هذه آخر تطورات مفاوضات التهدئة التي تجري بمصر .. هل تنازلت حماس عن شروطها وما هو العرض الخبيث؟
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
سرايا - حظة بلحظة، يترقب سكان قطاع غزة، سير عملية المفاوضات التي تجري في العاصمة المصرية القاهرة، حول ملفات تهدئة غزة “المُعقدة” ومصير مدينة رفح الذي بات حديث العالم أجمع، ومعلقًا بين التهديدات (الإسرائيلية) باجتياح قريب للمدينة، والتحذيرات من مجازر جديدة، والمطالبات بوقف أي عمليات عسكرية.
خلال الساعات القليلة الماضية كثف الإعلام العبري، حديثه عن اقتراب إتمام اتفاق تهدئة يستمر لأسابيع طويلة مع حركة حماس، خاصة بعد الكشف عن تنازل مفاجئ، لرئيس الحكومة الأكثر تطرفًا بتاريخ (إسرائيل)، بنيامين نتنياهو، عن الشرط الذي كان يضعه لاستئناف المفاوضات والمتمثل بتقديم حماس قائمة بأسماء الأسرى (الإسرائيليين) الأحياء لديها في غزة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الضغوطات الإسرائيلية الداخلية من أهالي الأسرى والأحزاب السياسية الأخرى، وكذلك الضغوطات الدولية والأمريكية، جمعيها أدت لنزول نتنياهو عن الشجرة والتنازل عن شرطه الذي كان عقبة رئيسية في عجلة المفاوضات، خاصة في ظل رفض حركة “حماس” القاطع لتقديم أي معلومات عن الأسرى الذين تحتزهم دون أي مقابل.
وألمحت الكثير من وسائل الإعلام، إلى أن انجاز صفقة تبادل أسرى بين حماس و (إسرائيل)، بات قريب جدًا، والساعات المقبلة ستكون حاسمة وسيتم الإعلان خلالها عن تفاصيل “متقدمة جدًا” للمفاوضات، في ظل تكثيف الكثير من الأطراف على رأسها مصر وقطر والإدارة الأمريكية لضرورة التوصل لاتفاق قبل شهر رمضان المبارك.
هذه التلميحات رافقها تصريحات مُشجعة من قادة حماس وكذلك المسؤولين مصريين وقطريين، بوجود “اختراقه” في المفاوضات مع تبقي بعض التفاصيل والملفات العالقة وعلى رأسها تمسك حماس بشرطها الرئيسي وهو عودة كافة النازحين لشمال قطاع غزة، وهو الامر الذي كانت ترفضه (إسرائيل) قطعيًا، لكن تم الحديث في الساعات الماضية عن اتفاق لعودة محددة للعائلات للشمال خلال أيام التهدئة المرجح أن لا تقل عن 6 أسابيع.
وبحسب مسؤولين مصريين، فإن حركة حماس كانت ثابتها في موافقه منذ اللحظة الأولى من المفاوضات، مع إبداء بعض المرونة على أمل الوصول لصفقة تبادل للأسرى قريبة، يتم بموجبها وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل على قطاع غزة، والانسحاب من القطاع، وبدء مراحل الإغاثة وإدخال المساعدات وإطلاق مشاريع الإعمار، والإفراج عن أعداد كبيرة وأسماء “ذات وزن” من السجون (الإسرائيلية).
وذكر تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي، أن حركة “حماس” تعتبر “عودة الفلسطينيين إلى منازلهم شمالي قطاع غزة، أولوية قصوى” لها في المفاوضات الجارية حاليا لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى المحتجزين لديها.
ونقل الموقع عن مسؤول (إسرائيلي) ومصدر مطلع، أن الوسطاء المصريين والقطريين أبلغوا (الإسرائيليين) خلال محادثات الأسبوع الماضي، أن حماس “مستعدة لخفض عدد الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون (الإسرائيلية)، مقابل السماح بعودة عدد أكبر من المدنيين إلى منازلهم شمالي قطاع غزة”.
وقال المسؤول (الإسرائيلي) الذي لم يكشف الموقع عن هويته، إنه خلال المحادثات غير المباشرة في الدوحة الأسبوع الماضي، أبلغ الوسطاء أن عودة الفلسطينيين إلى شمالي غزة “أولوية قصوى” لحماس في المفاوضات، مشيرًا إلى أن “الوسطاء المصريين والقطريين كانوا مندهشين بمدى أهمية تلك المسألة للحركة”.
وأضاف المسؤول، أن “حماس” تطرح مسألة العودة هذه على أنها قضية إنسانية، لكنه أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعتبر الأمر “مسألة سياسية”، معتبرًا أنه حال سمحت إسرائيل بعودة الفلسطينيين إلى شمالي غزة، فإن ذلك قد يتسبب في “تقوية حماس كهيكل حكم في القطاع، ويجعل تحقيق هدف إسرائيل بالقضاء عليها أكثر صعوبة”.
– العرض الخبيث
وكانت العديد من الدول قد أعربت عن رفضها تهجير الفلسطينيين من مناطقهم في قطاع غزة، مشددة على رفضها إعادة (إسرائيل) احتلال القطاع، فيما تقول (إسرائيل) إنها طلبت من الفلسطينيين مغادرة منازلهم في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني والتوجه جنوبا، لتقليل الخسائر بين المدنيين.
وتهدد (إسرائيل) بشن توغل بري في مدينة رفح، أقصى جنوبي القطاع، على الحدود مع مصر.
