لعبة "القط والفأر" تعود إلى مستويات الحرب الباردة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
نقلت "فاينانشال تايمز" عن أحد ضباط الاستخبارات في الغرب قوله إن لعبة "القط والفأر" تعود إلى مستويات الحرب الباردة بين روسيا والغرب على مستوى العمليات الاستخبارية.
وجاء في المقال الذي شارك في كتابته ثلاثة صحفيين هم جون بول راثبون من لندن وسام جونز من جنيف وكورتني ويفر من برلين أن روسيا أعادت ما أطلق عليه الصحفيون "حرب التجسس مع الغرب" بقوة، فيما كان نشر المكالمة الهاتفية لكبار ضباط القوات الجوية الألمانية "مثالا مرعبا" على ذلك.
وتعليقا على ذلك قال أحد ضباط الاستخبارات الغربية: "لقد عادت لعبة القط والفأر إلى مستويات الحرب الباردة أو حتى أعلى مما كانت عليه آنذاك"، فيما قال مسؤول آخر: "إن الاستخبارات الروسية آلة ضخمة، وقد عادت لتفعل ما كانت تفعله دائما".
إقرأ المزيد بوليتيكو: عملية تجسس بوتين البارعة تترك شولتس في العراءوسردت الجريدة عددا مما أطلقت عليهم "شبكات التجسس الروسية" في بريطانيا وفرنسا والاشتباه في أحد أعضاء البرلمان الأوروبي من لاتفيا، إلى جانب حادث العثور على الطيار العسكري الروسي المنشق ميتا في إسبانيا، فيما كان جسده مليئا بالرصاص.
لكن المحادثة الهاتفية التي تم تسريبها نهاية الأسبوع الماضي، وفقا للجريدة، مثلت "الانقلاب الدعائي الأكثر انفجارا لموسكو" حتى الآن فيما أسمته "الحرب الهجينة المستمرة ضد الغرب". وتابعت الجريدة: "إن التصعيد الواضح في العمليات الاستخبارية التي يقودها الكرملين يمثل ثقة جديدة بين أسياد التجسس في روسيا بعد النكسات المهينة التي واجهوها في أوائل عام 2022".
وتدعي الجريدة أن العواصم الأوروبية "طردت 600 دبلوماسي روسي، يعتقد أن حوالي 400 منهم كانوا جواسيسا" إلى جانب "الكشف عن عدد من العملاء الذين يعملون لدى الروس"، ومنذ ذلك الحين، تزعم الجريدة أن "أجهزة الاستخبارات الرئيسية في روسيا: الاستخبارات العسكرية GRU، وجهاز الأمن الفيدرالي FSB، ووكالة الاستخبارات الخارجية SVR، قامت بإعادة تنظيم صفوفها وتجديد أدوات التجسس الخاصة بها لتحسين فرصة العمليات العسكرية التقليدية الروسية".
وترى الجريدة أن "أقطاب التجسس الروس عززوا قواعدهم خارج منطقة شنغن التي يسمح فيها بالحركة بحرية بلا جوازات سفر، حيث يقدر مسؤول استخباراتي غربي أن "ما يقرب من ثلثي العمليات الاستخبارية الروسية في جميع أنحاء القارة الأوروبية تدار من (مراكز آمنة) في فيينا وجنيف"، وإضافة إلى ذلك، أصبحت تركيا والإمارات العربية المتحدة في الشرق الأوسط "نقاط انطلاق مهمة لعمليات الاستخبارات الروسية في أوروبا".
إقرأ المزيد هل تتمكن الولايات المتحدة من تجميد صراع أوكرانيا وبدء حرب كبيرة في الشرق الأوسط في العام 2024؟إلا أن رئيس MI6 (الاستخبارات البريطانية) ريتشارد مور قال العام الماضي: "هناك العديد من الروس اليوم الذين يشعرون بالفزع بصمت، وبابنا مفتوح دائما".
لكن، وفي الوقت نفسه، والحديث لـ "فاينانشال تايمز"، ربما يكون طرد الدبلوماسيين الروس قد جعل مكافحة الاستخبارات أكثر صعوبة، حيث كانت الوكالات الغربية تعرف في السابق أي الدبلوماسيين هم جواسيس، ويمكنها تتبع من التقوا بهم وربما تجنيدهم.
وتابع أحد العملاء الغربيين بهذا الشأن: "يمكنك دعوتهم إلى المنزل، وتناول المشروبات، وتقديمهم للعائلة، وجعلهم يدركون طبيعتك الإنسانية، وتنمي ثقتهم بك. كان ذلك أمرا أساسيا".
