سرايا - حظة بلحظة، يترقب سكان قطاع غزة، سير عملية المفاوضات التي تجري في العاصمة المصرية القاهرة، حول ملفات تهدئة غزة “المُعقدة” ومصير مدينة رفح الذي بات حديث العالم أجمع، ومعلقًا بين التهديدات (الإسرائيلية) باجتياح قريب للمدينة، والتحذيرات من مجازر جديدة، والمطالبات بوقف أي عمليات عسكرية.


خلال الساعات القليلة الماضية كثف الإعلام العبري، حديثه عن اقتراب إتمام اتفاق تهدئة يستمر لأسابيع طويلة مع حركة حماس، خاصة بعد الكشف عن تنازل مفاجئ، لرئيس الحكومة الأكثر تطرفًا بتاريخ (إسرائيل)، بنيامين نتنياهو، عن الشرط الذي كان يضعه لاستئناف المفاوضات والمتمثل بتقديم حماس قائمة بأسماء الأسرى (الإسرائيليين) الأحياء لديها في غزة.




وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الضغوطات الإسرائيلية الداخلية من أهالي الأسرى والأحزاب السياسية الأخرى، وكذلك الضغوطات الدولية والأمريكية، جمعيها أدت لنزول نتنياهو عن الشجرة والتنازل عن شرطه الذي كان عقبة رئيسية في عجلة المفاوضات، خاصة في ظل رفض حركة “حماس” القاطع لتقديم أي معلومات عن الأسرى الذين تحتزهم دون أي مقابل.

وألمحت الكثير من وسائل الإعلام، إلى أن انجاز صفقة تبادل أسرى بين حماس و (إسرائيل)، بات قريب جدًا، والساعات المقبلة ستكون حاسمة وسيتم الإعلان خلالها عن تفاصيل “متقدمة جدًا” للمفاوضات، في ظل تكثيف الكثير من الأطراف على رأسها مصر وقطر والإدارة الأمريكية لضرورة التوصل لاتفاق قبل شهر رمضان المبارك.


هذه التلميحات رافقها تصريحات مُشجعة من قادة حماس وكذلك المسؤولين مصريين وقطريين، بوجود “اختراقه” في المفاوضات مع تبقي بعض التفاصيل والملفات العالقة وعلى رأسها تمسك حماس بشرطها الرئيسي وهو عودة كافة النازحين لشمال قطاع غزة، وهو الامر الذي كانت ترفضه (إسرائيل) قطعيًا، لكن تم الحديث في الساعات الماضية عن اتفاق لعودة محددة للعائلات للشمال خلال أيام التهدئة المرجح أن لا تقل عن 6 أسابيع.

وبحسب مسؤولين مصريين، فإن حركة حماس كانت ثابتها في موافقه منذ اللحظة الأولى من المفاوضات، مع إبداء بعض المرونة على أمل الوصول لصفقة تبادل للأسرى قريبة، يتم بموجبها وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل على قطاع غزة، والانسحاب من القطاع، وبدء مراحل الإغاثة وإدخال المساعدات وإطلاق مشاريع الإعمار، والإفراج عن أعداد كبيرة وأسماء “ذات وزن” من السجون (الإسرائيلية).


وذكر تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي، أن حركة “حماس” تعتبر “عودة الفلسطينيين إلى منازلهم شمالي قطاع غزة، أولوية قصوى” لها في المفاوضات الجارية حاليا لوقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى المحتجزين لديها.


ونقل الموقع عن مسؤول (إسرائيلي) ومصدر مطلع، أن الوسطاء المصريين والقطريين أبلغوا (الإسرائيليين) خلال محادثات الأسبوع الماضي، أن حماس “مستعدة لخفض عدد الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون (الإسرائيلية)، مقابل السماح بعودة عدد أكبر من المدنيين إلى منازلهم شمالي قطاع غزة”.

وقال المسؤول (الإسرائيلي) الذي لم يكشف الموقع عن هويته، إنه خلال المحادثات غير المباشرة في الدوحة الأسبوع الماضي، أبلغ الوسطاء أن عودة الفلسطينيين إلى شمالي غزة “أولوية قصوى” لحماس في المفاوضات، مشيرًا إلى أن “الوسطاء المصريين والقطريين كانوا مندهشين بمدى أهمية تلك المسألة للحركة”.


