقة رأس الحكمة مما سبب انهيارا في سعر الدولار إلى ما دون 40 جنيها.
في الوقت نفسه، تراجعت المضاربات في السوق السوداء إلى ما يقرب من 40% بسبب توافر نحو 35 مليار دولار من صفقة راس الحكمة إلى جانب الحملات القوية على المضاربين في العملات الأجنبية وتجارها حتى وصل الدولار على سعر غير حقيقي.
وتقلص الفرق بين السعرين، سعر البنك وسعر السوق السوداء وهو ما سمح باتخاذ قرار تحرير سعر الصرف ليحدد القيمة العادلة للجنيه.
وغالبا لن يكون تحرير الجنيه أثرا على رفع الأسعار بعد انخفاض أسعار المواد الغذائية والأدوية ومدخلات الإنتاج الصناعي، وهذا حدث بعد التوجيهات الرئاسية بالإفراج عن السلع المحتجزة في الموانئ.
ولا شك إن تحرير سعر الصرف على هذا النحو، سوف يجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ويساعد في حسم برنامج التمويل المتوقع مع صندوق النقد الأجنبي وهو ما سيزيد الثقة في الاقتصاد المصري على المستوى العالمي.
وسوف نحصل من الصندوق على ما بين 15 إلي 20 مليار دولار إلى جانب دعم متوقع من الاتحاد الأوروبي.
والحقيقة، إن القيادة السياسية رفضت فيما قبل اتخاذ هذا الإجراء الضروري منذ 9 أشهر ولم تستجب لصندوق النقد؛ لأن الاقتصاد لم يكن مؤهلا في ذلك الوقت لهذه الخطوة رغم ضروريتها بسبب نقص العملات الأجنبية، لكن مع توافر القدر المناسب من العملات الأجنبية ومع اتخاذ قرار بحزمة كبيرة وموسعة من الحماية الاجتماعية لن يكون لتحرير سعر الصرف آثار سلبية على معيشة البشر في مصر.
وسيكون لتحرير سعر الصرف أثرا إيجابيا على زيادة حجم الصادرات المصرية؛ لأنها ستكون رخيصة وقادرة على المنافسة ومتوقع أن تصل إلى 145 مليار دولار خلال الست سنوات القادمة.
ولنفس السبب ستزيد أعداد وعائدات السياحة لتصل إلى 45 مليار دولار في عام 2030، وهو ما يعني على مستوى آخر زيادة فرص العمل وتراجع البطالة ورفع مستوى المعيشة.
والأهم إمكانية زيادة الاحتياطي الاستراتيجي نتيجة لكل ما سبق… ولن يشمت أحد في مصر التي ستسدد كل ما عليها وستحظى بثقة كافة المؤسسات العالمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الصرف سعر الصرف الدولار أبرز قرارات البنك المركزي المصري تحریر سعر الصرف ملیار دولار فی مصر
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة: الحرب الأهلية الأمريكية كانت صراعا وجوديا وليس سياسيا
قال الإعلامي عادل حمودة، إن البيت الأبيض شهد في عام 1858 مناظرات شديدة الأهمية بين أبراهام لينكولن وستيفن دوجلاس، عرفت باسم «المناظرات الكبرى»، وكان عددها 7، موضحا أن لينكولن كان مرشح الحزب الجمهوري لمجلس الشيوخ عن ولاية ألينو، وكان دوجلاس منافسه ومرشح الحزب الديمقراطي، وعارض لينكولن توسيع نطاق العبودية ودافع دوجلاس عن حق الولايات في تقرير المسألة بنفسها، والنتيجة معروفة كسب لينكولن المعركة وواصل طريقه إلى البيت الأبيض ليصبح رئيسا في عام 1860.
استمرت الحرب الأهلية أربع سنواتأضاف «حمودة» خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»: «لكن كانت هناك نتيجة أخرى مؤسفة انفصلت الولايات الجنوبية واندلعت الحرب الأهلية، واستمرت أربع سنوات، في ذلك الوقت كان البيت الأبيض رمزا للاتحاد والمساواة»، مشددا على أن البيت الأبيض لم يكن مجرد سكن للرئيس أبراهام لينكولن فقط وإنما كان مركز الحفاظ على وحدة الأمة، ولم يكن الصراع بين أنصار الاتحاد في الشمال وبين أنصار الاستقلال في الجنوب صراعا سياسيا وإنما كان صراعا وجوديا.
إدارة لينكولن اعتبرت الانفصال غير دستوريوتابع «حمودة» أن إدارة لينكولن اعتبرت الانفصال غير دستوري، لكن خصومه في ولايات الجنوب تمسكوا بالعبودية مصدر ثروتهم وسر قوتهم، لذلك كان الصراع شرسا، وهنا تحوَّل البيت الأبيض إلى مركز قيادة قوات الاتحاد ورسم لينكولن في غرفة الطعام الاستراتيجية العسكرية للحرب ورغم الضغوط الشخصية والسياسية الهائلة تمسك لينكولن بالاتحاد وإلغاء الرق، وفي النهاية كسب الحرب.