هذا وذكرت هيئة البث العبرية (“كان 11”) أن الوسطاء عرضوا على حركة حماس الإفراج عن عدد قليل من الأسرى (الإسرائيليين) المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، “مقابل وقف إطلاق النار لبضعة أيام”، وذلك حتى “تبدي حماس جدية اهتمامها بإطلاق سراح الرهائن”.
وذكرت القناة أن حماس رفضت عرض الوسطاء؛ مشيرة إلى أن “الوسطاء ما زالوا يحاولون إقناع الحركة بالموافقة على هذا المقترح”، وشددت القناة أن الحديث ليس عن تغيير إطار الاتفاق الذي توصل إليه الوسطاء خلال المحادثات التي عقدت في باريس، وإنما “خطوة أولية تسبق هذا الاتفاق”.
ونقلت “كان 11” عن مصادر مطلعة على المفاوضات أن “هذه خطوة يمكن أن تظهر لـ (بإسرائيل) أن حماس تعرف مكان الرهائن وأنها جادة بشأن الصفقة”، وأضافت أنه “رغم الرد السلبي من حماس، لا يزال الوسطاء يضغطون على الحركة لقبول هذا المقترح.
وتوصف محادثات وقف إطلاق النار التي بدأت الأحد في القاهرة بأنها عقبة أخيرة أمام التوصل إلى أول وقف طويل لإطلاق النار خلال الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
وفي وقت سابق أفادت قناة “القاهرة” الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية، أن “تقدما ملحوظا” سجل، خلال المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، والتي تشارك فيها حركة حماس ومصر وقطر والولايات المتحدة.
كما أفاد مصدر قيادي في حماس لوكالة “فرانس برس”، أن الاتفاق على هدنة في غزة “ممكن خلال 24 إلى 48 ساعة، بحال تجاوبت إسرائيل مع مطالب الحركة”.
ويرجح أن تعلن الأطراف التي تتوسط في مفاوضات التهدئة بغزة، خلال الساعات المقبلة عن موعد إعلان التهدئة الذي يرجح أن يكون خلال الأيام الأخيرة التي تسبق شهر رمضان، في ظل تخوفات (إسرائيلية) كبيرة من أن تمتد الحرب لشهر رمضان ودخول أطراف أخرى في الحرب على الشمال وخاصة جبهتي سوريا ولبنان، وهو الامر الذي ترفضه بقوة الإدارة الأمريكية وتحاول تضييق الحرب والتوصل لتهدئة بأسرع وقت ممكن.
وأمام هذه التطورات.
فهل اقتربنا من هدنة بغزة؟ وانتهت أهداف الحرب؟.. أم الساعات المقبلة ستحمل مفاجآت جديدة؟
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : %80 من أسر غزة تفتقد المياه النظيفةإقرأ أيضاً : هل يُخفي "النتن ياهو" إصابته بمرضٍ خطير؟إقرأ أيضاً : استشهاد فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في جنين
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة مدينة العالم الحكومة مصر شهر رمضان غزة الحكومة القطاع مدينة القاهرة حلول شهر رمضان غزة شهر رمضان سوريا العالم مصر رمضان مدينة القاهرة سوريا الحكومة غزة الاحتلال حلول باريس القطاع شهر جنين حرکة حماس قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحف إسرائيلية: نتنياهو يحاول استئناف الحرب لكن واشنطن تسيطر على المفاوضات
قالت صحف إسرائيلية إن الولايات المتحدة راغبة في دخول مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول العودة للحرب وقتل بقية الأسرى.
ففي مقال رأي بصحيفة هآرتس، حمّل الكاتب يوري ميسغاف رئيس الوزراء مسؤولية وفاة عدد من الأسرى الإسرائيليين، بسبب مماطلته ورفضه تسويات سابقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غزاوي أفرجت عنه إسرائيل: إذا عادوا للقبض علي أفضل الموتlist 2 of 2رجل عصابات أميركي: أنا الذي قتلت كينيديend of listوقال الكاتب إن نتنياهو يقود دولة مفككة ومنهكة، وإنه ما زال يحلم بالتضحية بالأسرى المتبقين واستئناف الحرب. مضيفا أنه يقود فعليا حكومة أقلية تتراجع في استطلاعات الرأي وتفتقر إلى الشرعية.
ويرى الكاتب أن على رؤساء المؤسسة الدفاعية والأميركيين من جهة والجمهور الإسرائيلي من جهة أخرى أن يوضحوا لنتنياهو بالقوة عدم إمكانية استمرار هذا الوضع.
واشنطن صاحبة القرار
أما صحيفة يديعوت أحرونوت، فنقلت عن مصدر مطلع قوله إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، يعمل بكل قوة على المرحلة الثانية من الاتفاق.
ووفقا للمصدر، فإن ويتكوف عازم على تحقيق المرحلة، وسيقوم في النهاية بفرض الاتفاق على إسرائيل بالنظر إلى هيمنة الأميركيين على هذه المحادثات ومشاركتهم النشطة فيها.
إعلانومن المقرر أن تنطلق مفاوضات المرحلة الثانية الأسبوع المقبل بعد الانتهاء من تسليم الستة أسرى الأحياء المتبقين من المرحلة الأولى.
وحاولت حكومة نتنياهو وضع عراقيل أمام مفاوضات المرحلة الثانية من خلال السعي لإدخال شروط جديدة تتعلق بتفكيك سلاح المقاومة وإخراج قادة حماس من القطاع.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت أمس الأربعاء إن المفاوضات ستنطلق مع وصول ويتكوف إلى إسرائيل، وإن نتنياهو وجه بالدخول فيها على أساس نزع سلاح المقاومة.