وأضاف المسؤول، أن “حماس” تطرح مسألة العودة هذه على أنها قضية إنسانية، لكنه أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعتبر الأمر “مسألة سياسية”، معتبرًا أنه حال سمحت إسرائيل بعودة الفلسطينيين إلى شمالي غزة، فإن ذلك قد يتسبب في “تقوية حماس كهيكل حكم في القطاع، ويجعل تحقيق هدف إسرائيل بالقضاء عليها أكثر صعوبة”.

– العرض الخبيث
وكانت العديد من الدول قد أعربت عن رفضها تهجير الفلسطينيين من مناطقهم في قطاع غزة، مشددة على رفضها إعادة (إسرائيل) احتلال القطاع، فيما تقول (إسرائيل) إنها طلبت من الفلسطينيين مغادرة منازلهم في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني والتوجه جنوبا، لتقليل الخسائر بين المدنيين.

وتهدد (إسرائيل) بشن توغل بري في مدينة رفح، أقصى جنوبي القطاع، على الحدود مع مصر.

هذا وذكرت هيئة البث العبرية (“كان 11”) أن الوسطاء عرضوا على حركة حماس الإفراج عن عدد قليل من الأسرى (الإسرائيليين) المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، “مقابل وقف إطلاق النار لبضعة أيام”، وذلك حتى “تبدي حماس جدية اهتمامها بإطلاق سراح الرهائن”.

وذكرت القناة أن حماس رفضت عرض الوسطاء؛ مشيرة إلى أن “الوسطاء ما زالوا يحاولون إقناع الحركة بالموافقة على هذا المقترح”، وشددت القناة أن الحديث ليس عن تغيير إطار الاتفاق الذي توصل إليه الوسطاء خلال المحادثات التي عقدت في باريس، وإنما “خطوة أولية تسبق هذا الاتفاق”.


ونقلت “كان 11” عن مصادر مطلعة على المفاوضات أن “هذه خطوة يمكن أن تظهر لـ (بإسرائيل) أن حماس تعرف مكان الرهائن وأنها جادة بشأن الصفقة”، وأضافت أنه “رغم الرد السلبي من حماس، لا يزال الوسطاء يضغطون على الحركة لقبول هذا المقترح.

وتوصف محادثات وقف إطلاق النار التي بدأت الأحد في القاهرة بأنها عقبة أخيرة أمام التوصل إلى أول وقف طويل لإطلاق النار خلال الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر قبل حلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.

وفي وقت سابق أفادت قناة “القاهرة” الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية، أن “تقدما ملحوظا” سجل، خلال المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، والتي تشارك فيها حركة حماس ومصر وقطر والولايات المتحدة.

كما أفاد مصدر قيادي في حماس لوكالة “فرانس برس”، أن الاتفاق على هدنة في غزة “ممكن خلال 24 إلى 48 ساعة، بحال تجاوبت إسرائيل مع مطالب الحركة”.


ويرجح أن تعلن الأطراف التي تتوسط في مفاوضات التهدئة بغزة، خلال الساعات المقبلة عن موعد إعلان التهدئة الذي يرجح أن يكون خلال الأيام الأخيرة التي تسبق شهر رمضان، في ظل تخوفات (إسرائيلية) كبيرة من أن تمتد الحرب لشهر رمضان ودخول أطراف أخرى في الحرب على الشمال وخاصة جبهتي سوريا ولبنان، وهو الامر الذي ترفضه بقوة الإدارة الأمريكية وتحاول تضييق الحرب والتوصل لتهدئة بأسرع وقت ممكن.

وأمام هذه التطورات.

فهل اقتربنا من هدنة بغزة؟ وانتهت أهداف الحرب؟.. أم الساعات المقبلة ستحمل مفاجآت جديدة؟

رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : %80 من أسر غزة تفتقد المياه النظيفةإقرأ أيضاً : هل يُخفي "النتن ياهو" إصابته بمرضٍ خطير؟إقرأ أيضاً : استشهاد فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في جنين


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة مدينة العالم الحكومة مصر شهر رمضان غزة الحكومة القطاع مدينة القاهرة حلول شهر رمضان غزة شهر رمضان سوريا العالم مصر رمضان مدينة القاهرة سوريا الحكومة غزة الاحتلال حلول باريس القطاع شهر جنين حرکة حماس قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مكتب نتنياهو: تلقينا اليوم رد حماس من الوسطاء وسندرسه ونرد عليه

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الأربعاء 3 تموز 2024 ، إن إسرائيل تلقت اليوم رد حركة حماس من الوسطاء.

