أكد الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن مصر ليست بمعزل عن مواكبة الحراك الدولى فى مجال الذكاء الاصطناعى؛ مشيرا إلى تقدم ترتيب مصر 46 مركزا خلال الثلاثة أعوام الماضية فى مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعى الصادر عن البنك الدولى ؛ موضحا أنه سيتم طرح حوار مجتمعى حول المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى داخل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال الفترة المقبلة للاستفادة من أراء الخبراء والمتخصصين؛ مضيفا أن محاور الاستراتيجية تستهدف إطلاق المزيد من برامج بناء القدرات فى مجال الذكاء الاصطناعى، والاستمرار فى بناء منظومات باستخدام الذكاء الاصطناعى فى مختلف المجالات، ونشر الوعى المجتمعى حول هذه التكنولوجيات.

جاء ذلك خلال فعاليات قمة "الذكاء الاصطناعى | مسيرة مصر نحو أفق جديد" التى استضافتها شركة مايكروسوفت تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى قصر عابدين التاريخى، وبحضور الدكتورة/ رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى، و إلينا بانوفا المنسق المقيم للأمم المتحدة بمصر.

وفى كلمته خلال القمة؛ أوضح الدكتور/ عمرو طلعت جهود الدولة فى مجال الذكاء الاصطناعى حيث تم إنشاء المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى فى 2019 والذى يضم مختلف أجهزة الدولة المعنية بهذا المجال، كما تم وضع أول استراتيجية للذكاء الاصطناعى فى مصر والتى تضمنت مجموعة من العناصر بالغة الأهمية؛ مشيرا إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتعاون مع وزارة التعليم العالى فى توسيع قاعدة المهارات فى مختلف تخصصات الذكاء الاصطناعى لإعداد كوادر بهذا المجال؛ منوها إلى أنه يوجد فى مصر حاليا مجموعة من الكليات والجامعات التى تركز على هذا التخصص، كما تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية التى يتم من خلالها تدريس علوم الذكاء الاصطناعى.
وأضاف الدكتور/ عمرو طلعت أنه تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقى الذى يستهدف بناء مجموعة من الحلول باستخدام التقنيات الحديثة مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعى لتحقيق آثر تنموى ومجتمعى واقتصادى فى مختلف المجالات مثل الزرعة والرعاية الصحية؛ داعيا إلى تضافر الجهود بين القطاع الحكومى والشركات العالمية والشركات المحلية ومؤسسات المجتمع المدنى لرفع الوعى المجتمعى حول أهمية وإمكانيات الذكاء الاصطناعى وتسليط الضوء على ما يستطيع أن يقدمه وما يعجز عنه، وما يحيط به من مخاطر.
ولفت الدكتور/ عمرو طلعت إلى أن الذكاء الاصطناعى التوليدى أحدث نقلة نوعية فى قدرات الذكاء الاصطناعى؛ مشيرا إلى أهمية عدم الاكتفاء فقط بجلب التكنولوجيات الحديثة ولكن تطويعها لتحقيق أثر ايجابى تنموى للمجتمع.

وأوضحت الدكتورة/ رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى أن الوزارة أطلقت فى ديسمبر الماضى منصة "حافز" للدعم المالى والفنى للقطاع الخاص وهى أول منصة حكومية مصرية مدعومة بالذكاء الاصطناعى تربط شركاء التنمية الدوليين والقطاع الخاص حيث يأتى إطلاق المنصة لمواكبة التطور التكنولوجى فى مجال الذكاء الاصطناعى وفى اطار دعم وزارة التعاون الدولى لمشاركة فعالة من القطاع الخاص فى التنمية؛ موضحة أن المنصة تعمل على سد الفجوة المعلوماتية بين مختلف شركات القطاع الخاص وشركاء التنمية الدوليين فيما يتم تقديمه من آليات مالية وغير مالية بالإضافة إلى الفرص الداعمة للأعمال الضرورية لنموها ونجاحها؛ مضيفة ان المنصة تعد مثالا بسيطا على آفاق إمكانيات الذكاء الاصطناعى فى تمكين الحكومة من تقديم خدمات أفضل وأسرع للمواطنين؛ مؤكدة على أهمية التعاون الدولى متعدد الأطراف وتبادل الأفكار والخبرات بين كافة الشركاء لتحقيق مستقبل أفضل مدعوم بتطورات التكنولوجيا والابتكار.