وقد كثفت الوكالات الغربية، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، تعاونها حيث قامت ببناء شبكة من قواعد البيانات والاتصالات للقبض على "العملاء الروس"، وعلى الرغم من ذلك تحقق آلة الاستخبارات الروسية، في بعض الأحيان، نجاحات مذهلة، كما فعلت في الهجوم السيبراني Solar Winds عام 2021، في اختراق أنظمة البنتاغون، أو في حالة التسريب الألماني الأخير.
وختم الصحفيون الغربيون مقال "فاينانشال تايمز" بمقولة أحد ضباط المخابرات: "إن الروس أغبياء للغاية، إلا أنهم يستطيعون في الوقت نفسه القيام ببعض العمليات المعقدة للغاية، والتي تعتبر رائعة للغاية من الناحية الاستخباراتية".
المصدر: فاينانشال تايمز
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الاستخبارات المركزية الأمريكية البنتاغون الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو رجال المخابرات وزارة الدفاع الروسية فاینانشال تایمز
إقرأ أيضاً:
عميد صهيوني: صنعاء تراكم قوتها على عدة مستويات ولا يمكن هزيمتها
الثورة نت/…
رأى العميد الاحتياط الصهيوني، عيران أورتال، أنّ “مواجهة اليمنيين ستستمر لسنوات”، مضيفاً: “نحن في بداية حقبة جديدة تتطلب منا إعادة التفكير في سياسة إسرائيل وإستراتيجية الجيش لمواجهة مجموعة من التهديدات”.
وفي حديث مع صحيفة “دافار” الصهيونية، خلُص تحليل أورتال، إلى أنّه “كلما تعمّقت صنعاء في المعركة ضد إسرائيل، أصبحوا أقوى على عدة مستويات”.
وأوضح أنّ ما عزّز صورة القوّة عند صنعاء، هو أنّهم مازالوا في ساحة القتال ضد “إسرائيل”، في حين أصبح الآخرون أقل نشاطاً، أيّ أنّهم “الوحيدون الذين يواصلون القتال ضد “إسرائيل”.
وبشأن الحصار البحري الذي تقوم به القوات المسلّحة اليمنية، أشار أورتال، إلى أنّ صنعاء انتقلت من “عامل مجهول إلى مشكلة حقيقية تهم كل اللاعبين في المنطقة”، مضيفاً أنّهم “تمكنوا من إحداث أضرار جسيمة للاقتصاد المصري، وشلّ ميناء إيلات، وهم يستمرّون في التصعيد.”.
وتناول عيران أورتال مسألة صعوبة المواجهة مع صنعاء على صعيد التكلفة والتجهيز، قائلاً: “الجيش الإسرائيلي مهماته محلّية لحماية الحدود، وليس قوة قادرة على شن عمليات بعيدة المدى. ورغم وصف سلاح الجو بالذراع الطويلة، إلا أنّ العمليات البعيدة تتطلب تحضيرات مكثفة”.
وعقّب أورتال، أنّه “جرى الحديث عن مواجهة مع إيران، على مدى عشرين عاماً، لكن الجيش لم يطور قدرات كافية لشن حرب على مسافة تزيد عن ألف كيلومتر”.
وتابع: “من أجل تحقيق ذلك، الجيش يتطلب استعدادات مختلفة مثل إنشاء قواعد في دول أخرى، امتلاك أسطول بحري كبير، ونظام جديد للعلاقات الخارجية، وهو أمر لا يمكن لإسرائيل تحقيقه بسهولة”.
وقال العميد الإسرائيلي، لصحيفة “دافار”، إنّه “لتحليل استقرار نظام أنصار الله في اليمن، ينبغي فهم الحقائق الأساسية عن اليمن، بلد يضم حوالي 35-40 مليون نسمة، يعيش معظمهم في المناطق التي تسيطر عليها صنعاء، وهي منطقة جبلية معقدة تشكل نصف البلاد”.
وتابع أنّهم ” يتمتّعون بحكم الأمر الواقع، مع قوة عسكرية تتراوح بين 200-300 ألف جندي ومعدّات دعمتهم بها إيران، وأثبتت فعاليتها في مواجهة خصومهم واستهداف جبهات بعيدة كإسرائيل. اليمن دولة ذات أهمية استراتيجية على الساحة العالمية”.
وختم أورتال حديثه، قائلاً: “هم، مثل حماس، نوع من الأعداء الذين لا يمكن هزيمتهم إلا على الأرض، لا يمكن الإطاحة بنظامهم من خلال القصف الجوي”، موصياً أنّه “يجب محاربتهم على الأرض، وإسرائيل لن تفعل ذلك”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد أشارت أنّ “صنعاء تواصل تعطيل التجارة العالمية، وتتسبب بخسائر بمليارات الدولارات وإجبار شركات الشحن على إعادة توجيه شحناتها أو إطلاق مجموعة من الصواريخ والطائرات من دون طيار، وهم يقولون إنهم لن يتوقفوا حتى تتوقف إسرائيل عن القتال في غزة”.