وأوضح المكتب في بيان صحفي أن الوسطاء سلموا إسرائيل رد حماس على مقترح صفقة التبادل ، وستقوم تل أبيب بدراسته والرد عليه.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى،إن حركة حماس لا تزال مصرة على ضمان عدم عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى القتال بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى المطروح بين إسرائيل وحركة حماس مقابل وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، مشددا على أن هذا الأمر "غير مقبول" على الجانب الإسرائيلي.

إقرا/ي أيضا: مسؤول إسرائيلي: حمـاس تواصل إصرارها على بند أساسي في مقترح الصفقة

جاء ذلك في إحاطة صحافية قدمها المسؤول الإسرائيلي لوسائل الإعلام الإسرائيلية؛ مشددا على أن إسرائيل تعتزم مواصلة المفاوضات وكذلك الضغط العسكري والسياسي على حركة حماس "من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن الـ120 (المحتجزين في غزة)، الأحياء منهم والأموات"، مشيرا إلى "فجوات أخرى" بين إسرائيل وحماس "لم يتم سدها".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن "المسؤول الأمني الرفيع" دون تسميته، أن "حماس تواصل إصرارها على بند أساسي في المقترح (المطروح للصفقة والذي كان قد أعلن عنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، على أنه مقترح إسرائيلي) يمنع إسرائيل من العودة إلى القتال بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لإسرائيل".

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الجهة التي قدمت إحاطة لوسائل الإعلام وطالبت بنشرها على لسان "مسؤول أمني رفيع" ليست سوى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، علما بأن عائلات أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة يتهمون نتنياهو بعرقلة التوصل لاتفاق والعمل على إطالة أمد الحرب للبقاء في السلطة.

ويبدو أن القرار ينسب هذه التصريحات لـ"مسؤول أمني رفيع" يأتي في أعقاب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشر أمس، الثلاثاء، وجاء فيه أن كبار الجنرالات الإسرائيليين الأعضاء في هيئة الأركان العامة يؤيدون بدء وقف الحرب على غزة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس في السلطة في الوقت الراهن.

ويوم السبت الماضي، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن تل أبيب ترصد إمكانية حصول تغيير في موقف حركة حماس في إطار المفاوضات غير المباشرة الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بموجب اتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل "التغييرات" التي تدفع بها الإدارة الأميركية على المقترح الذي كان قد عرضه بايدن، ويتألف من 3 مراحل تنتهي بإرساء "هدوء مستدام" في غزة.

والصياغة الجديدة التي سعت إليها إدارة بايدن، تتعلق البند الـ8 من المقترح المطروح، والذي يتعلق بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة من أجل تحديد شروط المرحلة الثانية والتي تشمل الوصول إلى "تهدئة مستدامة" في غزة.

وأكدت القناة 13 الإسرائيلية، يوم السبت الماضي، على عدم حدوث اختراقه في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، وعدم وجود حالة خاصة من التفاؤل في إسرائيل إزاء ما قد تسفر عنه التعديلات الأميركية، غير أن التقديرات حينها كانت تشير إلى إمكانية حدوث تغيير في موقف حماس.

واعتبر المسؤول الإسرائيلي أنه "إذا وافقت حماس على الصياغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة فسوف يسمح ذلك بإتمام الصفقة"؛ علما بأن القيادي في حماس، أسامة حمدان، قال إنه لا يوجد أي تطور جديد حقيقي في المفاوضات.

وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 أيار/ مايو الماضي، على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن إسرائيل رفضته بزعم أنه "لا يلبي شروطها".

وفي 31 أيار/ مايو الماضي، تحدث الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن تقديم إسرائيل مقترحا جديدا لاتفاق من 3 مراحل يشمل "تبادلا للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • الكابينت يجتمع مساءً - نتنياهو يوافق على سفر وفد المفاوضات
  • نتنياهو يحدد موعد مناقشة "مقترحات حماس" للهدنة
  • عاجل:- مقتل قائد في جيش الاحتلال الإسرائيلي وتطورات حول صفقة تبادل الأسرى مع حماس
  • هدنة غزة.. نتنياهو يحدد موعد بحث "مقترحات حماس"
  • إعلام إسرائيلي: حماس متمسكة ببند أساسي يمنع إقرار التهدئة في غزة
  • إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح لوقف الحرب.. و"بوادر تفاؤل"
  • الموساد: تسلمنا رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار عبر وسطاء المفاوضات
  • إعلام عبري: حماس طالبت إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا لاستمرار المفاوضات
  • مكتب نتنياهو: تلقينا اليوم رد حماس من الوسطاء وسندرسه ونرد عليه
  • مفاوضات أممية مع إسرائيل لنشر نظام اتصالات في قطاع غزة