وخلال فعاليات القمة؛ شهد الدكتور/ عمرو طلعت توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة مايكروسوفت بشأن التعاون فى إعادة تصور الخدمات والمنصات الرقمية الحكومية باستخدام الذكاء الاصطناعى بهدف تعزيز الإنتاجية ومواجهة التحديات المجتمعية، بالإضافة إلى التعاون فى تعزيز الابتكار وتحقيق الأهداف الاستراتيجية والشراكة فى حوكمة الذكاء الاصطناعى وممارسات الذكاء الاصطناعى المسئول على النحو الذى يسهم فى تسريع ريادة مصر فى مجال الذكاء الاصطناعى فى المنطقة، وبما يتماشى مع استراتيجية مصر الرقمية والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى.
وقع مذكرة التفاهم المهندس/ رأفت هندى نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون البنية التحتية، والأستاذة/ ميرنا عارف المدير العام لمايكروسوفت مصر.

وتشمل مجالات التعاون وفقا لمذكرة التفاهم؛ حوكمة الذكاء الاصطناعى، ونشر الوعى بين كافة فئات المجتمع حول هذه التقنيات واستخدامها بشكل مسئول. كما سيتم التعاون فى الاستفادة من برامج مهارات الذكاء الاصطناعى مايكروسوفت بمصر، ودعم برامج التدريب الحكومية المستمرة من خلال توفير برامج الذكاء الاصطناعى ذات الصلة؛ كذلك سيتم التعاون فى تحديد استخدام خدمات Azure AI  فى تطبيقات الخدمات الحكومية.

هذا وقد شهدت القمة تسليط الضوء على كيفية استفادة المؤسسات فى جميع أنحاء الدولة من القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعى لتسريع الابتكار وتحسين الإنتاجية وإطلاق العنان للإبداع ونشر حلول رائدة لمعالجة التحديات الرئيسية التى تواجه المجتمعات، إلى جانب استعراض الدور المحورى لهذه الابتكارات الحديثة فى تسريع التحول الرقمى فى مصر. 
وفى كلمتها؛ أكدت الأستاذة/ ميرنا عارف المدير العام لمايكروسوفت مصر التزام الشركة بتوظيف الذكاء الاصطناعى لتمكين مستقبل رقمى أكثر ازدهارا فى مصر. وقالت "ندرك فى مايكروسوفت القوة الهائلة التى تمتلكها تقنيات الذكاء الاصطناعى وقدراتها على تحويل حياتنا وواقعنا، ومن هذا المنطلق نركّز على تطوير ابتكارات الذكاء الاصطناعى بشكل مسؤول لتمكين الأشخاص من رفع مستوى إنتاجيتهم وتعزيز فرص التقدّم، وتحقيق الرضا فى أعمالهم ووظائفهم." مضيفة "سنواصل العمل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التعاون الدولى لتوفير الوصول إلى أحدث الابتكارات فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال خدماتنا السحابية الموثوقة وتمكين الأفراد والشركات فى جميع الصناعات من الحصول على الأدوات والموارد التى يحتاجونها لتوظيف الذكاء الاصطناعى لتطوير حلول وتطبيقات خاصة بهم ودفع الابتكار ودعم نمو الاقتصاد الرقمى فى مصر."
كما شارك الدكتور/ شريف فاروق رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد فى جلسة نقاشية ضمن فعاليات قمة الذكاء الاصطناعى؛ حيث تناولت الجلسة سبل الاستفادة من الفرص التى تتيحها تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى فى تنمية أعمال المؤسسات. وذلك بمشاركة مسئولين من القطاع الخاص والبنوك.
واستعرض الخبراء ضمن فعاليات القمة تطور تقنيات الذكاء الاصطناعى، واستخداماتها فى مختلف المؤسسات بجميع الصناعات لاستخراج وتحليل البيانات القيمة وإطلاق الإمكانات الكاملة لعملياتها. كذلك استعرضت مايكروسوفت خدماتها المدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعى وتجارب المساعد الافتراضى Copilot وأوضحت دورها فى تمكين مختلف المؤسسات وعبر كافة القطاعات من إنشاء حلول ذكية مبتكرة لمواجهة تحديات الأعمال الرئيسية وتحفيز الابتكار.

حضر فعاليات القمة المهندسة/ غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسى، والمهندس/ أحمد الظاهر الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، والدكتورة/ هدى بركة مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية، والدكتورة/ هبة صالح رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، والدكتور/ أحمد خطاب مدير المعهد القومى للاتصالات، وعدد من قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونخبة من المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال والمتخصصين الرائدين فى مجال تكنولوجيا المعلومات والمطورين والشركات الناشئة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات وزیر الاتصالات وتکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعى فى للذکاء الاصطناعى التعاون الدولى القطاع الخاص التعاون فى عمرو طلعت فى مختلف فى مصر

إقرأ أيضاً:

ما بين مذكرة تفاهم الدروز واتفاق قسد مع السلطة السورية .. أستاذ قانون دولي يوضح الفارق

في المشهد السوري المتغير، جاءت مذكرة التفاهم بين الدروز والسلطات الانتقالية الحالية كخطوة دبلوماسية حذرة، تختلف جوهريًا عن الاتفاقات المبرمة مع جهات أخرى مثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد). 

فما سبب هذا الاختلاف؟ وما الفرق القانوني بين مذكرة التفاهم والاتفاق من حيث الإلزامية والتنفيذ؟  

التمييز القانوني بين مذكرة التفاهم والاتفاق

وتوضيحا لذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، أن مذكرة التفاهم هي وثيقة تعبر عن نوايا الأطراف المتعاقدة دون أن تفرض التزامات قانونية صارمة. وعادةً ما تُستخدم لبناء أرضية تفاوضية قبل الدخول في التزامات نهائية.

بينما على العكس، فإن الاتفاق يُنشئ التزامات قانونية واضحة وقابلة للتنفيذ، ما يجعل الأطراف المتعاقدة عرضة للمساءلة في حال الإخلال ببنوده.  

لماذا مذكرة تفاهم وليست اتفاقًا؟

وأضاف أستاذ القانون الدولي: يعود اختيار مذكرة التفاهم بين الدروز والسلطات الانتقالية إلى عدة أسباب قانونية وسياسية، منها:  

1. غياب الاعتراف القانوني الكامل بالسلطات الانتقالية: حيث أن شرعيتها لا تزال موضع جدل، مما يجعل أي اتفاق ملزم محل تشكيك مستقبلي.  

2. عدم الرغبة في التورط في التزامات غير قابلة للتراجع: مذكرة التفاهم تتيح مرونة أكبر للطرفين، بعكس الاتفاق النهائي الذي قد يفرض التزامات دائمة.  

3. عدم اكتمال التوافق السياسي والعسكري: الاتفاقات تتطلب التزامات أمنية وعسكرية قد لا تكون ناضجة بعد، في حين أن مذكرة التفاهم تُمثل خطوة أولية لبناء الثقة.  

وأشار الدكتور أيمن سلامة، إنه في المقابل، كان اتفاق "قسد" مع بعض الجهات أكثر تفصيلًا وإلزامًا، نظرًا لكونها طرفًا سياسيًا وعسكريًا معترفًا به من بعض القوى الإقليمية والدولية، مما يمنحها قدرة تفاوضية أقوى من الأطراف المحلية الأخرى.

مقالات مشابهة

  • ما بين مذكرة تفاهم الدروز واتفاق قسد مع السلطة السورية .. أستاذ قانون دولي يوضح الفارق
  • توقيع مذكرة تعاون بين فلسطين وإسبانيا لتعزيز التعاون الثقافي
  • عضو مؤتمر الحوار الوطني السوري: حكومة دمشق وقعت مع الدروز مذكرة تفاهم وليس اتفاقا
  • توقيع مذكرة تفاهم بين “هيئة السياحة” و “مؤسسة جسر الملك” فهد لإثراء تجربة السياح
  • توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة السياحة و مؤسسة جسر الملك فهد لإثراء تجربة السياح
  • هيئة السياحة توقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة جسر الملك فهد
  • عبدالله بن زايد ووزيرة خارجية السويد يوقعان مذكرة تفاهم بين البلدين
  • النيابة العامة ووزارة الرياضة توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك
  • معهد التخطيط القومي ودراسات الشرق الأوسط يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة في البحث العلمي
  • معهد التخطيط والقومي لدراسات الشرق الأوسط يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة